الجزائريون ملوك الحيلة.. يأكلون الحجارة ويستحمّون بالرمال"!
16-01-2018, 05:47 AM


محمد مسلم

مسؤول الملف السياسي بجريدة الشروق

بلغ اهتمام الإعلام الفرنسي بالجزائر مداه خلال الأسابيع الأخيرة، فبعد الملف الذي أعدته يومية "لوفيغارو" المقربة من اليمين المحافظ، جاء الدور هذه المرة على مجلة "فالور أكتيال" (القيم الحالية)، التي قدحت بكلّ دناءة في الجزائريين وفي مؤسساتهم الحيوية والسيادية، بينها الجيش والرئاسة.
المجلة الفرنسية المحسوبة بدورها على اليمين، أعدت ملفا عنونته "القنبلة الجزائرية"(..)، حاولت من خلاله تصوير الجزائر على أنها على فوهة بركان، مستعينة ببعض الأقلام التي يبدو أن لها تصفية حسابات مع الجزائر، ومنهم المسمى "بوعلام صنصال"، هذا الذي غادر الجزائر لاجئا إلى أوروبا.
صنصال الذي تنصل من قيم الجزائريين الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، باعترافه بسيادة دولة الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، لم يتردد في إشاعة الأفكار التي لطالما ناضل من أجلها بيرنار هنري ليفي، "عراب" الفوضى في المنطقة العربية، حيث ساهم في ملف "فالور أكتيال" بمقال مشبوه، زعم من خلاله أن الجزائر مقبلة على الحالة الليبية التي مهد لها "ليفي" بأفكاره المسمومة وحليفة الإيديولوجي، نيكولا ساكوزي بطائراته.
"الكاتب المتصهين" الذي يفترض أنه جزائري لم يتوان في جلد ذاته، عندما وصف الجزائريين في المجلة المشبوهة، بأنهم "ملوك الحيلة، يعيشون في مدن الصفيح، يأكلون الحجارة، يمتصون الجذور ويستحمون بالرمال"(..)، هكذا وصف الكاتب المزعوم بني جلدته، الذين لا يتقاسمون معه سوى اسمه!!.
وليست هي المرة الأولى التي يكتب فيها بوعلام صنصال بهذه الطريقة المهينة في حق الجزائر، والتي تخفي الكثير من الحقد تجاه البلد الذي ترعرع وتعلم فيه، وغرف من خيراته.. لكن لا غرابة أن يصدر هذا الكلام من شخص ممسوخ الهوية.. فلقد كان ضيف شرف على مأدبة عشاء إلى الجانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة للجزائر، بسفارة بلاده، إلى جانب كتاب يشبهونه.
مثل هذه الملفات سبق وأن عاشتها البلاد في عشرية التسعينيات، وكان شعارها واحدا، وهو التخويف من حدوث انفجار في الوضع، يؤدي إلى نزوح الجزائريين نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وعادة ما يختزلون هذه الضفة في فرنسا، من دون غيرها من الدول الأوربية، في مشهد فيه الكثير من "الأبوية المزيفة والمزعومة".
المجلة إياها استبقت الأحداث بشكل مخيف وهستيري، عندما انخرطت في الحديث بالأرقام عن مستقبل يبدو أنه مجرد أوهام لدى من خطط وأعد هذا الملف الذي تفوح منه الكثير من الدعاية المسيئة للجزائريين، وللجسور التي يزعمون أنها تربط الجزائر بمستعمرتها السابقة، حيث زعمت أن عدد الجزائريين الذين سيغادرون بلادهم في حال حدوث ما "يتمنونه" - وهو ما لم ولن يحصل - سيصل إلى تسعين ألف مهاجر غير شرعي.
وفي ربط فيه الكثير من التجني، رسمت المجلة الفرنسية، صورا قاتمة عما ستؤول إليه الضواحي الباريسية (بعد الانفجار المزعوم طبعا)، التي تعج بالجالية الجزائرية المهاجرة في فرنسا، قوامها حدوث أعمال شغب غير مسبوقة، يكون الجزائريون طرفا فيها، وكتبت في هذا الصدد: "حشود تغذيها الشعارات السياسية والدينية، الكراهية والعداء لفرنسا التي تخرج من البؤر التي احتضنتها (الضواحي) وتصبّ في الشوارع لتشكل القيامة الحقيقية، والتي يتسبب فيها آلاف المهاجرين المعزولين في الضواحي..".