تسجيل الدخول

السلام عليكم ... اريد ان اتطرق في هذا الموضوع لاشكالية مبدا الحرية و الاختيار الحر عند الامم , خاصة امتنا العربية و الاسلامية . لا يجهل احد ان الحرية هي أساس ايجابي في افعال البشر و الانسان عندما يكون حرا فان جميع افعاله تكون نابعة من قلبه و ضميره اما ان لم يكن في وضع يسمح له بالتحرك بحرية فان جميع افعاله ستكون مقيدة و يصبح غير مسؤول و ربما سقط في دوامة النفاق و المراءاة . ربما وافقني القراء و الاعضاء ان العصر الذهبي للحضارة الاسلامية كان في عهد الامويين و العباسيين لما توفر حينها للمسلمين و مواطني الامبراطورية الاسلامية من جو و مناخ للحرية , فلا ريب ان المسلم كان جاره مسيحيا او يهوديا او من طائفة معينة و لم يكن بينهم عداوات و كراهية و الكل يعيش مرتاح البال مطمئنا , لولا بعض المناوشات السياسية التي كانت تحدث بين الامويين و العباسيين و لم يكن احد اسبابها طائفي او مذهبي او رأي مخالف .
لقد تحولت للاسف المجتمعات الاسلامية في وقتنا الحاضر الى حلبات صراع و محاولات اكراه البعض للبعض الاخر , على سلوك نمط معين في التفكير و منهج الحياة و اختزلت الحرية في مبدأ واحد و راي واحد و تفكير واحد و الا كانت الحرب على الابواب فلم يسلم من المشكلة احد و الكل خاسر و مغلوب و مقتول و متخلف و فوضوي . اعتقد أنه ربما حان الوقت لدراسة المشكلة فالحل يبدا حين الاعتراف أن هناك امر غير منطقي وجب الانتباه اليه و محاولة طرح الاشكالية ثم تاتي الحلول بعدها ميسورة و معقولة و واضحة .
هذه وجهة نظر كتبتها في عجالة و أرجو من الاعضاء ان يولوها نقدا و ابداء لرأي آخر مخالف , و ليطرح كل واحد وجهة نظره بعيدا عن التعصب و التشنج و تخشب الرأي ...

بل المعرفة وليس الحرية اخي

اخي جمال , أحترم وسعيد بوجهة نظرك و لكن الا ترى ان الموضوع يحتاج نقاشا و نقدا للأراء و ليس مجرد احكام مطلقة يقول بها البعض , فليس هناك شيء بديهي و مطلق بل كل شيء نسبي الى حد ما . أكرر شكرا على المداخلة و التعقيب .

تصويب . اخي جمال , أحترم وسعيد بوجهة نظرك و لكن الا ترى ان الموضوع يحتاج نقاشا و نقدا للأراء و ليس مجرد احكام مطلقة يقول بها البعض , فليس كل شيء بديهي و مطلق بل هناك امور كثيرة نسبية الى حد ما . أكرر شكرا على المداخلة و التعقيب .

المعرفة هي نتيجة اسباب كثيرة , أهمها الحرية لأن حرية انتقال المعلومة تؤدي الى المعرفة و تنتج مجتمعا متعلما يملك المعرفة .

السلام عليكم اخي الكريم
اولا لا بد من اعطاء مفهوم للحرية، فالحرية الغربية تختلف اختلافا كبيرا عن الحرية في فهمنا الاسلامي، ومن الاخطاء التي نقع فيها كثيرا عند مناقشة مثل هذه القضايا هي عدم تحديد المفاهيم.

ثانيا، إن العصر الذهبي للحضارة الاسلامية في نظري هو الخلافة الراشدة ولا سيما خلافة عمر رضي الله عنه ثم العصر الاندلسي، اما العصر الاموي و العباسي فقد شهدا تضييقا كبيرا على الحريات، لأن العصر الاموي هو بداية الملك العضوض الجبري الذي اخبر عنه النبي ضلى الله عليه وسلم، وما تم الامر للامويين الا بعد حروب طويلة سالت فيها دماء كثيرة، فالحرية السياسية كانت غائبة تماما، الى درجة قتل الحسين على شرفه، حتى حرية الراي كانت مستهدفة، فخاف العلماء بطش الحجاج مثلا، وظهرت حركة الشعوبية، والحرب ضد الخوارج لم تهدأ الا بمجيئ عمر بن عبد العزيز، والعصر العباسي تطور علميا بشكل غير مسبوق لكن بالمقابل تم التضييق على آل البيت حتى فر ادريس احد اعلام آل البيت الى المغرب الاقصى ثم قُتل هناك.

ثالثا، الحرية مسالة نسبية قد تتوفر لجوانب دون الأخرى و لذلك لا يمكن الحديث عنها بشكل مطلق.
رابعا ، اذا كنا نؤمن بالحرية كما جاءت في شريعتنا، فانها مؤطرة بالحلال و الحرام، ولذلك لا بد من تحديد المفاهيم، ثم ان تطور الامم لا يمكنه ان يتم بالحرية وحدها، فلو توفرت و غاب العدل فلا خير فيها، و لو توفر العدل وغاب العلم فلن يحصل اي تطور، فتقدم الشعوب يحصل نتيجة تظافر عدة عناصر لكل منها حظه، ولعلك تقصد بحديثك الحرية الفردية لا الحرية الجماعية وبينهما فرق .
وشكرا لكم جميعا

كل ما ذكرته يرتبط بخلافات سياسية على السلطة و النفوذ و هذه الامور موجودة في كل وقت و عند كل المجتمعات حتى في الدول المعاصرة و الديموقراطيات العريقة التي لا يشك احد انها تتمتع بقدر كبير من الحريات , لأن الاقتتال السياسي لا يتعارض مع وجود الحرية . اما في ما يخص قولك , ان عصر الخلفاء الراشدين و خاصة عصر عمر هو العصر الذهبي للحضارة العربية فلا ادري كيف جعلته كذك مع ان الاقتتال الداخلي كان في اوجه و الدليل ان عمر اغتيل و هو يصلي في الجامع و كذلك تم اغتيال الخلفاء الاخرين و ليس هناك اثر لوجود الحرية بالمفهوم الحديث في ذلك العهد .. المسالة المهمة التي اردت التطرق اليها في مقالي الاصلي هو حرية الرأي و الرأي الآخر و النقد لكل الاطروحات و الافكار و ليس المعني المادي الصرف للحرية . شكرا على مداخلتك عزيزي عبدو حمدي .

اوافق السيد عبدو حمدي على ان العصر الذهبي للاسلام ربما ارتبط بالاندلس و هذا دائما للسبب الاول و المهم و هو وجود الحرية بشكل كاف لانشاء مذاهب نقدية و فكرية مختلفة .

كلمات في الصميم , شكرا على التعليق .