هل هناك من يحرك العالم بشكل خفي؟؟
10-08-2018, 07:50 PM
يبدو أن جميع الأحداث التي تتحكم بحياة الشعوب و شعوب العالم العربي على وجه الخصوص قد رُسمت سلفا، بشكل دقيق خال من الاحتمال والمجازفة، وأن نكتة الربيع العربي و انتهاء عصر الدكتاتوريات محض خرافة، إليكم مثلين هزا العالم ولا يمكن تفسيرهما إلا بوجود تخطيط محكم مسبق:
1. لو رجعنا قليلا إلى التاريخ القريب و تحديدا إلى عام 1984 لوجدنا أن حرب الخليج الثانية أو حرب تحرير الكويت هي النسخة المعدلة لفليم " أفضل دفاع - Best Defense" التي وقعت بعد انتاج هذا الفيلم بحوالي ست سنوات و في الحقيقة فإن الفيلم مبنى على معلومات وردت في كتاب ألفه (روبرت غروسباتش) عام (1975) عن تورط الولايات المتحدة في الحرب الفيتنامية وعنوانه: " طرق سهلة وصعبة للخروج - easy and hard ways out " قام المخرج اليهودي "ويلارد هويك - willard huyck " بتغيير موضوعه إلى احتلال الجيش العراقي لدولة الكويت الذي لم يقع إلا في عام 1990بما يجلب الشك والدهشة والانبهار ولاسيما من حيث مطابقة معظم تفاصيل الفيلم لما حصل بعد ذلك بكثير من الدقة.
نشرت جريدة الوطن الكويتية في عددها الصادر 23/4/2012مقالا للكاتب عبد الله خلف بعنوان (دول لا تقرأ ولا تسمع فتأتيها الكوارث وهي في سُباتها ...) جاء فيه: خُطّط أن يكون الغزو في سنة 1986 وعلم به الغالبية وخفي علينا.
اجتاحت الدبابات العراقية الحدود الكويتية واحتلت البلد بعد ضوء اخضر امريكي مبطن. وعليه أرى انه لا بد للعاقل أن يتساءل: كيف يمكن لأفلام مثل "الدفاع الأفضل" أو "الحصار" أن تقترب في أحداثها التي من المفروض بأنها خيالية إلى هذا القدر من تفاصيل الحدث السياسي و العسكري، وأي تفسير منطقي ممكن أن يقنعنا بأن ذلك لم يكن بوحاً ببعض المخططات السرية الخفية لتعبيد الأرضية وتطويع الناس لقبول القادم المجهول؟ في الفيلم نرى بطله الممثل الزنجي "إيدي ميرفي"، الذي يمثل دور ضابط في جيش الإنقاذ الأمريكي الذي جاء (لتحرير) الكويت، وهو يقوم بتشكيل وتدريب الجنود الكويتيين ، الذين أسندت أدوارهم إلى إسرائيليين (و بالمناسبة فقد تم تصوير كامل الفيلم في إسرائيل ...) ، ليجعل منهم رجالاً يصلحون للقتال ويظهر إيدي ميرفي في مشاهد ممارسة الجنس و هو يقول : أشكركن على حسن هزكن لبطونكن ... ناهيك عن إهانات أخرى جارحة لكرامة العرب و المسلمين. ومع أن الفيلم كان يتحدث عن غزو العراق للكويت، و كان مخرجه وأبطاله من اليهود الإسرائيليين، و بالرغم من جميع الإهانات التي احتواها الفيلم، إلا أن مجلة "العربي" الكويتية والتي تصدر في دولة الكويت لم تتحرج عن تخصيص حيز لا بأس به في عددها 353 الذي صدر في ابريل/نيسان 1988 لتنشر موضوعا بعنوان "العربي كما تراه هوليود"، دون قراءة مابين سطور سيناريو الفيلم الذي كان تمهيدا لغزو الكويت، ومن ثم استقدام جحافل الجيش الأميركي لتضع يدها على منابع النفط في الكويت و العراق و عموم الخليج.
مرّ زهاء ثلاثون عاماً على غزو العراق للكويت في فخ نصب للرئيس العراقي، أعلنت حينها بعض الصحف العالمية أن الولايات المتحدة كانت تعلم جيداً نوايا صدام حسين تجاه جارته الكويت وأن سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق السيدة "أبريل جلاسبى" قد أعطت الضوء الأخضر بطريق غير مباشر للرئيس العراقي باجتياح الكويت عن طريق إيهامه بأن الولايات المتحدة ستقف كمتفرج على الأحداث، حين التقت به قبل الغزو بشهرين و أوهمته أن أمريكا لديها معاهدة دفاع مشترك مع السعودية فهي ملزمة بالدفاع عنها اما الكويت فلا شأن لها بها و أن أمريكا لن تتصدى لهذا الغزو. وهكذا تم تصنيع أزمة أدت إلى استيلاء أميركا على واحد من أكبر احتياطي النفط في العالم، من خلال تدمير قوة عربية كبرى كانت تقف لإسرائيل بالمرصاد، بل تصدت لها في حرب تشرين (أكتوبر-1973).*
2. يتذكر العالم يوم 11 سبتمبر (أيلول) من كل عام أحداث الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 2001 حين تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت ثلاث منها في إصابة أهدافها و فشلت الرابعة. الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمانهاتن-نيويورك ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن.
تبعت الهجمات عشرات من التحليلات كشفت العديد من المفارقات بعضها منطقي إلى حد كبير، منها أنه في سبتمبر 2000 وقبل استلام إدارة جورج دبليو بوش ظهر تقرير أعدته مجموعة فكرية تعمل في مشروع القرن الأمريكي الجديد، كان أبرز المساهمين بها: ديك تشيني، دونالد رامسفيلد، جورج بوش، باول ولفووتز، سمي هذا التقرير إعادة بناء دفاعات أمريكا، ذُكر به أن عملية التغيير المطلوبة ستكون بطيئة جدا بغياب أحداث كارثية جوهرية بحجم كارثة بيرل هاربر الشهيرة التي دفعت أميركا إلى الدخول مباشرة في الحرب العالمية الثانية وحصاد ثمرات الحرب الاقتصادية لمصلحتها.
ثم روِّجت إشاعات بوجود مؤامرة على الشعب الأمريكي، و في 24 أكتوبر (تشرين الأول 2000) بدأت تدريبات ضخمة أطلق عليها اسم ماسكال، تضمنت تدريبات ومحاكاة لاصطدام طائرة بوينغ 757 بمبنى البنتاغون، و في 1 جوان (كانون الأول) 2001 صدرت تعليمات جديدة وبصورة فجائية من رئاسة الأركان العسكرية تمنع أي إدارة أو قوة جوية بالتدخل في حالات خطف الطائرات بدون تقديم طلب إلى وزير الدفاع والذي يبت بالقرار النهائي بخصوص الإجراء الذي يمكن أن يتم اتخاذه. وفي 24 جويلية (تموز) 2001 قام رجل أعمال يهودي اسمه لاري سيلفرشتاين باستئجار برجي التجارة من مدينة نيويورك لمدة 99 سنة بموجب عقد قيمته 3.2 مليار دولار و قد تضمن عقد الإيجار بوليصة تأمين بقيمة 3.5 مليار دولار تدفع له في حالة حصول أي هجمة إرهابية على البرجين، ولم يدر بخلد أحد في حينه أن يقع مثل هذا الهجوم، إلا السيد لاري، فكيف أمكنه التنبؤ بذلك. و بعد الهجوم، تقدم المذكور بطلب المبلغ مضاعفا باعتبار أن هجوم كل طائرة هو هجمة منفصلة، واستمر سيلفرشتاين بدفع الإيجار بعد الهجمات ضامنا بذلك حق تطوير الموقع وعمليات الإنشاءات التي ستتم مكان البرجين القديمين. لاري سيلفرشتاين استلم 861 مليون دولار قيمة تأمين عن ذلك المبنى والذي كلف شراؤه 386 مليون دولار، بربح صافي غير خاضع للضرائب يقارب 500 مليون دولار. لقد سبق هجمات نيويورك ما يلفت النظر حقا، فمثلا:
- في 6 سبتمبر 2001، تم سحب جميع كلاب اقتفاء أثر المتفجرات من البرجين وتم توقيف عمليات الحراسة المشددة على الرغم من التحذيرات الأمنية المتكررة من مخاطر أمنية كما قام يوم 10 سبتمبر 2001 العديد من المسؤولين في مبنى البنتاغون بإلغاء رحلات طيرانهم ليوم 11 سبتمبر بصورة مفاجئة.
