حديث الصّباح..عندما تتعطل التكنولوجية يتوقف العالم
09-10-2017, 06:11 AM
تحول الإنترنت إلى الهواء الذي يتنفسه الإنسان في عصر التكنولوجية، و تكيفه مع الحياة اليومية، و بدون هذا الوقود تتوقف عجلة التنمية ، و يتوقف معه كل شيئ، و عن طريقه يتم التخطيط و البرمجة لكل المشاريع التي يقوم بها الإنسان في بيته و في المؤسسات الاقتصادية و حتى في المتجر، كما تحول إلى مرجع في المنظومة التعليمية، بحيث يعتمد عليه التلاميذ و حتى الطلبة الجامعيون في إنجاز بحوثهم و مذكراتهم، فقد أثّر الإنترنت على ثقافة المجتمع و سلوكيات الناس لاسيما الشباب منهم، و الدليل الإقبال الكبير على النّوادي الإلكترونية cyber cafeمن قبل شريحة واسعة من الشباب و الأطفال و حتى النساء، لدرجة أن هذه النوادي تحوّلت إلى مكاتب عمومية، لإنجاز البحوث و المذكرات، العدوى انتقلت كذلك إلى أصحاب الجبة السوداء يحررون عرائضهم ، رغم وجود سكرتيرة في مكاتبهم، بل تحول إلى فضاء تجاري تتبادل فيه السلع ، و يتم عن طريقه البيع و الشراء ، و طلب الخدمات الإنسانية.
و رغم التقدم الذي بلغته الجزائر في هذا المجال، غير أنها ما تزال تعاني من مشكل انقطاع الإنترنت، أو تعطل الوسائل التكنولوجية التي يتم بها التواصل، و الحقيقة أننا نقف على هذه الظاهرة مرارا في الملتقيات العلمية و زيارات الوزير، عندما يتعطل "الميكروفون" و يتوقف الصّوت و بحضور وفود أجنبية، يكون فيها المسؤولين في قمة الحرج، فإذا عجزت الجهة المسؤولة عن حل مشكلة بسيطة مثل هذه ، و تعجز كذلك عن حل مشكل انقطاع الكهرباء، فهل بإمكان الجزائر أن تتقدم تكنولوجيا إلى الأمام؟ ، و هل مشروع الرقمنة متوقف على المعالجة الرقمية للحالة المدنية فقط؟ فالإنترنت ليس تطور للتكنولوجيا الرقمية فقط ، بل هو تطور علمي و فكرى و اجتماعي، و هو المسؤول الأول عن القفزة الهائلة في مجال الاتصالات، فمتى تنتهي مشكلة تعطل الإنترنت في الجزائر؟، طالما هو مفتاح للتنمية الاقتصادية و بدونه تتوقف عجلة التنمية، و يتوقف التطلع إلى ما ينجزه الآخر، هذا الآخر الذي أصبح يصدر لنا كل ما هو مبتكر، سؤال نوجهه إلى المسؤولين في قطاع الاتصالات..
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..