الأئمة: بين "المقاطعة" والاستجابة لخطبة "الجمعة الموحدة" حول الانتخابات
22-04-2017, 04:18 AM


إ. عويمر / أ. زقاري/ ر. شويخ / م. روابح


عرفت الدعوة التي وجهتها وزارة الشؤون الدينية إلى أئمة المساجد بتخصيص جزء من خطبتي الجمعة لحث الجزائريين على التصويت يوم الرابع ماي، استجابة محتشمة، ففي وقت فضل بعض الأئمة الحديث عن شهر رمضان الكريم، والطلاق والرزق الحلال، اكتفى البعض الآخر بالدعوة إلى ضرورة المحافظة على نعمة الاستقرار والأمن من دون التطرق إلى قرار المشاركة في التشريعيات القادمة، في حين قرر أئمة بعض المساجد البقاء على الحياد رافضين التخندق في الخطابات السياسية.
أئمة الشرق يفضلون رمضان والاستسقاء
تفادى أئمة مساجد ولايات سكيكدة وعنابة وقالمة وقسنطينة، الحديث عن الانتخابات، وجَانبت خطب الجمعة في مختلف مساجد الشرق الجزائري تعليمة محمد عيسى، الموجهة إلى مديريات الشؤون الدينية الولائية.
ADVERTISEMENT
ولم يتقيّد الأئمة بمطلب الخطبة الموحدة، بل اعتلى الأئمة منابرهم كالعادة، وبينما راح بعضهم يُذكّر باقتراب رمضان الكريم، الشهر الذي يتوجب فيه التآخي والتآزر والتغافر بين المسلمين، دعا بعضهم الآخر إلى ضرورة الابتعاد عن التطيّر لأن التطير من مظاهر الشرك بالله.
وهاجم آخرون تأخّر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الدعوة إلى صلاة الاستسقاء رغم الجفاف الكبير الذي تعرفه البلاد، وأزمة الماء المتوقعة الصيف المقبل.
ولم يستجب أئمة مختلف مساجد شرق البلاد، لنداء وزارة محمد عيسى، الداعي إلى تخصيص خطبتي الجمعة للحديث عن دور الاستحقاقات في المحافظة على أمن واستقرار البلاد، وحثّ الناس على التوجه بقوة إلى مراكز الاقتراع.
أئمة الجنوب يدعون إلى المشاركة الواسعة في التشريعيات
دعا خطباء الجمعة في مساجد ولايات الوادي تمنراست وإيليزي، المصلين إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، والقيام بما تمليه من واجبات، خاصة المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية. وأكد إمام مسجد إبراهيم الخليل بتغزوت في ولاية الوادي، الشيخ خليفة صحراوي "أن بلادنا تعيش في نعمة يحسدها عليها الكثير من المتربصين بها، والذين يستهدفون الوحدة الوطنية وزرع البلبلة في الوطن"، ودعا إلى ضرورة التحلي بحب الوطن لأن ذلك من الأمور التي شملنا بها الدين الإسلامي، معتبرا المشاركة في الانتخابات جزءا من ذلك.. كما دعا خطيب مسجد التقوى في مدينة إيليزي المصلين إلى ضرورة المشاركة الواسعة في الاستحقاق الانتخابي المقبل، لأن ذلك من الواجبات التي على المواطن أن يقوم بها تعبيرا منه عن ارتباطه بوطنه.
مساجد العاصمة تركز على الطلاق وكسب الرزق الحلال
بالمقابل، فضلت معظم مساجد العاصمة عدم الخوص في الخطابات السياسية، وجعل دور العبادة مكانا للترويج للانتخابات التي تبقى من مهمة الأحزاب دون غيرها، وتطرق خطيب مسجد العربي التبسي بحي البحر والشمس في حسين داي، إلى موضوع الكسب الحلال، الذي يبارك الله فيه، فيما تطرق مسجد أبو عبيدة بباش جراح، إلى خطورة تفشي ظاهرة الطلاق في المجتمع، داعيا الشباب إلى ضرورة الالتحام الأسري، والتربية الصالحة للأبناء.
أئمة بالغرب يدعون إلى تكريس الديمقراطية
ودعا الأئمة الذين اعتلوا، الجمعة، المنابر في صلاة الجمعة، بعدد من مساجد ولايات الغرب، إلى التدفق بقوة على صناديق الاقتراع، معتبرين يوم الرابع ماي المقبل، محطة مفصلية لتكريس الديمقراطية في البلاد. ففي معسكر، حثّ إمام مسجد عمر بن العاص، المصلين على رص الصفوف والالتفاف حول الوحدة الوطنية، ضاربا أمثلة عن الدول التي تشهد انزلاقا أمنيا خطيرا على غرار، ليبيا وسوريا واليمن... كما اعتبر الانتخابات مناسبة لبناء المؤسسات الدستورية.
و دعا إمام مسجد عبد الرحمن بن عوف، بحي عمروس في سعيدة، إلى تفويت الفرصة على أعداء الوطن بالذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع، واعتبر التشريعيات مهمة للشعب الجزائري، محملا في الوقت ذاته، المسؤولية كاملة لنواب البرلمان الذين سينتخبهم الشعب وحثهم على تمثيل من انتخبوهم أحسن تمثيل.
ولم يشذ إمام مسجد النور في غليزان، عن الدعوات التي أطلقها زملاؤه معتبرا الانتخاب واجبا وطنيا، كما دعا إلى التجند والالتفاف حول الجزائر بالتصويت من أجل حماية الوطن.