تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مراد عبد السلام
مراد عبد السلام
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 05-04-2012
  • المشاركات : 156
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • مراد عبد السلام is on a distinguished road
الصورة الرمزية مراد عبد السلام
مراد عبد السلام
عضو فعال
باب ذم الفقر
08-01-2015, 01:11 PM
قالت العرب: " الفقر مجمع العيوب ". وقالت أيضا: " الفقر كنز البلاء ". وقالت: " القِلَةُ ذِلَّةٌ ". وأيضا: " الفاقة الموت الأحمر ". وأيضا: " كاد الفقر أن يكون كفراً ". وأيضا: " لا فاقة كالفقر ". وأيضا: " الغِنَى مُجِلٌ مُبَجَّلٌ، والفقر مُذِلٌ مُبْتَذَلٌ". وأيضا: " لا أدري أيّهما أمرّ، موت الغنيّ أم حياة الفقير؟! ".
وفي كتاب كليلة ودمنة: " ما الإخْوان ولا الأعوان ولا الأصدقاء إلا بالمال.
ووجدتُ مَن لا مَالَ له إذا أراد أمرا، قَعد به العُدْم عما يريده، كالماء الذي يَبْقى في الأوْدية من مَطر الشتاء، لا يمرّ إلى نهر، ولا يَجْري إلى مكان، فتشربه الأرضُ.
ووجدتُ مَن لا إخوانَ له لا أهلَ له، ومَن لا وَلد له لا ذِكرَ له، ومَن لا مال له لا عقل له، ولا دنيا ولا آخرة له، لأن الرجل إذا افتقر قطعه أقاربه وإخوانه، فإنّ الشجرة النابتة في السّباخ، المأكولة من كلّ جانب، كَحَال الفقير المحتاج إلى ما في أيدي الناس.
ووجدت الفقر رأس كلّ بلاء، وجالبا إلى صاحبه كلّ مقت، ومعدن النميمة.
ووجدت الرجل إذا افتقر اتّهمه من كان له مؤتمناً، وأساء به الظن من كان يظن به حَسَناً، فإن أذنب غيره كان هو للتهمة موضعاً.
وليس من خُلَّة هي للغنيّ مدح إلّا وهي للفقير ذمّ، فإن كان شجاعاً قيل أهوج، وإن كان جواداً سُمِّيَ مُبَذِّراً، وإن كان حليماً سُمِّيَ ضعيفاً، وإن كان وقوراً سُمِّيَ بليداً.
فالموت أهون من الحاجة التي تُحْوِجُ صاحبها إلى المسألة، ولا سيما مسألة الأشحّاء واللّئام، فإنّ الكريم لو كُلِّفَ أن يدخل يده في فم الأفعى فيُخْرِج منه سمّا فيبتلعه، كان ذلك أهون عليه وأحبّ إليه من مسألة البخيل اللئيم ". اهـ
ومن هذا قول الآخر: " ليس خلة هي للغنيِّ مدح إلا وهي للفقير عيب، فإن كان الفقير حليما قيل: بليد، وإن كان عاقلا قيل: مَكَّارٌ، وإن كان بليغا قيل: مهذار، وإن كان ذكيا قيل: حديد، وإن كان صَمُوتاً قيل: عَيِيٌّ، وإن كان مُتَأَنِياً قيل: جبان، وإن كان عازماً قيل: جَرِيءٌ، وإن كان جواداً قيل: مُسْرِفٌ، وإن كان مقَدِّراً قيل: ممسك ". اهـ
وكان أحدهم يقول: " النّاس لصاحب المال ألزم من الشعاع للشمس، ومن الذَنْبِ للمُصِرِّ، ومن الحُكْمِ للمُقِرِّ، وهو عندهم أرفع من السماء، وأعذب من الماء، وأحلى من الشهد، وأذكى من الورد، خطأه صواب، وسيئته حسنة، وقوله مقبول، يُغْشَى مجلسه، ولا يُمَلّ حديثه.
والمفلس عند الناس أكذب من لمعان السراب، ومن رؤيا الكِظَّةَ ، ومن مرآة اللَّقْوَة ، لا يُسَلَّمُ عليه إن قدم، ولا يُسْأَلُ عنه إن غاب، إن غاب شتموه، وإن حضر زبروه، وإن غضب صفعوه، مصافحته تنقض الوضوء، وقراءته تقطع الصلاة، أثقل من الأمانة، وأبغض من المُلْحِفِ المُبْرِمِ ". اهـ
وقد نظم ابن الهبارية معنى الكلام السابق في أبيات وزاد فيه، فقال فيها: [ مجزوء الرجز]
إِنَّ الفَقِيرَ ُمْمتَحَنْ مُسْتَقْبَحٌ مِنْهُ الحَسَنْ
جَمِيعُهُ عُيُوبٌ وَكُلُهُ ذُنُوبٌ
وَوَجْهُهُ مَمْقُوتٌ وَجَدُّهُ مَكْبُوتٌ
إِحْسَانُهُ إِسَاءَهْ عَلَاؤُهُ دَنَاءَهْ
سَمَاحُهُ تَبْذِيرٌ تَدْبِيرُهُ تَدْمِيرٌ
إِقْدَامُهُ تَهَوُّرٌ إِحْجَامُهُ تَقَهْقُرٌ
عِفَتُهُ فُسُوقٌ وَبِرُّهُ عُقُوقٌ
صَوَابُهُ خَطَاءٌ صَلَاتُهُ رِيَاءٌ
تَحْقِيقُهُ جُنُونٌ وَرَأْيُهُ مَأْفُونٌ
إِن قالَ لَم يُصَدَّقْ أَوْ رَامَ لَمْ يُوَفَّقْ
إِنْ زَارَ رُدَّ وَحُجِبْ إِنْ لَمْ يَزُرْ قِيلَ غَضَبْ
رَامِحُهُ كَالْأَعْزَلِ وَرُمْحُهُ كَالمِغْزَلِ
أَعْرَاسُهُ مَآَتِمْ لَيْسَ لَهَا مَبَاسِمْ
وقال الجاحظ: " قال أكثم بن صيفي: الفَاقَةُ تَمْنَهُ الشَرَفَ ، وتُخْمِلُ الذِكْرَ، وتوجب المذلّة: [ السريع ]
كَمْ مِنْ كَرِيمٍ سَيِّدٍ مَاجِدٍ شِيمَتُهُ خُلْفٌ وَ إِجْمَالٌ
أَخْمَلَهُ الفَقْرُ فَأَزْرَى بِهِ وَنَاقِصٍ سَوَّدَهُ المَالُ
لَا تَحْمَد النَّاسَ وَإِنْ عَظَّمُوا فَإِنَّمَا تُكْرِمُكَ الحَالُ
ذُو المَالِ مَعْبُودٌ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَى الإِخْوَانِ إِفْضَالُ
وما عال الفقرُ على أحد، ولا عدل عليه إلا رُّدَ عن الحجة، وقُورِنَ بالخيبة، وانتكثت دُونَهُ الحِيَل، وضاق عليه الزَّيْنُ، واتَّسَعَ فِيهِ الشَّيْن، وسِيمَ خسفاً، وجُشِّمَ إِفْراطاً ، وحُمِّلَ هَضِيمَةً ، وَأُلْزِمَ في كل أحواله عاراً ومَذَمَّة، وكان ضَرَعاً مُسْتَجْدِياً .
روي في بعض الأحاديث: كاد الفقر يكون كفراً. وأنشد: [ الكامل ]
المَالُ فِيهِ مَجَلَّةٌ وَمَهَابَةٌ وَالفَقْرُ فِيهِ مَذَلَّةٌ وَقَبُوحُ ". اهـ
وقد سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن جَهْدِ البلاء، فقال: " قلة المال وكثرة العيال ". اهـ
وقال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظيّ: " عِظْني. فقال: لا أرضَى نفسي لك، إني لأصَلِّي بين الفقير والغنيّ، فأَمِيلُ على الفقير وأوسِّع للغنيّ ". اهـ
ومما يناسب هذه الحال قول هانئ بن توبة بن سحيم: [ الوافر ]
يُحَيِّي النَّاسُ كُلَّ غَنِيَّ قَوْمٍ وَيُبْخَلُ بِالسَّلَامِ عَلَى الفَقِيرِ
وَيُوَسَّعُ لِلْغَنِيِّ إِذَا رَأَوْهُ ويُحْبَى بِالتَحِيَةِ كَالأَمِيرِ
وقال آخر: " نِعْمَ أخو الشريف درهمه، يُغنيه عن اللئام ويتجمل به في الكرام ". اهـ
وقال آخر: " الفقير في الأهل مصروم، والغنيّ في الغربة موصول". اهـ
وقيل لرجل مستهتر بجمع المال: " ما هذا كلّه؟ ". قال: " إنمّا أجمعه لروعة الزّمان، وجفوة السلطان، وتَخَلِّي الإخوان، ودفع الأحزان ". اهـ
وقال آخر: " ما ضُرِبَ العِبادُ بِسَوْطٍ أوجع من الفقر ". اهـ
وقال آخر: " المال يُسَوِّدُ غير السيّد ويُقَوِي غير الأيِّد ".
توضيح
الباب: نُسِخَ من كتاب " رسالة الرجل الفقير " المؤلف " عبد السلام جريوي "
التعديل الأخير تم بواسطة مراد عبد السلام ; 12-01-2015 الساعة 02:18 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
♥ دعـاء♥
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-03-2015
  • المشاركات : 187
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • ♥ دعـاء♥ is on a distinguished road
♥ دعـاء♥
عضو فعال
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:13 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى