رد: صُمُـــودٌ وَ تَحَد
08-06-2012, 03:45 PM
فقدتني بعدما وجدتها
السّلام عليكم و رحمة لله و بركاته
أرحّب بجميع روّاد موضوعي و أتمنّى لهم جمعة مباركة و أواصل معهم السّرد ...
أُعجبت كثيرا بقلمها، و كنت أقرأ كلّ مواضيعها الّتي كانت تنشرها على صفجات الشّروق العربي، فقرّرت أن أراسلها، إتّصلت بمقرّ الجريدة و بعد إلحاح منّي سلّموني عنوانها فأسرعت بمراسلتها و كتبت لها ما كان يختلجني إتّجاهها من مشاعر.
و مضت الأيّام مترقّبة ردّها على أحرّ من الجمر و لكن قدّر الله لي ذلك الحادث و الّذي كان سبب تغرّبي، تاركة ورائي حياتي المفعمة بالنّشاط و الحركة و العمل الخيري و الصّديقات و و و
ردّت عليّ أمينة بواشري و هذا كان إسمها و لقبها و عِوض أن أقرأ أنا رسالتها قرأتها أختي و أخبرتني بها عن طريق الهاتف، فطلبت منها أن تردّ عليها و تخبرها بأمري و تسلّمها عنوان المستشفى العسكري.
و فعلا راسلتني و أنا هناك و كم أسعدتني رسالتها و كم بدت لي متأثّرة بما حدث لي
و وعدتني أنّها ستبقى وفيّة لي، عدت إلى أرشيف رسائلها و انتقيت لكم هذا الفاكس و سأنقله لكم كاملا:
أختي العزيزة حوريّة الجنّة السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتذر على هذا التّأخير في كتابة رسائل إليك و هذا لا يعني أبدا أنّني نسيتك بل على العكس من ذلك تماما، دائما أتذكّرك و أدعو الله لك: فثبّتك الله و أيّدك بنصره أيّتها الوردة المتفتّحة الّتي تبعث بعطرها لكلّ من هم حولها ...
إنّ بلدكِ مشتاق إليك، و وطنكِ متلهّف لرؤيتك و ربّما تكونين أكثر منهم شوقا و تلهّفا، و لكن اتركيني أسألك و أنتِ تعيشين هذا الشّوق و قد تغرّبت عن بلدك أكثر من عامين - مضطّرّة - فكيف تصفين الشّوق إلى الله تعالى و إلى الحبيب محمّد صلّى الله عليه و سلّم؟ هل تستطيعين المقارنة بين الشّوق إلى الله و الشّوق إلى الأهل و الوطن؟
من خلال هذا أريد أن أقول لك امزجي الشّوقين معا حتّى يخفّف عنك ألم البُعد و الوحشة ... اجعلي اغترابك غايّة لله، فأنت تقدّمين الكثير هناك بكلماتكِ الطّيّبة و ابتساماتك الدّافئة و تنفعين الإسلام من حيث لا تدرين أو تعلمين.
أختي في الله .. تأكّدي بأنّنا في هذه الدّنيا - ضيوفا - لا غير، مهما طال بنا الزّمن و امتدّ بنا العمر، فسنعود من حيث أتينا و لا نأخذ إلاّ ما أُعطينا، و أنت أختاه نالك ما صبرتِ عليه، فأجرك عند الله محتسب، فاصبري و صابري و اجعلي الله أمامك دائما فهو نِعْم المولى و نِعْم النّصير ...
مهما تكلّمت لك أختي حوريّة الجنّة فحبّي لكِ في الله لا أستطيع أن أصفه بل لا أفعل، لأنّني سأتركه يبرهن عن نفسه بنفسه في واقع أخوّتنا الّتي أرجو أن يديمها الله لوجهه الكريم.
نعم، لا أنسى ما حييت بأنّك بحثتِ عنّي و عندما وجدتني رحلتِ، و لكن لا أعتبره رحيلا قطّ و لكن أراكِ دوما قريبة منّي أنتفع بكِ و منكِ .. فماذا عساني أقول سوى دعاء من صميم القلب أرجو أن تُفتح له أبواب السّموات العلى .. دعاء بالثّبات و الصّبر و التّقوى و الإيمان.
فإذا كانت الأقدار تأتينا كلّ يوم بالجديد فذاك لا يعني ترك العمل، فالمؤمن القويّ خير و أحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف .. فلنستعن بالله و لا نعجز، فإن أصابنا شيئ قلنا: قدّر الله و ما شاء فعل، تلك هي قاعدة المؤمن في الحياة، إذ علينا أن نأخذ بالأسباب و ما قدّره الله ذاك هو قدرنا .. أنّنا كلّ يوم نرى أنفسنا على حقيقتها .. فنلجأ إلى الله و نحن على يقين بأنّه سبحانه وحده الّذي يُنقذنا و كلّ ما عداه هباء ..
أخيرا، تحيّاتي و أشواقي و دعواتي أبعثها لك عبر هذه الرّسالة المتواضعة، سائلة الله لك الثّبات دوما .. و لا تنسيني بدعائك أختي المؤمنة الطّيّبة و إلى رسالة أخرى أقول لك السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كانت هذه رسالة عن طريق الفاكس من بين رسائل عديدة وصلتني من غاليتي أمينة و أنا في المستشفى العسكري، كنت مع كلّ رسالة تصلني منها أشعر و كأنّني أخذت جرعة إيمان حقيقيّة كانت تدفعني للصّمود أكثر و الثّبات.
إلى أن سافرت أمينة إلى جامعة بغداد بالعراق للدّراسات العليا، و استمرّت مراسلتنا و مكالماتنا، و بعد إحتلال العراق، عادت إلى الجزائر و من ثمّ إنتقلت إلى مدينة الإسكنداريّة بمصر، و بقينا على إتّصال إلى أن تركت المستشفى العسكري و كنت لاجئة من بيت لبيت عند صديقاتي فلم يكن عندي عنوانا ثابتا ساعتها فقدت إتّصالي بغاليتي أمينة، و حاولت الإتّصال بها على رقمين كانت أعطتهما لي و لحدّ السّاعة لا ردّ على مكالماتي.
خشيت أن يكون مكروها أصابها لأنّ من شيمتها الوفاء و الإخلاص.
حلمي أن أسمع عنها أخبارا تسرّني إلى ذلك الحين ما زالت كلّ فاكساتها و مقالها عنّي في أسبوعيّة الشّروق العربي و الّذي عنونته بـ حوريّة ح من عمق الألم تتحدّى
و كلّ مقالاتها المنشورة في جرائد عربيّة تؤنسني و تصبّرني على فقدانها.
معك أمينة عرفت معنى الحب في الله و أُشهد الله أنّني أحببتك فيه و كلّما تذكّرتكِ دعوت لك كما كنت تطلبين منّي دوما
السّلام عليكم و رحمة لله و بركاته
أرحّب بجميع روّاد موضوعي و أتمنّى لهم جمعة مباركة و أواصل معهم السّرد ...
أُعجبت كثيرا بقلمها، و كنت أقرأ كلّ مواضيعها الّتي كانت تنشرها على صفجات الشّروق العربي، فقرّرت أن أراسلها، إتّصلت بمقرّ الجريدة و بعد إلحاح منّي سلّموني عنوانها فأسرعت بمراسلتها و كتبت لها ما كان يختلجني إتّجاهها من مشاعر.
و مضت الأيّام مترقّبة ردّها على أحرّ من الجمر و لكن قدّر الله لي ذلك الحادث و الّذي كان سبب تغرّبي، تاركة ورائي حياتي المفعمة بالنّشاط و الحركة و العمل الخيري و الصّديقات و و و
ردّت عليّ أمينة بواشري و هذا كان إسمها و لقبها و عِوض أن أقرأ أنا رسالتها قرأتها أختي و أخبرتني بها عن طريق الهاتف، فطلبت منها أن تردّ عليها و تخبرها بأمري و تسلّمها عنوان المستشفى العسكري.
و فعلا راسلتني و أنا هناك و كم أسعدتني رسالتها و كم بدت لي متأثّرة بما حدث لي
و وعدتني أنّها ستبقى وفيّة لي، عدت إلى أرشيف رسائلها و انتقيت لكم هذا الفاكس و سأنقله لكم كاملا:
أختي العزيزة حوريّة الجنّة السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتذر على هذا التّأخير في كتابة رسائل إليك و هذا لا يعني أبدا أنّني نسيتك بل على العكس من ذلك تماما، دائما أتذكّرك و أدعو الله لك: فثبّتك الله و أيّدك بنصره أيّتها الوردة المتفتّحة الّتي تبعث بعطرها لكلّ من هم حولها ...
إنّ بلدكِ مشتاق إليك، و وطنكِ متلهّف لرؤيتك و ربّما تكونين أكثر منهم شوقا و تلهّفا، و لكن اتركيني أسألك و أنتِ تعيشين هذا الشّوق و قد تغرّبت عن بلدك أكثر من عامين - مضطّرّة - فكيف تصفين الشّوق إلى الله تعالى و إلى الحبيب محمّد صلّى الله عليه و سلّم؟ هل تستطيعين المقارنة بين الشّوق إلى الله و الشّوق إلى الأهل و الوطن؟
من خلال هذا أريد أن أقول لك امزجي الشّوقين معا حتّى يخفّف عنك ألم البُعد و الوحشة ... اجعلي اغترابك غايّة لله، فأنت تقدّمين الكثير هناك بكلماتكِ الطّيّبة و ابتساماتك الدّافئة و تنفعين الإسلام من حيث لا تدرين أو تعلمين.
أختي في الله .. تأكّدي بأنّنا في هذه الدّنيا - ضيوفا - لا غير، مهما طال بنا الزّمن و امتدّ بنا العمر، فسنعود من حيث أتينا و لا نأخذ إلاّ ما أُعطينا، و أنت أختاه نالك ما صبرتِ عليه، فأجرك عند الله محتسب، فاصبري و صابري و اجعلي الله أمامك دائما فهو نِعْم المولى و نِعْم النّصير ...
مهما تكلّمت لك أختي حوريّة الجنّة فحبّي لكِ في الله لا أستطيع أن أصفه بل لا أفعل، لأنّني سأتركه يبرهن عن نفسه بنفسه في واقع أخوّتنا الّتي أرجو أن يديمها الله لوجهه الكريم.
نعم، لا أنسى ما حييت بأنّك بحثتِ عنّي و عندما وجدتني رحلتِ، و لكن لا أعتبره رحيلا قطّ و لكن أراكِ دوما قريبة منّي أنتفع بكِ و منكِ .. فماذا عساني أقول سوى دعاء من صميم القلب أرجو أن تُفتح له أبواب السّموات العلى .. دعاء بالثّبات و الصّبر و التّقوى و الإيمان.
فإذا كانت الأقدار تأتينا كلّ يوم بالجديد فذاك لا يعني ترك العمل، فالمؤمن القويّ خير و أحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف .. فلنستعن بالله و لا نعجز، فإن أصابنا شيئ قلنا: قدّر الله و ما شاء فعل، تلك هي قاعدة المؤمن في الحياة، إذ علينا أن نأخذ بالأسباب و ما قدّره الله ذاك هو قدرنا .. أنّنا كلّ يوم نرى أنفسنا على حقيقتها .. فنلجأ إلى الله و نحن على يقين بأنّه سبحانه وحده الّذي يُنقذنا و كلّ ما عداه هباء ..
أخيرا، تحيّاتي و أشواقي و دعواتي أبعثها لك عبر هذه الرّسالة المتواضعة، سائلة الله لك الثّبات دوما .. و لا تنسيني بدعائك أختي المؤمنة الطّيّبة و إلى رسالة أخرى أقول لك السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختك أمينة بواشري
كانت هذه رسالة عن طريق الفاكس من بين رسائل عديدة وصلتني من غاليتي أمينة و أنا في المستشفى العسكري، كنت مع كلّ رسالة تصلني منها أشعر و كأنّني أخذت جرعة إيمان حقيقيّة كانت تدفعني للصّمود أكثر و الثّبات.
إلى أن سافرت أمينة إلى جامعة بغداد بالعراق للدّراسات العليا، و استمرّت مراسلتنا و مكالماتنا، و بعد إحتلال العراق، عادت إلى الجزائر و من ثمّ إنتقلت إلى مدينة الإسكنداريّة بمصر، و بقينا على إتّصال إلى أن تركت المستشفى العسكري و كنت لاجئة من بيت لبيت عند صديقاتي فلم يكن عندي عنوانا ثابتا ساعتها فقدت إتّصالي بغاليتي أمينة، و حاولت الإتّصال بها على رقمين كانت أعطتهما لي و لحدّ السّاعة لا ردّ على مكالماتي.
خشيت أن يكون مكروها أصابها لأنّ من شيمتها الوفاء و الإخلاص.
حلمي أن أسمع عنها أخبارا تسرّني إلى ذلك الحين ما زالت كلّ فاكساتها و مقالها عنّي في أسبوعيّة الشّروق العربي و الّذي عنونته بـ حوريّة ح من عمق الألم تتحدّى
و كلّ مقالاتها المنشورة في جرائد عربيّة تؤنسني و تصبّرني على فقدانها.
معك أمينة عرفت معنى الحب في الله و أُشهد الله أنّني أحببتك فيه و كلّما تذكّرتكِ دعوت لك كما كنت تطلبين منّي دوما
و للحديث بقيّة إن شاء الله.gif)
.gif)
