لا حاجة لنا بـ"أميار" هزمتهم القمامة!
06-10-2017, 07:44 PM
راضية مرباح بدا الشارع الجزائري غير مهتم بالانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 23 نوفمبر المقبل، فلم يعد المواطن يبالي بمن سيمثله في المجالس البلدية، في حين انشطر رأي آخر يصر على ضرورة اختيار الكفاءات لفائدة تطوير البلاد وإخراجها من أزمات التخلف تلك التي تقودها بعض "العقول والأفكار المتحجرة"، التي لا تمنح أي إضافة للوطن أو البلدية التي يمثلها رئيسها، هذا الأخير الذي لم يعد رهانه -حسب المواطن سوى تسخين الحملة الانتخابية بوعود تتبخر بمجرد فوزه، ليباشر النبش في طرق البحث عن مصالحه الخاصة.
"الشروق" نزلت إلى الشارع لجس النبض ومعرفة ما تمثله لهم الانتخابات المحلية المقبلة، وهل من حماس لاختيار ممثلهم المقبل، فكانت الردود التي استقيناها من عمق الشارع، أغلبها غير مبالية للحدث حيث تؤكد آراء الشباب بدرجة أكبر أنهم سئموا من الوعود التي يطلقها المرشحون في كل مرة، بل يصنعون منهم ورقة رابحة لإنجاح حملتهم الانتخابية بالقول "يخدموا بنا الحملة من بعد ما يشوفوش فينا" فيما ذهب البعض الآخر لعدم المشاركة كون من سيمثلهم سيكون مثل الذين سبقوه، لا يملكون أفكارا ولا أي تطلعات تخدم الوطن والمواطنين سوى ترقيع ما سبقه فيه أقرانهم من تجديد الأرصفة وبعض المشاريع التي قد يأكل منها "المير" ويستفيد من "ريعها" بطريقة أو بأخرى أكثر مما تقدمه من فائدة، فيما ذهبت آراء أخرى وهي التي تعتبر أن رأيها الأكثر نضجا إلى القول إنها الفرصة السانحة لإبعاد الانتهازيين من على رأس بلدياتهم واستبدالهم بآخرين عن طريق اختيارهم من أكثر الكفاءات ووفاء للوطن.
كرهنا من أسطوانة الوعود.. والانتخابات آخر اهتماماتنا
تقول آراء بعض الشباب إن استغلالهم في الحملات الانتخابية الماضية لم يكن إلا ورقة في يد المرشحين لبسط تواجدهم على المجالس البلدية المنتخبة، وما إن يفوز "المير" إلا ويتناسى ما وعدهم من إغراءات تجعلهم يحلمون بمستقبل أفضل.. يؤكد عيسى صاحب 38 عاما: "خدموا بنا الحملات الماضية لتزكيتهم على رأس البلدية.. ونسونا بعدما ربحوا ".. أمينة من براقي في العاصمة تقول: لم نر أي تقدم ببلديتنا، أحياء وشوارع كبيرة تعيش وكأنها في الأزمنة الغابرة، حيث لا يزال المرجة وهو من أكبر أحياء براقي يغرق في النفايات والأوحال بعدما بقيت مشاريع الربط وأشغال الحفر متوقفة، معطية لوجه المدينة منظرا غير مشرف فلا يوجد أوجه المقارنة بينها في التسعينات من القرن الماضي وما هي عليه الآن.. رأي آخر من بلدية فوكة بولاية تيبازة لشاب في مقتبل العمر يقول: "الفوط حاجة الأخيرة لي نفكر فيها وما رانيش ناوي نفوطي.. أميار آخر زمن، الزبل عفاكم الله الحاجة الأخيرة لي عيب نهدروا عليها في 2017 كلانا في الصيف وما قدروش يديروا مخطط للقضاء على الظاهرة.. والله عيب".
5 سنوات للأرصفة وقضاء المصالح الخاصة!
آراء استهزائية حول تقييم العهدة المنقضية، فمنهم من يقول إن مشاريع "الأميار" كلها تتوقف على الأرصفة، فـ"الطروطوار" أضحى اسما يلازم "المير" كمشروع يظهر به فيما جعله البعض الآخر مسخرة للاستهزاء برؤساء البلديات الذين لم تظهر مشاريعهم على أرض الواقع رغم انقضاء العهدة التي تمتد إلى 5 سنوات إلا القليل منها التي تعد على الأصابع أغلبها تصب في الأرصفة وإعادة تركيب الأعمدة الكهربائية فيما لا يقدم العديد منهم حتى من بعض المشاريع المتوقفة بل تراجعت بلديته عما تركها سابقوه بتدهور فظيع رغم غناء بعضها واستفادة البعض الآخر من التحصيل الجبائي مثلما هو واقع ببعض البلديات الجنوبية والساحلية، إلا أن غياب روح المبادرة ولامبالاة بعض "الأميار" يبقي على الحالة المتدهورة للبلديات... في حين قال بعضهم إن مدة 5 سنوات تعتبر كافية لإنجاز مدن بأكملها في الدول المتطورة التي تحترم مواطنيها.
لا نريد شيوخا بعقول متحجرة ولا "باندية" بأنياب متغولة
وبشان الآراء التي تقف مع ضرورة المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة بغية اختيار "مير" يمثلهم، يؤكد بعض محدثي "الشروق"، أنها الفرصة السانحة لتغيير وجوه عاثت فسادا في بلدياتهم.. فكل منتخب ومنذ أن يحوز الموافقة في قائمة الحزب الذي اختاره للمشاركة في الاقتراع -يؤكد هؤلاء- يبدأ التفكير في كيفية استغلال المنصب لمصالحه الخاصة الضيقة وحاشيته وهو ما أكده مرارا عبد القادر فاطمي عضو بالمجلس الوطني لمستخدمي الإدارة في تصريحات سابقة لـ"الشروق"، بالقول إن أغلب "الاميار" لا تهمهم إلا مصالحهم أما مصالح البلدية والمواطن فهي في آخر اهتماماتهم إلا القلة منهم يعدون على الأصابع.. وعلى هذا النحو يؤكد هؤلاء على ضرورة انتقاء "الأنقياء" منهم ولو أنهم قلة في زمننا هذا والابتعاد عن الشيوخ الذين لم تعد عقولهم تحمل أفكارا جديدة لتطبق على أرض الواقع وتمنح إضافة للبلدية، فضلا عن أولئك الذين يعرفهم العام والخاص بأنهم انتهازيون بوصفهم "باندية"، يختفون وراء ستار بيع وشراء الكلام المعسول قبل أن يكشروا عن أنيابهم بعد اعتلائهم "عرش" المجالس المنتخبة.
