تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
معربون يتقربون للفرانكوفيلية بمعاداة العربية
24-08-2015, 01:31 PM

الدارجة" واللغة الرسمية: الأدهى والأمر!

أبو بكر خالد سعدالله : الشروق أوت 2015

لقد اتخذ موضوع التدريس بالدارجة أبعادا لم تكن منتظرة من هذا الطرف أو ذاك، وجاءت تصريحات الوزير الأول الأخيرة لتمسك العصا من الوسط في انتظار تهدئة الأوضاع وميول الكفة في هذا الجدل الذي تمنّينا ألا يطول لينشغل القوم بمايحتاج فعلا إلى نقاش.

من تلك المواضيع التي كان من المفروض أن تطرح بقوة، موضوعي شدّ الانتباه في الداخل والخارج: لماذا يلجأ الرسميون خلال أدائهم لمهامهم الرسمية في داخل البلاد وخارجها إلى الحديث بلغة أخرى غير اللغة الرسمية؟ هل المواطن الجزائري محكوم عليه أن يتقن لغةأجنبية ليفهم الخطاب الذي يوجهه إليه المسؤول الكبير والصغير في البلادويتواصل معه؟
ألايشعر المسؤول عندنا بالإحراج حينما يكشف عن جهله باللغة الرسمية أمام الملأ في الداخل والخارج؟ كيف يقبل تحمل مسؤولية وهو عاجز عن توضيح أمرها وسيرورتها لمخاطبيه الجزائريين على الأقل؟ كيف يعيّنه من يعيّنه في ذلك المنصب وهو يدرك عجزه وعدم مقدرته على التواصل مع المواطنين؟ هل نتصور مسؤولا ألمانيا لا يستطيع مخاطبة الألمان بالألمانية؟ بل هل نتصورإسرائيليا أو إيرانيا أو تركيا أو رومانيا أو فرنسيا أو صينيا... يخاطب جمهور بلده بلغة أخرى غير لغة البلد؟ أبدا!
لا يحدث هذا إلا عندنا لأن إتقان اللغة التي يلم بها معظم أفرادالشعب (وهي اللغة العربية لكونها لغة التدريس منذ نصف قرن، ولكون الشعب الجزائري مكون من الشباب) ليس من شروط تولّي المسؤوليات عندأصحاب الحل والربط، ولو كان هذا الإتقان شرطا أساسيا في تولّي المناصب ما وجدنا من ينادي بتدريس الدارجة في المدارس... وماتولّى مثلا مهام وزارة التربية شخص لا يتقن لغة التدريس مهما كانت وطنيته ونزاهته وإخلاصه وولاؤه والتزامه، ونظرا لهذا التسيّب فنحن نجد هذه الأيام الإعلام المعرب يندّد عموما بفكرة التدريس بالدارجة متخذا أشكالا مختلفة، وبالموازاة مع ذلك نجد الإعلام المفرنس برمته يصب في اتجاه تدعيم الفكرة والتنديد بـ"المحافظين-البعثيين-الإسلامويين"... هكذا كتلة واحدة دون تمييز... وأحيانا يضيفون إليها "الأصوليين-الإرهابيين"!
ولعل الأديب والأستاذ أمين الزاوي -رغم عمق ثقافته وتمكنه الكبير من اللغتين- كان أوضح هؤلاء عندما كتب في صحيفة ليبرتي (الناطقة بالفرنسية) يوم 6 أوت مقالا بعنوان "لغة حية أو لغة الحياة؟"،تناول الكاتب في هذا المقال دور الدارجة في تعميق الثقافة وإثراءاللغة الرسمية، وجاء على لسانه على الخصوص: "على الرغم من أن العربية لغة جاءت قبل الإسلام فإن هذا الدين استولى عليها، لقد صادر الدين الإسلامي اللغة العربية"!
ونقرأ في مكان آخر من نفس المقال: "اللغة العربية الفصحى كانت منذ الاستقلال لغة مقدسة في المساجد والمدارس، بين "الديني" و"الوطني"أما اللغة الفرنسية فكانت دائما لغة الانفتاح ولغة القرار."
ثم يقترح في نفس النص:"لكي تتحرر اللغة العربية من الذاكرة الدينية فلا بد لها من أن ترتمي في أحضان الدارجة" (كذا)، ثميضيف: "لقد صارت اللغة العربية الفصحى مُتْعَبَة بشكل متزايد من جراءالمد الديني السياسي والتقليد (المحافظة)."
نجد في هذا المقال التحليلي القصير لوضع الدارج والفصيح الإشارة إلى الدين والإسلام عديد المرات، رغم أن عدد كلماته تناهز 600كلمة،وهكذا يرى الأستاذ الزاوي ومن حذا حذوه أن"الدين الإسلامي" هوالمشكلة في القضية اللغوية المطروحة وأن"الدارجة" هي التي ستحلهاأو ستؤدي دورا أساسيا في حلها!
وبالموازاة مع ذلك هناك من لا يربط هذا الربط الغريب بين المعتقد (الدين أو غيره) واللغة، نشير على سبيل المثال إلى مقال طويل بعنوان"العلوم العصبية في الاكتساب والتعلم المدرسي للغة: قضية نفسية معرفية وليست قضية اجتماعية" طالعتنا به يوم 22 أوت الخبيرة في اللسانيات وعلم النفس، الأستاذة نصيرة زلال في صحيفة "يومية وهران" (الناطقة بالفرنسية)، وذلك في سياق الجدل القائم حول الدارجوالفصيح.
تساءلت الأستاذة زلال: "لماذا أطفال الألمان... الذين يتكلمون لغات جهوية شديدة الاختلاف -10 لغات على الأقل-... لا يشعرون بأي نوع من الصدمات العصبية عندما يتعلمون في المدرسة اللغةالألمانية المعيارية التي يوحّدها ويثريها السويسريون والألمانوالنمساويون بصفة منتظمة؟"، وتضيف الأستاذة قائلة: "إن التحجج بإحداثصدمة عصبية لدى الطفل إثر الاحتكاك البسيط بالجديد في المدرسة، (أوتذكيرنا - وهذا أدهى- بأنه علينا الاعتزاز بـ "قيم أسلافنا التي تحملها لهجاتنا" والدفاع عنها بقوة) ليست حجة علمية، ذلك أنهذا الخطاب المزدوج يفتقد إلى إثبات تدعمه دراسة مقارنة... ما دامالأمر يتعلق "بالبيداغوجيا المدرسية" فحتى نكون علميين يجب الاعتماد على مفهوم المشاهدة والملاحظة كيلا نقع في خطاب بعيد عن الموضوعية."
نلاحظ أن مقال الأستاذة زلال يقع في أزيد من 6000 كلمة (أي ما يعادل 10 مرات طول مقال الأستاذ الزاوي) ورغم ذلك لم تردفيه أبدا كلمة "الدين" أو"الإسلام"! والغريب أن يلاحظ الأستاذالزاوي أيضا:"في الوقت الذي تموقعت فيه الدارجة في الفن والإبداع... تموقعت اللغة العربية الفصحى في المساجد وخطب الجمعة والصلاة على الأموات وفي الخطب الرسمية الكاذبة".
وجه الغرابة الذي نريد هنا الإشارة إليه -إضافة إلى ما يحمّله الكاتب للدين بخصوص استحواذه على اللغة العربية- أن نسمع بأن اللغةالعربية الفصحى تموقعت في الخطاب الرسمي! نحن نفهم من "الخطاب الرسمي" أنه الخطاب الذي يدلي به المسؤولون الرسميون (سيما كبارهم)، فمن الذي يتكلم اللغة الرسمية في البلاد من الرسميين،يا ترى؟ لعلهم يتكلمونها خفية في بيوتهم؟ فإذا استثنينا النزر القليل من هؤلاء وجدناهم لا يحسنون اللغة الرسمية، ولا حتى الدارجة أحيانا،وتلك هي الكارثة الكبرى المسكوت عنها من كل الأطراف.


التعليق :
- قبل الشروع في التعليق ، نلفت الانتباه أن الزاوي أمين يؤكد بعدائه المعروف للاسلام ، أن محاربة اللغة العربية لها علاقة بالحرب على الاسلام . فالزاوي أمين المعرب، ينقلب على العربية التي ما وصل إلى ما وصل إليه من المكانة و المنصب و العلم اليوم ،إلا بالعربية .. و هذا يذكرني بالمثل الشعبي الجزائري الأغواطي : (المَرْقة جيفة و العظَم حلال) ، أي يأكل اللحم ، و لا يأكل المرقة ، متهما لها بالجيفة .
أما بخصوص أمين الزاوي ، فلغته الأم و الأصلية ، التي درس بها من الابتدائي إلى الجامعة ،فهي اللغة العربية . و قد كان يجهل اللغة الفرنسية تماما ، و هو طالب في الجامعة ، ( كلية الآداب بالسانية / وهران) ، و لم يتعلم الفرنسية إلا بعد تخرجه من الجامعة ، و لم يكن يسجل في فوج اللغة الفرنسية و لا الانجليزية كلغات حية مدرجة في البرنامج ، بل كان في فوج اللغة الاسبانية ، باعتبارها اللغة الحية التي درسها في المتوسط و الثانوي ، و هو حتى اليوم لا يمتلك ناصية الفرنسية ، و لا عمق له فيها .. درس الأدب الفرنسي باللغة العربية في مادة الآداب الأجنبية .

و عن عدائه للاسلام ، فهو نابع من توجهه الشيوعي ، رغم أنه ابن بيئة عربية عروبية و إسلامية قرآنية ، و لكنه خرج عن المألوف من باب خالف تعرف ،و لطموحات رخيصة ، و هو اليوم يتنكر للغة التي بها تعلم و يأكل الخبز .. و لاحظنا توسع عدائه لكل ما هو عربي اسلامي ، مجاراة للفرنكوشيوعيين .. حتى أنه وصل إلى التهجم على رموز الثقافة الجزائرية كالشيخ المغيلي ، و تزامن ذلك بمطالبة إسرائيل بمحاكمته ، لأن المغيلي رحمه الله، حرر تمنطيط بأدرار من اليهود و من سيطرتهم على المسلمين و أجلاهم عنها ، لتعود المدينة إلى أهلها المسلمين ، و يقول أهل المنطقة لولا أن الله بعث إليهم الشيخ المغيلي ، ليستأصل شأفة اليهود من أدرار ، لكانت كل أدرار اليوم يهودية.. و لكن الذي غاب عن الزاوي أمين أنه بالنسبة للتيار الفرنكوفوشي ، يبقى دائما ذلك المعرب الذي لن يقبل في ثقافتهم إلا كحصان رهان داخل مضمار محدد ، لا يسمح له بالخروج منه .
و ركوبه اليوم موجة تدريس العامية ما هو إلا حركة من حركاته المعهودة فيه ، مجاراة للتيار المستحوذ عليه ، و لم نعرف عنه أنه كتب بالدارجة ، التي يرافع عنها اليوم ، حتى أنه كان لا يهتم بمادة الأدب الشعبي المقررة رسميا في البرنامج ، و هو طالب في الجامعة ...
الأمر الآخر الذي ، لم يغب عن الزاوي أمين ،بل هو يريد تغييبه عن نفسه ، أن اللغة العربية فعلا هي لغة القرآن، و منها كان القرآن عربيا ، كما هي التوراة عبرية ، و الانجيل آرامي . و لن يمكن للعربية أن تكون في يوم من الأيام منفصلة عن الاسلام .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 24-08-2015 الساعة 01:58 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية abdo hamdi
abdo hamdi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-09-2014
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 55
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • abdo hamdi is on a distinguished road
الصورة الرمزية abdo hamdi
abdo hamdi
شروقي
رد: معربون يتقربون للفرانكوفيلية بمعاداة العربية
28-08-2015, 09:16 AM
قرأت مقالكم سيدي الكريم وقرات ايضا المقالين المشار اليهما في مقالكم، ويبدو لي انكم ركزتم على الشخص اكثر من تركيزكم على الفكرة، وارى اننا ننزلق دائما نحو النقاش الايديولوجي، لأنه كثيرا ما يفرض نفسه لصعوبة الفصل بين الاسلام كدين واللغة كواسطة لتبليغه، وهذه النقطة قد تكون هي ما دفع الزاوي الى القول بمصادرة الاسلام للعربية، وهذه العبارة وان كانت لا توافق راينا، الا اني ارى فيها شيئا من الصواب، لأن دور العربية في نشر الاسلام ونشوء علوم العربية كلها تقريبا بدافع الرغبة في فهم القرآن ودراسته والمحافظة عليه، وعدم جواز الصلاة الا بالعربية، هذا كله جعل العربية (اسلامية) في وعينا، ومن هنا التصقت بالدين حتى انه ليصعب علينا اليوم الحديث عن العربية دون الحديث عن الاسلام، الا ان هذا ينبغي ان لا يصرفنا عن حقيقة لا نقاش فيها وهي ان العربية لغة كانت ولا تزال واسطة لتبليغ الاسلام، فهي ليست هدفا بل وسيلة، والهدف هو الاسلام.
لعله من هذا المنظور يمكن فهم عبارة الزاوي، بعيدا عن رؤيته الايديولوجية المعروفة.
ان العربية اليوم ضحية تخلفنا تخلفنا الحضاري، وانزلاق النقاش الى فخ الاتهامات المتبادلة ، هي مسألة قديمة، عانى منها كثير من المفكرين في تاريخنا الاسلامي، فينبغي الالتفات الى المشاكل الحقيقية التي تواجه العربية و نعالجها في صمت، ولنترك الناعقين ينعقون، فالقرآن ضمن بقاءها، لكن لو افترضنا ان العربية لم تكن لغة القرآن، بماذا كنا سندافع عنها؟
لو ابتعدنا قليلا عن النقاش النظري لوجدنا ان تاجرا بسيطا في اي مدينة يقوده وعه الى كتابة لافته محله بالفرنسية عوض العربية، واذا سألناه عن السبب لما عرفه، فثمة مشكل عميق في فكرنا ووعينا جعل تصورنا وموقفنا للعربية غير سليم، وهذا ما ينبغي ان لا نتجاهله.
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: معربون يتقربون للفرانكوفيلية بمعاداة العربية
28-08-2015, 09:30 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdo hamdi مشاهدة المشاركة
قرأت مقالكم سيدي الكريم وقرات ايضا المقالين المشار اليهما في مقالكم، ويبدو لي انكم ركزتم على الشخص اكثر من تركيزكم على الفكرة، وارى اننا ننزلق دائما نحو النقاش الايديولوجي، لأنه كثيرا ما يفرض نفسه لصعوبة الفصل بين الاسلام كدين واللغة كواسطة لتبليغه، وهذه النقطة قد تكون هي ما دفع الزاوي الى القول بمصادرة الاسلام للعربية، وهذه العبارة وان كانت لا توافق راينا، الا اني ارى فيها شيئا من الصواب، لأن دور العربية في نشر الاسلام ونشوء علوم العربية كلها تقريبا بدافع الرغبة في فهم القرآن ودراسته والمحافظة عليه، وعدم جواز الصلاة الا بالعربية، هذا كله جعل العربية (اسلامية) في وعينا، ومن هنا التصقت بالدين حتى انه ليصعب علينا اليوم الحديث عن العربية دون الحديث عن الاسلام، الا ان هذا ينبغي ان لا يصرفنا عن حقيقة لا نقاش فيها وهي ان العربية لغة كانت ولا تزال واسطة لتبليغ الاسلام، فهي ليست هدفا بل وسيلة، والهدف هو الاسلام.
لعله من هذا المنظور يمكن فهم عبارة الزاوي، بعيدا عن رؤيته الايديولوجية المعروفة.
ان العربية اليوم ضحية تخلفنا تخلفنا الحضاري، وانزلاق النقاش الى فخ الاتهامات المتبادلة ، هي مسألة قديمة، عانى منها كثير من المفكرين في تاريخنا الاسلامي، فينبغي الالتفات الى المشاكل الحقيقية التي تواجه العربية و نعالجها في صمت، ولنترك الناعقين ينعقون، فالقرآن ضمن بقاءها، لكن لو افترضنا ان العربية لم تكن لغة القرآن، بماذا كنا سندافع عنها؟
لو ابتعدنا قليلا عن النقاش النظري لوجدنا ان تاجرا بسيطا في اي مدينة يقوده وعه الى كتابة لافته محله بالفرنسية عوض العربية، واذا سألناه عن السبب لما عرفه، فثمة مشكل عميق في فكرنا ووعينا جعل تصورنا وموقفنا للعربية غير سليم، وهذا ما ينبغي ان لا نتجاهله.

أنا معجب بمثل هذا التفكير الواعي .
تقديري لما قلتم .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
رد: معربون يتقربون للفرانكوفيلية بمعاداة العربية
28-08-2015, 11:16 AM
الأخ عبدو ، شكرا على إثرائك لهذا الموضوع (اللغة العربية) ، الذي استبد في هذه الصائفة بالنقاش ، لاتصاله المباشر بالهوية الوطنية .
نعم اللغة العربية ، و كأية لغة أخرى ،ما هي إلا وسيلة للتبليغ و التواصل ،كما يقول اللغويون ، و لكنها هي وعاء الفكر ،و لا يمكنك الفصل بين الفكرة و صاحب الفكرة ، لأن الانسان يتاثر بطبيعة لغته في حياته الفكرية و الاجتماعية ، و لما كانت هي مبلورة أفكار الأمة ، و أداة سجل مآثرهم و تاريخهم ، صارت أهم ثوابتها ، هوية و ثقافة . و لذلك وجدتني أركز على صاحب المقال ، لأنك لا تستطيع فصل الفكرة عن المفكر ، و هي لسان حاله و عنوانه ، و الكاشفة لخلفياته الفكرية و العقائدية(الاديولوجية) .بالاضافة إلى ذلك فموضوعنا هنا مناقشة اللغة العربية من حيث اعتمادها كوسيلة تواصل و تعليم في الجزائر ، أو استبدالها بغيرها ، حتى و لو كانت الدارجة .. التي يعتبرها العلماء قاصرة ... و ليس الموضوع هو تطوير العربية و النظر في خصائصها و اساليب عملنا بها .
بالاضافة إلى ذلك هناك نوع اللغة(الفرنسية) التي تناول بها الزاوي موضوع اللغة العربية ،و هي طريقة استفزازية للمدافعين عن الحرف العربي ، و كان بإمكانه تناوله باللغة العربية ، و هو المعرب .. ثم هناك نوع الصحيفة( و هو استفزاز ثانٍ) التي اتجه إليها لنشر مقاله حول اللغة العربية ، و هي صحيفة معروفة بمواقفها السلبية تجاه اللغة العربية ، إضافة إلى التوجه المعادي للثقافة الاسلامية للزاوي ، و للصحيفة.. كل هذا ، كان مبررا للتركيز على صاحب المقال ، لأن الفكرة هي المرآة العاكسة لحقيقة صاحبها و الكاشفة لنواياه ، و مقاصده .
(بالمناسبة ، فإن الصحافة الفرنكوفونية- في الكثير منها- تنظر إلى المدافعين عن العربية كإرهابيين و بعثيين ..و هو اسلوب خبيث لتجنيد الشارع ضد العربية ،حتى من ابناء جلدتها). و فيه تناقض صارخ و ضلال كبير من هذه الفئة البائسة.
إذا كانت هناك انزلاقات ، فإنها تتمثل في معاداة لغة الجزائريين ،منذ أن هلَّتْ تباشير الاسلام بشمال افريقيا ، و الانزلاق الحقيقي هو إعادة طرح مسألة اللغة العربية في الجزائر في هذا الوقت ، متحدين كل القوانين و الدستور الجزائري و حقب الزمن التي رسخت للعربية في الجزائر ، كباقي اشقائهم في المغرب الكبير .. و عندما نربط الأفكار بتوجهات اصحابها ، فنحن لا ننزلق و لا نتجاوز ، و إنما نقرر الحقائق كما ظهرت في الواقع .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 28-08-2015 الساعة 11:34 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: معربون يتقربون للفرانكوفيلية بمعاداة العربية
28-08-2015, 01:19 PM
حلحلة الوضع اللغوي هذه الصائفة أفرز جدلا بين المدافعين عن العربية والعروبة ، فمن حق الجزائريين مراجعة مواقفهم ومواقعهم تقييما للأوضاع .
تقديري أن العربية أخذت لنفسها مقعدا وثيرا بفعل انغراسها في المجتمع بفعل التنظير الفقهي و الفعل الأدلجي البعثي الذي شكل ما يعرف التيار القومي الإسلامي الذي غلب القومية العربية على الإسلام .
النظر للغة من منظور إني ذاتي ( التمركز حول الذات ) يؤدي إلى خلق بالون من التمجيد الزائف ، فالعربية حاليا هي رهينة فكر قروسطي صعب التخلص منه ، فالمهوسون بالعربية والعروبية أرادوا تحقيق طموحهم تمجيدا لا مجدا ، فهي عاجزة عن تسمية خردة الترصيص فما بالك الوسائل التقنية المعمول بها في مجال الطب و التكنولوجيا وغزو الفضاء ، فجامعنا العربية أصابها الكساد في مقتل .

°°فالقوم العربي في مركزه منفتح حد الثمالة على الأنجليزية ، في حين أننا نلوم الزاوي على خرجاته العقلانية في صحف فرنسية اللسان .
الهدف الأكبر في هذا الصراع المفتعل هو إماتة اللغة المحلية الأمازيغية التي تبحث لنفسها عن مقعد صغير يؤهلها لأخذ النفس .

°° اللغة وسيلة من وسائل التواصل المجتمعي، واللغة العامية هي التي تحقق ذلك حاليا في مجتمعاتنا المغاربية وحتى المشرقية ، فالكل يتكلم الدارج أما الفصيح فتحتكره النخب المثقفة ورجال الدين والمدرسة ووسائل الإعلام .

ولله في خلقه شؤون .
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 28-08-2015 الساعة 01:22 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
رد: معربون يتقربون للفرانكوفيلية بمعاداة العربية
28-08-2015, 05:54 PM
- اللغة العربية لغة كتاب مقدس ...
- للغة العربية تاريخ حافل بالانجازات العلمية ، و مستقبل واعد ، و إنا غدا لناظره قريب ...
- اللغة العربية ليست مسؤولة عن تخلف المسلمين ...
- والغرب الاستدماري، و أذنابه،هم المسؤولون بالدرجة الأولى عما نعاني منه من تخلف عام ..
و كما قال الشيخ الغزالي رحمه الله ، نحن لا نخاف من التفكير ، و لكن الذي يتعبنا هو المتلقي المستهلك لكل ما يأتي من وراء البحر ، دون تفكير .
- إن اشقاءنا العرب في المشرق العربي عرفوا أن مصلحتهم في اعتماد اللغة الانجليزية ، و أحسنوا اختيارها ، لأنها لغة العلم و التكنولوجيا ، و هي اللغة العالمية اليوم ، زيادة على ذلك ليس لها أية عقدة تاريخية مع اللغة العربية ، عكس الفرنسية ، التي بدأت تضيق دائرتها ، و لم تعد تتخبط إلا في المستعمرات الفرنكوفونية القديمة ، لتحيا على حساب لغاتهم الوطنية .و العربية لا ترى أي مشكل في الانفتاح على كل اللغات ، بما فيها الفرنسية المعادية ، شريطة عدم منافستها على عرشها الشرعي ، أو العمل على إزاحتها عنه . و قد لعبت اللغة العربية دورها الريادي كلغة حضارية ، لما نقلت الحضارة الانسانية من لغاتها إلى البشرية ، انقاذا لها من الموت باندثار تلك اللغات ، و لكن العربية لا تموت ، مادام هناك قرآن يتلى أناء الليل و أطراف النهار ... و الأيام دول ، و كما أثبتت جدارتها تاريخيا ، فإنها قادرة على إعادة الكرة ، و هذا ما تنبأ به المستشرقون المنصفون ، عندما قالوا : تموت كل اللغات و لا يبقى سوى العربية و الصينية و الانجليزية .

- إن الفقه الاسلامي ليس نظريات و لا قوانين جامدة ، عمله استنباط الأحكام التشريعية من النصوص (الكتاب و السنة) لتعليم الناس دين ربهم ، و يكفي العربية شرفا و فخرا أنها لغة الفقه الاسلامي الرشيد . نتحدى أي لغة في العالم أن تستوعب المعاني العميقة للقرآن الكريم .
- و نحن كعرب مسلمين ، لا نسمح لأنفسنا بمقارنة الفقه الاسلامي المبني على الاجتهاد، و الكافل لحرية الرأي و الاختلاف في الرؤى ، بالفكر الالحادي الشيوعي .
شتَّان ما بين الثرى و الثريا .
- إن اللغة العربية أخذت لنفسها مكانتها الراقية ، بما لديها من قدرة على التعبير، و بما تمتاز به من خصائص تنفرد بها عن كل اللغات ، فالذين يهتمون بدراسة اللغات ، يعلمون أن العربية هي أغنى لغات العالم ، و هذا بشهادة المستشرقين ، الذين يحاربونها ، و أقدم هنا باختصار ميزة واحدة تتفوق بها على غيرها : إن مجموع مفردات الفرنسية لا يتجاوز 25 ألف كلمة ، و الانجليزية لا تتجاوز 100 ألف كلمة ، بينما العربية تتجاوز ستة ملايين وحدة بنائية ، بصفتها لغة اشتقاقية. و من هنا يكون الجواب على تهكمك بلغة القرآن الكريم و سيد المرسلين عليه الصلاة و السلام، عندما تقول:(فهي عاجزة عن تسمية خردة الترصيص).
ونالت العربية مكانتها المرموقة بما ورثته من خصائص متميزة عن أمهاتها السابقة ، من الأرامية إلى العربية العاربة ، إلى العربية القحطانية (التي هي الأمازيغية الحالية) إلى العربية العدنانية ( التي هي العربية الحالية) ، التي كان لها الشرف أن أوحى بها ربُّ العالمين آخر كتبه السموية، و المهيمن عليها كلها .
و إن استطاعت اللغة العربية أن تصمد كل هذا الزمن ، رغم الأعادي و العاديات ، فلأنها لغة القرآن، الذي تكفل الله تعالى بحفظه ، و بالتالي حفظها معه .

(...إلى خلق بالون من التمجيد الزائف ...) و هذا كلام يُنبئ بالحقد على العربية و العروبة ... و العروبة في مفهومنا كمغاربيين مرادفة للاسلام ، فالقرآن عربي ، و لا يعني الجنسية و لا العرقية.
و نحن نقول إن المحاربين للغة العربية ، هم المهوسون باللغة الفرنسية ، و الذين مازال يشدهم إليها الحنين بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال . و تمجيد اللغة العربية فرض نفسه ، من تمجيد القرآن الكريم ، فنحن أمة تعتز بلغتها لأننا نعتز بهويتنا و نمجد ديننا ، ذلك أن اللغة العربية لغة كتاب مقدس ، الشيء الذي لا يوجد في الفرنسية و لا في غيرها من اللغات الحية .
- لمن لا يعلم ، فإن فترة القرون الوسطى هي أزهى و أعظم فترات اللغة العربية ، فيها نقلت العربية العلم و النور إلى أوربا التي كانت ترزح تحت نير الجهل و العبودية ، و ما تتكلم عنه من علوم وطب ، فقد عرفته العربية في ذلك الوقت ،الذي كان فيه الرجل الغربي خاصة يتبع ذيل أبقاره(التروبادور) .
و ليس من المروءة أن نعزوَ عجزنا كأمة متخلفة للعربية ، فهذه الحجة يسقطها التاريخ الناصع للحضارة العربية الاسلامية .
و أما الذين وصلوا إلى القمر ، فلم يصلوا إليه بالفرنسية ، و لمن يريد الحق ، فإن رواد الفضاء انطلقوا من الدراسات الفلكية ، التي أنجزها الباحثون المسلمون القدامى باللغة العربية ، و هم يعترفون بذلك ، و ليس لديهم أي عقدة نحو العربية ...
(الهدف الأكبر في هذا الصراع المفتعل هو إماتة اللغة المحلية الأمازيغية التي تبحث لنفسها عن مقعد صغير يؤهلها لأخذ النفس ) .
لا أستطيع أن أفهم ما سبب إقحام الأمازيغية هنا في هذا الموضوع ؟؟؟
الذي نعلمه ، و الذي يقول به علماء الأمازيغية من الأمازيغ الأحرار في الجزائر ، و في غيرها ،أنها هي أُمُّ العربية الحالية ، فالأمازيغية هي لغة العرب العاربة ، و العربية الحالية هي اللغة العدنانية ، المتولدة عنها .. ليس الصراع بين العربية و أمها الأمازيغية ، إنما الصراع بين العربية و الفرنسية . و الأمازيغية هي قميص عثمان في القضية ، يرفعه الفرنكوفيليون ، للتغطية على مكرهم .
ملاحظة :
كون العامة تتعامل بالدارجة في الحياة اليومية ، هذا ليس حجة و لا مبررا لأن نتخلى عن لغتنا الغراء إقتداء بالدهماء . في الأمم التي تحترم هوياتها ، فإن النخب هي التي تقود العامة ،و ليس العكس . تطوير اللغة (عنوان الهوية ) ،ليست قضية سياسية يُفصل فيها بالاستفتاء أو الانتخاب ، إنما يسند الأمر فيها لأهل الرأي و الخبرة و الاختصاص .
ثم إن الدارجة الجزائرية ،هي من الفصحى ، لا ينقصها سوى التهذيب ، و التنقية من المفردات الأجنبية ، التي لها ما يقابلها بالعربية .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 29-08-2015 الساعة 01:21 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية abdo hamdi
abdo hamdi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-09-2014
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 55
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • abdo hamdi is on a distinguished road
الصورة الرمزية abdo hamdi
abdo hamdi
شروقي
رد: معربون يتقربون للفرانكوفيلية بمعاداة العربية
28-08-2015, 08:36 PM
لعلّك أخي بلحاج معذور في موقفك من الزاوي، وأنا ممَّن يحب أن يقرأ له، وإن كنت أخالفه أيديولوجيا، لأني أجد في مقالاته -على ما فيها- ما يدفعني إلى التفكير الذي دعا إليه الشيخ الغزالي، وأذكر أنه أصدر بيانا شديد اللهجة في صحيفة الخبر حول قضية كمال داود و حمداش، دعا فيه الفقهاء إلى الابتعاد عن الأدب والسياسة،وقرأت له مقالا في صحيفة ليبرتي، استنكر فيه تغييب هوية طارق بن زياد الأمازيغي خلف ترجمة عربية راقية لخطبته الشهيرة، و اعتبر هذه الترجمة (عدوانا) على هذه الهوية، ولعل واسيني الاعرج يشاطره رؤيته الأيديولوجية، فهو يهاجم الإسلاميين هجوما عنيفا فاحشا في رواياته، وهو لا يتورع عن استعمال الدارجة السوقية فيها.

