تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية warda22
warda22
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-09-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 11,951

  • وسام مسابقة الخاطرة اللغز 

  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • warda22 has a spectacular aura aboutwarda22 has a spectacular aura about
الصورة الرمزية warda22
warda22
مشرفة سابقة
قصة يتيم لم يتجاوز يتمه بقلمي
06-03-2017, 06:10 PM
كانت لحظة ذهول عندما سألت والدي أن يساعدني في واجبي المنزلي حيث طلبت معلمتي المخيفة بلهجة صارمة أن أكتب عن جدي وما يعنيان لي .
بقيت فاغر الفاه أنظر بعينين جاحظتين لشفتيه وقد نطقتا :أنا يتيم يا ولدي استغرقني الامر حوالي خمس واربعين ثانية بالضبط لأرد : بابا لا يعقل أن تكون يتيما ...(ترددت) أنظر بابا لديك منزل كبير ...وانظر لديك الكثير من الملابس وجواربك ليست مثقوبة و...
قاطعني بلمسة حانية على رأسي: بني لم تظن ذلك ؟
ضحكت حينها واسترسلت : يا بابا (قلت ذلك وكأني محقق في جريمة يعرف وزن كل كلمة ومدى حقيقتها ) تذكر يوم شاهدنا التلفاز وكانت أمي تبكي على حالة الولد اليتيم , لم يكن يملك شيئا لا طعام ولا ملابس ولا شيء .( أومأت برأسي علامة الرضى عن رأيي)
انهيت جملتي واردت رفع راية انتصاري لكن عيون البابا كانت غريبة : أنا يا بني متعب , اسأل الماما ستساعدك في الواجب .
تلك الليلة تسللت للصالون , كان قد دخن علبتي سجائر وفي عينيه دموع , لابد أنه شيء فعلته أو قلته , لكنه لم يعاقبني للآن , بقيت في الظلام اتابع دخان سجائره المتتالية دون أن يحس بي , انتفض كلما سعل وضرب صدره , اشير بيدي أحاول مسح دموعه , أدقق في أنامله المرتجفة ولم أكن أميز هل هو غاضب أم فقط حزين .
أعادتني الماما لغرفتي دون أن تصدر صوتا ,ثم كان ذلك اليوم الذي عرفت فيه ما شعر به والدي , وقد جلست ببيت حماي المستقبلي يسألني : والوالد لم يشرفنا اليوم بحضوره ؟.
لم أجد غير ابتسامة ارسمها رغم عنف الافكار التي راودتني: حضرتك ...أنا يتيم .
كانت أول مرة أعترف فيها أني يتيم , موقف أشبه بانفجار قنبلة هيدروجينية خلفت الصمت داخلي , ورحت أجول بنظري في الحاضرين أتساءل ما يظنون ؟ ماذا يقولون ؟ ...ربما مسكين ...لابد انها الشفقة التي تجعلهم يعاملونني كغريق ,انها العقدة بنفسي لم تحل منذ وصلني الخبر أني لن اراه مجددا.
كنت ارى اليتم فقرا ...ظننته جوارب ممزقة ووجها لونه السواد , اليوم اعرف أنه سواد داخلي , جزء مفقود من أحجية لن تكتمل يوما.
مساء ذلك اليوم لم يكن لدي سوى كيس الملاكمة ازيل به غضبي وسخطي بل حزني الذي اخبئه منذ زمن , كنت ارى في ضرباتي حلقات دخان سجائر ابي .
أطلب منه الصفح عما بدر مني ذاك اليوم , اخبره أني آسف لأني لم أفهمه ...لأني أثرت الموضوع مرارا بعد تلك الليلة ...لأني اخبرته أنه سبب علامة الصفر التي أخذت ,أردت أن أطلب منه قوة تسيرني في هذه الحياة الغريبة دونه, فأنا لست بقوته لست الرجل الذي يخفي دموعه كلما ذكروه بيتمه .
اليوم ها أنا أنظر لعيون بناتي الثلاث واخيهم الرضيع , أجهل كيف أخبرهم أنهم فقدو جزء الاحجية الاخرى , أن يتمهم سيكون مختلفا , أن نور الشمس انطفأت وأن عليهم مواجهة ذلك الظلام بقوة ولا يستسلموا كما فعلت قبل زمن طويل .
سيمر وقت قبل أن يرضوا بقدر الله ويشقوا طريقهم في الحياة , لن تكون جواربهم ممزقة لكن أزرار مآزرهم كثيرا ما ستكون مفتوحة , لن يموتوا جوعا , لكن فطورهم سيخلوا من لمستها الحنونة , مهما فعلت لن أتمكن من كسر ذلك الحاجز , سيكون عليهم فعل ذلك دون مساعدتي فما أنا الا يتيم لم يتجاوز يتمه .
بقلمي
ب_ف_ز


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2016
  • المشاركات : 191
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • أبو المجد مصطفى is on a distinguished road
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حرف من ورد
حرف من ورد
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 27-08-2016
  • المشاركات : 1,505
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • حرف من ورد will become famous soon enough
الصورة الرمزية حرف من ورد
حرف من ورد
شروقي
رد: قصة يتيم لم يتجاوز يتمه بقلمي
23-03-2017, 01:42 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة warda22 مشاهدة المشاركة
كانت لحظة ذهول عندما سألت والدي أن يساعدني في واجبي المنزلي حيث طلبت معلمتي المخيفة بلهجة صارمة أن أكتب عن جدي وما يعنيان لي .
بقيت فاغر الفاه أنظر بعينين جاحظتين لشفتيه وقد نطقتا :أنا يتيم يا ولدي استغرقني الامر حوالي خمس واربعين ثانية بالضبط لأرد : بابا لا يعقل أن تكون يتيما ...(ترددت) أنظر بابا لديك منزل كبير ...وانظر لديك الكثير من الملابس وجواربك ليست مثقوبة و...
قاطعني بلمسة حانية على رأسي: بني لم تظن ذلك ؟
ضحكت حينها واسترسلت : يا بابا (قلت ذلك وكأني محقق في جريمة يعرف وزن كل كلمة ومدى حقيقتها ) تذكر يوم شاهدنا التلفاز وكانت أمي تبكي على حالة الولد اليتيم , لم يكن يملك شيئا لا طعام ولا ملابس ولا شيء .( أومأت برأسي علامة الرضى عن رأيي)
انهيت جملتي واردت رفع راية انتصاري لكن عيون البابا كانت غريبة : أنا يا بني متعب , اسأل الماما ستساعدك في الواجب .
تلك الليلة تسللت للصالون , كان قد دخن علبتي سجائر وفي عينيه دموع , لابد أنه شيء فعلته أو قلته , لكنه لم يعاقبني للآن , بقيت في الظلام اتابع دخان سجائره المتتالية دون أن يحس بي , انتفض كلما سعل وضرب صدره , اشير بيدي أحاول مسح دموعه , أدقق في أنامله المرتجفة ولم أكن أميز هل هو غاضب أم فقط حزين .
أعادتني الماما لغرفتي دون أن تصدر صوتا ,ثم كان ذلك اليوم الذي عرفت فيه ما شعر به والدي , وقد جلست ببيت حماي المستقبلي يسألني : والوالد لم يشرفنا اليوم بحضوره ؟.
لم أجد غير ابتسامة ارسمها رغم عنف الافكار التي راودتني: حضرتك ...أنا يتيم .
كانت أول مرة أعترف فيها أني يتيم , موقف أشبه بانفجار قنبلة هيدروجينية خلفت الصمت داخلي , ورحت أجول بنظري في الحاضرين أتساءل ما يظنون ؟ ماذا يقولون ؟ ...ربما مسكين ...لابد انها الشفقة التي تجعلهم يعاملونني كغريق ,انها العقدة بنفسي لم تحل منذ وصلني الخبر أني لن اراه مجددا.
كنت ارى اليتم فقرا ...ظننته جوارب ممزقة ووجها لونه السواد , اليوم اعرف أنه سواد داخلي , جزء مفقود من أحجية لن تكتمل يوما.
مساء ذلك اليوم لم يكن لدي سوى كيس الملاكمة ازيل به غضبي وسخطي بل حزني الذي اخبئه منذ زمن , كنت ارى في ضرباتي حلقات دخان سجائر ابي .
أطلب منه الصفح عما بدر مني ذاك اليوم , اخبره أني آسف لأني لم أفهمه ...لأني أثرت الموضوع مرارا بعد تلك الليلة ...لأني اخبرته أنه سبب علامة الصفر التي أخذت ,أردت أن أطلب منه قوة تسيرني في هذه الحياة الغريبة دونه, فأنا لست بقوته لست الرجل الذي يخفي دموعه كلما ذكروه بيتمه .
اليوم ها أنا أنظر لعيون بناتي الثلاث واخيهم الرضيع , أجهل كيف أخبرهم أنهم فقدو جزء الاحجية الاخرى , أن يتمهم سيكون مختلفا , أن نور الشمس انطفأت وأن عليهم مواجهة ذلك الظلام بقوة ولا يستسلموا كما فعلت قبل زمن طويل .
سيمر وقت قبل أن يرضوا بقدر الله ويشقوا طريقهم في الحياة , لن تكون جواربهم ممزقة لكن أزرار مآزرهم كثيرا ما ستكون مفتوحة , لن يموتوا جوعا , لكن فطورهم سيخلوا من لمستها الحنونة , مهما فعلت لن أتمكن من كسر ذلك الحاجز , سيكون عليهم فعل ذلك دون مساعدتي فما أنا الا يتيم لم يتجاوز يتمه .
بقلمي
ب_ف_ز
راااااااااااااااااااااااااااااائعة ... لمست قلبي بقوة ........
.. و لا يحب قنديل البحر .. الا قنديلا مثله .. عديم القلب ... !! ...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية warda22
warda22
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-09-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 11,951

  • وسام مسابقة الخاطرة اللغز 

  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • warda22 has a spectacular aura aboutwarda22 has a spectacular aura about
الصورة الرمزية warda22
warda22
مشرفة سابقة
رد: قصة يتيم لم يتجاوز يتمه بقلمي
23-03-2017, 07:51 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المجد مصطفى مشاهدة المشاركة
قصة رائعة جدا...و ما أخبث اليتم.
تحياتي الصادقة...
شرفني مرورك تقبل تحياتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حرف من ورد مشاهدة المشاركة
راااااااااااااااااااااااااااااائعة ... لمست قلبي بقوة ........
سعدت بمرورك تحياتي


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 11:43 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى