هام جدا: الخريطة الدعوية للنشر على الشبكات الاجتماعية
08-03-2017, 04:27 PM

هام جدا: الخريطة الدعوية للنشر على الشبكات الاجتماعية
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:


فلا ريب أن الشبكة العنكبوتية من أبرز السُّبل الدعويَّة وأكبرها أثرًا، وبالأخصِّ مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية بجميع أنواعها، ومن أكبر هذه الشبكات أثرًا:"الفيسبوك وتويتر والأنستجرام"، وفي هذا الصَّدد سيتمُّ بيان بعض الأمور بصورة أكثر تفصيلًا لتشكيل خريطة دعوية لآليات النَّشر على الشبكات الاجتماعية كما يلي:

أولًا: إنَّ نشر المعلومة الشرعيَّة يستوجب وصول الرِّسالة بشكلٍ واضح لمتلقِّيها؛ مثل بيان الأدلَّة الشرعية من آيات قرآنية وبيان اسم السور وأرقام الآيات، وبيان الأحاديث النبويَّة ورواتها؛ وذلك للتأكُّد والتيقُّن من صحَّة المعلومة الشرعية.

ثانيًا: تجزئة المعلومة الشرعيَّة من الآليات المهمة؛ فكل مرَّة يتم تعليم قاعدة فقهيَّة مع بيان الأدلَّة الشرعية، وبمرور الوقت يتوفَّر لدى المسلم حصيلة علمية كبيرة؛ فعلى سبيل المثال: يمكِن بيان فقه الصَّلاة على مراحل، في كلِّ مرة يتم نَشر جزء منها، مثل: واجبات الصلاة، وسنن الصلاة القولية، والدعاء بعد التشهُّد وبين السجدتين، وفضل الدعاء بين الأذان والإقامة، وسنن الوضوء، وصِفة الحج والعمرة، والزكاة وأهميتها ومصارف الزكاة، وغير ذلك، فيتم تجزئة كل مَعلومة شرعية على حِدة ويتم النشر وتَكراره في أيام مختلفة وأوقات مختلفة.

ثالثًا: نشر المرئيَّات؛ فهي من الوسائل المحبَّبة للزائرين، وللوصول إلى قاعدة عريضة من المستخدمين؛ يتمُّ توظيف طاقات المونتاج في عمل المرئيات الدعويَّة، والاعتماد على المتطوعين ممَّن يَحترفون هذه الصنعة دون إخلال بالقواعد الشرعيَّة؛ مثل استخدام مؤثِّرات موسيقيَّة وغير ذلك.

رابعًا:نشر التصميمات الدعوية؛ فهي من أكثر الوسائل فاعليَّة لنشر المعلومة الشرعية، وهي مادَّةٌ خصبة لاستخدامها على أكثر من شبكة من شبكات التواصل؛ مثل: الفيسبوك وتويتر، وبالأخص: الأنستجرام، بصفته الشبكة المخصَّصة لنشر التصميمات، ويمكن عمل ألبومات بكلِّ مجموعة من التصميمات على صفحة الفيسبوك لكي يتسنَّى النشر للغير، وأيضًا تحميل هذه التصميمات للاستفادة منها.

خامسًا: نشر التلاوات القرآنيَّة لمختلف القرَّاء من مختلف المواقع الإسلامية؛ ومنها موقع طريق الإسلام وموقع مداد وموقع الشبكة الإسلامية، وغيرها، وفي هذا فضل كبير يتولَّد عنه سماع القرآن الكريم وتدبُّره، والدلالة على هذه المواقع القيمة وما بها من خير.