إلا أن موقفهم هذا في جزء منه هو صنيعة الإسلاميين أنفسهم، وأذكر أن صحيفة ليبرتي اندهشَت وأعجبت بعبد الرزاق مقري عندما تحدث بالفرنسية (بدون عقدة كما قالت) في خرجة إعلامية لبعض الإعلام الفرنكوفوني، وهذه الدهشة دليل على تصور خاطئ تماما عن الإسلاميين، وتقع عليهم مسؤولية تغيير هذه المواقف و إن بشكل جزئي، وكثير من هذه الصحافة الفرونكوفونية متحامل على الإسلام والإسلاميين بشكل غير مقبول، حتى في قضية شارلي ابدو لم يقف بعضها في صف المناهضين لهذه الصحيفة، ومع ذلك ينبغي على العروبيين والاسلاميين الالتفات إلى أخطائهم وإصلاحها، والاستفادة قدر الإمكان من مواقف الآخرين.

وأنا لا أدعو إلى الفصل التام بين اللغة والفكر فهذا مستحيل، لكني أدعو إلى الفصل الموضعي حيث يمكن ذلك، وإن كان هناك من يكيد للعربية في بلادنا فسيجد من يتصدى له، فلا خوف على العربية حتى مع اعتماد الدارجة في التعليم، لأن القرآن يستلزم دراسة العربية، والإسلام لا يزال قائما في تركيا رغم الحرب الشرسة التي تعرضت لها العربية، ولا يزال القرآن يُتلى بالعربية.

وأشكر أخي الامازيغي وأوافقه جزئيا حول مسألة التمجيد الزائف، فنحن فعلا مصابون بمرض النرجسية مع الأسف، حتى دعا البعض إلى اللغة الجزائرية ! وليست لنا الجرأة أحيانا على مواجهة أنفسنا، العربية لغتي و أنا أعتز بها و أدافع عنها، لكنها تعاني مشكلات عديدة ينبغي الاعتراف بها، ولا عيب في ذلك، ومن مشكلاتها مثلا، أن هناك صعوبة في قراءة العربية عندما لا تكون مضبوطة بالحركات، مما يحمل القارئ على الخطأ، لأن الخط العربي هو من الخطوط السامية التي لا تدون الصوائت، ولذلك اجتهد العلماء في القرن الثاني الهجري و اخترعوا الحركات، ونحن اليوم لا نستعلمها في كثير مما نكتب وهو ما يصعب قراءتها، ولنلاحظ هنا أن علماءنا الأوائل لم تكن لهم عقدة في تجديد اللغة و تطويرها، فأضافوا الحركات للمصاحف حتى يحفظوا القرآن من التحريف، وهنا أذكر ان الزاوي في مقال له في صحيفة الشروق منذ مدة طويلة، دعا إلى إضافة الصوت gaإلى حروف العربية، ويومها استغربت من هذه الدعوة، حتى جاء اليوم الذي عرفتُ فيه ان هذا الصوت، هو الصوت الأصلي الفصيح في اللغات السامية، لكنه مع الزمن تطور إلى الحرف جيم الذي نعرفه اليوم، إلا أن تحقيق مشروع كهذا يثير إشكالات صوتية نحن في غنى عنها.

لكن العربية ليست عاجزة إطلاقا عن تسمية خردة الترصيص، بل نحن العاجزون، فهي قادرة على اختراع التسميات بمرونتها، بما فيها من اشتقاق ونحت و تعريب وتوليد واقتراض، لكن السؤال هنا- هل يجب تسمية كل شيء أجنبي باسم عربي؟ وهنا تبرز مشكلة التمجيد الزائف الذي يوهمنا أن التعريب يقتضي هذا، والصحيح أن القرآن الكريم استعمل كلمات كثيرة غير عربية، أمازيغية وحبشية وفارسية، وهذا لا يشكل أي إشكال. كثير من المدافعين عن العربية يرافعون عن مبدأ تعريب كل شيء، وهذا مستحيل و لا فائدة فيه، فما الفائدة من تعريب أسماء مخترعات ثم لا تجد أحدا يستعملها؟ مَن اليوم يستعمل كلمة الرائي بدل كلمة التلفزيون؟ المشكلة أننا لا ننتج حتى نسمي، ولنلاحظ أن الصينيين يسمون كثيرا من مخترعاتهم بلغتهم وكذا اليابانيون، والأتراك، وغيرهم، أما نحن فنبحث عن التسميات ! المشكلة أن بعضنا حتى عندما يخترع يستحي أن يسمي اختراعه بالعربية، وعندما نصنع شيئا و نضع له اسما عربيا فانه سينتشر في العالم باسمه العربي دون أي عقدة، وعلى مجامعنا العربية أن تلتفت إلى قضايا أهم من وضع تسميات عربية لا يستعملها أحد.

