ختان الإناث الحائر بين الصحة والشريعة الإسلامية في إندونيسيا
08-01-2017, 11:10 PM






24 - د ب أ
تنظم إندونيسيا حملة جديدة للقضاء على ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، بعد أن اعترض على الجهود السابقة بعض المسلمين، ممن يعتقدون أن تلك الممارسة مسموح بها من الناحية الدينية.


قامت تونياتي بختان ابنتها سبعة شهور بعد ولادتها مباشرة، وهي مقتنعة أنها تقوم بواجب ديني إسلامي. وقالت تونياتي (36 عاماً) وهي تضع طفلتها في حجرها وتهزها برقة: "أنا اتبع الأوامر الإلهية، والختان يتم منذ أجيال".

وأضافت: "كل فرد في أسرتي الممتدة، سواء كان ذكراً أو أنثى، تم ختانه". ويشارك الكثيرون في إندونيسيا، أكبر دولة في العالم من حيث عدد المسلمين، تونياتي اعتقادها.

تشويه الأعضاء التناسلية
وكشف تقرير للأمم المتحدة نشر في 2016 أن إندونيسيا ومصر وإثيوبيا بها نصف ما يقدر عددهن بنحو 200 مليون من النساء والفتيات اللائي تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية في كل أنحاء العالم.

وتقوم الحكومة الإندونيسية الآن بمسعى جديد للقضاء على ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، بعد أن لقيت محاولات سابقة معارضة من الجماعات الإسلامية.

وقالت يوهانا يامبسي وزيرة تمكين المرأة الإندونيسية وحماية الطفل للصحفيين: "شكلنا فريق عمل للتواصل مع رجال الدين البارزين والزعماء التقليديين ومنظمات المرأة، لإقناعهم بضرورة التخلص من هذه الممارسة".

انخفاض ممارسة الختان
وتستند أرقام الأمم المتحدة بالنسبة لإندونيسيا على مسح أساسي قامت به وزارة الصحة في البلاد عام 2013، وأثبت أن 51% من الفتيات اللاتي تصل أعمارهن إلى 11 عاماً، أو ما يصل إلى 14 مليون فتاة، تعرضت لتشويه الأعضاء التناسلية.

وقالت الحكومة إنه لا توجد حالياً أرقام متاحة في الوقت الحالي توضح ما إذا كانت هذه الممارسة قد تراجعت مع مرور السنوات. وعلى المستوى العالمي، فان نسبة الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 19 اللائي وتعرضن لتشويه الاعضاء التناسلية، انخفضت من 51% عام 1985 إلى 37% اليوم، وفقاً لما تذكره الأمم المتحدة.

التماشي مع الشريعة
ويعتقد بعض المسلمين أن ختان الإناث يمكن أن يمنع روائح غير مرغوب فيها وإصابات، قد تنجم عن تراكم الافرازات في المهبل. كذلك يقولون إن الختان يقلص من حساسية البظر، ومن ثم فانه يقلل الإستجابة الجنسية.

وقال حسن الدين عبدالفتاح، وهو رئيس لجنة الفتوى في مجلس العلماء الاندونيسي شبه الرسمي: "بالنسبة للذكور فإن الختان إلزامي، أما للفتيات فهو موصى به"، معتبراً أن حظر وزارة الصحة لا يتماشى مع الشريعة، وأي شيء تحدده الشريعة لا بد أن يكون له فوائده. والآن فان السؤال هو: هل نتبع وزارة الصحة أم الشريعة؟".

وحظرت وزارة الصحة تشويه الاعضاء التناسلية للإناث في عام 2006، ولكنها تراجعت بعد أربع سنوات، بعد ضغوط من منظمات إسلامية، وسمحت باستمراره على أيدي مهنيين في الرعاية الصحية. وتم إلغاء هذه اللوائح في عام 2014، ولكن ليست هناك عقوبات محددة لمن يقومون بتشويه الأعضاء التناسلية الإناث.