أحذروا ولا تنقبوا في المدافن فقد تنفجر تلك الألغام !!
05-10-2019, 05:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم








أحذروا ولا تنقبوا في المدافن فقد تنفجر تلك الألغام ....!!
لا تنقبوا في الأسرار كثيراُ .. ولا تجتهدوا لمعرفة الخفايا لمجرد الهواية .. فهنالك لحظات قاتلة قد لا تكون في الحسبان ولا ترد في الخواطــر !.. وصخور الأسرار قد تنهار على الصاحب المنقب الحفار .. والذي يلاحق الأفعى حتى مكامن الاستقرار قد لا يتمكن من الفرار !.. ولحظات البراءة في مسارح الفرجة قد تكون قاتلة !.. وهي لحظات قد يصنعها جاهل متهور يجهل العواقب .. متطفل دخيل على شئون الآخرين بفرية التحري والتقصي .. فذاك هو المقامر المخاطر الذي يضع عنقه بين شفرات المقص !.. وإذا وقعت الواقعة فلا تفيده كثرة الاستغاثة طلباُ للنجاة والخلاص .. وحينها ينال عقاباُ على جريرة دون أن يرتكب أية جريمة !.. ونزعة التدخل في شئون الغير هي تلك النزعة التي تقتل الهرة البريئة .. والعاقل السليم الفطن هو من يجاور الحائط عند الضرورة وغير الضرورة !.. ثم دائماً يردد عبارة : ( يا ستار أسترنا من النوازل ) و ( يا حفيظ أحفظنا من المخاطر ) .. ونحن في زمن كله أسرار وأسرار .. والحكماء من الناس يقولون : ( إذا كان الكل في هذا العصر لا يخلو من تلك الأسرار فكيف بعاقل أن يجتهد لإزالة الأغطية التي تستر العورات ؟؟ ) .. فتلك مجازفة لا تخلو من الغباء .. وصورة الأحوال في هذا الزمان تقتضي الحرص الشديد لمواكبة الحياة .. قال ذلك الحائر المتعجب في ذهول : : ( مالي أرى هؤلاء الحمقى يتسلقون جدار الأسرار ؟؟ ) .. ولما لا يمضون في سبيلهم وكأنهم لا يرون ولا يسمعون رغم أنهم يرون ويسمعون ؟؟ .. ونحن في زمن كلما يهرب الهاربون فيه مجافين لأطراف الهاويات لا يسلمون من السقوط !.. فهو عصر لا يسلم فيه الكاتمون للأسرار فكيف بهؤلاء المتهورين الذين ينبشون المستور ؟؟؟ .

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد