الرفيق في فقه الحج والعمرة للبت العتيق الحلقة الثانية (2) سيد مبارك
04-08-2018, 04:43 AM

الرفيق في فقه الحج والعمرة للبت العتيق
الحلقة الثانية (2)

آداب الحاج والمعتمر للبيت الحرام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي النبي الكريم وبعد..
هناك آداب كثيرة قبل السفر وبعده وأثناء تأدية المناسك نوضحها فيما يلي:
1- ينبغي له المبادرة بالتوبة والاستغفار
لأنه ذاهبا للوقوف بين يدي ربه في أشرف بقعة وأطهر أرض والطواف ببيته ولا ريب أنه يبتغي مرضاة ربه ورحمته ومغفرته وضحى من أجل ذلك بالمال والجهد وترك أهله وأولاده وأحبابه وبلده من أجل أداء فريضة الحج تلبية لأمر الله تعالي ليعود يوم يعود كما ولدته أمه.
إذا يكون من الطبيعي أن يستجيب لقوله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]
- ووصية النبي -صلي الله عليه وسلم- له ولغيره من الناس عندما قال: (يأيها الناس توبوا إلي ربكم واستغفروه أني أـوب إليه في اليوم مائة مرة) -أخرجه مسلم ح/ 4871
2- ينبغي للحاج أن يرد مظالم العباد أو يتحلل من تبعاتها سواء كانت مظالم مالية أو معنوية لقول النبي -صلي الله عليه وسلم- "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) -أخرجه البخاري ح/ 2269
3-يستحب له أن يوصي أهله وأحبابه بتقوى الله تعالي وعدم إهمال حقوقه عليهم.
كما قال جل شأنه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19﴾ [الحشر]
4- ينبغي أن يكتب وصيته قبل حجه وما له وما عليه ويشهد على ذلك من يأتمنه من أهله وأصحابه ليتبرأ في حالة موته من كل ما يخالف الشرع المطهر ولقول النبي -صلي الله عليه وسلم- " ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا و وصيته مكتوبة عنده " حديث رقم : 5614 في صحيح الجامع .
5- ينبغي أن يكون ماله حلالاً لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وعليه أن يسدد ديونه فلا يضمن عودته من حجه هذا لحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بجنازة ليصلي عليها فقال هل عليه من دين قالوا لا فصلى عليه ثم أتي بجنازة أخرى فقال هل عليه من دين قالوا نعم قال صلوا على صاحبكم قال أبو قتادة علي دينه يا رسول الله فصلى عليه"- أخرجه البخاري ح/ 2131
6- ينبغي أن يحرص على ترك ما يعين أهله علي العيش حتى عودته ولا يتركهم عالة علي الناس لأنهم أمانة في رقبته.
7-عليه أن يخلص النية لله لا لكي يرائي الناس ويحفظ لسانه وجوارحه في طريقه للحج وأثنائه ليكون حجه مبرورا، وليتذكر قوله تعالي: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5]
ولقوله -صلي الله عليه وسلم- " أنما الأعمال بالنيات"- أخرجه البخاري ح/1
8- ينبغي أن يتعلم ويسأل أهل العلم عن مناسك الحج ليحذر من البدع والمخالفات ليكون حجه مقبولا عند الله تعالى.
9- ينبغي أن يحرص علي الرفقه الصالحة لتعينه علي أمر دينه ودنياه.
لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " حسنه الألباني في تخريج المشكاة
وقال صاحب السراج " العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين "-رحمه الله-:
وعلى الحاج أن يحذر كل الحذر من أن يقصد بحجه الدنيا وحطامها، أو الرياء والسمعة والمفاخرة بذلك؛ لأن ذلك مما يحبط العمل والعياذ بالله، قال -تعالى-: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ *أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (سورة هود الآية:15-16).اهـ
8-عليه أن يتعلم قبل سفره كيفية أدائه للحج والعمرة في إطار الشرع بعيدا عن البدع والعادات والمخالفات التي تفسدهما.
9-يمتنع عن الرفث والفسوق والجدال في الحج ولا يجادل إلا في رد الحقوق وتغيير المنكر.
10-ينبغي على المرأة التي تريد الحج أن تحتشم وتستتر بالحجاب الشرعي كما يحرم عليها السفر للحج بدون محرم معها ويكون بالغا عاقلا ومسلما، والمقصود بالمحرم الزوج، أو من تحرم عليه علي التأييد بنسب-يعني قرابة-، أو سبب مباح كالرضاع والمصاهرة
والذين يحرمون بالنسب سبعة:
الأب، والابن والأخ، وابن الأخ، وأبن الأخت، والعم، والخال.
والذين يحرمون بسبب الرضاع: ما ثبت في الحديث"يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب" البخاري(2646ومسلم(1444)
والذين يحرمون بسبب المصاهرة أربعة وهم:
زوجها أو "حماها"وابن زوجها، وزوج بنتها- وهؤلاء الثلاثة محارم بمجرد العقد-والرابع زوج أمها" ولا يحرم إلا بعد الدخول"
وعلى هذا لا يكون محرما لها أخا الزوج وخاله وعمه، وكذلك زوج الأخت وأبناء العم وأبناء الخال
وللحديث بقية أن شاء الله والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وكتبه/ سيد مبارك