آلُــــــو..آلُـــــــو... [ ويــن راك ؟]
13-04-2017, 01:55 PM
آلُــــــو..آلُـــــــو...
[ ويــن راك ؟]

إن الناظر لها يراها حروفا ليس إلاّ ’ ومن نطقها تراه يستقصي خبرا أو أخبارا ’ عسى ولعل.. ولكن ما من أحد منا فحص ودرس’ حقق ودقق’ ...
صحيح إنها حروف في ظاهرها ’ صحيح أنها تعبير عن نداء’ صحيح وأنها تفيد حتمية رد ....
[ وين راك؟] كلمة تحمل معنيين ’ أول هذه المعاني هي : أين أنت؟ وهي على شكل أسلوب إستفهام.....
والمعنى الثاني : أريد أن أراك ’وهو معنى ألفيته أقرب إلى العقل والمنطق ’ وسواء كان طلبي لك... لأراك من باب الإراءة أو سماع رنة حرفية نقية بهية
بكرة وعشية منك ’ لأنني والحال قد ضاق بي واشتدت حلقاته حول عنقي أكاد أن أختنق ..
ألُو...ألُو... العموم يعلم أنها كلمة لكل من يحمل جهازجوال تحديدا هنا’ الجهاز يضم قلبين لإثنين ... وفي قلب كل واحد منهما صبابة ’ ورعشة فؤاد وتململ كبد ورقة من بلسم اللسان .. وإلا ما الداعي لأن يقول أحدنا للآخر[ وين راك] ؟
جهاز يقرّب البعيد ’ بل لا أغالي إن قلت يجسد حتى صورته لك وصورتك له
كما هو الشأن لكلمة / تلفزيون/ فكلمة: تيلي/ تعني التقريب ’و / فيزيون/ تفيد الصورة
كذاك كلمة / تلفون/ مركبة من كلمتين : /تيلي/ ومعناها أيضا التقريب ’ و/ فون / هي الصوت...؟ ’ فما أجمل إلتقاء كلمتين منسجمتين ملتحمتين أثناء تسرب الحروف ’ فتتعانق الروحان
ومع بُعد ما بين المشرقين والمغربين تتحد الذبذبات فتتحول إلى قلبين بالحب نابضين’ فقط هنا إنتبه واحذر وأن مثل هذا الجهاز إن لم يرشّد يكون سببا في خراب الكون وتفكيك أواصر الأسرة وإشعال فتيل نار لا تخمد جذوتها وإن باتت لسنين وأعوام تحت الرماد ... هو سلاح للدفاع لا للهجوم’ سلاح يبني لا يهدم’ سلاح يسقي لا يجفف’ سلاح يغيث لا يعيث..سلاح إما لك أو عليك ..
والحياة الدنيا زائلة ’ فاتنة’ مع كونها جميلة طيبة لو أننا علمنا كيف نستغلها للصالح العام ’ فنصل من قاطعنا ونبني ما كان خرابا مهجورا ونعين من بنا استعان . فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..
وما يدريك وأن مجرد سؤال عن أخيك ينير ما أظلم’ وينبت من الحب والحب ما هو لازم ’ فيسقي جذورا هاجمها الهم والغم ’ ويكشف كروبا تجمعت ’ تكأكأت وفوق الصدر ثقلها جثم وفي السويداء بإبرة حادة راح يرسم ويبصم ...؟
يا صاح كن لما ذكرت عالما فاهما ’ صابرا مستبشرا’ فالجهاز المذكور آنفا يزيل سواد الفحم وعلى الشفتين ومنهما وبينهما تتوسم طبيعة وجوهر الكلِم ’ هيا كن معي دوما متفائلا مبتسما ’ وقل بسم الله وعلى بركة الله وبالحمد والشكر الحديث نختم
الحمد لله رب العالمين.