يا صاح ما على ظهر السفينة اليوم إلا أشرار القوم..
05-04-2016, 02:28 PM
يا صاح ما على ظهر السفينة اليوم إلا أشرار القوم..


ساعدني لأخبرك عما كسبته يداي ’ أعرني سمعك لأشهدك على ما رأته عيناي’ فإن لم تطق ثقل كلامي ولم تصدق تعابير أحلامي فصفدْ يدي وابتر لساني ’ ولا يضرك بعد ما جرته وتجره قدماي...؟
يا صاح الحب ميل القلب والنفس جبلت على الشهوة ’ وليس الحب كالشهوة
دعني أرشف رشفة من هذا الفنجان أليس بباق في داخله من قهوة...؟ لعلها أحزاني تذيب , عسى أن أنسى ما بي من نصب ولغوب’ وبها أبي أوصاني وإياها بقوله وصف: سمراء تزيل الأحزان. إي والله وكما أتذوقها مُرة ’ ومن علم المر وعليه صبر فقد دنا خطوات من القبر ’ اسأل الله لي ولك متسعه بدل مضيقه’ ونوره خشية ظلامه’ ولعل الله راحمنا بريح الجنة ومنقذنا من سموم جهنم ’ إنه بنا لرؤوف رحيم....
يا صاح ما على ظهر السفينة اليوم إلا أشرار القوم’ فلا تطل التخمين وتلزم نفسك شدة اللوم..؟’ حاسب نفسك قبل أن يحاسبها الحي القيوم ..؟’ سامح واستسمح ’ أغفر واستغفر إذا ما أنت وضعت جنبك استعدادا للنوم’ فإذا فعلت ذلك أبشر وأنك رجل من أهل الجنة......
يا صاح ... زمان كان السارق إذا سرق يخشى أن يراه الناس فيصرخون في وجهه : إنك لسارق..
زمان كان قاطع السبيل من ابناء الليل يُعد عدته ويتفقد مكانه وينتظر ظلمة ليله أما اليوم فجهارا نهارا ’ غير عابئ ولا مكترث ولا مستح ولا يقيم للمظلوم والأمانة ميزانا ...
يا صاح إذا ما سُئلت عن العدالة فلا تنتظر ردا فقد قيل إن أخطأت عدالة الأرض فعدالة السماء لا تخطئ ’ ولعل العدالة هي الأخرة حبيسة النبال والرماح’ كطير مهيض الجناح...صحيح ’ صحيح وأن الديك كثير الصياح ليوقض الناس للصلاة قبل إنبلاج ضياء الصباح ’ فمن أدرك صياحه كان صاحب فوز وفلاح ومن تقاعس فقد خسر وتعس ولبس حلس الأتراح....
زمان آآآآه يا زمان حين كان البيت الواحد يضم العديد من الرجال والنسوان كل منهم عينه على الآخر’ إذا ما لمح بصره أو طرق سمعه أمر لا يتأخر ....وإذا ما غلب أحدهم النعاس كان الباقون أسودا ومن شداد الحراس ... وإذا ما بكى الرضيع علمت والدته أو مرضعته حاجته فهبت للتو ملبية لا يلهيها شيئ من لهو هذا الزمان ولا تغريها مزامير الشيطان...
كانت الأم ..كانت الزوجة.. كانت الأخت.. كانت البنت. كن جميعهن في شغل دائم ’ لا يعبأن بكل ولا يولين قيمة لملل ’ كانت كل واحدة منهن كنحلة في خليتها ’ تتغنى بخصال القانتات وتسبح ربها وهي من الخاشعات .. لا تفشي سرا لكلام سمعته من بعيد أو قريب’ ولا تطلق لسانها بفحش وعيب وما يريب’ كل هذا الأثر من أثر التربية في الصغر..أين نحن منكن يا أمهاتنا يا خيرة النساء ويا صفاء ونقاء الجواهر والدرر.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
يا صاح ..هل بعد الذي ذكرته لك تجد له اليوم من خبر ؟ وإن وجدتَ فاللهَ أحمد وأشكر..؟
يا صاح..لا نزكي أنفسنا فالله هو مزكيها ’ لسنا ملائكة وهل كنا إلا بشرا؟.
وفي الحياة فجاج وفجوات’ ومهما امتد بنا العمر لا بد من الممات ..
هذه هي وصيتي ...هذه لك كلمتي... ولك وديعتي أمي الحبيبة الجزائر’ صنها أيها الضرغام الهصور ’ فإنها في عنقك أمانة ..أمانة... أمانة..
لا تهنها ولا تستخف بها’ لا تحتقرها ولا تهزأ بها فإن أصابها اليوم مصاب فغدا تحت جناحها تضمك وهي لك أقرب وأعز من الصحب والأحباب .والله المستعان.