سادسًا: من الأمور الهامَّة الدلالة على مصادر المعلومة الشرعيَّة، والمواقع الدعوية، والتطبيقاتِ الإسلامية، وصفحات أهل العلم على الشبكات الاجتماعية، ومن المعلوم شرعًا أن الدلالة على الخير والتعاون على البرِّ والتقوى من منابع الأجور والفضل، وهناك الكثير من القصص عن المسلمين الذين ظلُّوا سنوات كثيرة يَنهلون من العلم في المواقع الإسلاميَّة بسبب الدلالة على هذه المواقع، ومن المحفزات الموجودة من خلال استقراء صفحة الفيسبوك: أنَّ بعض المسلمين ظلَّ عشر سنوات يطالِع موقع:"الإسلام سؤال وجواب" بعد دلالتهم على الموقع للاستفادة من الفتاوى الشرعية، وكثير من الشباب يصرِّحون بأنهم تعلَّموا الكثيرَ من الأذكار الشرعية والمعلومات الفقهيَّة من موقع "البطاقة الدعوي" بعد دلالة البعض لهم على الموقع ومتابعة الصَّفحة الرسمية على الفيسبوك، وبعض المسلمين بعد معرفتهم بموقع الدرر السنيَّة صار يطالِع الموقع بصفةٍ دورية للتحقُّق من صحَّة الأحاديث النبوية، وبعض المسلمين يتابع شبكة الألوكة وما بها من مقالات شرعية وكتب صوتية بعد دلالتهم على الشبكة، والبعض يتابعون موقعَ طريق الإسلام عن طريق نَشر المواد الشرعيَّة على الفيسبوك، وموقع الشبكة الإسلاميَّة وما به من كنوز للمواد الشرعيَّة، وينطبق الحالُ على صفحات الدعاة من أهل العلم وتطبيقات الجوَّال الإسلامية المتحقق منها؛ مثل تطبيقات مجموعة زاد.

سابعًا: نشر اقتباسات من أقوال أهل العلم بها فوائدُ جمَّةٌ، وهناك الكثير من الكتب المتعلِّقة بهذا الشأن، ويمكن نشر أقوال أهل العلم من مصادر مختلفة؛ مثل الصفحات الرَّسمية للدعاة، ومن المقالات الشرعية ومن الكتب المشهورة بهذا الأمر، ومن كتب التدبُّر الصادرة من الهيئة العالميَّة لتدبر القرآن الكريم، ومن الكتب الشرعية بوجهٍ عامٍّ، وهناك صفحات دعويَّة قائمة فقط على نَشر أقوالِ العلماء، فيمكن استثمارُ هذا النَّهج بالتجميع من مختلف المصادر، سواء أكانت كتبًا أو مقالات أو غيرَ ذلك.

ثامنًا: استخدام خاصية الجدولة في موقع الفيسبوك، وهذه الخاصيَّة تمكِّن من جدولة النَّشر لمدة ستة أشهر، وفي هذا تَسهيل لمهامِّ القائمين على النَّشر، واستثمار للوقت، ومعدل النَّشر يكون على مدار اليوم؛ وذلك لتوفير موادَّ دعويَّةٍ في كل ساعة، فيمكن نَشر أكثر من عشرين منشورًا دعويًّا في اليوم بمعدَّل منشور كل ساعة.

تاسعًا: التنويع؛ وهذا من الأُسس التي يجب التنبُّه لأهميتها، فيجب تغطية كل جوانب العلم الشرعي، وينبع ذلك من معرفة التصنيف الفِقهيِّ ونشر كل جزء منه على حِدة بشكلٍ دوري، والبعض أيضًا يقتصر على جانب من آليَّات النَّشر؛ مثل المرئيات والتصميمات، ويُغفل نشرَ المقالات والصوتيَّات والكتب الصوتية والكتب المقروءة، وبالأخص الكتب المشهود بها بالثِّقة والخير، وهذا يتطلَّب البحث عن هذه المواد، والإشارة إليها، وتأليف القلوب على قراءتها ونشرها وبشكلٍ دوري.

عاشرًا: جَذب المتطوِّعين من طلَبة العلم والمسلمين الذين يحبُّون المشاركةَ في الدعوة، وتوسيع هذا النِّطاق بشكل كبير، وتوظيف إمكانياتهم بشكلٍ مثمر حسب القدرات، وتطوير هذه القدرات والمهارات، ومن المواقِع التي ترحِّب بهذا الأمر موقع طريق الإسلام، وفي هذا الأمر بَذلٌ للخير وتوظيف مطلوب لطاقات المسلمين، وفي هذا أكثر من فائدة شرعية.

حادي عشر: تمدد الدَّعوة وتوسيعها؛ لتشمل نطاقًا كبيرًا من الشبكات الاجتماعية - حسب الضرورة وتوافر الكوادر البشرية - فالشبكات الاجتماعية مواردُها كثيرةٌ، ولا تقتصر على الفيسبوك وتويتر والأنستجرام، فهناك الكثير من المواقع التي تتطلَّب وجود متطوعين لإدارتها والنَّشر عليها؛ مثل موقع "Wordpress" وموقع "Tumblr"، وغيرها.

ثاني عشر: يمكن عمل صفحات دعويَّة باللغة الإنجليزية، والاستفادة من المصادر الشرعيَّة باللغة الإنجليزية، وهذه المصادر كثيرة؛ فهناك الكثير من الكتب الدعوية الثِّقة باللغة الإنجليزية التي يمكن نَشر الفوائد الشرعية منها، وكتب صحيح البخاري ومسلم موجودة باللُّغة الإنجليزية، وتفسير معاني القرآن الكريم موجودٌ باللغة الإنجليزية، وموقع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود يوفِّر هذه الترجمة على الإنترنت، وصفحات الدُّعاة الثِّقات موجودة باللغة الإنجليزية، وهناك بعضُ المواقع الإسلامية توفِّر ترجمة للكثير من كتب الأحاديث الشرعيَّة مع مراعاة التأكُّد من صحَّة الأحاديث؛ ولذا يمكن استثمار كل هذه الأمور لتدشين صَفحة دعويَّة باللغة الإنجليزية، مع الاعتماد على متطوعين ثقات، وتحديد خريطة لآليَّة النشر، والشاهد من الأمر: أنَّ توسيع نطاق الدعوة بفضل الله تعالى له ثمارٌ كبيرة، ومع استمرار السَّعي الدَّؤوب يمكن تحصيل فوائد جمَّة، والوصول إلى طائفة كبيرةٍ من المسلمين الذين لا يتحدَّثون العربية، وأيضًا غير المسلمين الذين لا يتحدَّثون العربية؛ ولذا فالآليَّة المقترحة كما يلي:

البحث عن الدُّعاة الثقات، ومن الوسائل الميسرة معرفة أسماء الدُّعاة عن طريق تصفُّح موقع Muslim Central Audio كأحد أبرز المواقع الثِّقة باللغة الإنجليزية، وتتبُّع مواردها الصوتيَّة والمرئية لنشرها والبحث عن الصَّفحات الرسمية لهؤلاء الدعاة.

البحث عن الكتب الشرعيَّة باللغة الإنجليزية الموثوق فيها، واقتباس الفوائد الشرعيَّة منها على حدة، ويتمُّ نَشر جزء منها في كل مرة.

البحث عن المرئيات الدعويَّة للدعاة الموثوق في منهجهم، وكلَّما توفَّر المحترفون في المونتاج زادت الإنتاجيَّة لعمل أفلام وثائقيَّة لنشر المعلومة الشرعيَّة، وهناك الكثير من الدُّعاة لهم أسلوب مميَّز في المرئيات، وعند البحث سنجد الكثيرين من الدُّعاة لهم مرئيَّات ومواد صوتية مميزة.

تكليف مدير للفريق يتقِن اللغةَ الإنجليزية، وعلى دراية شرعية بالأمر، مع توضيح منهجيَّة الدَّعوة والنشر، وتعيين عدد من المتطوِّعين للنشر، ويتطلَّب الأمر مَن يجيد استخدامَ المونتاج والتصميمات للاحترافية، وكلما كان العدد أكبر كانت الإنتاجيةُ أكبر في نَشر المرئيات والصوتيات؛ وذلك عن طريق التواصل الشَّخصي أو الإعلان على الموقِع أو صفحات المواقع على الشبكات الاجتماعية.

النشر الدَّوري على مدار السَّاعة، وتكثيف الإعلان، ولو توفَّرت موارد ماليَّة يتمُّ الإعلان على الشبكات الاجتماعية، وبالأخص في المناطق التي يوجد فيها مسلمون يتحدَّثون باللغة الإنجليزية؛ مثل: نيجريا وباكستان وماليزيا، وغير ذلك من الدول.

التنويع بين كل المصادر الشرعيَّة؛ مثل التصميمات والمرئيات، مع مراعاة تغطية كل جوانب الفِقه الإسلامي بشكلٍ دوري.

نسأل اللهَ ذا الجلال والإكرام، أن يرزقنا من فضله وإحسانه، والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.

منقول بتصرف يسير.
جزى الله خيرا راقمه.