بوحارة ومساعدية قالا لنا "لازم تربحوا الجيش الملكي المغربي"
15-01-2018, 08:06 PM


يعتبر الدولي السابق حسان مجبوري، ابن ولاية سكيكدة، مهاجما بارعا وقناصا للأهداف، حيث كان في زمانه يسيل لعاب مختلف الفرق الجزائرية والعربية التي كانت تريد لعب الأدوار الأولى على غرار وفاق سطيف، السياسي، وفاق القل، والكاب وفريق قفصة التونسي وغيرها ..
في هذا الحوار يتحدث مجبوري عن ذكرياته الكروية ومعايشته عديد الشخصيات السياسية، منها المرحومان محمد الشريف مساعدية وعبد الرزاق بوحارة اللذان طلبا من لاعبي وفاق القل هزم الجيش الملكي وكان لهما ذلك. كما يبدي عدم رضاه عن المدربين الذين تعاقبوا على تدريب "الخضر" خاصة في مرحلة ما بعد غوركيف وحتى ماجر، معتبرا أنه طلق كرة القدم بالثلاث لأنها "ماتعيشش" ليتحوّل إلى مقاول في البناء...
مرحبا بك مجبوري.. لقد انقطعت أخبارك كلية. أين أنت؟
حسان مجبوري طلق كرة القدم بالثلاث لأنها "ماتعيشش"، أنا حاليا أشرف على تسيير مقاولة في البناء بمسقط رأسي بالحروش بولاية سكيكدة، حيث اعتزلت الكرة كلاعب ومدرب سنة 2001، وكان آخر فريق بدأت معه وأنهيت مسيرتي فيه فريق القلب سريع الحروش.
لقد أطلق عليك اسم اللاعب "الرحالة" لأنك لعبت لعديد الفرق أليس كذلك؟
بالضبط، لقد كانت بدايتي مع سريع الحروش، ثم تنقلت إلى شباب قسنطينة، ثم عاودني الحنين إلى أحضان فريقي السابق الزرقاء موسم 1984، وبعدها طلب مني المرحوم عبد الحميد كرمالي الانضمام لوفاق سطيف رفقة جيل عجيسة وزرقان وسرار وغيرهم، وبعد نهاية الموسم طلبت مني الإدارة التجديد لكنني رفضت وفضلت وفاق القل لكي ألعب كأس الكؤوس الإفريقية، ورغم أن فريق الجيش الملكي المغربي أنذاك كان يضم في صفوفه تسعة لاعبين في فريق أسود الأطلس كخيري ومغريسي، وبلغوا الدور الثاني في مونديال 1986 بالمكسيك، لكننا هزمناهم بملعب القل والحمد لله لم أخيب أنصار "الدلافين" وسجلت أول هدف لكن في لقاء العودة سحقونا بخماسية لأنهم كانوا يملكون فريقا قويا ونحن نفتقد للتجربة والخبرة، كما لعبت لشباب باتنة، واتحاد عنابة، وشبيبة سكيكدة، وكانت لي أيضا تجربة احترافية مع فريق قفصة التونسي، ويوجد سرّ لا يعلمه أحد في طلب كل هذه الفرق لخدماتي.
هل بإمكاننا معرفته؟
أي فريق كان يريد الصعود إلى القسم الأول أو تحقيق الألقاب والبطولات كان يتصل بي والحمد الله كنت عند حسن ظنهم، حيث نلت لقب أحسن هداف مع كل هذه الفرق منها وفاق سطيف، ووفاق القل، و"الجيسماس" الذي حققت معه الصعود ومع فريق "السياسي" أيضا، كما أنني شرفت بلدي من خلال التجربة الاحترافية القصيرة مع فريق قفصة التونسي، حيث كنت هدافا للفريق وأنهينا الموسم في المرتبة الرابعة ثم رجعت إلى "الكاب" الذي حققت معه الصعود.
على ذكر "الكاب" ما هي ذكرياتك مع الساسي حاوزماني؟
الساسي حاوزماني راجل وفحل، حيث كان يتنقل معنا وكان محبوبا من طرف الجميع، كان مسؤولو الفرق يستقبلونه استقبال الأبطال ويكرمونه حقيقة كنا عايشين معاه وكان حرمة لينا، حيث كنا نكن له كل التقدير، وكان المدربان إبراهيم قليل رحمه الله والعراقي عامر جميل يطلبان منا احترامه ولي مع العراقي أشياء بقيت راسخة في ذاكرتي لا تستطيع الأعوام أن تمحوها.
ماهي يا ترى؟
المدرب العراقي عامر جميل كان حريصا على الانضباط، وحدث وأن تخلفت عن التدريبات قبل لقاء شباب بلوزداد بخمس دقائق فقط بسبب الازدحام المروري، وبعد وصولي طردني وشطب اسمي من القائمة ومنعني من التنقل إلى العاصمة وبعد نهاية اللقاء وخسارة الفريق بثنائية نظيفة صرح قائلا "كون لعب مجبوري نربحوا الماتش".
وهل لعبت إلى جانب العراقيين الآخرين سعد قيس وشرار حيدر؟
نعم، وكانت علاقتي معهما طيبة، هما يحبان الجزائر وكشفا لنا بأن عدي صدام حسين كان يعذب اللاعبين في حالة الخسارة، فهو حسبهما لا يحب الخسارة لفريق أسود الرافدين خاصة على يد بعض الدول.
وهل مازالت العلاقات متواصلة بينكما؟
لا، للأسف الشديد لقد انقطعت خاصة بعد الحرب التي شهدها العراق وأتمنى أن يكونا على قيد الحياة، أتذكر أننا أدينا مشوارا كرويا ناجحا في فريق "الكاب"، والحمد لله كنت هدافا للفريق طيلة ثلاثة مواسم متتالية 94 و95 و96.
وكيف كان مشوارك مع اتحاد عنابة؟
إنها نقطة سوداء في حياتي الكروية، أتذكٍّر أن الإدارة أنذاك اتهمت كل اللاعبين "البرانية" ببيع اللقاء الأخير في الموسم والحاسم لوفاق سطيف، حيث كان هذا الأخير يكفيه التعادل للصعود ونحن يجب علينا الفوز وانتهى اللقاء بالتعادل الايجابي 1-1 وبعدها قيل عن هذه النتيجة الكثير، وأقسم لكم عبر جريدة الشروق أنني لم أفهم شيئا في هذا اللقاء، وأنا لا أعلم من خان الفريق، غير أنني أحمّل حكم اللقاء أنذاك المسؤولية فهو الذي ساهم في صعود الوفاق.
بعيدا عن الكرة هل كانت لك ذكريات مع شخصيات سياسية؟
كانت مع المرحومين عبد الرزاق بوحارة ومحمد الشريف مساعدية، عندما كنا نحضر بالعاصمة للقاء الذهاب مع فريقي وفاق القل موسم 1987 ضد الجيش الملكي المغربي برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا، أقاما على شرفنا مأدبة عشاء في منزل بوحارة حيث قالا لنا "لازم تربحوا المغاربة"، والحمد لله حققنا لهما رغبتهما وفزنا بنتيجة 3-2.
وكيف تم استدعاؤك للفريق الوطني؟
حقيقة، الفضل يعود للمرحوم عبد الحميد كرمالي، حيث كنت أؤدي واجب الخدمة الوطنية، وأعجب بإمكانياتي وقال لي أنت مكانك في الفريق الوطني ثم استدعاني لفريق وفاق سطيف وأديت موسما رائعا رفقة عجيسة وعجاس، وسرار وبرناوي، ثم غيرت الأجواء إلى القل ثم "الجيسماس" وبما أن هذا الفريق الأخير كان ينشط في القسم الثاني صعب على كرمالي الذي كان يدرب الخضر استدعائي، حيث غيرت الأجواء وأمضيت لفريق "السياسي" في القسم الأول حيث لعبت مقابلتين فقط سجلت خلالهما هدفين، ليوجه لي كرمالي الدعوة.
كيف تقيّم مشوارك مع الخضر؟
قضيت عاما مع الفريق الوطني رفقة تاسفاوت، ولونيسي، وصايب الذي كان بمثابة الأخ والصديق، وزرقان ومغاريا وغيرهم، حيث حضرنا لكأس إفريقيا بالسينغال، وبعدها حدث ما لم يكن متوقعا في الحسبان، حيث تم التضحية ببعض الأسماء وكنت منهم، وفضلوا علينا المحترفين، لكن رفقاء ماجر أنذاك غادروا الدورة في الدور الأول مع تسجيل أسوأ مشاركة، وحينها تحسر كرمالي وندم على التضحية بنا وتفضيل المحترفين الذين لم يقدموا الإضافة للفريق الوطني.
ماهو تقييمك لوضعية الفريق الوطني حاليا؟
ماذا عساني أن أقول وقد مرّ عليه عام أسود بداية من تسجيله لأسوأ مشاركة في نهائيات كأس إفريقيا بالغابون، وصولا إلى الإقصاء من مونديال روسيا 2018، وهذا راجع إلى تغيير المدربين ورئيس الفاف، حيث أنه بعد رحيل غوركيف لم يبق فريق وطني.
وما رأيك في الناخب الوطني رابح ماجر؟
أنا غير مقتنع بكل المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية للخضر بعد غوركيف.
هل جمعك لقاء بالخبير الفرنسي الكبير غيرو؟
أجل، وكان ذلك بفندق الأوراسي، حيث أشرف على نشاط رياضي استدعي إليه من طرف رئيس ودادية اللاعبين القدامى علي فرقاني، حيث تأسف هذا الخبير لوضعية الفريق الوطني الجزائري مقارنة مع منتخب الثمانينيات الذي يعرفه جيدا وقال أتمنى أن يعود هذا الجيل الذهبي يوما ما.
وماذا تقول عن الحالة التي وصل إليها فريقك السابق وفاق القل؟
أتأسف كثيرا لوضعيته والسبب يعود إلى انعدام الدعم المالي وأنا اقترحت خلال زيارتي للقل بمناسبة دورة المرحوم عبد الرزاق بوحارة التي شارك فيها وزير الشباب والرياضة على السلطات المحلية لمدينة القل، منح جزء من مرملة وادي الزهور لفريق الدلافين، وأؤكد لكم أن مدرسة الوفاق ستعود إلى القسم الأول المحترف في أقرب وقت، كما أتمنى لهم مغادرة المرتبة الأخيرة التي يحتلونها منذ بداية الموسم، وكذلك النجاح لكل الفرق التي حملت ألوانها.
هل لعبت ضد وزير الشباب والرياضة ولد علي لقاء رياضيا؟
نعم، كان ذلك شهر مارس الماضي، حيث توج فريق وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي الذي يضم نجوم كرة القدم الجزائرية لسنوات الثمانينيات بكأس الدورة الرابعة للمرحوم عبد الرزاق بوحارة التي أقيمت بملعب بن جامع عمار بالقل، وذلك على حساب منتخب الشرق الذي لعبت له، بضربات الجزاء 4-3 بعدما انتهى اللقاء في وقته الرسمي بالتعادل الايجابي 3-3 حيث كان فريق الوزير ولد علي منهزما بواقع 2-3 ليعدل السيد الوزير النتيجة في الدقائق الأخيرة عن طريق ضربة جزاء مع العلم أنه ضيّع أخرى في بداية الشوط الثاني، هذا وكانت هذه الدورة من تنظيم جمعية أصدقاء كرة القدم.
من هو الفريق الذي تناصره عربيا؟
طبعا بعد كل الفرق التي لعبت لها يأتي النصر السعودي، وذلك من أجل ابني أمير الذي يشتغل في هذا الفريق كمحضر بدني وسأزوره مارس المقبل، وسأغتنم الفرصة لأداء فريضة العمرة، كما أتمنى لابني النجاح وأشكر المدرب عبد الكريم بيرة الذي شجّعه وتنبأ له حينما كان في فريق "الجيسماس" بمستقبل زاهر.
هل من إضافة؟
أتمنى أن تعود الكرة الجزائرية إلى المحافل الدولية كسابق عهدها، وأنصح القائمين عليها بتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب.