جنوح الشباب ومشكلات الانحراف
12-05-2014, 11:27 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:




يعتبر الشباب [ ] من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومكمن طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة. ومشكلات الشباب [ ] محور المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل إلى حلّ مشكلات المجتمع وبنائه وتقدمه.

وإفساد المجتمع والوطن وتخريب الدين يبدأ من إفساد فئة الشباب [ ] وحرفهم عن الطريق القويم بشتى الطرق والأساليب والمغريات.

والإسلام يعي هذه الحقيقة ومدى خطورتها على الأمة والدين لذلك اهتم بقطاع الشباب، وتوجهت التربية [ ] الإسلامية إلى عقولهم ونفوسهم وعواطفهم من أجل رعايتهم وتربيتهم تربية صالحة، وتلبية حاجاتهم ورغباتهم المادية والنفسية المشروعة، ووقايتهم من الفساد والانحراف. وقد بين النبي [ ] -صلى الله عليه وسلم- أن مقام الشاب الصالح عند الله -تعالى- يعادل مقام الإمام العادل يوم القيامة [ ] في حديثه عن السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه، منهم " إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله.. " (1).

ظاهرة الجنوح والانحراف عند الشباب [ ] تعتبر من أبرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات في العالم.

بما تخلّفه من تأثيرات نفسية واجتماعية على شخصية الشاب وما تتركه من آثار سلبية وخطيرة على المجتمع في مجالات الجريمة والسرقة وانتشار المخدرات [ ] والفساد والانحلال الخلقي. وتجد المؤسسات الاجتماعية والدينية نفسها مضطرة للتصدي لهذه الانحرافات وقمعها وتحمل مسؤولية معالجة أسبابها والوقاية منها.



الجنوح والانحراف وعوامله:

يوضح علم الاجتماع أن الجنوح نموذج من السلوك الاجتماعي، يقوم المنحرف من خلاله بتصرفات مخالفة للقوانين الاجتماعية والأعراف والقيم السائدة في المجتمع، ويسيء به إلى نفسه وأسرته ومجتمعه.

يبدأ الجنوح غالباً عند الأحداث الذين تتراوح أعمارهم بين 12 - 18 سنة، وهي بداية فترة المراهقة التي تعتبر من أخطر مراحل العمر في حياة الإنسان. وتؤكد الدراسات النفسية والاجتماعية على أهمية دور التربية [ ] الصالحة للشاب منذ الطفولة في كنف الأسرة ثم المدرسة، فإذا تلقى الشاب منذ صغره رعاية وتربية جيدة ينشأ إنساناً صالحاً، وإن كانت تربيته سيئة تظهر لديه ظواهر الانحرافات في وقت مبكر.

متابعة القراءة