تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدعوة والدعاة

> حُسنُ الظَّنِّ بالنَّاس بقلم: الشَّيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني - حفظه الله

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
السني الجزائري
زائر
  • المشاركات : n/a
السني الجزائري
زائر
حُسنُ الظَّنِّ بالنَّاس بقلم: الشَّيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني - حفظه الله
09-01-2013, 11:48 PM
حُسنُ الظَّنِّ بالنَّاس
بقلم:
الشَّيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني - حفظه الله
- المدينة النَّبوية





بسم الله الرحمن الرحيم



مِن الأخلاقِ الكَريمةِ الَّتي جاءَ بها ديِنُنا حُسنُ الظَّنِّ بالنَّاس ، وهوَ خلُقٌ رَفيعٌ يدلُّ على باطنٍ حسنٍ ، وعلامةُ الباطنِ الحسنِ صَفَاءُ الفِكرُ للإخوانِ وسلاَمةُ الصَّدرِ لهم ، فإذَا صاحبَه لينُ جانبٍ وعفَّةُ لِسانٍ فقد تمَّ مِن خلُقِه كلُّ بُنيانٍ ، لأنَّ القُلوبَ إذَا طابَت خَواطرُها كما أنَّ الشَّجرةَ إذَا طابَ أَصلُها طابَت ثِمارُها ، وبالقابِل فإنَّ الظنُّون تَسوءُ على قَدرِ ما تَنبَني علَيه القُلوبُ من سوءِ ، والأَخلاقُ الحسنةُ ثمرةُ القُلوبِ الحسنةِ ، وأحسنُ ما وفرَ في القُلوبِ هو كَلِمةُ التَّوحيدِ الَّذي هو أكبرُ باعثٍ على الصَّلاح ، كما قالَ اللهُ عزَّوجلَّ : ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾ [إبراهيم:24-26] .
وقد عَظمَ الخَطبُ في أخلاقيَّاتِ النَّاس ، وكانَ مِن أكبرِ أسبابِ ذلكَ جَعلُ الآذانِ رَصدًا للأَنجاس ، فتَدنَّسَت الصُّدورُ بسوءِ الظَّنِّ ، حتَّى تَدافَعَت الظُّنونَ الحَسنةَ واستَعاضَت منها الشُّكوكَ العَفنةَ ، فوقعَت الفُرقةُ ، وشُحنَت القُلوبُ وعَظمَت الشُّقَة ، فعلى مائدةِ سوءِ الظَّنِّ اجتمعَ اللِّئامُ باللِّئام ، وبه قُطعت الأرحامُ ، وتَبادلَ النَّاسُ التُّهم ، وغصُّوا غِيبةً ونَميمةُ حتَّى التُّخم ! فكم مِن ظنٍّ سَقيم ، منعَ أُخوَّةً أن تستدِيم ، وانقلبَت الرَّحمةُ والأخوَّة إلى قَسوةٍ وعَدواةٍ ، وقد رأينا في ذلكَ أَمثلةً عَجيبةً :
فواحدٌ وَجدَ في نَفسهِ على أَخِيه، لأنَّه مرَّ به فلم يسلِّم علَيه !
وثانٍ لأنَّه لم يُدعَ إلى وَليمةِ عُرسٍ مِن قِبَل حَميمٍ له أو تَلميذٍ أو مَمنونٍ عَليه !
وثالثٌ سألَ أخًا له عاريةٌ فلم يُعطيه، فتغيَّر قَلبُه علَيه !
ورابعٌ دعَا أخاه لفرحِه فلم يَحضُر إلَيه !
وخامسٌ وعدَه أَخوه ولم يَفِ له !
وسادسٌ طعنَ على زَوجتِه في عِرضها لرِسالةِ هاتفٍ مَجهولةٍ
وسابعٌ كلَّم أَخاه بهاتفٍ فلم يُجَبْ
وثامنٌ كَلَّمَ أَخاه أنَّ فلانًا تكلَّم فيه !
وهَكذا ... نَتائج مَشئومةٌ ، تَفرزُها قُلوبٌ مَسمومةٌ
وقد كانَ حقُّ الأوَّلِ أن يَشفيَ صدرَه بقَولهِ : لعلَّ بالَ أخِي مَشغولٌ بداهيةٍ حلَّت به ، فكانَت عَينُه في عَينِـي وقلبُه سَرحانٌ ، يا لَيتنـي أكونُ عندَه فأُساعدَه ...
وحقُّ الثَّاني أن يَقولَ : لعلَّه نسـيَ أن يَدعُوني ، فاللهُ يُبارِك له ...
وحقُّ الثَّالثِ أن يَقولَ : لعلَّه مُحتاجٌ إلَيها ...
وحقُّ الرَّابعِ أن يَقولَ : لعلَّه لم يَحضُر لضَيفٍ نزَلَ به أو غيرِ ذلكَ ...
وحقُّ الخامس أن يَقولَ : ما تخلَّف عن الموعدِ إلاَّ لشيءٍ غلبَه ، فأَسألُ اللهَ أن لاَ يُريَه مَكروهًا ...
وحقُّ السَّادس أن يَقولَ : الـمُعاكِسون مِن أهلِ الفُجورِ كذلكَ يَفعَلونَ ...
وحقُّ الثَّامن أن يَقولَ : عسَى أن يَكونَ النَّاقلُ نقلَ ما لم يَفهَم ، فيُسْلمُ مِن سوءِ الظَّنِّ بالـمُخبرَ عنه ...
وانطِلاقًا مِن سوءِ الظَّنِّ قالَ الفَقيرُ : لم يَحمِلْنـي الغنيُّ في سيَّارتِه إلاَّ لكِبرٍ !
وانطِلاقًا منه قالَ الغنيُّ : ما سلَّم عليَّ الفَقيرُ إلاَّ لأُعطيَه !
وانطِلاقًا منه قالَ المأمومُ الـمَفتونُ : ما دَعا الإمامُ على مِنبرِه للحاكِم إلاَّ نِفاقًا !
وانِطلاقًا منه قَالت الرَّعيَّةُ في رَئيسِها : ما خَدمَنا إلاَّ حِفاظًا على كُرسيِّه !
وانطِلاقًا منه قالَ الصَّاحبُ في صاحبِه : ما ماشَى خَصمِي إلاَّ ليُشمِت بي !
وانطِلاقًا منه قالَ طالبُ العِلم في ندِّه : ما خالَفَنـي إلاَّ ليبَرزَ !
وهَكذَا في سِلسلةٍ من التَّخرُّصاتِ لاَ يُحصِيها إلاَّ المطَّلِع على أَعمالِ العِبادِ وقُلوبِهم ، وأكثرُ النَّاس في تَفسيرٍ ما لاَ يَعْلمون حَقيقتَه عن حُسنِ الظَّنِّ ناكِبون ، وفي الصَّبر علَيه مَحرومون ، قالَ اللهُ عزَّوجلَّ :﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ [الفرقان:20]


المصدر : نقلاً من رسالة ماتعة : حُسنُ الظَّنِّ بالنَّاسِ ط- [منار السبيل،مكتبة تسجيلات الغرباء الأثرية]
التعديل الأخير تم بواسطة السني الجزائري ; 09-01-2013 الساعة 11:54 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
السني الجزائري
زائر
  • المشاركات : n/a
السني الجزائري
زائر
رد: حُسنُ الظَّنِّ بالنَّاس بقلم: الشَّيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني - حفظه الله
09-01-2013, 11:52 PM
علاجُ سوءِ الظَّنِّ

1 - أن يتثَّبت قبلَ أن يَحكمَ على غَيرهِ ، فإنَّ العجلةَ قد تستفزُّ صاحبَها ليَقولَ ما ليسَ له به علمٌ ، ثمَّ سرعان ما يَندمُ ويَأخذُ في البحث عن الأعذار ، لكن الكَلمةَ إذَا خرجَت مِن خِدرها صَعبَ تَدراكُها ، فعن أبي أيوب قالَ : " جاء رجلٌ إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالَ : يَا رسولَ الله ! علِّمني وأوجِزْ ، قال : إذا قُمتَ إلى صَلاتِكَ فَصَلِّ صلاةَ موَدِّع ، ولاَ تَكلَّمْ بكلامٍ تعتذِرُ منه ، وأجمعِ اليَأس عمَّا في أيدي النَّاس "
أخرجه ابن ماجه (4171) وحسَّنه الألبانيُّ ، وقد يَزيد على هَذه السَّيئةِ البَحثَ عن المخارج عند الاعتذار ولو بالكَذبِ ، لأنَّه : " قلَّ مَن اعتذرَ إلاَّ كَذَبَ " قاله مَيمون بن مهران رحمه الله رواه عنه الخرائطي في ( مساوئ الأخلاق ومذمومها ) (683) .

فتأمَّل كيفَ جرَّ كلامٌ غيرُ متثَّبت فيه إلى سوءِ ظنِّ ، ثمَّ الطَّعن في عرضٍ مَصون ، ثمَّ الكَذب ، والله المستعانُ .

قالَ ابن حجر رحمه الله : " إنَّ الَّذي يَتصدَّى لضَبط الوَقائع من الأقوال والأفعَال والرِّجال يَلزمُه التَّحري في النَّقل ، فلاَ يَجزم إلاَّ بما يتحقَّقه ، ولاَ يَكتفي بالنَّقل الشَّائع ... " نقلاً عن ذَيل التِّير المسبوك للسَّخاوي (ص4) .

فإذَا كانَ الوَصفُ السَّيِّءُ لخَصمه مَبنيًا على قيلَ وقالَ فقد غمَسَ لِسانَه في بِركةِ الأَوهام ، وإن كانَ صادقًا فقَد نحَّى عنه من سيئاته بقدر ما أعطاه من حسناته لأنَّ الكلامَ فيهِ لو كانَ صِدقًا لكانَ إثمًا من جهةِ الغيبة والنَّميمة كما مرَّ في هذا الكتاب ، فكيف وقد يَكذب منه الكَثيرُ ؟! .

وقد نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الاعتماد على ما يُزعم من غيرَ تثُّبت سُئل أبو مسعود رضي الله عنه : " ما سمعتَ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقول في ( زَعَموا ) قالَ : سمعِتُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ : بئسَ مطيَّةُ الرَّجلِ زَعَمُوا " رواه أبو داود (4974) ، وصحَّحه الألبانيُّ في السِّلسلة الصَّحيحة ) ، قال البغَوي في شرح السُّنة (12/362) : " فأمَر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالتَّثبُّت فيمَا يَحكيه ، والاحتياط فيما يَرويه "

قالَ الشَّيخ عبدُ الرَّحمن بنُ ناصِر السعدي رحمه الله في الرِّياض النَّاضرة (ص209) : " مِن الغلَط الفاحِش الخطِر قَبولُ قَول النَّاس بَعضهم ببَعض ، ثمَّ يَبني علَيه السَّامع حبًّا وبُغضًا ، ومدحًا وذمًّا ، فكَم حصَل بهَذا الغلط مِن أمورٍ صارَ عاقبتُها النَّدامة ! وكَم أَشاعَ النَّاسُ عن النَّاس أُمورًا لاَ حَقيقَةَ لها بالكلِّيَّة ! فالواجب على العاقِل التَّثبُّتُ والتَّحرُّزُ وعدمُ التَّسرُّع ، وبهَذا يُعرف دينُ العبدِ ورَزانتُه وعقلُه "

وقد قيل : فما آفة الأخيارِ إلاَّ غُواتُها وما آفة الأخبارِ إلاَّ رُواتُها

هَذا إن كان بحاجةٍ إلى تثبُّت ، إذ ليسَ كلُّ ما أُسندَ إلى النَّاس احتيج فيه إلى التَّثبُّت ، لأنَّه قد يَسعُه الاكتفاءُ بالآتي :

2- أن يلتمسَ المُسلمُ لأخيه الأَعذارَ ما استطاع إلى ذلك سَبيلاً ، وهَذا شيءٌ تَجودُ به النُّفوس المُنشرحة للخَير ، ذات الأفئدة الفيَّاضةِ بالرَّحمة للغَير ، فقد أخرج ابن أبي الدُّنيا في مدارة النَّاس (45) والمحاملى في أماليه (447) عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قالَ : " لاَ تَظننَّ بكَلمةٍ خرجَت مِن في امرىٍء سوءًا وأنتَ تجدُ لها في الخيرِ مَحملاً " وذكر السيوطي في الدُّر المنثور أنَّ أحمدَ أخرجَه في الزهد وهو أثرٌ صحيح فقد رَواه أيضًا ضِمنَ كلامٍ كثيرٍ الخطيبُ البَغدادي في المنتفق والمفترق (141) وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/360) وابن النَّجار كما في ذيل تاريخ بغداد (17/231) والزُّبير بن بكَّار في الموَفَّقيَّات كما في الدرُّ المنثور بإسنادٍ حسنٍ عن سَعيد ابن المسيب قالَ : " وضعَ عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه للنَّاس ثمان عَشرة كَلمةٍ حِكَمٌ كلُّها ،

قال ما عاقبتُ مَن عصَى الله فيكَ بمثل أن تُطيع اللهَ فيه

وضَعْ أمرَ أخيكَ على أحسنِه حتَّى يَجيئكَ منه ما يَغلبُك

ولا تَظنَّنَّ بكَلمةٍ خرجَت مِن مسُلمٍ شرًّا وأنتَ تجدُ لها في الخَيرِ مَحملاً

ومَن عرَّض نفسَه للتُّهمةِ فلا يَلومنَّ مَن أساءَ به الظَّنَّ

ومَن كَتَمَ سرَّه كانَت الخِيرةُ في يدِه

وعلَيك بإخوانِ الصِّدق تَعش في أكنافِهم ، فإنَّهم زينةٌ في الرَّخاء وعُدَّةٌ في البلاء ، وعليك بالصِّدق وإن قَتلَك

ولا تَعْرض عمَّا لم يَكُن

ولا تَطلبنَّ حاجتَك إلى مَن لاَ يحبُّ نجاحَها لك

ولاَ تَهاونْ بالحلفِ الكاذبِ فتَهلِك

ولاَ تصحَب الفجَّار لتَعلَّمَ مِن فُجورِهم

واعتَزل عدوَّك

واحذَرْ صديقَك إلاَّ الأَمين ، ولاَ أمين إلاَّ مَن خشي اللهَ

وتَخشَّع عند القُبور

وذلَّ عند الطَّاعةِ

واستَعصم عند المصيبة

واستشِرْ في أمرِك الَّذين يَخشون الله ، فإنَّ الله يَقول :
﴿إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَماءُ [ فاطر :28] ، وأخرجه البيهقي في الشعب (8345) عن سَعيد بن المسيب قالَ : كَتب إلىَّ بعضُ إخواني مِن أصحابِ رَسول الله صلى الله عليه وسلم ... " وذكرَه نحوَ الأثرِ السَّابقِ .


المصدر : نقلاً من رسالة ماتعة : حُسنُ الظَّنِّ بالنَّاسِ ط- [منار السبيل،مكتبة تسجيلات الغرباء الأثرية]
التعديل الأخير تم بواسطة السني الجزائري ; 09-01-2013 الساعة 11:54 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:58 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى