تعريب الجامعة خطأ.. ولا يُمكننا منع الوزراء من الحديث بالفرنسية!
04-12-2016, 04:18 AM


زهية. م/ آسيا. ش/ حسان. م




وضع صالح بلعيد المجلس الأعلى للغة العربية على السكة الصحيحة التي من شأنها إعادة هذه الهيئة الاستشارية إلى الواجهة العلمية والثقافية في بلادنا. فعين ثماني لجان لدراسة الوضع العام وتقديم التقارير وسطر استراتيجيات عمل قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وركز على أن تصبح مجلتا المجلس محكمتين وأن يبدأ العمل لوضع أرضية موسوعة الجزائر التاريخية ومشاريع أخرى واتفاقيات شراكة جديدة ومشاريع في الأفق كشف عنها بالتفصيل من منتدى "الشروق".
قال ان المجلس تربطه عدة اتفاقيات مع مختلف الوزارات و الهيئات:
ليس من صلاحياتنا منع الوزراء من الحديث بالفرنسية
شدد الدكتور صالح بلعيد، في فروم "الشروق"، على تأكيد أن المجلس الأعلى للغة العربية هو هيئة دستورية لها طابع استشاري وظيفتها إنتاج الأفكار وتقديم استشارات إلى الهيئات التي تطلبها وإلى من يهمهم الأمر، ولا تملك سلطة تنفيذية ولا طابع الاقتراح الإلزامي.
قال الدكتور بلعيد إن هيئته ليس من صلاحياتها تقديم نصائح إلى الم
سؤولين أو الوزراء الذين يتحدثون بالفرنسية في اللقاءات، مؤكدا أن هذه الظاهرة تتحكم فيها عدة عوامل منها الانجذاب اللغوي خاصة لدى النخبة والإرث التاريخي للغة الفرنسية في الجزائر.

ويفضل- حسبه- ترك هذه الظاهرة للوعي الوطني، ويفضل أن تعالج الأمور بسلاسة وليس بلغة التقريع. وأشار في نفس السياق إلى أن المجلس الأعلى للغة العربية يبقى دائما جاهزا لتقديم نظرته واستشارته إلى الهيئات والوزارات التي تطلب ذلك. وفي هذا الإطار، ذكر المتحدث باتفاقية الشراكة والتعاون التي تربط هيئته بعدد من الوزارات مثل الثقافة والتربية والمجاهدين والمجلس الإسلامي الأعلى والمحافظة السامية للأمازيغية. كما سبق للمجلس أن قدم عدة محاضرات ودراسات حول مخاطر ظاهرة الهجين اللغوي والملتقى الذي سينظم مع المجلس الإسلامي الأعلى حول أخلقة المجتمع وتفعيل المجتمع المدني لمحاربة الظواهر المخلة بالتناسق الجمعي قريبا إضافة إلى ملتقى وطني حول ازدهار اللغة العربية، سيكون في ماي 2017..

قال إن المجلس يؤيد إصلاحات بن غبريط.. بلعيد يصرح:
بيان "لوموند" نقيصة والعربية لن تتطور بخطاب التخوين


اعتبر الدكتور صالح بلعيد أن رسالة المثقفين الجزائريين التي صدرت في جريدة "لوموند" الفرنسية "نقيصة" لأنه كان بإمكانهم نشرها في الجزائر. وخارج هذه النقيصة، يرى الدكتور بلعيد أن جل الأقلام التي وقعت الرسالة هي أقلام معروفة ولها مكانتها، كما لا يمكن اعتبار العربية كلغة ماضوية ومتخلفة لأن اللغة تتقدم بممارسات مستعمليها، معتبرا أن أي نقاش حول اللغة ومكانتها يحتاج إلى التروي والتأني وتبادل الأفكار في هدوء خارج لغة التخوين والهجوم.
وقال الدكتور صالح بلعيد في سياق متصل، إن المجلس الأعلى للغة العربية يعضد الإصلاحات التي باشرتها وزارة التربية من أجل "نقلة نوعية في المدرسة"، مؤكدا أن الاتفاقية التي عقدها المجلس مع وزيرة التربية تندرج في إطار النقاش وإشراك المجلس في إبداء الرأي في قضايا الإصلاح التربوي دون أن يعني ذلك أن المجلس يعوض الوزارة. مؤكدا أنه في القادم من الأيام سيكون للمجلس رأيه عندما يستشار في محتوى الكتاب المدرسي والبرامج، حيث يمثل المجلس بممثل في لجان الإصلاح التربوي وإعداد الكتاب المدرسي.
واعتبر المتحدث أن مكانة العربية فصل فيها الدستور باعتبارها أحد الثوابت الوطنية التي لا رجعة فيها.
واعتبر النقاش المثار حول الموضوع يتعلق بالاختلاف في طرائق الوصول إلى الأهداف وليس خلافا حول المبادئ. وأضاف المتحدث قائلا: "أنا مع نقلة نوعية للمدرسة الجزائرية. هناك بعض الأشياء التي هي في حاجة إلى تفعيل، فمن غير المعقول أن ندخل سنة 2017 بعقلية السبعينيات.. المدرسة يجب أن تتأقلم وتنفتح على محيطها وعلينا إيجاد آليات هذا الانفتاح".
ويرى رئيس المجلس الأعلى للغة العربية "أن بعض المحافظين لا يريدون إحداث هذه النقلة النوعية وهم مخطئون في ذلك، لأن التاريخ سيحكم علينا بالفشل"، وعليه "فالإصلاحات التي باشرتها المدرسة يمكن أن تكون فعلا نقلة وليست نكسة. ونحن نزكي– يقول- المجهودات التي تقوم بها وزارة التربية في إطار حركية جديدة للغة العربية".
واعتبر المتحدث أن الأخطاء التي حدثت في الكتب المدرسية لا يمكن إنكارها، لكنها أخطاء يمكن أيضا تداركها وتصحيحها، لأن "من يعمل يخطئ، والذي لا يخطئ هو من يكتفي بالانتقاد من بعيد دون أن يقدم بدائل".

ثماني لجان لازدهار اللغة العربية تقدم تقاريرها مطلع جانفي
مجلتا المجلس اللتان لم تكونا محكمتين وموسوعة الجزائر أولوية
سنكرم المطابع القديمة "ردوسي والبعث وابن يقظان"


كشف رئيس المجلس الأعلى اللغة العربية الدكتور صالح بلعيد أن المجلس سطر برنامج عمل ثري يمتد على المدى الطويل والقصير والمستعجل ومن ضمنه ثماني لجان تتعلق بازدهار اللغة العربية ولجنة تهتم بالسياحة وأخرى تتعلق بالاتصال ولجنة تتعلق بتحسين الأداء الإعلامي ولجنة المنظومة التربوية وأخرى بالفلاحة والترجمة وتعميم استعمال اللغة العربية في العلوم والتكنولوجيا وبرمجيات اللغة العربية. هذه اللجان وضعت تحت إشراف نخبة من الكفاءات الوطنية والباحثين الشباب.
وكشف المتحدث أن هذه اللجان بدأت العمل لوضع استراتيجياتها وتقديم تقاريرها قبل الفاتح من جانفي القادم.
وفي أجندة المجلس أيضا –يضيف- برنامج لإحياء اليوم العالمي للغة العربية والاحتفاء بلغة الضاد الذي سيكون في شهر ماي من العام المقبل، حيث ستنظم محاضرات حول المطابع القديمة التي حافظت على الحرف العربي مثل "ردوسي، البعث، ابن يقظان"، وهي لفتة جيدة نكرم من خلالها أحفاد من خدم للحرف العربي وأوضح "سنسلم شهادات رمزية أي أن التكريم سيكون معنوي، لأننا لا نقدم الصكوك وإنما نرد الأفضال لذويها".
وفي إطار الإستراتيجية المستعجلة المسطرة من قبل المجلس الأعلى للغة العربية، كشف الدكتور بلعيد أن مجلتي اللغة العربية ومعالم للترجمة بعد أن كانتا مجلتين غير محكمتين صارتا تعتمدان في الترقية العلمية للباحثين المساهمين فيها بعد ما حصلت المجلتان على 3 تأشيرات عالمية من كل من "المنهل، والسيريست بالجزائر وانفو تريم في فارسوفيا والمنظمة السعودية". ومازالت -يقول المتحدث- المراسلات جارية بين هيئات دوليات لإدراج محتوى المجلتين فيها.
من جهة أخرى، اعتبر الدكتور صالح بلعيد أن الترجمة، خاصة في مجال العلوم والتكنولوجية يعتبر من الأمور المستعجلة بالنسبة لعمل المجلس طبقا لمهامه الدستورية "كهيئة تعنى بالعمل على ترقية وازدهار اللغة العربية"، وفي هذا الإطار كشف رئيس المجلس أنه يجري التحضير لإطلاق مدونة وطنية بأسماء المترجمين الجزائريين وهيئات عملهم وطرق الاتصال بهم وكذا أبرز الأعمال التي قدموها تمهيدا لتحديد أولويات الترجمة التي تتم دراستها حاليا بالتعاون مع كل من وزارات التربية والتكوين المهني والتعليم العالي، هذا إضافة إلى مشروع "مكنز" اللغة العربية، حيث يعمل المجلس على تخزين 1000 عنوان من هنا إلى نهاية السنة في مجال اللغة العربية وهذا بالتعاون مع فرق بحث من المخابر الجامعية و ركز السيريست.
وإضافة إلى إثراء مشروع الذخيرة اللغوية، يتم التحضير لإطلاق مشروع موسوعة الجزائر وهي معجم تاريخي غير مسبوق يضم مختلف المراحل والدول التي تعاقبت على الجزائر منذ أول دولة أمازيغية عرفتها إلى ما بعد الاستقلال. وقال في السياق أنّه لم يتم الشروع في انجازها بالنظر إلى عديد العوامل منها أنّ المشروع تم اقتراحه على عدة أطراف وتبقى فقط موافقة هذه الجهات، ولفت بلعيد أنّ المشروع يحتاج إلى فريق كبير وبالإمكان السيطرة عليه إذا اعتمد على التقنية لوجود الكثير من المعلومات في المدونات والمواقع الإلكترونية. وقال أنّ الزمن الذي يمكن استغراقه لإنجاز موسوعة تاريخ الجزائر هو عقدين أو ثلاثة بفضل العامل التقني والتكنولوجيا الحديثة. وأضاف أنّ معجم أوكسفورد استغرق انجازه 70 سنة والمعجم التركي دام إعداده 130 سنة.

بلعيد يشدد على أهمية الانفتاح على اللغات الأجنبية
تعريب الجامعة خطأ.. الفرنسية مكسب ولكن لا يجب الاحتكام إليها
90 مليون شخص يحسن اللغة العربية في العالم ويستعملها
اللغة العربية ليست دينية.. الإسلام بقي في الغرب وعادت اللغة


قال بلعيد أنّه عين على رأس المجلس الأعلى للغة العربية في الفاتح سبتمبر الفارط ولم يكمل الشهر الثالث بعد، لكن منذ مجيئه عقد المجلس اتفاقيات شراكة مع وزارة التربية وخرج بقرارات مثمرة وتوافق كبير. وأشار في حديثه أنّ المجلس أرسل عدة باحثين عند تنصيب اللجان مثل لجنة "ازدهار اللغة العربية" بحضور ممثل وزارة التربية، وتنصيب لجنة "الترجمة" التي أرسل بخصوصها ممثل يتعلق بالبرنامج الدراسي.
وأوضح المتحدث أنّ المجلس ليس وزارة فقط يبدي آراءه وأفكاره حول المحتوى وكيف يكون، وهذا من أجل تحسينه وتطويره، بينما قضية المنهج، فقال بلعيد أنّه توجد قضايا خلاف واختلاف حول إشكالية اللغط الموجود في الكتاب المدرسي، لكن هدف وزارة التربية والمجلس الأعلى للغة العربية واحد وإن اختلفت السبل.
وأضاف المتحدث: "المجلس ووزارة التربية يبحثان كيفية تحسين وتطوير اللغة العربية ولابد من ذلك مع الجيل الثاني والثالث للكتاب المدرسي والاعتماد على التقنيات المعاصرة".
ولفت المتحدث أن القلق يبدو من "المحافظين" الذين يتخوفون من أن تكون التبعات وخيمة على التلاميذ واللغة العربية، لكن اعتبر أنّ لكل أمر "هفوة" وعند تحصين الطفل الجزائري من مخاطر التكنولوجيا والعولمة يتم تفادي ذلك.
وأكدّ "المجلس مع المعاصرة في إطار تفعيل اللغة العربية، لأنّها لغة التاريخ والعلم وأقدم وأقدس لغة".
وأكد أن ما يوجد من خلافات حول التعريب والفرنسية ينحصر فقط على مستوى النخبة التي يريد بعضها التقليد والآخر الحداثة. وعن دور المجلس في هذا القطاع، قال: "أفكارنا تتمحور في أن لا نعدم الحداثة ولا نخرج من إطار الأصالة، ومن ينادي بتغريب المدرسة ندرك أنّ لهم توجهات وطنية، لكن بمنهج مخالف وليس في الهدف، ولكن أن نتخلى عن العربية فهذا غير معقول".
وفي سياق حديثه عن طرق تفعيل اللغة العربية، أجاب بلعيد أنّها تبدأ من تفعيل المدرسة والمحيط الجزائري ليعتز بلغته العربية ولابد من وجود آليات للتدريس في بلدنا مما يحيل إلى موقع العربية في بلدها وخارج بلادها "الدول الإسلامية ولغير الناطقين بها".
وذكر أنّ اللغة العربية تحتل المرتبة الخامسة في الشبكة العنكبوتية ولا توجد جامعات عالمية لا تدرس بها، فعدد المستعملين للغة العربية بلغ 90 مليون خارج البلاد العربية، حيث لم تكن قبل سنة 2000 مصنفة تماما وذلك دليل على الاستثمار فيها وارتفاع الطلب عليها. كل الجامعات الغربية تدرس اللغة العربية ولا يمكن أن نحصرها في أنها لغة دينية، لأن الإسلام وصل إلى الغرب فبقي الدين وعادت اللغة العربية.
ودعا إلى أهمية انفتاح الجامعة على اللغات، لأن القول بتعريب الجامعة خطأ كبير -فحسبه- يمكن أن تقدم المواد الأساسية باللغة العربية، ولكن يجب الانفتاح على اللغات وعدم الاحتكام إلى اللغة الفرنسية فقط "الجزائريون يتقنون اللغة الفرنسية وينتجون بها، أما المشارقة فلا يتقنون الانجليزية رغم تحدثهم بها".

بوتفليقة ركع المساومين باللغة الأمازيغية بإعلانها لغة وطنية
أكد صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن العلاقة مع المحافظة السامية للغة الأمازيغية تكاملية وأن اللغتين من شجرة واحدة.
وأشاد بدور الرئيس بوتفليقة في قطع الطريق على المساومين بها لتركيع الجزائر "الجرأة التي جعلت الرئيس بوتفليقة سنة 2015 يعلنها لغة وطنية جرأة "أكرم به من رجل عظيم" لم تحدث منذ قيام الدولة الجزائرية".
وأعلن في نفس السياق عن "يوم دراسي سينظم بالتنسيق مع المجلس الإسلامي الأعلى حول التكامل والتثاقف بين اللغتين. فبعد المصاهرة أصبح الحديث عن مشكل الهوية أو الدماء النقية لغة الشعوب المتخلفة التي لا تنتج والتي تفضل البقاء رهينة الماضي".