إنَّ طريقة تعاملنا اللغوي خاطئة في نظري من أساسها، ينبغي أن نكون أكثر انفتاحا على بعضنا، و إن كانت العربية قوية – وهي كذلك في نظري- فينبغي أن لا نخشى اللغات الأخرى، وأما الامازيغية، فمادام هناك من يتحدث بها و يكتبها، فلا خوف عليها هي أيضا، لقد حافظت على وجودها وتعايشت مع العربية طيلة هذه القرون، فأين المشكل؟
المشكل هو مع الإرث الأيديولوجي للفرنسية، ولذلك لا يزال البعض يردد مقولة كاتب ياسين : الفرنسية غنيمة حرب. وهذه جملة في نظري انتهت صلاحيتها، لأنها تشدنا إلى الماضي، وهو ما ينكره أنصارها على العروبيين، الفرنسية لغة لها مكانتها في العالم، وهي وسيلة أيضا للتبليغ و التواصل وللعلم أيضا، هل ننكر أن ما يُترجَم من كتب إلى الفرنسية أكثر بكثير مما يُترجَم إلى العربية؟ والمشكل ليس في العربية طبعا، لكن هذا هو الواقع المر.
أشكركما على هذا النقاش مهما ابتعد عن الموضوع الأساسي.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
رد: معربون يتقربون للفرانكوفيلية بمعاداة العربية
28-08-2015, 11:14 PM
أخي الفاضل عبده أو عبدو ، ما تقوله هو الكلام العلمي ، و الذي يرفضه غير واقعي .
و أنا مثلك و مثل الزاوي في قضية التجديد و التطوير ،للغة العربية ، حتى تستطيع مواكبة الأحداث ، و كما قلت أنت فيما سبق ، إن لم تخني الذاكرة،إن الشيء الذي لا يتطور يموت . و الزاوي أمين ، فارس من فرسان اللغة العربية ، و هو المعرب بالأساس ، و لذا نلومه على تخليه عن لغته العربية عندما يدعم تعليم العامية، و ليس كوننا نحسن لغة أجنبية أو لغات أجنبية ، يجعلنا نتنكر للعربية .

و بالنسبة للمعربين ، فهم صنفان ، صنف و الحمد لله مزدوج اللغة ، و منهم من هو متعدد اللغات ، و هؤلاء هم المنتظر منهم الجديد في إثراء العربية و النهوض بها ، و أغلبهم من الشباب . أما الصنف الثاني فهم الذين لا يعرفون غير العربية ، و هم الذين لا ينتظر منهم الجديد للعربية ، بل أحيانا يضرونها بتزمتهم . يشهد التاريخ أن العربية كانت دائما منفتحة على غيرها من اللغات ، و إلا ما كانت لتقدر ترجمة الثقافات القديمة و تنقلها للقارئ العربي .

و أعجبتني فكرتك النيرة : لسنا مضطرين لترجمة كل شيء في اللغات الأجنبية ، فما لا نحتاجه في استعمالنا لا نترجمه .
و أضيف إلى فكرتك النيرة هذه ،إن سمحت : و لا بأس أن نأخذ من اللغات الأجنبية مفردات في لغتها ، و نخضها للقياس العربي ، و لنا في الواقع الكثير من ذلك ، و لم يزد العربية إلا غنى و سعة في الاستعمال .
أما الأمازيغية ، فهي من تراثنا و من ثقافتنا ، و في ترقيتها قوة للعربية ، و هي من جنس العربية شكلا و مضمونا، بعكس الفرنسية ، الغريبة عنا ، و التي تبقى دائما أجنبية شكلا و مضمونا .
و الدارجة في الجزائر ، لو نقحت و هذبت ، تصير عربية فصيحة جدا ، و هذا الذي يجب العمل من أجله ، أي نرتقي بالدارجة إلى مستوى الفصحى ، و لا ننزل بالفصحى إلى مستوى الدارجة .

ملاحظة : اقتراح الزاوي أمين لاحداث حرف الـ gaf ليس جديدا في العربية المغاربية ،لإن سكان المغرب العربي الكبير، يستعملون هذا الحرف منذ قرون خلت ، و هو حرف القاف بثلاث نقاط فوقه ، و هذا ابداع مغاربي غير مسبوق في تطوير العربية.
لا قداسة للغة في الجانب العلمي ،بغية دراستها و تطويرها ، و قد أعطانا القدامى من علمائنا المثل الحي ، في اجتهاداتهم النحوية و الصرفية و الاملائية ، و كانت كلها بهدف حفظ اللغة و فهم القرآن الكريم .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 29-08-2015 الساعة 01:04 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 08:52 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى