صناع الإلحاد ......إحذروهم
06-01-2008, 08:19 PM
ـ السلام .

( الفقرة الأولى )
ان الجزائر قد ذاقت الويلات من العنف تحت الغطاء الديني و على هذا إني احاول من خلال هذا التدخل ان أكون صائبا في إبراز دوافع العنف اللابس للدين أو لأيديولوجية ثورية . و لمعرفة ما أصاب امتي الجزائر التي لم تستريح بعد من تناقضات و أشكال أرهقت المجتمع كانت نتيجة فترة إستعمارية طويلة و المخاض الذي يراه البعض حتمي و شرعي يتنساه الجميع من الجذور و على هذا إني سأحاول أن أحوم حول هذه الطابوهات المخيفة مرة و المقلقة مرة أخرى و هذا و فقا للشرع الإسلامي الذي نسأل الله عز و جل ان يوفقنا و أن يلهم كل الناس و خاصة الشباب أن يتفهموا الوضع لنجتنب عنفا لم يكن علينا حتميا .
ينزع اغلب الباحثين في رد ظاهرة العنف لدى الجماعات الإسلامية السياسية الى أسباب إجتماعية , و مع تقديري البالغ لأهمية التفسير السيولوجي في هذا المجال فإنه لا يكفي وحده . لان ظاهرة العنف الديني او العنف الذي تمارسه الجماعات السياسية , ذات التمحور الديني , له خصوصية تختلف إختلافا جذريا عن العنف الذي تقوم به الجماعات السياسية الأخرى البعيدة عن البواعث الدينية , مثل المنظمة الإرهابية العدمية ( نارودنايا قوليا ) أو إرادة الشعب .. و مرد هذه الخصوصية يرجع إلى أمر ذاتي يتعلق بالمنتمين إلى الجماعات الدينية أمراء كانوا أم أعضاء - بل في الحقيقة يشمل كافة المؤمنين بالأديان السماوية او السامية أو الإبراهيمية و هو يزداد توهجا كلما كانت الشحنة الإيمانية لدى المؤمن أو التابع ثقيلة " إنا سنلتقي عليك قولا ثقيلا " (1)., فأتباع هذه الأديان يؤمن كل واحد منهم بأمرين ..
1ـ الإصطفائية: أي أن الله جل جلاله قد ميز الدين الذي إنضوى تحت جناحه و آمن به بأن إصطفى الرسول الذي بلغ الرسالة الخاصة به وإصطفى أصحابه (الرسول) الذين عاونوه على التبليغ الذي واصلوا حمل دعوته من بعده وإصطفى أمته على سائر الامم، وتستمر هذه الاصطفائية حتى نهاية الزمن .
2 ـ الحقيقة المطلقة : فالدين الذي يعتنقه هو وحده من دون سائر الأديان والعقائد هو الذي يملك الحقيقة المطلقة في كافة الشؤون وسائر الأمور والتي لايأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها وإنها سوف تظل هي كلمة الرب الأخيرة حتى يرث الله الأرض و من عليها، ونريد فيما يلي النصوص المقدسة من كل ديانة من الديانات التي تؤكد ذالك.
نبدأ بالإصطفائية ونلتزم بالتسلسل التريخي لاتلك الأديان.
أولا: في اليهودية : (1) إصطفاء الرسول وهو موسى عليه السلام:
في الأصول الثالثة عشر التي وضعها موسى بن ميمون وجعلها أركان الإ يمان اليهودي ينص الأصل السابع على مايلي:
" أنا أؤمن إيمانا كاملا بأن نبوة سيدنا موسى عليه السلام كانت حقا وإنه كان أبا للأ نبياء من جاء منهم قبله ومن جاء بعده " (2 ) .
