رد: مُسْتَظَلُّ النُونِ
19-08-2015, 01:07 PM
جُملة رائعة في كتاب جميل كانت كافية جِدًّا لجعلها تبتسم نصف يوم آخر ، تتأمل فيه ارتسامة الحروف وسقف المعاني ، تتقافزُ طفلتها الشقّية من سطر لآخر في صَفحات دواخلها ، فتكتفي بتأمّلها باستمتاع كبير.
كُفّي شقاوتك: لم تعد تقولها لها كما في السابق. تهدئة طفل في أوجِ نشاطه محاولة فاشلة لم تحصد منها سوى الانزعاج ، انزعاج لامبرر غالبا .
لطالما كانت علاقتها مع السعادة غريبة جدًّا لكنها جميلة أيْضًا . تُقلّب نظرها في سقف غرفتها وهي ملقاة على سريرها بعدَ نوبة حزنْ ، شيء ما يأخذها الى المصباح ، المصباح وحده من يُحاكي أسرارها حِين تغيب السحب وتُهاجر الطيور، تبتسم إليه ، إليها ، تعبس مجدّدا ثم تضحك إليها /عليها أخرى.
تلتفتُ الى أمّها : جميلة أنتِ اليوم . تغمِسُها بذلك في خجل لاتستطيع أن تُخفيه وجنتيها المتورّدتين .تهمس إليها:أتخيّل ملامحي عبرك بعد سنوات .(أتضمنينها؟ لاتضمنها فعلا ..السَنوات.) .محظوظة هي رُبّما حِينَ ورثت الكَثير من ملامح أمّها.كلَّما افتقدتها طالعت نفسها في المرآة ... المرآة...علاقتها بالمرآة ليست علاقة اعجاب أو تأمّل للظاهر، بل كَثيرا ماكانت وَقفات شاردة. شاردة إلا عن أخطائها ، اعترافاتها حِين يتطلّب الأمر مُواجهة حادّة .
سألتها صديقتها ذات مساء: ماذا تفعلين الآن ؟
ردّت: أفرح !
-ياجنون عقلك ، وهل كان الفرح إلا شُعورا معنويا لانلمسه؟
- لايهم ، أدركُ فقط أن الحياة ليست بروفة لحياة أخرى، وفلسفتي مع الفرح جعلته أمامي فِعْلا أُجسّدني من خلاله ، أصنعه
وأعيشه بطُرقٍ صغيرة جدا ، صغيرة بظواهرها كَبيرة في سخاء الإحساس وكَرم الشعور.
الشُعور ...
إيــــهْ.
التعديل الأخير تم بواسطة أَنْفَاسُ الإِيمَانْ ; 19-08-2015 الساعة 03:41 PM