فرسان الساحات الخالية
23-06-2015, 08:19 AM
فرسان الساحات الخالية
لقد شاع في الإعلام ان حراكا سياسيا ساخنا هدا الصيف بدأت بشائره تخرج للعلن عبر تحليلات ومقالات وأحداث ومؤتمرات . وأحزاب تتحالف وأخرى تعارض وحكومة تراقب وتتأهب ،مم ينذر بصيف ملتهب وفي تقدري ان الأمر ليس سوى صولة وجولة " فرسان الساحات الخالية " هؤلاء الذين يرمحون في ميادين يعرفون مقدما انه ليس فيها عدو وبالتالي ليس فيها قتال . وحينما تصل من بعيد صرخات " فرسان الساحات الخالية " والتي كان المقصود بها إرهاب العدو قبل ملاقته ، الى آذان الشعب عبر الإعلام لن يجد فيها ما يغري أو يدعو الى الإصغاء لأصواتها أو انتظار أصدائها .

في حساب المستقبل وغاياته فإن البعض ينسون أحيان أن كل إختيار سياسي أو غير سياسي هو بطبعه رهان على إحتمالات لها أسباب وممكنان لها تقديرات ، لأن هذه جميعا تطرح أمام أصحابها فرصا تساوي الإقدام دون أن تكون لديهم تأكيدات تضمن النتائج .

ليس استخفاف بالتاريخ استعمال وصف الرهان على الخيارات السياسية و الغير سياسية لأن كل اختيار يتضمن بالقطع درجة كبيرة من التعامل مع المجهول بمعنى أن أي سياسي يجري تقديرات ويضع خطة بناء على شواهد يراه بالبصيرة متاحة ، ويستشعر بالحس قدرة شعبه وأمته على تكاليف الأمل والعمل في سبيلها ، ويتوقع بالحساب أن بلوغها ممكن كما يعتقد في نقسه شرعية وأهلية تحمل المسؤولية فيما راهن عليه . وفي استعمال وصف الرهان فإنه لابد من التفرقة بين رهان القمار ورهان السياسة لأن الأول حظ والثاني حساب ، لكن الحالتين تعامل مع مأمول ومطلوب .

عندما نعود الى سنة 1999 فإن الحديث يطول الى مالا نهاية لو أردنا أن نغوص في اللحظة التي منح فها الشعب ثقته وقبوله للرئيس عبد العزيز بوتقليقة ، فقد حكما بالوجدان اكبر منه حكما بالعقل وحنينا لأزمنة سياسية مجيدة . والوجدان كثير ما يكون مصيبا حتى وإن تسرع ووجدان فرد أو شعب يتصل بالضمير أكثر مما يتصل بالحساب والمنطق ، لكن هذا التفويض الذي منحه الشعب لرئيسه جرى توسعه حتى نفذ الجمل من سم الخياط وأستعمل هذا التفويض في قرارات لم تكن مقررة ولاكانت واضحة ولم تكن في ضمير الشعب في يوم من الأيام .

إن الشعب الجزائري الآن يجتاز طور بلغ الأهمية والحساسية في نموه الاجتماعي والسياسي والفكر وذا الطور من التغير جاء معه بقدر كبير من اليقظة والتنبه وأكاد اقول من الحذر والشك ولم يعد الشعب في مزاج يسمح له بمنح تفويض مفتوح لأحد وخاصة أنه
- 1 لدينا اوضاع داخل الوطن ليس فيها ما يدعو للارتياح
- 2 وأمامنا في العالم العربي احاول ليس فيها ما يبشر
بخير
- 3 وحولنا في المحيط الدولي أهوال ليس فيها ما يغري بالطمأنينة
- 4 كما أن سياستنا الخارجية لتكن يوم من الأيام تحتاج الى ما تحتاج اليه اليوم من يد حازمة تمسك بها وتوجه سيرها وسط الضباب المتلاطم
السنوات الأربعة الماضية سنوات أزمة بدأت بانفجار شعبي له دواعيه واستمرت بالاحتجاجات العمالية . أن الجماهير تطلب من الدولة بحجم ما أخذت الدولة لنفسها من صلاحيات تراكمت و تكدست في بطن السلطة ، الجماهير تطلب ما تراه السلطة مستحيلا ، ويراه الشعب قياسا بصلاحيات الدولة انه ميسر . وليس في مقدور السلطة أن تعتمد دائما على أن الشعب يقبل الى ما لانهاية . فالشعب مسرف في تفاؤله ومسرف في تشاؤمه .كما أن استفزاز الشعب بغلاء الأسعار وقصور الأداء والمسافة بين العد والوفاء به لن يقبل الشعب به طويلا. ولعل شعبية الرئيس في العهدات الأولى أوقفت تداعي الأمور الى نقطة اللا عودة فإنه آن الأوان ان تتنحى السلطة الحالية وتعلن إنتخابات مسبقة ...تحياتي وإلتزامي