"وقال الله أيضا لموسى هاكذ تقول لبني إسرائيل: يهوه إله أبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني اليكم هذا إسمي الى الأبد ."(3 )
فقال موسى من أنا حتى أذهب الى فرعون وحتى أخرج بني إسرائيل من مصر فقال إني معك، وهذه تكون لك العلامة أني أرسلتك ."(4 )
وأعطى الله سبحانه وتعالى لموسى عشرة علامات (أيات) لثبت لفرعون وملأه إصطفاء الله له رسولا وهي: الدم والضفادع والقمل والذباب ووباء المواشي والبرد والجراد والإظلام وضرب ( ذبح) الأبكار من بكر فرعون الجالس على كرسيه الى بكر الأسير الذي في السجن بل حتى أبكار البهائم ـ وتفصيل ذلك كله مدون في سفر الخروج .
ثانيا : إصطفاء أصحاب الرسول:
ويشمل الإ صطفاء معاوني الرسول ومساعديه المخلصين الذين آزروه في تبليغ الرسالة حال حياته وأكملوا التبليغ بعد وفاته أورفعه إلى السماء وتطلق عليهم أسماء متعددة: الشيوخ أو الرسل أو التلاميذ أو الصحابة أو الحواريون أو " الذين معه" .
" ثم مضى موسى وهارون وجمع من شيوخ بني إسرائيل فتكلم هارون بجميع الكلام الذي كلام الرب موسى به وصنع الآيات أمام عيون الشعب وآمن به الشعب "(5 ) ثم صدق موسى وهارون ونداب وأبيهو وسبعون من شيوخ بني إسرائيل ورأوا إله إسرائيل " (6 ) .
وإصفاء سبعين رجلا من أصحاب موسى عليه السلام أمر ورد ذكره في القرآن الكريم: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا " (7 ) .
ثالثا: إصطفاء أمة الرسول (بني إسرائيل)
ثم ينتقل الاصطفاء الى أمة الرسول، لافرق أن تكون أمة مخصوصة تتسم بالمحدودية والانغلاق كبني إسرائيل ( في اليهودية) أم أمة عالمية لا تخص بجنس دون آخر كما في المسيحية والإسلام، لأن الأمة هنا معناها مجموع من آمن برسالة الرسول وماجاء به من عند الله تبارك إسمه .
" وإن سمعت سمعا لصوت الرب الهك لتحرص على أن تعمل بجميع وصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم يجعلك إلهك مستعليا على جميع قبائل الأرض وتأتي عليك جميع هذه البركات وتدركك إذا سمعت لصوت الرب إلهك مباركا تكون في المدينة ومباركا تكون في الحقل " (8 )
"ثم كلم موسى والكهنة اللاويون جميع بني إسرائيل قائلين أنصت وأسمع يا إسرائيل اليوم صرت شعبا للرب إلهك " (9 )
ويرى سيحموند فرويد أن موسى هو الذي وسم الشعب اليهودي بسمة " شعب الله المختار " . ولكن الدكتور عبد المنعم حقي ينكر عليه ذلك ويقرر أن ذلك كان بفعل أحبار بني إسرائيل (10 ) . وسواء كان هذا الاصطفاء من الله جل جلاله أو من موسى عليه السلام أو من أحبار بني إسرائيل، فإن المحصل النهائية هي أن
الا صطفائية للأمة اليهودية عقيدة راسخة لدى بني إسرائيل : هي على ذات الدراجة من الرسوخ عند المسيحيين والمسلمين .
ونلفت النظر الى أن الاصطفائية هنا بالنسبة للديانة اليهودية ليست هي( الاختيارية) الخاصة باليهود في كونهم " شعب الله المختار " لأن تفسير " الاختيارية " قد تعددت وجهه ومنها أن الرب إختار اليهود لموسى عليه السلام وأبدلهم له بالمصريين الذين لا يستحقون رسالة " التوحيد" ومنها أنهم الشعب الذين إختارهم الرب لسكنى " أرض الميعاد" وواضح أنها تفسيرات أسطورية، المهم أنها بخلاف ( الاصطفائية) التي تتعلق بالعقيدة والتي هي أولى السمتين اللتين تضفيهما على أتباعها والديانات الثلاث السماوية أو السامية أوالابراهيمية ..... يتبع ( الإصطفاء عند المسيحية في الفقرة القادمة )