البعبع الذي لا يسمي نفسه
25-10-2014, 07:47 PM

البعبع الذي لا يسمي نفسه
"لو كان الإعلام حرا...لما استرجل أحد"، هذا عنوان لمقال الدكتور سليم قلالة، في الصفحة الأخيرة من الشروق اليومي، ليوم 1 محرم 1436هـ ، الموافق لـ25 أكتوبر 2014م، استرعى انتباهي العنوان، فأسرعت إلى البدء بقراءته قبل أي مقال آخر، الأستاذ الدكتور سليم قلالة، واحد من المفكرين الذين لهم نظرة صائبة للأمور، أتابع باهتمام كتاباته الهادفة في مواضيعها، والمقنعة في تحليلاتها.
في عجالة المقال الصحفي، طرح مسألة غاية في الأهمية، ألا وهي "حرية الصحافة"، وفي اعتقادي أن الموضوع يستحق أكثر من عمود صحفي، للكلام في ما يعرف بالسلطة الرابعة.
لا أريد أن أناقش الدكتور فيما ورد في مقاله، تواضعا، لأني لست في مستواه العلمي، ولا في مستوى تحليلاته الدقيقة، فكل ما كان بودي قوله في هذا الموضوع، هو طرح بعض الأسئلة الشائكة، حسب ما يبدو لي، انطلاقا من مقال الدكتور الذي لم يشر إليها صراحة، وأهم سؤال في نظري، يطرح، وبكثير من الشجاعة لماذا ؟ نعم، لماذا مازالت الصحافة غير حرة، نريد أن نعرف أجوبة أخرى، أكثر جرأة من التي تعزو مسألة حرية الصحافة إلى الإشهار، الذي تحتكره الحكومة، فهذا سبب يبدو غير مقنع، كون الصحافة شجاعة وجرأة، قبل أن تكون تقسيم الريع أو ما شابه ذلك.
وأريد أن أعرف، لماذا كل هذا العدد الهائل من الصحف اليومية، التي تتوالد كما تتوالد المشاريع المشبوهة بالأموال المشبوهة. أريد إجابات غير التي تقول بأنها تابعة لفلان وفلان من رجال الأعمال أو غيرهم من الشخصيات العسكرية أو المدنية، كما أريد أن أعرف إجابات أخرى عن قانون أخلاقيات المهنة، ماذا يراد له أن يكون، مجموعة من الضوابط تنظم المهنة مثله مثل أي قانون عضوي، أم أنه قانون يترجم سلطته، إلى جانب السلطات الثلاثة الأخرى!؟
إن صديقنا الدكتور سليم قلالة، بطرحه الموضوع على شكل أمنية، أراه يريد أن يذهب أبعد من ذلك، غير أنه مازال..ككل الأقلام الباحثة عن الحرية، يرزح (معذرة للدكتور عما أقوله هنا، تقديري لكم واحترامي) تحت خوف ركب كل الجزائريين من بعبع لم يسم نفسه، بل لا نريد تسميته، خوفا من مصداقيتنا، في تحمل مسؤولية شجاعتنا، وهذا مرض، بل وباء عم جميع قطاعات النشاط في بلادنا،لا أحد يستطيع تحمل مسؤولية قول الحقيقة عن القطاع الذي "يتمرغ فيه"، والوباء كما لا يخفى على أحد، إن لم تقتله ..قتلك!