تحذير’’ سوء تخزين المخللات يحولها لسموم
16-04-2015, 07:13 PM



تعتبر المخللات من المواد الغذائية التي لا يستغني عنها كثير من الناس، حيث تعتبر من المقبلات وفاتحات الشهية، إلا أن سوء حفظها وتخزينها من قبل البائعين واحتوائها على نسبة مرتفعة من الملح والخل وبعض المواد الحافظة يجعل مضارها أكثر من منافعها، الأمر الذي يسبب مشاكل صحية كثيرة لآكليها.

"الاستقلال" التقت سيدات اشتكين من سوء حفظ وتخزين المخللات، من قبل البائعين ومدى استهتارهم بحياة وسلامة المواطنين.

يسبب حروق

وتقول المواطنة إيمان بسام من سكان مدينة غزة، لـ" الاستقلال": حدث معي أمر غريب أثناء تجهيزي العشاء لزوجي وأولادي، حيث أدخلت يدي في علبة المخلل لإخراج القليل منه، ولكنني صرخت من شدة حرارة ماء المخلل، فنظرت إلى كفة يدي فإذا هي محروقة بشكل غريب، الأمر الذي دفعني للسؤال عن طريقة عمل الطراشي، فأخبروني أنهم يضعون كمية من ماء النار على المخللات لتسريع إنضاجها، مما أصابني بالاستغراب وعدم تصديق الأمر".

ولا يختلف الأمر كثيرا عند المواطنة أم احمد المدهون التي أوضحت أنه عند تجهيزها للغداء وتناول بعض المخللات من الكيس الذي اشتراه زوجها، فإذا بمياه المخلل تحرق أصابعها، وذهبت على إثر ذلك إلى المستشفى للعلاج، مشيرة إلى أن أصابعها ظلت تؤلمها فترة طويلة.

وناشدت المدهون، وزارة الاقتصاد والمسؤولين بحماية المستهلك والرقابة والتفتيش على بائعي المخلل ووضع حدود وضوابط وطرق معينة في كيفية تخزين المخلل، تضمن الحماية للمواطنين من الأمراض والحروق التي تسببها المخللات والتي قد تسبب تهتك الكلى والمعدة والأمعاء من سوء التخزين.

كيفية التخزين

وحول كيفية تخزين المخللات وحفظها والمواد التي توضع فيها لحمايتها من التلف قال بائع المخللات في سوق الزاوية غرب مدينة غزة حاتم محمد: نضع مادة حافظة وهي عبارة عن بنزوات الصوديوم a211، وتوضح بطريقة علمية، فعلى كل لتر من الماء نضع جراما واحدا من هذه المادة، من أجل حفظ المخللات من العفن والتلف، الأمر الذي يبقيها لمدة تسعة شهور ذات ملوحة معتدلة ومناسبة لجميع الأعمار.

وأضاف محمد: نحن نعمل في مجال المخللات منذ عشرين عاماً ونتبع نظاما صحيا غير مضر بسلامة الناس، ولكن هناك الكثير من البائعين من يستخدم روح الخل المركز وهو حمض الستريك، في صنع المخللات من أجل تسريع إنضاجه، وهذه مادة تحرق اليد من قوتها ولا يجوز وضعها على المخلل لما تسببه من مشاكل جمة في الأمعاء والكلى، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على سلامة المواطنين وعدم تعرض المخللات لأشعة الشمس والهواء والضوء الكثير.

مشكلات صحية

وبدورة أكد الدكتور الصيدلاني اختصاصي في علم التغذية العلاجية محمود الشيخ على، أن المخللات هي عبارة عن خضروات مثل الخيار والباذنجان والفلفل والجزر وغيرها يضاف إليها ملح وماء، ولها قيمة غذائية وصحية وتحوي فيتامينات مفيدة للإنسان، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في كمية الملح المضافة إليها والذي ينقص من قيمتها الغذائية.

وأكد الشيخ على، أن الصوديوم إذا زاد في جسم الإنسان عن المعدل الطبيعي يسبب مشاكل وخللا لدى الشخص الذي يكثر من تناول المخللات حيث يحتاج جسم الإنسان 1.6 جرام يوميا من الملح أي ما يعادل ملعقة فقط، وإن زاد عن ذلك يضر بصحة الإنسان.

وأوضح أن الملح عبارة عن صوديوم وكلور وزيادته تعمل على احتجاز السوائل في الجسم مما يعمل على السمنة الكاذبة، لأن المخلل قليل السعرات الحرارية ولكن الذي يساعد على السمنة هو احتجاز الملح في جسم الإنسان.

وشدد د. الشيخ على، أن الملح يساعد على ضعف المعادن والعناصر في جسم الإنسان عندما يتم الاختلاط بين الصوديوم والكلور والبوتاسيوم حيث يحدث خلل وتظهر الأمراض ومنها التهاب البنكرياس وارتفاع مستوى السكر وعدم إفراز الأنسولين بشكل جيد من البنكرياس وكذلك ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى إرهاق عضلة القلب وترسب الأملاح مما يسبب الالتهابات الحادة ومشاكل عند التبول وإنتاج الحصوة لسوء تخزين المخللات وكثرة تناولها.

وبين الشيخ على، أن العديد من المواطنين والتجار ليس لديهم الخبرة في طريقة التخزين لاسيما مع مرور فترة طويلة على تخزين الطراشي حيث تحدث تفاعلات كيميائية نتيجة التخمير وسوء الحفظ.

ولفت إلى ضرورة فتح إناء المخلل وتهويته ووضعه في مكان بعيد عن أشعة الشمس بالإضافة إلى أن المواد الحافظة يجب أن ترتكز على قواعد ومعايير معينة ومعتمدة لدى وزارة الاقتصاد لما قد تسببه من خطورة على صحة وحياة المواطنين.
منقول