قيدوا الشيطان لا ينتفش
لا يحتاج قلبك إذا أراد أن ينقبض حزنا على سلوك بعض المسلمات ولباسهن إلا أن تدير التلفاز أو تنظر من نافذة غرفتك أو تفتح موضوعا مع أحد البشر..!!! 0
وعندها سيظهر لك ما ظهر لأخيك الكاتب عندما أطفأ محرك سيارته ينتظر موعد الطبيب وهو يخشى على سيارته من مخالفة الرقيب، فإذا بالنساء والفتيات وأعني بكلماتي - فقط – المسلمات، إما متزينة للرجال أو مائلة مميلة أو متعطرة قد شانها العطر، وإما محتشمة رافقتها واحدة ممن سبق ذكرهن، وإما رجلا مفتخرا بزوجته التي تبرجت وعليها عيون الشباب قد (تفرجت)!!! 0
فذاب القلب حزنا على قيمة كان اسمها (
العفة)..!! العفة…. ذلك المعنى الجميل وهو في طبع المرأة أصيل، إنها اجتناب ما يدنس النفس والعرض، إنها البعد كل البعد عما يخدش الحياء والمنطق الإنساني النبيل من قول أو فعل أو حتى اعتقاد…!!0
وقد رأيت أن بعض الخروق إذا اتسعت عزف كثير من المصلحين عن ذكرها، فقررت أن أخط كلمات في استدعاء العفة الغائبة عن كثيرين، وما أعظمه من خرق اتسع وليس له إلا
الله، ثم صلحاء الأمة ومربوها والغرباء الذين يصلحون ما أفسد فيه ذلك الإعلام المعادي للإسلام، ومن تآمر شرقا وغربا على قيم المسلمين وأخلاقهم، التي كانت سبب عزهم وارتفاع شأنهم…! 0
إنها عفة تلك المرأة التي جاءت تشتكي لرسول
الله -
صلى الله عليه وسلم- تقول:"يا
رسول الله، إني أصرع وأتكشف فادع
الله لي، فقال النبي -
صلى الله عليه وسلم-: إن شئتِ صبرت ولك
الجنة، وإن شئتِ دعوت الله أن يعافيك، فقالت: بل أصبر يا
رسول الله، ثم رجعت فقالت يا
رسول الله: إني إذا صرعت تكشفت، فادع
الله لي أن لا أتكشف فدعا لها.. فيا
لله..! كيف تصبر المرأة على أن تصرع في الطريق وقد تداس، ولا تصبر على أن ينكشف جزء منها بين الناس، فاستحقت بذلك الصبر وبتلك العفة
الجنة، حتى كان
ابن عباس رضي الله عنهما يقول لعطاء رحمه الله: ألا أريك امرأة من أهل
الجنة؟!! إنها تلك المرأة السوداء….!!! 0
وهي عفة
عائشة رضي الله عنها التي قالت: كنت أدخل البيت الذي دفن فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي
رضي الله عنه واضعة ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن
عمر رضي الله عنه ، و
الله ما دخلته إلا مشدودة علي ثيابي حياءً من عمر..! هذا و
عمر رضي الله عنه موسد في التراب ….!! 0
وإذا فقدت المرأة عفتها صارت أداة في يد الشيطان يغوي بها عباد
الله، بل إن في معركة الشيطان مع بني البشر أسلحة أقواها تبرج المرأة وتبذلها، وصدق
رسول الله -
صلى الله عليه وسلم-:"
فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء".. 0
ولذا لا تعجب من حالنا اليوم حين تجد آثار ضعف عفة كثير من المسلمات شرودا في عقولهن وعقول الشباب حولهن، أو ضعفا في التحصيل العلمي لدى طلاب المدارس والجامعات، أو خللا في الوظيفة التي يجمع فيها بين رجل وامرأة لا تراعى فيها معاني العفة، أو مشكلات زوجية تنشأ عن دخولهن إلى قلب الرجل فتكدر عليه حياته، أو مشكلة سياسية دخلت فيها امرأة لقلب مسؤول فقلبت العباد والبلاد، فإذا أنت بمشكلات الأمة ترجع في غالبها لغياب معنى العفة، وصدق
رسول الله فقد حذرنا أنه لم يترك فتنة أضر على الرجال من النساء، حين لا يراعين معنى العفاف!! وكثيرة صور العفة لو تدرون، فستر البدن بحجاب الإسلام أولها، وهو لباس ساتر فضفاض لا يصف ما تحته ولا يظهره، لا بنطالا ضيقا ولا ما شابهه وعجبا لبعض أخواتنا كيف يعدونه حجاباً!!!
والحجاب لا يلفت أنظار الرجال بلون فاقع أو برق لامع أو خرز ساطع، أو أي شكل من أشكال لفت الانتباه، فكيف يجتمع الحجاب الذي للستر مع لافتات للانتباه ومكر؟!!
وكيف يجوز من بعض من أسلمن
لله أن ترتدي جلبابا مفتوحا يظهر من تحته ذلك البنطال؟
أو منديلا خجلا يبدو العنق أو الشعر من تحته يشكو صاحبته كيف أوردته المهالك فغدا في النار هالك..؟!
وكيف يحل لامرأة مسلمة أن تضع الألوان وذلك الدهان، وتتعطر من بيتها وتخرج فينطبق عليها وعيد
رسول الله -
صلى الله عليه وسلم-…؟!!
وكيف يجوز لفتاة أن يكثر مع الرجال كلامها فيؤذونها، ويصدح جوالها بينهم بكلمات الغناء التي تعرفونها أو لا تعرفونها؟!!!
وكيف تستمرئ فتاة الإسلام أن تلزم شابا أجنبيا عنها بدعوى الصحبة والتفكير بالارتباط، فيراسلها وتراسله ويواعدها وتواعده، ولا أدري في أي دين أحل ذلك
الله؟؟!!
وكيف يليق بمسلمة أن تقضي وقتها بالأسواق يوم لمعاينة الفستان ويوم لشرائه ويوم لاستبداله وآخر لشراء واحد لأختها وخامس لمعرفة ماذا حصل لسعره بالسوق؟؟!!
أعرف أن كلماتي اليوم حازمة لكن الحزن شديد، والجرح - كما لاحظتم- عميق، كلمات قد لا تصل إلا للنخب الذين يقرؤون وهم أنتم، وأنتم أريد…!!
أن تكون رسالة الواحد فينا إعادة العفة الغائبة عن كثير من نساء المسلمين، فالمعلم والمعلمة في حقليهما، والإعلامي في وسيلة إعلامه، والرجل يبدأ بأهل بيته فيرقب عفتهم فيثني على الصحيح، ويقوم المعوج، ويربي صغيراته على ذلك، ويلحظ في ذلك كله كيف وجه
الله الأمر في الحجاب لنبيه
صلى الله عليه وسلم:
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن
، فمدار الأمر على الرجال، والرجل يعرف ما يفعله به غياب عفة الأجنبيات، فلا يرضى لخاصته أن يكن لذلك مستبيحات..!!!
بهذا يرضى
الرحمن ويقيد الشيطان، ويظهر جيل يعيد لكلمة (
العفة) جمالها وهيبتها، فتعم وتصان…