" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ورحمة " قصة وعبرة
09-06-2016, 09:52 AM
رمضان شهر التوبة شهر الطاعات والعبادات
قصتنا ليست بالرواية كثيرة الصفحات ولا بجودة النشر على الجرائد والمجلات
بطل القصة شاب استنزفته الملذات وسرقه المال عن الطاعات حتى شكك في وجود رب العباد .
وككل شهر رمضان يرى الصيام عبئا على الانسان لكنه يرائي بصيامه الأهل والأقارب والأصحاب .
وفي أول ليلة من رمضان بعد انتهاء فصل عربدة من حياته وقد حان موعد نوم الانام قاد سيارته بين الأحياء يبحث عن نعاس أو رفيق سوء يساعده على تمرير بعض السويعات , الى أن وطأت قدماه حيا بيوته طينية وابوابه بالكاد خشبية أحس الجدران ورقية وبامكانه سماع كل اسرار ما داخلها فهذا يشاهد فلم منتصف الليل وهذه تعد اولادها ان نامو ان تتركهم في الغد يلعبون .
تمتم وهو يكبح لجام سيارته حتى لا تدخل احدى الحفر متسائلا يارب البشر لو كنت موجودا لاعطيتهم مما اعطيتني , لو كنت موجودا لهديتني , اكمل طريقه وابتعد عن الحي فاذا ببيت من صفيح فيه طرق وصخب وضحك وعويل , شرد يتحسس ما داخله فاذا هي عائلة تتكون من جيلين , واختلطت الاصوات بين مشاكسة الصغار و حوار الكبار , ترجل من سيارته يطلب المزيد ووقف عند نافذة مرفوعة بقطعة خشب يابسة , كان الاولاد يصدرون ضجة وبينهم عجوز قد سلمت للتو بعد ركعتين ورفعت يديها تدعو : "يارب العباد ارزق اولادي الصحة والبنين , يارب العباد ابتغي اليك عمرة أو حجة قبل وصول المنية , يارب العباد لم شمل اسرتي وابعد عنها المشاكل واولاد الحرام , وارزق بناتي الازواج الصالحين " وأنهت دعائها بآمين .
شرد الشاب عند النافذة وسال نفسه : مابها العجوز نست امر المال والاكل والمنزل ؟
مابه رب العباد لا يسمع من يناجيه , يا عجوز لا يوجد بالسماء الا النجوم والكواكب فاوقفي الاماني وعلمي اولادك الدنيا الحقة وكيف تسير السنين .
وفي غفلة منه لمس بجسده احدى البراميل التي تسند ما يشبه الحائط فاصدرت صوتا مزعجا يصم الآذان .
أطلت البنت الصغيرة من النافذة فعرف ان مصيره الضرب المبرح والتهجير فاذا بها تصرخ : جدتي اتانا فقير ودون ان يتحرك راى الاولاد يجرون نحو بقايا اكل في زاوية الغرفة ويعطونه اياها عبر نافذة الصفيح امسكها وكله ذهول ومشى لا يعرف بين اليمين واليسار تفريق .
اي دين هذا الذي لا يعطيهم فيبتغونه , اراد رمي البقايا فليس له منها نفع ولا ضر لكن يداه رفضتا التطبيق .
عاد لسيارته والدموع تبلل خديه , لم ليس لي في الدنيا سعادة وانا الغني الكبير ووقتي ملكي ولست عند غيري اجير .
عاد لطريقه يبحث عن حل لمعضلة هو فيها حائر وبليد , دخل الحي الكبير وحملق بالقصور المتشابهة الهادئة والطرقات الفارغة , ترجل ومشى نحو بيته الكئيب ثم غير رايه وسار نحو المسجد القريب وفي فخامته رأى نفاق مرتاديه فغير الوجهة للمسجد القديم وكان به من الناس من لم يجد مكانا فصلى على الرصيف .
جلس لا يفقه قولا ولا يرد على السائلين ومن بين الناس من رفقاء الصغر الكثير وعلى ملامحهم الفرحة بهذا الشهر الفضيل .
بكى يسال هل لي بينكم توبة طويلة وليس عمرها يومان او شهرين .
بقلمي
أعطيتكم القصة فأعطوني العبرة منها
قصتنا ليست بالرواية كثيرة الصفحات ولا بجودة النشر على الجرائد والمجلات
بطل القصة شاب استنزفته الملذات وسرقه المال عن الطاعات حتى شكك في وجود رب العباد .
وككل شهر رمضان يرى الصيام عبئا على الانسان لكنه يرائي بصيامه الأهل والأقارب والأصحاب .
وفي أول ليلة من رمضان بعد انتهاء فصل عربدة من حياته وقد حان موعد نوم الانام قاد سيارته بين الأحياء يبحث عن نعاس أو رفيق سوء يساعده على تمرير بعض السويعات , الى أن وطأت قدماه حيا بيوته طينية وابوابه بالكاد خشبية أحس الجدران ورقية وبامكانه سماع كل اسرار ما داخلها فهذا يشاهد فلم منتصف الليل وهذه تعد اولادها ان نامو ان تتركهم في الغد يلعبون .
تمتم وهو يكبح لجام سيارته حتى لا تدخل احدى الحفر متسائلا يارب البشر لو كنت موجودا لاعطيتهم مما اعطيتني , لو كنت موجودا لهديتني , اكمل طريقه وابتعد عن الحي فاذا ببيت من صفيح فيه طرق وصخب وضحك وعويل , شرد يتحسس ما داخله فاذا هي عائلة تتكون من جيلين , واختلطت الاصوات بين مشاكسة الصغار و حوار الكبار , ترجل من سيارته يطلب المزيد ووقف عند نافذة مرفوعة بقطعة خشب يابسة , كان الاولاد يصدرون ضجة وبينهم عجوز قد سلمت للتو بعد ركعتين ورفعت يديها تدعو : "يارب العباد ارزق اولادي الصحة والبنين , يارب العباد ابتغي اليك عمرة أو حجة قبل وصول المنية , يارب العباد لم شمل اسرتي وابعد عنها المشاكل واولاد الحرام , وارزق بناتي الازواج الصالحين " وأنهت دعائها بآمين .
شرد الشاب عند النافذة وسال نفسه : مابها العجوز نست امر المال والاكل والمنزل ؟
مابه رب العباد لا يسمع من يناجيه , يا عجوز لا يوجد بالسماء الا النجوم والكواكب فاوقفي الاماني وعلمي اولادك الدنيا الحقة وكيف تسير السنين .
وفي غفلة منه لمس بجسده احدى البراميل التي تسند ما يشبه الحائط فاصدرت صوتا مزعجا يصم الآذان .
أطلت البنت الصغيرة من النافذة فعرف ان مصيره الضرب المبرح والتهجير فاذا بها تصرخ : جدتي اتانا فقير ودون ان يتحرك راى الاولاد يجرون نحو بقايا اكل في زاوية الغرفة ويعطونه اياها عبر نافذة الصفيح امسكها وكله ذهول ومشى لا يعرف بين اليمين واليسار تفريق .
اي دين هذا الذي لا يعطيهم فيبتغونه , اراد رمي البقايا فليس له منها نفع ولا ضر لكن يداه رفضتا التطبيق .
عاد لسيارته والدموع تبلل خديه , لم ليس لي في الدنيا سعادة وانا الغني الكبير ووقتي ملكي ولست عند غيري اجير .
عاد لطريقه يبحث عن حل لمعضلة هو فيها حائر وبليد , دخل الحي الكبير وحملق بالقصور المتشابهة الهادئة والطرقات الفارغة , ترجل ومشى نحو بيته الكئيب ثم غير رايه وسار نحو المسجد القريب وفي فخامته رأى نفاق مرتاديه فغير الوجهة للمسجد القديم وكان به من الناس من لم يجد مكانا فصلى على الرصيف .
جلس لا يفقه قولا ولا يرد على السائلين ومن بين الناس من رفقاء الصغر الكثير وعلى ملامحهم الفرحة بهذا الشهر الفضيل .
بكى يسال هل لي بينكم توبة طويلة وليس عمرها يومان او شهرين .
بقلمي
أعطيتكم القصة فأعطوني العبرة منها
من مواضيعي
0 شياطين ماكسويل والقانون الثاني في الترموديناميك
0 أشهر 10 إعدامات في العالم
0 مصطلحات فيزيائية
0 طوِّر من نفسك بمعدل 1% يوميًّا باعتماد طريقة Kaizen
0 "إخوان من أطاع الله".. تاريخ التلاعب السعودي برجال الدين
0 "الكوميديا الإلهية".. لماذا أصبحت مصدر إلهام في الأعمال الإبداعية؟
0 أشهر 10 إعدامات في العالم
0 مصطلحات فيزيائية
0 طوِّر من نفسك بمعدل 1% يوميًّا باعتماد طريقة Kaizen
0 "إخوان من أطاع الله".. تاريخ التلاعب السعودي برجال الدين
0 "الكوميديا الإلهية".. لماذا أصبحت مصدر إلهام في الأعمال الإبداعية؟
التعديل الأخير تم بواسطة warda22 ; 09-06-2016 الساعة 09:55 AM