حُسْنُ الخُلُقِ نِعْمَةٌ وهِدَايَةٌ واقْتِدَاءٌ.
11-06-2017, 06:15 PM
حُسْنُ الخُلُقِ نِعْمَةٌ وهِدَايَةٌ واقْتِدَاءٌ.
دعانا ديننا الخنيف إلى التحلي بحسن الخُلق، لقد مُدِحَ به رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى: " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " ــ سورة القلم (4) .
الأخلاق ! هي " الروح " التي لا تموت بعد الرحيل . فما أجمل أن تسير بين الناس ويَفُوحُ منك عطر أخلاقك ! أجعل لنفسك عمراً لا ينتهي ، بأخلاقك وعملك وحلمك وطلاقة وجهك وطيب كلامك وإخلاصك، لتكون غائباً حاضراً في قلوب الناس. وصدق من قال:" الرعد الذي لا ماء معه لا ينبت العشب ، كذلك العمل الذي لا إخلاص فيه لا يُثمر الخير. سُـئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة قال : " تقوى الله وحُسن الخُلق". مِقْيَاسُ الأخلاق الفاضلة أن تظلَّ أنت أنت .. ثابتا على خُلُقِك وصبرك، وإحسانك وتواضعك، وترفّعك عن سفاسف الأمور، حتى في أصعبِ المواقف وأشدّها على النفس.
الصفوة من الخَلق لاتتغير صفاتُهم ، حتى لو تغيّرت أحوالهم و ظُروفهم . فالكريمُ يظل كريمًا حتى لو افْتَقَر، والعزيزُ يظل عزيزًا حتى لو قُهِر، والمُحسن يظل محسنًا حتى لو ظُلم. إنهم يتعبدون الله بهذه الأخلاق، بل وتطمحُ نفوسهم للقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكل من زاد في حسن الخُلق، كانَ أقربُ إلى رسول الله من غيره، أليس هو القائل: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق؟

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " إن أقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون" ــ رواه الطبراني.
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا " ــ رواه البخاري.
صَحِبَ ابن المبارك رجلاً سيئ الخلق في سفر، فكان ابن المبارك يحتمله ويداريه، فلما فارقه بكى ابن المبارك فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: "بكيتُه رحمةً به، فارقته وخلقه السيئ لم يفارقه".
قال ابن المبارك رحمه الله :" حُسْنُ الخلق طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكفّ الأذى".
قال أحمد شوقي:
صــلاحُ أمرِكَ للأخــلاقِ مرجعُــــه ***** فقوِّم النــفسَ بالأخــلاقِ تَسْتَقِــمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ ***** والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ
قال محمد محمود الأيوبي:
والمرءُ بالأخــلاقِ يسمــو ذكــْرهُ ***** وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ.

أحرصوا أحبتي في الله على زَرْعِ وجَنْي ثمار حسن الخلق ، اللهم اهدنا لحسن الخلق واصرف عنا ما يخالفها من الأقوال والأعمال والأهواء.







التعديل الأخير تم بواسطة ملاد الجزائري ; 12-06-2017 الساعة 12:42 PM