رسائل تربوية في غاية الأهمية لمن لهم أذان صاغية
05-09-2016, 10:58 PM
المقـــدمــــة
إن النسيج العمراني ما وجد الا ليضم ويجمع أفرادا وجماعات – إناثا وذكورا- ومن هؤلاء تتكون العلاقات الاجتماعية حيث نواة هذه الأخيرة هي الأسرة , وقبل الأسرة حتما الزوج والزوجة
وقبل الزوج والزوجة يطرح السؤال العصيب : ماذا نعني الزواج ؟
هل هو مجرد إشباع رغبة جنسية؟ أم أن من ورائه هدفا مقدسا عظيما ؟.
فلننظر لقوله سبحانه وتعالى ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)
إذن فالزوجة سكن لزوجها ( مودة- رحمة- معروفا- كساء – غطاء – سترا – عفافا....)
وما أحسب ذلك متوفرا الا عند الزوجة المؤمنة التقية النقية العفيفة الشريفة . ولا غرو في ذلك لأنها الركن المتين القوي للبيت , والمربية الموجهة الحنون العطوف للأبناء الذين هم أمانة الله عندنا . فدورها بهذه الصفات المذكورة لا يضاهيه دور. وكيف ذلك ؟ إنها الزوجة التي تتحمل العبء الثقيل والقسط الأوفر والمعاناة الكبيرة في تأدية رسالتها الأسرية على أتم وجه , بينما
الزوج له أعماله خارج البيت , ولا بأس إذا ما شارك زوجته بعضا من شؤونها , كما فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم ماذا بعد؟.... إن شاء الله جعل منهما البنين والبنات والحفدة . وهنا يأتي سؤال آخر لا يقل أهمية وصعوبة عن الأول : هل يقتصر الدور هنا على الإنجاب ؟ أم أن هناك مسؤوليات أخرى تنتظر الزوجين؟ فالجواب عن السؤالين الأول والثاني يكمن هنا ...؟ فنقول للزوجين:
جاء دوركما الذي وجدتما من اجله. قال الحق سبحانه وتعالى( وإني خفت الموالي من ورائي
وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث آل يعقوب واجعله رب رضيا)
وقوله عزوجل(( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات
أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون)) النحل -72
أعتقد أن الجواب الشافي والكافي قد ظهر جليا لكل ذي عقل وبصيرة.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) فكن أخي المؤمن أختي المؤمنة لما أنزل ربنا آخذين وعما نهينا عنه مجتنبين منتهين ولنحسن تربية فلذات أكبادنا فنسقيهم حلو الشراب ونطعمهم طيب الطعام ونربيهم أفضل تربية.
.. هذا كله من أجل الخلفة الطيبة الصالحة المحصنة المقدامة الكريمة . ولنغرس فيهم القيم الروحية والمادية والخلقية والإنسانية وعند الله نحتسب الأجر والثواب, وبالتالي عندما يدركنا الكبر نجدهم لنا سندا وعضدا وطاعة , والله العظيم نسأل لكل الأزواج المنتهجين نهج ورسالة الإسلام السداد والرشاد والدعاء عندما يقوم الأشهاد .
قال حبيب الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم :( إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية* أو علم ينتفع به * أو ولد صالح يدعو له ).
اللهم اجعل أبناءنا وقرة أعيننا خير خلف لخير سلف واجعلهم حماة كتابك وحملة لواء الدين يا رحمان يا رحيم , ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم, وصل اللهم وسلم على من بعثته سراجا منيرا ورأفة ورحمة بالمؤمنين.
ابراهيم تايحي