اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي
أيتها المحترمة
سلام الله عليكِ
قرأتُ موضوعكِ مرارًا وتكرارًا
وكما هي عادتي .. هو الروّية والتأني في الخوض في نقاشات ما لم أكن على دراية بها.
وعليه
لأترك التدخل فيما دار بينكِ وبين تلك الجزائرية " سارة "
والمقارنة بين تكنولوجية والغرب وما هو يقال عنه بالتقنية في ربوع الوطن العربي.
لأن لا مقارنة هناك.
ولكن ذريني أن أتناقش معكِ فيما اقتطفته من موضوعكِ يا فاضلة.
أقول لكِ:
ليس هناك من أملٍ يلوح في الافق.
في خضم الصراعات التي نراها في الوطن العربي.
ولنكونَ صرحاء لماذا نلقي باللائمة على الغرب؟
وفي الوطن العربي هناك مؤسسات تعليمية موجهة ومؤدلجة " لتعليم وتدريس " الجهل لطلابها.
يا فاضلة
إن في الغرب نجد الحكومات هي من تستنجد بمواطنيها؛ تعود لهم إن هي عجزت في حلّ مشاكلها.
بينما في الوطن العرب فإن " الرعية " تتقوى على بعضها لتمارس " تخوين " بعضها وتجد الزلفى عند الحكّام.
يا فاضلة
إن الخطاب السياسي في الوطن العربي لا هم له سوى أن الحاكم شغله الشاغل سوى ضرب المواطن بأخيه المواطن
ولسان حاله يقول للسذج من المواطنين:
" أحموا الوطن من الطامعين في الحكم"
بينما المقولة الصحيحة التي تعرفها كل شعوب الأرض إلاّ العرب .. قلت المقولة تقول:
" أحموا الوطن من الأعداء "
ثم أن الخطاب الديني في الوطن العربي .. قد أنتج لنا " شيوخًا " شغلهم الشاغل هو تكفير من ليس على " فكرهم أو مذهبهم "
فهل خطب ولو " رجل دين " يومًا أو أفتى .. وطلب الناس بالضرب في الأرض؟
أو حث الناس على الاخذ بالاسباب، ومنافسة ذلك الغربي على الدنيا حتى لا يستفرد بها؟
ماذا في الساحة العربية؟
هناك" سلفية " أحجمت حتى على انتقاد اليهود، وراحت تهاجم كل طوائف الإسلامية الاخرى.
وهناك " أخوان " ينظرون لكل من ليس على تفكيرهم وكأنه " عدوًّا يجب محاربته.
وبقيت دار حليمة على حالها.
أما هجرت الكفاءات العربية.
فليس هي من أختارت ذلك، بل هجّرت و" طردت "
ومنها من أختارت " المنفى " في وطنها وتقوقعت.
وذلك هو الأدهى والأمَرّ يا فاضلة.
كيف تريد لوطن أن يتقدم ويلتحق أفراده بالتكنولوجيا و" ولي الامر " يجهل حتى قراءة آية قرآنية بدون أخطأ
والامثلة كثيرة ولا داعي لذكر الأسماء
وعلى ضوء ردكِ سيكون لي كلامًا آخر
إن قبلتِ بنقاشٍ كهذا.
تحياتي.
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الفاضل قسورة
دعني أولا أوجه امتناني وتقديري لك على مشاركتك هذه التي كانت أول مشاركة تطرقت للب الرسالة التي أردت تمريرها عبر هذا الموضوع.
رغم أن ما سردته عما دار بيني وبين "سارة" كان حقيقة قد حدثت بالفعل إلا أن حروفي خانتني ولم تطاوعني للتعبير عما كان يجول بخاطري مثلما فعلت أنت ببلاغة وإتقان ودقة.
.......
ملاحظتك حول مصطلح التقنية في ربوع الوطن العربي بدل التكنولوجية كانت في محلها... من المهم أن نسمي الأمور بمسمياتها الصحيحة.
أما مناقشتك للنقاط التي ذكرتها ..
فدعني أولا أسجل اتفاقي معك على أنه لا أمل يلوح في الأفق وينبؤ بأن القاطرة تتجه لأن توضع على سكتها ومسارها الصحيح... والتيارات الاسلامية لن يختلف عاقلان في الوصف الذي وصفتهم به... اللهم إلا إذا تجردا من الموضوعية وأخذتهم الحمية للانتصار للطائفة التي ينتمون إليها... أما الغرب فقد أصبحت أقتنع يوما بعد يوم بأن غباءنا وانحطاطنا وجهلنا يغنيه عن إعداد المؤامرات ورسم الخط.. يكفيه فقط أن يراقب ويصطاد الفرص وما أكثرها -لا كثرها الله- الفرص التي نقدمها له هكذا بالمجان على أطباق من ذهب وفضة.
أحب فقط أن أضيف أن النقد البناء يقتضي من الناقد -من بين ما يقتضي- أن يقترح الحلول ويقدم البدائل وأقر بأن ما اقترحته حول ضرورة أن يتحول الخطاب الديني لحث الناس على الضرب في الأرض ومنافسة ذلك الغربي على الدنيا حتى لا يستفرد بها وحتى لا تظل رقابنا تحت نعاله.. قلت أقر أنه من بين أهم الحلول لتجاوز ما نحن عليه.
في الجزائر يا أستاذ أكثر كابوس يؤرقنا -زيادة على كل ما ذكرته حضرتك- هو انتشار الفساد بشكل رهيب في مؤسسات وإدارات الدولة ابتداء من أبسط مواطن.. لذلك سيكون من المفيد أيضا أن يلتفت كل منا لنفسه فيصلحها ويرى أي جزء أضاعه من الأمانة الموكلة إليه.
لك مني قوافل من التحايا.
التعديل الأخير تم بواسطة قطر.الندى ; 14-09-2014 الساعة 07:16 PM