التحذير من ارتكاب ما نهى الله عنه أو رسوله صلى الله عليه و سلم .
27-01-2008, 04:54 PM
قال الله تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) النور 63 وقال تعالى ( ويحذركم الله نفسه )آل عمران 30 .
وقال تعالى (ان بطش ربك لشديد ) البروج 12 وقال تعالى ( وكذلك أخذ ربك اذا أخذ القرى وهى ظالمة ان أخذه أليم شديد ) هود102 .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (ان الله تعالى يغار وغيرة الله أن يأتى المرء ما حرم الله عليه )متفق عليه .
يعنى أن الانسان يجب أن يكون حذرا من الوقوع فى المحرمات ولا يتهاون ولا يغلبه الأمن من مكر الله عز وجل فان بعض الناس يغره الشيطان يقول له افعل المعصية فقد قال الله تعالى (ان الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )النساء 48 الى غير ذلك من الأمانى الكاذبة التى يغر بها الشيطان بنى آدم ( وما يعدهم الشيطان الا غرورا )النساء 120 فالواجب الحذر مما نهى الله و رسوله عنه ثم استدل المؤلف - رحمه الله - بآيات من كتاب الله منهاقوله تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره )أى عن أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعنى يخالفون عنه يخرجون عنه و لا يبالون به ويرتكبونه ليحذروا (أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )فتنة فى قلوبهم و العياذ بالله يلقى فى قلوبهم من الشك فيما يجب فيه اليقين أو الشهوة فيما يحرم تناوله ولهذا قال الامام أحمد -رحمه الله - أتدرى ما الفتنة ؟الشرك .لعله اذا رد بعض قوله أن يقع فى قلبه شيء من الزيغ فيهلك و العياذ بالله فاحذر الفتنة احذر المخالفة عن أمر الله ورسوله (أو يصيبهم عذاب أليم ) يعنى عذاب مؤلم اما فى الدنيا و اما فى الآخرة قال الله تعالى ( ويحذركم الله نفسه )يعنى احذروا الله - عز و جل - فانه شديد العقاب كما قال تعالى (نبىء عبادي أنى أنا الغفور الرحيم (49)و أن عذابى هو العذاب الأليم )الحجر 49-50 وقال تعالى (اعلموا أن الله شديد العقاب و أن الله غفور رحيم )المائدة 98 فبدأ بالعقاب و ثنى بالمغفرة لئلا يغلب الأمن من مكر الله و الانسان اذا أمن من مكر الله أصابه البلاء و العذاب.
ولهذا قال الله تبارك و تعالى (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا و هم نائمون (97)أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى و هم يلعبون )الأعراف 97-99 الآمن من مكر الله هو المغالى و أنه يعمل ما يشاء من المعاصى و لا يخافه لكنه فى الحقيقة خاسر لأن مآله العذاب و النكال نسأل الله العافية وقال تبارك وتعالى (و كذلك أخذ ربك اذا أخذ القرى و هى ظالمة ان أخذه أليم شديد ) هود 102 فالحذر الحذر من التهاون بمعصية الله عزوجل حتى ان من أهل العلم من قال ان الرجل اذا فعل المعصية متهاونا بها ولو كانت صغيرة صارت كبيرة و العياذ بالله لما قام فى قلبه من التهاون بها نسأل الله أن يأمنا و اياكم من أسباب عقابه و غضبه .

من كتاب شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- و أسكنه الفردوس الأعلى .




















)

عن ابن عمر رضى الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب وان أبعد الناس من الله القلب القاسى ) رواه الترمذى