خبراء: هكذا أضاعت الصناعة الجزائرية البوصلة سنوات الثمانينات
21-04-2020, 04:48 AM



يجزم الخبير الاقتصادي في مجال الحوكمة الاقتصادية ورئيس المجلس الاستشاري الاقتصادي للمنتدى الاقتصادي الجزائري، البروفيسور عبد القادر بريش أن الصناعة الجزائرية أضاعت البوصلة سنوات الثمانينات، حينما تم غلق المصانع والتوجه في أعقاب ذلك نحو اقتصاد “البازار” أو خيار الاستيراد، ما يجعلها اليوم عاجزة عن تصنيع “ثلاجة جزائرية بنسبة مائة بالمائة وفقا لتصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون”.
وشدد الخبير على أن العودة لإحياء الصناعة الوطنية يتطلب نموذجا اقتصاديا جديدا، يعتمد على تطوير الصناعة الصغيرة والمتوسطة كمرحلة أولى كالصناعة الغذائية والصناعة البتروكيماوية وهو ما صرح به رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، فيما قال أن عودة صناعة السيارات ونجاحها في الجزائر مرتبط بشروط.
ويعتبر البروفيسور بريش في تصريح لـ”الشروق” أن موضوع النموذج الاقتصادي الجديد الذي أكد عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يتعلق بالخروج من نموذج النمو الاقتصادي الحالي المرتكز أساسا على قطاع المحروقات بمعنى أن النموذج الذي يقوم عليه الاقتصاد الجزائري بني أساسا على مدى عائدات صادرات البترول بحيث أن هذه الموارد المتحصل عليها من تحرك النمو في بقايا القطاعات عن طريق الإنفاق الحكومي وعن طريق التمويل البنكي لتمويل مختلف القطاعات والأنشطة.
بالمقابل، يؤكد الخبير أن النموذج الاقتصادي الجديد يعتمد على القطاعات التي يمكنها تحريك النمو مثل قطاع الاقتصاد الرقمي، والفلاحة والصناعة والمؤسسات الصغيرة والناشئة، مشددا على أن هذه القطاعات يمكنها المساهمة في خلق القيمة المضافة وخلق الوظائف وتحريك عجلة الاستثمار، فالنموذج الاقتصادي الجديد يمر عبر عملية التحرر التدريجي من الاعتماد على عائدات المحروقات، وتنويع الصادرات، خاصة من المواد والثروات الأخرى، والتي طلب رئيس الجمهورية ضرورة إحصائها والتوجه إلى تصديرها.
وفيما يخص فشل الصناعة الوطنية بعد قرابة الستين سنة من الاستقلال في إنتاج ثلاجة كاملة بنسبة مائة بالمائة جزائرية، يعلق الخبير: “مع الأسف، منذ الثمانينات ضيعنا البوصلة وأهملنا قطاع الصناعة ولم تعد لدينا استراتيجية صناعية واضحة المعالم، كان من نتيجتها أننا لم نتحكم حتى في الصناعات البسيطة ولو بصنع ثلاجة جزائرية بنسبة مائة بالمائة”.
وبخصوص ملف صناعة السيارات، اعتبر المتحدث أن هذا القطاع يجب اعادة النظر فيه وتوفير المحيط والبيئة الصناعية المدمجة لإرساء صناعة سيارات حقيقية، وليس التجميع والتر كيب، بل لابد أن تندرج في سياق تطوير فرع صناعي متكامل للصناعات الميكانيكية وصناعة قطع الغيار وجميع مكونات السيارة ولواحقها بما يسمح بتحقيق نسبة ادماج عالية.