- وفي 10 سبتمبر تم تحريك معظم المقاتلات الأمريكية إلى كندا والاسكا في مناورة تدريبية سميت الشر الشمالي لمحاربة هجوم أسطول طيران روسي وهمي، وفي 11 سبتمبر تم بث صور طائرات مقاتلة وهمية على شاشات الرادارات العسكرية مما أربك الدفاعات الجوية ذلك اليوم.
- ولم يبق في الولايات المتحدة الأمريكية بكاملها سوى 14 مقاتلة للحماية، كما تم في 11 سبتمبر إرسال 3 طائرات إف16 هي ما تبقى بجانب البنتاغون إلى مهمة تدريبية في شمال كارولينا.
- ونشرت العشرات من التحليلات والحقائق حول هجمات 11 سبتمبر 2001 أثبتت في العديد من المرات صدقها وقربها من الواقعية مما أثبت فرضية المؤامرة أكثر من فرضية الهجوم الإرهابي، لكن قوة الإعلام الغربي واللوبيات الصهيونية تمكنت من طمس هذه الحقائق.
الاستراتيجيات التي تعتمدها الأيدي الخفية في إدارة العالم:
تستغل اللوبيات الصهيونية و من ورائها الماسونية العالمية سيطرتها على موارد الثروة و وسائل الإعلام و مراكز اتخاذ القرار في الدول العظمى، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية لتمرير خططها وبسط هيمنتها الفكرية و الاقتصادية و الاجتماعية من خلال تطبيق استراتيجيات طويلة الأمد، أهمها مايلي:
(1) إستراتيجية الإلهاء: هذه الإستراتيجية عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب. و باختصار: "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات."**. أكبر نجاح حققته هذه الاستراتيجية هو إقناع العامة بأن التأهل لكأس العالم في كرة القدم هو انجاز كبير أكثر أهمية من رفع مستوى الصحة و التعليم.
(2) ابتكر المشاكل ... ثم قدّم الحلول: هذه الطريقة تسمّى أيضا "المشكل - ردّة الفعل - الحل": في الأول نبتكر مشكلا أو "موقفا" متوقــَعا لإثارة ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و ذلك حتى يطالب هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. مثلا: السماح لتوحش الإرهاب بأن يتنامى، أو تنظيم تفجيرات دامية، حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته، كما حصل في 9/11/2001 في الهجوم على برجي التجارة العالمية في نيويورك. أو: ابتكار أزمة مالية حتى يتمّ تقبّل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية وتردّي الخدمات العمومية كشرّ لا بدّ منه، مثلا: أزمة الرهن العقاري التي ظهرت على السطح فجأة عام 2007 والتي فجرها في البداية تهافت البنوك في الولايات المتحدة على منح قروض عالية المخاطر، وبدأت الأزمة تكبر ككرة الثلج لتهدد قطاع العقارات ثم البنوك والأسواق المالية العالمية لتشكل تهديدا للاقتصاد المالي العالمي.
(3) استراتيجيّة التدرّج: لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)، على فترة طويلة. وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصاديّة الجديدة بين الثمانينات والتسعينات من القرن السابق: بطالة شاملة، هشاشة، مرونة، تعاقد خارجي ورواتب لا تضمن العيش الكريم، وهي تغييرات كانت ستؤدّي إلى ثورة لو تمّ تطبيقها دفعة واحدة.
(4) استراتيجيّة المؤجّــَـل: وهي طريقة أخرى يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهة القبول وحتّى يتمّ تقديمها كدواء "مؤلم ولكنّه ضروري"، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينيّة، أوّلا لأن المجهود لن يتم بذله في الحين، وثانيا لأن الشعب له دائما ميل لأن يأمل بسذاجة أن "كل شيء سيكون أفضل في الغد"، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل. وأخيرا، يترك كلّ هذا الوقت للشعب حتى يتعوّد على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام. مثلا وعد النازية للعرق الآري من الشعب الألماني بأن يسود العالم (ألمانيا فوق الجميع) مقابل أن يضحي بموارده وأبنائه في حرب أدت إلى إبادة ملايين الأبرياء.
(5) مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار: تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي، وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلّف الذهني، وكأن المشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا. كلّما حاولنا مغالطة المشاهد، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة. لماذا؟ "إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا في سن الثانية عشر، فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردّة فعل مجرّدة من الحسّ النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردّة فعل أو إجابة الطفل ذي الإثني عشر عاما." **
(6) استثارة العاطفة بدل الفكر: استثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور للاّوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف، نزعات، أو سلوكيّات.
(7) إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة: العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. "يجب أن تكون نوعيّة التّعليم المقدّم للطبقات السّفلى و هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تبقى إثرها الهوّة المعرفيّة التي تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات السّفلى"، تنطبق هذه الإستراتيجية على المؤسسات كما تنطبق على الشعوب، فعلى مستوى المؤسسات الصناعية و مؤسسات البحث العلمي نجد تدرجا في أحقية الحصول على المعلومات حسب المستويات و المراتب، ويبقى سر المعرفة النهائي حكرا على قلة قليلة مختارة من أصحاب الشأن في المؤسسة، و على مستوى الشعوب نجد أن هذه الشعوب قد تفاوتت بين شعوب متقدمة تملك أسرار العلم و المعرفة و خفايا الصناعات التكنولوجية المتطورة بدءا من المعادن و المركبات و سفن الفضاء إلى أسلحة الدمار الشامل كالصواريخ عابرة القارات و الغواصات النووية، و شعوب متخلفة تستهلك الحضارة، و تعتبر أسواقا للدول المتقدمة لا أكثر، تقدم ثرواتها المعدنية و قواها العاملة و جميع مصادر ثرواتها لتلك الدول المتقدمة بأسعار بخسة، مقابل أن تستهلك قشور ما تنتجه تلك الدول المتقدمة من وسائل الراحة والرفاهية. يحظر على الدول المتخلفة مجرد مقاربة التكنولوجيا و المعلومات المتقدمة (High Technology) و إلا أصبحت عرضة للحصار و التجويع و ربما حروب الإبادة. **
(8) تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة: تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من (الرّائع) أن يكون غبيّا، همجيّا و جاهلا، وتستخدم أساليب مختلفة في هذا السبيل، قد ترتكز إلى قناعات خاطئة متأصلة لدى بعض الشعوب، مثل الترويج مؤخرا للاعتقاد بأن الأرض مسطحة، و أنها لا تدور بل الشمس هي التي تدور حولها ... و لو رجعت إلى منشأ مثل هذه الأفكار لوجدته يبدأ من دول غربية متقدمة تغزو الفضاء، و تحلق أقمارها حول الأرض و غيرها من كواكب المجموعة الشمسية. أو ترسيخ أفكار القدرية و أن الإنسان مهما بذل من جهد فلن يحصل إلا على ما قد كتب له منذ الأزل.
(9) تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب، وهو ما يولّد دولة اكتئابيّة يكون أحد آثارها الإنغلاق وتعطيل التحرّك. ودون تحرّك لا وجود للثورة!
(10) معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم: خلال خمسين السنة الماضية، حفرت التطوّرات العلميّة المذهلة هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النّخب الحاكمة كما أسلفنا؛ فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّلت النخب المسيرة للعالم إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي و أصبح بمقدورها معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ الأيدي الخفية - في أغلب الحالات - تملك سلطة على الأفراد و زعماء الدول المتخلفة أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم، لا بل فإن هذه المعرفة ساعدت كثيرا في انتقاء هؤلاء الزعماء، و إدارتهم وفق مصالح الأيدي الخفية.

___________________
*. مقتطف من: صدام حسين والسينما الامريكية... فيلم "أفضل دفاع-Best Defence" انموذجآ؛ سمير الربيعي- وكالة سكاي برس.
**. مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة.