تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدراسات الإسلامية

> بحث شامل حول الوهابية أرجو التثبيت للأهمية

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • المشاركات : 2,994
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • SOUILAH Mohamed is on a distinguished road
SOUILAH Mohamed
شروقي
نصيحة
18-07-2009, 03:44 PM
نصيحة

يقدم الشيخ محمد بن عبدالوهاب هاتان النصيحتان :

النصيحة الأولى :

الكتب عندكم انظروا فيها ولا تأخذوا من كلامي شيئا ، لكن إذا عرفتم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في كتبكم فاتبعوه ولو خالف أكثر الناس ...
لا تطيعوني ، ولا تطيعوا إلا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في كتبكم ...
واعلم أن ما ينجيك إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والدنيا زائلة ، والجنة والنار ما ينبغي للعاقل أن ينساهما . ( الدرر السنية 1/90،89 )
أنا أدعو من خالفني إلى أربع : إما إلى كتاب الله ، وإما إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإما إلى إجماع أهل العلم ، فإن عاند دعوته إلى المباهلة .

( الدرر السنية 1/55 )

والنصيحة الثانية : لمن اشتبه عليه الأمر
عليك بكثرة التضرع إلى الله والانطراح بين يديه ، خصوصا أوقات الإجابة : كآخر الليل ، وأدبار الصلاة ، وبعد الأذان
وكذلك بالأدعية المأثورة ، وخصوصا الذي ورد في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )) فعليك بالإلحاح بهذا الدعاء بين يدي من يجيب المضطر إذا دعاه ، وبالذي هدى إبراهيم لمخالفة الناس كلهم ، وقل : يا معلم إبراهيم علمني .
وإن صعب عليك مخالفة الناس ، ففكر في قول الله تعالى : (( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا )) (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))
وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح : (( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ )) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله لا يقبض العلم )) إلى آخره ، وقوله : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي )) ، وقوله : (( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة )) . ( الدرر السنية 1/43،42 )
وإن تبين لكم أن هذا هو الحق الذي لا ريب فيه ، وأن الواجب إشاعته في الناس ، وتعليمه النساء والرجال ، فرحم الله من أدى الواجب عليه ، وتاب إلى الله ، وأقر على نفسه ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وعسى الله أن يهدينا وإياكم وإخواننا لما يحب ويرضى ، والسلام.
التعديل الأخير تم بواسطة SOUILAH Mohamed ; 18-07-2009 الساعة 05:34 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • المشاركات : 2,994
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • SOUILAH Mohamed is on a distinguished road
SOUILAH Mohamed
شروقي
الباطل يحشد أجناده تحت شعار [حرب الوهابية]
18-07-2009, 03:46 PM
الباطل يحشد أجناده تحت شعار [حرب الوهابية]

إن من سنن الله الكونية .. سنة التدافع بين الأضداد والفرقاء .
والفرقة والانشقاق مرض بشري يحصل في كل المجتمعات .. ولكن كل هذه الانشقاقات والتكتلات مآلها لفرقتين ريئسيتين لا ثالث لهما :

الـحـق <---------> والبـاطل!

وفي ذلك قال الشاعر :

كل العداوات ترجى مودتها *** إلا مودة من عاداك في الدين

قد ينشغل الباطل في حروب جانبية مصلحية .. وقد ينشغل الحق كذلك بحروب جانبية ... ولكن هناك حربا واحدة يتناسى كل من الطرفين خلافاته الجانبية أمامها .. ويوحد الجهود فيها لمواجهة خصمه .. ويحشد فيها الحلفاء .. وتتميز فيها معادن الناس وحقيقة عقائدهم هي : حرب الوجود .. التي لا تكون إلا بين الحق وبين الباطل

الحق من طرفه لن يرضى بأقل من إجلاء الظلام .. والباطل لا هم له كذلك إلا نشر باطله وظلماته !

وحرب النور والظلام هي حرب وجود !

ومن الظواهر الملفتة للنظر لكل عاقل متأمل بصير .. هي ظاهرة حرب السنة ومنهج سلف هذه الأمة الصالح والذي ينعته خصومه بلقب : "الوهــــابية" ..!

ننظر فنرى كثيرا من الفرقاء .. الذين فرقتهم الأسماء والأهواء .. ولكن على حرب "الوهابية" .. فكلمتهم جميع .. وشملهم موحد !!

من قبل كان الصوفية والرافضة يلهجون بذكر هذه الكلمة .. حتى أصبحت علما على أهل السنة .. !

أتى الأحباش .. فأكدوا ذلك بفجورهم .. ولم يجعلوا لعاقل منصف إلا أن يوقن بأنهم يتكلمون عن جماعة حق وسنة !

العلمانيين والحداثيين من المنتسبين للإسلام ... لا هم لهم إلا .... الوهـــابية ..!

والآن .. ومنذ حوالي عقد من الزمان .. بدأنا نسمع بالروس ... ومن بعدهم الأمريكان .. يركزون في حربهم على...........الوهــابية ....!!

ثم بدأ الجميع .. كل ينبح من طرفه .. وبدأت بعض القطط - من الجماعات التي كانت تتلحف بالسنة - تستأسد عندما رأت أن الموجة مالت إلى غير صالح أهل السنة .. وبدأت تحاول أخذ دورها في "خرمشة" أهل السنة الذين آووها وأسبغوا عليها من فضلهم في مواجهة الأبعد من أهل البدع .. ولكن لا عجب .. فهذا حال القـــطـط ... !!

حرب شعواء .. وفجور رهيب استحلت فيه كل المحارم .. وانتهكت فيه كل الحدود الأخلاقية والإنسانية .. واستبيحت لأجله كل المبادئ ..

لماذا ؟

هل يعقل أن هذا كله .. من أجل خلافات فقهية او حتى عقدية ؟

وما الذي جمع بين هؤلاء في هذا العداء القذر .. الذي لا يعرف شرفا ولا مبدءا ؟

كيف استطاع أعداؤنا أن يسير أناسا من جلدتنا .. وأن يعبئهم ضد دينهم وأمتهم .. وأن يملأ قلوبهم بكل سخيمة .. وأن يعلف عقولهم بكل متردية ونطيحة .. ثم يمتطي ظهورهم لحرب الإسلام وأهله ؟!

ثم .. ما هي دلائل هذه الحرب .. ؟

وإلام ستصير إليه الصفوف من بعد ؟!

وما هي النتيجة .. على مستقبل هذه الأمة ؟!

أسئلة تلح على المرء .. وما تلبث الأحداث أن تزيد الجواب وضوحا ... والسؤال إلحاحا .. !

.......

في هذه المقدمة أود أن أذكر بعض المواقف الشخصية التي عرفتني بهذا المصطلح .. ودفعتني إلى مزيد من البحث فيه .. واستقراء أطياف من يعاديه .. وما يجمعهم من أصول .

* قبل حوالي 15 عاما .. وبعد أن انتهيت من صلاة الظهر إماما لبعض الشباب في أحد مساجد استانبول.. ثم التفت لأسأل أحد الشباب الأتراك الذي قطع الصلاة وصلى منفردا : لماذا فعلت هذا .. هل أنا كافر ؟؟
قال : أنت وهابي !!
كانت هذه أول مرة أسمع بالمصطلح !! فقلت له ما تقصد ..!
قال : أنت ترفع يديك عند الركوع والاعتدال منه .. وهذه يفعلها الوهابية .. !
طبعا .. أنا مازلت لا أدري عم يتكلم .. ولكنني طولت بالي وشرحت له .. أننا شافعية .. وهذه هيئة الصلاة عندنا !
وطبعا .. لم يفهم .. لسبب واحد .. لأنه مبرمج ....!

حيرني أمره .. فالحق أنني – مع معرفتي بالعالم المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب – إلا أنني لم أكن قد قرأت كتابا كاملا له .. ولم أكن أستبعد أن يكون عنده أخطاء لم أطلع عليها ... إلا أن ما أثار استغرابي وحيرتي .. هو حجم العداء ...!!

* مرت الأيام .. وكنت في نقاش مع إخوة جامعيين .. عن الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقلت لهم : الرسول صلى الله عليه وسلم .. أغاثك بالشريعة .. وببيان طريق العبودية لله عز وجل .. فاستغث بالله .. لا برسوله ..!!
قال لي : أنت وهابي ؟
قلت : ماذا تقصد .. من هم الوهابية ؟
قال لي : هم .. فرقة ... لا تعترف بمحمد صلى الله عليه وسلم !! ( أشهد الله أنه بهذا أجاب !! )
قلت في نفسي : هذا مثل صاحبه .. مبرمج على عداء فاجر رهيب ... فمهما قد يكون من الرجل لا يصل إلى هذا ..!!

* مرت أسابيع وشهور .. وإذا بي أزور أحد "الإخوة" من لبنان .. وإذا بي في أثناء كلامي ذكرت الله .. وأشرت إلى السماء .. فما راعني إلا وصاحب البيت .. يقول لي بلهجة لا خلق فيها : أنت كفرت .. !!
وبدأ يشرح لي أن هذا قول ..الوهــــابية !!
إذن ؟ أين الله ؟
فبدأ يروي طلاسمه : منزه عن الجهة .. لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال .. ولا أمام ولا خلف .. منزه عن الزمان والمكان .. ...إلخ من ذاك الكلام السمج الذي لا روح فيه .. والذي بنتيجته ينفي وجود الله عز وجل .. بدعوى باردة هي تنزيهه .. !!!!
وختم كلامه بالتنبيه على كفر سيد قطب ... وابن تيمية ..!
ولم ينس وأنا أغادر بيته .. أن يرجع لي ما أحضرته له معي كهدية .. لأنه لا يقبل هدية من كافر !!!
عرفت فيما بعد .. أنه من الأحباش .. !!

وإذ لم أكن قد قرأت كتابا كاملا للشيخ ابن عبد الوهاب .. فقد كنت قد قرأت كتاب "العبودية" لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي يكفره ذاك المستهتر المسعور .. فقررت أن أترك التسويف وابدأ بقراءة بعض كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. فما وجدت إلا خيرا !! .. وازداد عجبي !!

* روى لي أحد الإخوة أنه حصل نزاع في مسألة فقهية في أحد مساجد مدينة السلط في الأردن حول صلاة الجنازة .. فسأله الإمام الـ"أزهري" : من قال بهذا ؟ .. فعدد له الأخ حتى وصل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية .. ! فانتفض ذلك الأزهري وقال له : "يا بني ، ده ابن تيمية "وهابي!!" .. ضال مضل" !!

عندما رواها لي استغربت أيما استغراب .. كيف ينسب السابق إلى اللاحق ..!!!
ولكن زال عجبي عندما رأيت أقواما من هؤلاء .. ينسبون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عاش بعده بقرون ..بل ويحصرونها فيه !!!! (وهذا غير أن تنسب الرجل للسنة .. فهذا هو الطبيعي )

وهذه القصة دليل آخر على أن الذين يعادون ما يسمونه بالوهابية .. إنما هم مبرمجون .. دون وعي ودون تفكير .. حتى لو كان يدعي العلم .. مثل هذا الـ"أزهري" .. وغيره من ألـمتمزهرين !

* الرافضة لم يكونوا بحاجة لأحد ليتوسط لديهم لحرب الوهابية .. ولكن الغريب أنهم كانوا يبرمجون من يسقط بأيديهم من أهل السنة مباشرة على كره "الوهابية" .. !
عرفت ذلك عندما قال لي أحد الإخوة الفلسطينيين الذين غرتهم دعايات الثورة الإيرانية وحزب اللات اللبناني .. وكان في بداية تورطه معهم ( قبل أن يخونوه ويشوا به عند أسيادهم اليهود وينفض يده من عفنهم وينقذه الله منهم – بحمد الله- ) .. قال لي أن الوهــابية هي فرقة ماسونية !!!

طبعــا .. هذا الكلام عندي ( وعند أي أحد في رأيه مسكة عقل ) كان يصب في مصلحة ما يسمونه بالـ"وهابية" .. فشهادة الروافض ( ذوي التاريخ الأسود الملوث بخيانة الإسلام والمسلمين) ضد أحد هي في حقيقتها شهادة كمال له.. المثير للاستغراب .. هو حجم العداء !!

ثم مؤخرا ..ومنذ حوالي عقد من الزمان .. أسفر الباطل عن قبيح وجهه .. وصارت الفرق تتكتل إما على حق صريح .. أو باطل قبيح ..وأعلن قادة الباطل عن أنفسهم .. وبدأ أعداء الدين المباشرين .. الروس ثم الأمريكان ...يعلنون أن حربهم مع "الوهـــــابية" .. !

لقد بدأوا يحشدون أجنادهم لحرب .................الوهــــــابية ...!!

..........

عندما بدأ الروس يتشدقون بكلمة "وهابية " .. خلت أن الأمر قد بان .. وظهر لكل ذي عينين حقيقة الحرب وأهدافها .. ولكن صدق المولى عز وجل إذ يقول : ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) !

السؤال الطبيعي الذي يتبادر إلى ذهن أي عاقل مسلم عندما يسمع روسيا أو أمريكيا يتكلم عن الوهابية ويستعدي الناس عليها .. هو : " وإنت مالك ؟!!....ما شأنك بين المسلمين .. !!!"

وعلى فرض أن دعوى أنهم خوارج صحيحة..( وما هم بخوارج والذي بعث محمدا بالحق !)
فلا يملك مسلم إلا أن يقول فيهم مقالة خليفة المسلمين وأسد الإسلام على بن أبي طالب رضي الله عنه : "هم إخواننا بغوا علينا " ...!
أما أن يخرج ممن يتسمون بأسماء المسلمين وبل ويدعون العلم .. ويدعون الناس إلى التكتل تحت مظلة الباطل المحض لحرب .. الوهـــــابية !!! .. فوالله ما يبقى لأحدهم حظ من الإسلام !! ولا يستحق أمثالهم من الخونة أن يحملوا شرف الانتساب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم !

وهكذا فعلها الخــائن الذليل قديروف.. وسنها سنة لغيره من أمثاله الذين تكاثروا كالسوس بين المسلمين .. وأعلن ثقته التامة في سفاح المسلمين من شعبه : بوتين ... وأعلن الحرب على الوهـــــــابيين !!

وأقولها بصراحة .. رغم معرفتي السابقة بهذا الرجل وبانحراف منهجه .. لقد صدمت عندما فعلها الذليل !!

لقد كانت هناك أطراف شيشانية علمانية وشيوعية محضة كانت ساخطة على المجاهدين ومعارضين لدولة إسلامية في الشيشان .. ولكنهم والله لم يهبطوا لمستوى هذا الخبيث الذليل !!

مالك سعيداللايف ... أصلامبك أصلخانوف ... عمران حسبوللاتوف (رئيس البرلمان الشيوعي السوفييتي السابق ) .. لم يقل منهم أحد أنه يثق ببوتين .. رغم أن أحدهم وهو (أصلامبك ) نائب في البرلمان الروسي – الدوما- .. بل على العكس .. انتقدوه مرارا .. وهاجموا سياسته الهمجية .. ودعوه مرارا إلى الحوار مع الرئيس مسخادوف ومحاولة إيجاد حل سلمي .. !!!

وكانت أكبر شهادة له من سيده .. ما حدث في الـمهزلة التي سموها زورا "انتخابات" .. حيث أجبر الروس سعيداللايف وأصلامبك وحسبلاتوف على سحب ترشيحهم .. ليخلوا الجو لذاك العميل الذليل .. فلم يجدوا أشد منه إخلاصا .. وذلك للبعد الإيدولوجي الحاقد في عدائه .. لقد كان إحساسه بالضعف أمام مد ما يسميه بالوهابية .. يدفعه بجنون إلى أن يكون مجرد حذاء في أقدام الجنرالات الروس ! ! .. وهكذا يفعل أمثاله الآن !

.........

في هذه الأيام .. نشهد هذه الهجمة الشرسة على منهج سلف الأمة الأطهار .. السابقين والأولين من المهاجرين والأنصار.. ومن تبعهم بإحسان .. وصار الرافضة الخانسين يستقوون بالاحتلال الأمريكي على أهل السنة .. وصار لقب الوهابية .. علما على أهل السنة في العراق والشيشان وغيرهما .. ولله الحمد والمنة .

ولمزيد من الاطلاع على أبعاد الحرب الرافضية المسعورة على أهل السنة في العراق :
http://www.muslm.net/showthread.php?s=&threadid=81241

و بعد كل هذا الذي يلقاه أهل السنة من أذى في العراق .. وبعد كل هذه الفضائح والجرائم .. يخرج علينا علماء مذاهب الضلالة بدعوى التقريب مع الرافضة ... ويجتهدون في ترويجها اجتهادا عجيبا !
في نفس الوقت الذي يشددون فيه على منابذة أهل السنة .. وأتباع السلف الصالح .. ويرمونهم بشتى النعوت والتهم والتي يعلم كبراؤهم أنها كذب وبهتان ...!!

لقد بدأ أشباه قديروف بخلع بقايا من مزع حياء كانت في وجوههم .. وأسفروا عن قلب حاقد على السنة وأهلها .. وأعلنوا حربهم بعد استخفاء بها ..
وبدأ طواغيطهم .. من أمثال حسن فرحان المالكي .. وسعيد فودة .. والجفري .. والبوطي ... وأضرابهم ... يعلنون الحرب على أهل السنة ... باسم السنة .. !!
في نفس الوقت الذي أعلن فيه أعداء السنة ( من علمانيين ورافضة وروس وأمريكان ) الحرب عليها من الخارج......!!!

وكل هذا ما هو إلا دلالة واضحة على أن الصفوف إلى تمايز... وأن أهل الباطل ينادون على أنفسهم بالخسران .. ويشهدون عليها بالضلال .... وأن معركة الفصل معهم تقترب ... والحمد لله أنها محسومة لصالح الحق الأبلج .. بوعد من الصادق المصدوق عليه صلاة ربي وسلامه .. خلافة سلفية راشدة على منهاج النبوة .

...

أريد أن أنوه إلى أن السلفية التي أعنيها في مقالي هي :

" وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "

علما .. وعملا ..
عقيدة .. وخلقا ..
أخذا .. وتركا ..
فهما .. ومنهجا ..
ولاء .. وبراء ..

وليست سلفية الدعاوي العريضة أوسلفية الوراثة أو التجارة .. كدعاوى المنتسبين للسنة والسنة منهم براء !

أكتب هذه الكلمات إقامة للحجة ..وإبراء للذمة .. وتنبيها للغافلين ..

{ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }

أما السلفية .. فلا قبل لأهل الأرض كلهم بها .. فإنه لا يضرها من خالفها ولا خذلها .. وإن وعد الله بخلافة راشدة على منهاج النبوة آت .. ولو كره الكافرون .. ولو كره المخالفون .. ولو كره الخاذلون .. ولو كره الخائنون !

..........

معلوم أن كثيرا من الأسماء تحمل معان لغوية معينة ومعان اصطلاحية ..

فالمعنى اللغوي للصلاة مثلا : الدعاء ..
والمعنى اللغوي للزكاة : التطهير ...
والمعنى اللغوي للجهاد : بذل الجهد ....
والمعنى اللغوي للهاتف : المنادي ..
وهكذا ..

وأما المعنى الاصطلاحي لما سبق ذكره ..
فالصلاة : هي شعيرة يؤديها المسلم في أوقات محددة وبهيئة محددة ولا يجزئ عنها القيام بالدعاء (المعنى اللغوي ) ..
كذلك الزكاة : فريضة مالية يدفعها المسلم في أوقات محددة وبمقادير محددة ..
كذلك الجهاد : قتال الكفار بالسيف ( كما عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وكذلك الهاتف : فهو جهاز آلي للاتصال له تقنية معينة ..

وقس على ذلك ..

نأتي لاسم " الوهابية" !

في اللغة : هي نسبة للوهاب .. وهو الله .. ولا يطلق هذا الاسم على غير الله .

فالنسبة للــوهاب هي = وهابي

في الاصطلاح .. هنا بدأ تلاعب أهل الأهواء ..وأعداء السنة !!

فلا يوجد أي جماعة معروفة تتبنى هذا الاسم ( وهابية) وتتسمى به .

فماذا يريد مستخدمو هذا المصطلح منه ؟!
هل يريدون منه التزكية والنسبة للوهاب كما هو المعنى اللغوي ؟!

نظرة سريعة على تاريخ هذا اللقب نعرف من خلالها أنه أطلق على حركة إصلاحية قادها الشيخ المصلح محمد بن عبد الوهاب ونسبت إليه ( مع أن النسبة لمحمد بن عبد الوهاب لغةً ليست وهابي !! ) .. وهي حركة سلفية المعتقد قمع الله بها البدع والشركيات التي انتشرت في جزيرة العرب .. وحاربت الدولة العثمانية التي كانت تتبنى هذه البدع والخرافات وتحميها وتوفر لها مناخا رطبا لتنشر عفنها في المجتمعات الإسلامية التي تسيطر عليها..

ولكن كأي حركة بشرية .. شابها بعض الأخطاء التي لا تخلو منها حركة البشر .

تعالوا نحلل بعض العوامل العامة التي كونت هذا المصطلح :

* فنظرا للعقيدة السنية السلفية التي اعتنقتها هذه الحركة ... بدأ استخدام هذا المصطلح من قبل خصوم السلفية عقيدة ومنهاجا من أمثال الرافضة وغلاة الأشاعرة والمعتزلة والإباضية ومن لف لفيفهم ..
فتكونت المعادلة التالية : الوهابية = السلفية ............ مع أنها ليست أول حركة إصلاحية سلفية !!

* وبما أنها حركة سنية تعظم السنة وتعظم شعائر الإسلام ولو كانت شعائر مندوبة .. وتشدد على الالتزام الكامل بالدين وبشعائره … اصبحت الوهابية علما عند الحداثيين والعلمانيين ودعاة الانحلال على التشدد في الدين … فتكونت المعادلة الثانية :
الوهابية = التشديد في الالتزام بشعائر الدين …………. مع أن هذه ليست أول حركة تفعل ذلك !

* وبما أن بركة عقيدة السلف سرت فيها وجذبت إليها الأفئدة .. ومكن الله لها في قلوب الناس .. استغل خصومها الإصلاح المسلح الذي قامت به الحركة ليقرنوا الحركة بالعنف
فصارت عندنا معادلة ثالثة : الوهابية = عنف ............ مع أنها ليست أول حركة مسلحة في تاريخ الإسلام !!

* وبما أن الشيخ القائد محمد بن عبد الوهاب حنبلي المذهب .. والبيئة النجدية التي نشأت فيها هذه الحركة بيئة حنبلية .. صار عندنا معادلة رابعة : الوهابية = حنبلية ………… ومعلوم أنهم ليسوا أول الحنابلة !

* وبما أن الشيخ عقد اتفاقا سياسيا مع آل سعود ... وآل سعود كان فيهم وفيهم .. وموقعهم السياسي انحرف بهم كثيرا عن مبادئ الإسلام .. وارتكبوا ولا يزالون يرتكبون أخطاء شرعية جسيمة .. نتج عن هذا المعادلة الخامسة :
الوهابية = آل سعود .............. مع أن آل سعود نسبة عرقية .. والوهابية نسبة عقيدية إيدلوجية !!

* وبما أنهم قاتلوا الأتراك ... وكان معظمهم من العرب الأقحاح .. صارت في ذهن الأعاجم مقرونة بالعرب .. فنتجت المعادلة السادسة خصوصا عند الأعاجم :
الوهابية = العرب ……..… مع أن هناك كثيراً من العرب لم يشاركوا فيها .. فهي حركة عقدية وليست عرقية !

* و بما أنها أتت على غربة للدين بين أهله .. ودعت إلى أمور وعقائد وعبادات نسيها كثير من الناس .. ونهتهم عن عقائد وعبادات ألفها الكثير لانتشارها وتحولها تقاليد قبلية أوطنية … تكونت المعادلة السابعة .. خصوصا عند العوام :
الوهابية = كل أمر جديد ضد العادات و التقاليد بغض النظر عن شرعيته …….. مع أنها ليست الحركة الوحيدة التي فعلت ذلك !!

نعم لم تكن الأولى ولا الوحيدة ... ولكنها كانت الحركة الوحيدة التي جمعت كل هذا .. فكتب عليها أن تتحمل خصومة كل هؤلاء .. وخصوما آخرين خبأهم لها القدر !

............

من هذه المعادلات الرئيسية .. بدأت يتشكل مصطلح الوهابية في أذهان الخصوم .. وصارت تطبخ هذه المعادلات على نار تتأجج من الأحقاد لدى كل طرف ..

1- فأهل البدع الذين أصاب الانحراف والكدر إما مصدر تلقي الدين .. أو منهج تلقيه .. من قبورية .. أورافضة .. وغلاة الأشاعرة الجهمية … والمعتزلة التي تقدس العقل … لم يكن ليحتاجوا لاستيراد أحقاد على السنة وأهلها .. فالإنتاج المحلي من الأحقاد عندهم يفيض عن الحاجة .. ويخزن للتصدير !
وعلى رغم ما بين هذه الفرق من خلافات ظاهرة كبيرة .. إلا أن وضعية مناهجهم ومصادر تلقيهم وخسة أصلها وحدتهم ضد الخطر الداهم الذي يتهدد وجودهم : السنة ذات المنهج الرباني .

2- ودعاة الانحلال والإباحية .. ثم من بعدهم الحداثيين والعلمانيين وأصحاب المناهج الوضعية في الحياة .. لم يختلفوا عن أصحابهم أصحاب المناهج الوضعية في الدين .. فلم تكن تنقصهم الأحقاد على الفضيلة وشعائر الدين التي لا تخدم وضاعة حياتهم ومناهجهم !! ولم يكونوا بحاجة لمن يتوسط لهم لحرب الحق وأهله !

3- طبعا .. كل من خسر مكتسباته في هذه الحرب التي ربحها الحق .. صار يولول ويتهم الحركة بأنها من حركات الخوارج !! جاهلا أو متجاهلا حقيقة الخوارج وصفاتهم ... والتي لا تشترك معها الحركة الشيخ بن عبد الوهاب إلا بمسألتين
أولها : قتال من يدعون الإسلام .. وهذه إن كفت أن تجعل الإنسان من الخوارج لكان أبو بكر الصديق أول الخوارج والعياذ بالله . ..
ثم من قاتلتهم حركة الشيخ لم يكونوا ممن شهد لهم بالإيمان كالصحابة الذين قاتلهم الخوارج ؟
ثانيها : الخروج على الحاكم .. وشتان .. بين من خرج عليه الخوارج .. والدولة المهترئة التي خرجت عليها حركة الشيخ والتي كان الشرك يعشش فيها .. وتحكم بالقوانين الوضعية التي استجلبها من سويسرا وفرنسا لأن مشايخ الدولة العثمانية كانوا قد حجروا الاجتهاد وأحكموا إغلاق الباب عليه !!
ولكنهم استخدموا هذا العنف فزاعة ليخيفوا الناس .. وصارت تنسج الحكايات .. وتضخم الحوادث .. وتعمم الأحكام لضرب لب هذه الحركة وهو التوحيد .

4- المذهبيون كان لهم موقف عجيب ..
فمنهم من استغل الموقف لتصفية حساباته مع المذهب الحنبلي الذي طالما أفرى أكباد المبتدعة من لدن شيخه الإمام أحمد بن حنبل الذي استحق بجدارة لقب إمام أهل السنة لمواقفه البطولية الكريمة في وجه أحفاد لبيد بن الأعصم اليهودي من الجهمية والمعتزلة ... والذين عادوا مرة أخرى على الساحة متسترين بالأشاعرة والأشعرية بعد أخزى الله أجدادهم ودحرهم بفضل مواقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .. وهؤلاء لم تكن تنقصهم الأحقاد أساسا على المذهب الحنبلي ..
ومنهم من التزم بقواعد اللعبة المذهبية .. خصوصا المنتسبون للحنابلة الذين شعروا أنهم في ورطة .. فوجدوا المخرج في أن يتهموا الشيخ بأنه يخطط لــ "إنشاء !!!" مذهب " خامس" !! ..وبدؤوا بحربه بين أتباعهم من هذه الجهة .. وهذا يكذبه تصريح الشيخ بن عبد الوهاب بأنه حنبلي .. وله شعر معروف في مدح الحنبلية ودعوة الناس أن "يتحنبلوا" !.. ولذلك كان هؤلاء أضعف الناس عداء للشيخ وحركته .

5- أما أعداء آل سعود فقد يجتمع فيهم بعض الأسباب السابقة في العداء لحركة الشيخ .. وقد تكون دوافعهم سياسية سلطوية محضة .. وهي من أخس الدوافع .. وأقذرها .. لا تعرف دينا ولا مبدأ .. وهي من جنس عداوة رأس النفاق بن أبي سلول لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الرغم من إيمانه قلبيا بدعوته ( وأرجو ملاحظة أنني اتكلم عن الدافع السلطوي المحض .. وليس عن العداء لآل سعود .. فهم مثل غيرهم فيهم الصالح والطالح .. وقد تكون دوافع بعضهم سلطوية محضة )

6- تشارك الدوافع العرقية العنصرية الدوافع السياسية في خستها وقذارتها وحقدها الأعمى .. وتفوقها في كونها عداوة عمياء لا ترى حقا ولا تحسب إلا حساب المصالح الشخصية الضيقة .. وهي من جنس عداوة اليهود لنبي الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم مع يقينهم بنبوته وصحة رسالته .. لأنه لم يكن من بني داوود .. !
وكذلك العنصرية ضد العرب .. التي كانت تلهب أوارها الشعوبية البغيضة.. التي كانت تحسد العرب على ريادتهم لأمة الإسلام بلغة القرآن .. وتتهم العرب بأنهم أمة أمية .. وتتكبر عليها بما عندها من حضارات زائفة .. ويطيش عقلها وهي ترى أهل البداوة .. يهزمونهم .. ويزلزلون عروشهم .. ويقلبون حضارتهم المادية على رؤوس أصحابها .

وقد تضيق حلقة العنصرية في أحيان كثيرة لتنصب على أهل نجد .. و استعمل هؤلاء فهما مغلوطا مشوها لبعض الآثار النبوية التي أتت على ذكر نجد ... لتغطية سوءتهم العصبية المنتنة وتسعير الأحقاد العنصرية ..

7- عند العوام .. العداء لا يكتسب مقدارا كبيرا من الأحقاد بقدر ما يكتسب ضبابية وغموضا وغوغائية .. وهؤلاء دائما وقود .. مسيرين بكبرائهم الذين سوف يتبرؤون منهم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ... مسيرون بتقديس العادات والموروثات .. وأئمتهم في ذلك من كان يقول : " ... إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ "

هذه هي الخصومات والأحقاد التي اجتمعت على هذه الدعوة الإصلاحية التي قادها الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .. وهولت من الأخطاء البشرية التي حصلت من أفراد هذه الحركة

تبقى الخصومات التي ظهرت فيما بعد .. والتي كان لها دور ملحوظ في تأجيج الصراع من جهة .. وتوجيهه - من جهة أخرى - في ضرب الإسلام والمسلمين

.........

في هذا القرن ..دخل عاملان مهمان على الصراع :

1- الثروة التي ابتلى الله بها أهل الجزيرة .. وما تبع ذلك من حسد الناس لهم عليها .. فأضيف إلى المعادلات السابقة الوهابية = البترول والثروة !!
والحسد من الأمراض الشعبية القذرة التي تنتشر بسهولة بين العوام ولا تحتاج لا إلى أدلة عقلية ولا إلى أسس أيدلوجية لبثها وتأجيج أوارها .. ولذلك تراها سهلة التوجيه والاستخدام في توجيه الناس من قبل الأعداء العقائديين ..
والحسد في قذارته مثل الكبر والبطر الذي أصاب كثيرا من أهل الجزيرة بسبب ثرائهم .. وما تبع ذلك من تصرفات عمياء لا خلاق لها ولا أخلاق .. شحنت مشاعر الحسد عند الناس .. وقدمت مجالا رطبا لتفاقم عفونتها في نفوسهم .

2- الكفار الذين وجدوا في السلفية دعوة ومنهجا وتربية خطرا داهما عليهم وعلى دينهم الباطل
فهي لا تتوقف على شخص معين .. لا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا على غيره .. وتحمل دائما أسباب بقائها وديمومتها لأن منهجها منهج رباني محدد .. يمثل مرجعية ثابتة متجددة ..
هو منهج واحد .. أخطر ما فيه أنه واحد .. ينبثق من الفطرة .. وينمو بماء القرآن والسنة التي تكفل الله بحفظهما... فإذا اجتمع على الأخذ به مليار ونصف المليار من البشر .. لأبتلع نوره الظلام الذي يعشش فيه كفرهم .. ولأفسد عليهم خططهم في السيطرة على العالم ..
وهذا ما فهموه من دراستهم لأحوال المسلمين ( وهم أهل دراسة وتدبر ولو في الباطل ) .. فوجدوا أن الحركات التجديدية التي حركت المسلمين .. قد تبنت المنهج السلفي .. بطريقة أو بأخرى .. مما يعكس التفاف الناس حوله .. وثقتهم به .. فأصبح حرب هذا المنهاج على رأس أولوياتها
واصبحت الوهابية = الإسلام

.........

بعد هذا الاستعراض للعوامل التي كونت هذا المصطلح الفضفاض الشديد التناقض " الوهابية" .. نلخص التحديات التي قامت في وجه الإسلام مستخدمة هذا المصطلح :

التحدي الأول : العداء الأيدلوجي العقدي الشامل
وهو تحدي الفئات .. التي اعتبرت معركتها مع التيار السلفي السني معركة مصير ووجود .. معركة عقائدية لا يجب أن تنتهي إلا بإفناء هذا المنهج الرباني والذي لا يدري أهل الباطل أنهم لن يقدروا عليه بوعد من الرحمن وأن بركاته سوف تبقى على الرغم من كيد المخالفين وخيانة الخاذلين .. هذا المنهج الذي تبقى بركة الرضى الإلهي تنبض فيه وتبقيه حيا نضرا على مر السنين والعصور : "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " التوبة / 100

أصحاب هذا التحدي يمكن تمييزهم إلى ثلاث فرق رئيسية .. تفرق بينهم أمور كثيرة .. وتجمعهم عداوتهم للحق والحرب على وأهله :

** الكفار الأصليين من روس وأمريكان ويهود.. ولقد أسفروا مؤخرا عن وجههم الكالح .. وجاهروا بعدائهم للدين ... ولكنهم مازالوا يشيعون أن عدائهم مركز على السلفية .. أو ما يسمونه بالـ"وهابية" !

** غلاة المبتدعة .. من صوفية ورافضة وجهمية وأشاعرة .. وهؤلاء أصحاب مصلحة مباشرة في القضاء على أهل السنة .. وكانوا – ومازالوا- على استعداد للحلف مع الشيطان للقضاء على السنة والسلفية .. أو ما يسمونه بالـ"وهابية" !
ومن هذا الصنف قديروف .. والأحباش .. والروافض .. وفلول غلاة الأشاعرة ... والذين وضعوا أنفسهم تحت تصرف أعداء الإسلام مدفوعين بأكوام رهيبة من الحقد على السنة وأهلها .. ليس فقط خيانة .. بل عن عقيدة ومنهج وضعي منحرف منحط .

** أهل الانحلال والإباحية ... العلمانييون والحداثيون .. وأمر هؤلاء لا يختلف عن أمر أسيادهم الكفار الأصليين ... إلا من ناحية تضاعف خطرهم على الإسلام والمسلمين .. لتسترهم بجلدتنا وأسمائنا .. وترى أمثال هؤلاء يتظاهرون بحب الإسلام .. وبل وبالدفاع عنه .. ولكن يلخصون مشكلتهم مع "هذا التيار المتنطع المتعصب!!" .. والذي يسمونه كإخوانهم السابقين بــالـ "وهابية " !
.........

التحدي الثاني: العداء العقدي أو الأيدلوجي الجزئي :
وهو العداء الذي لا يمثل حربا عامة بقدر ما يمثل خلافات جزئية .. في بعض جوانب المنهج .. قد تتسع وتضيق تبعا للظروف .

ومع أن هذا لم يكن - بحمد الله - عاما في أصحاب هذا العداء .. ووجد منهم بعض المنصفين الذين نادوا بتضييق هوة الخلاف مع أهل السنة السلفيين بدلا من حربهم .. ولم يتورطوا في تكفير أهل السنة كما فعلت شياطين الجهمية والرافضة . . وكانوا ينحازون إلى أهل السنة في الأوقات العصيبة التي تهددت المسلمين .. خصوصا عند معاينتهم للحلف القذر بين أؤلئك الجهمية والرافضة من جهة وأعداء الأمة من الكفار من جهة أخرى ... أقول .. ومع هذا فإن لهم دورا غير مباشر ولكنه فعال في حرب الإسلام والسنة .
وللأسف صار لهؤلاء منظرون ممن ينتسبون إلى العلم .. وغرهم تمسيح أهل الباطل على أعناقهم .. وطبطبتهم على ظهورهم في رضى كانوا يستحقونه بالفعل .. فقد كانوا – وما زالوا - نعم المطايا لهم !!

ويمكن تمييز هؤلاء إلى خمسة فرق رئيسية :
1- الأشاعرة : والأشاعرة أطياف مختلفة .. ومنهجهم العقدي يمتد نظريا قربا من أهل السنة إلى أقصى مداه في أحضان الجهمية والمعتزلة بل ويفوقونهم بشديد تناقضهم وتذبذبهم ... وهذا الطرف تكلمنا عليه في التحدي الأول .. كونه يمثل عداء عقائديا شاملا فاجرا.
وما أعنيه هنا هم الأشاعرة المعتدلين - إن صح التعبير - .. هؤلاء الذين يعترفون أن إمام مذهبهم قد تـــــــــاب من الاعتزال .. واستطاعوا الترويج لمذهبهم وكسب قلوب الناس له في فترة معينة من التاريخ الإسلامي عن طريق عدائهم للمعتزلة والجهمية والرافضة ... دارت الأيام .. وباع فريق منهم أنفسهم وعقيدتهم لهؤلاء الذين بني مذهبهم على عدائهم .. المعتزلة والجهمية .. ورضوا لأنفسهم أن يتخذهم هؤلاء مطايا لحرب أهل السنة .. وفعلوا فعل إخوانهم الزيدية الذين باعوا أنفسهم للرافضة ( الذين ساموهم سوء العذاب من قبل) في مواجهة أهل السنة

2- المذهبيين : وهؤلاء كما أسلفنا .. كان عداؤهم إما للمذهب الحنبلي من منطقات مذهبية ضيقة .. أو لما أسموه بالوهابية كمذهب يحاول أن ينازعهم احتكارهم للفقه الإسلامي ... ولم يمثل ذلك حربا شاملة .. ولو أنه كان له دور كبير في تلك الحرب التي شنها أعداء الإسلام عليه وعلى السنة

3- الحزبيين : وهؤلاء كأسلافهم ... أصحاب نظرة حزبية ضيقة .. مع أنهم أوجعوا رأس الأمة بكلامهم عن الشمولية !
الحزب عندهم مرجعية الحق .. وجماعتهم هي جماعة المسلمين التي من تخلف عنها هلك ..!!!
ومرض هؤلاء العضال أنهم يتخيلون أنهم يعملون للأمة .. وهم يعملون مبضع حزبيتهم تمزيقا في الأمة !!
يتخيلون أنهم يعملون للأمة .. وكل الآخرين عملاء ومتخلفين وغير ذلك !
التحريري عند الإخواني عميل ... صنعتهم المخابرات لتوهن من الجماعة الـ"أم" !!
والإخواني عند التحريري عميل .. !
والسلفية عند كليهما ... مرض خطير .. وشبح مخيف !!!
والتبليغ .. مع تواضعهم الجم مع الناس .. وعدم أخذهم بمبدأ النهي عن المنكر .. أصبح عندهم من ضروريات العمل للإسلام أن تطعن في غيرهم من الجماعات .. وهكذا دواليك !

4- أصحاب المنهج الدعوي المعكوس :
الدعوة تقوم على دعوة الناس للإسلام .. ولكن في هذا القرن بالذات قام فكر "دعوي!!" استنتج أن إحضار الناس للدين "صعب" .. وعليه .. فلم يبق لنا إلا إحضار الإسلام للناس !!!!!
هؤلاء .. صاروا يعيبون على السلفية "جمودها" ... وحولوا هذه النقطة إلى منطلق لحرب السلفية .. وبرروا بها تساهلهم مع أعداء الأمة من الداخل والخارج .. وتسامحهم البارد مع الرافضة .. !!

5- أعداء آل سعود السياسيين .. وهؤلاء عداؤهم للسلفية التي يسمونها وهابية محدود بعدائهم لآل سعود .. وبعضهم ممن قد يكون على عقيدة سليمة .. ولكن أقذار السياسة ومصالحها المتقلبة الآنية .. تعمي هؤلاء عن الحق .. حتى يجد نفسه وقد أصبح لعبة في يد غيره .. وتعسا له إذا كانت هذه الأيدي الآثمة تقاتل دين الله .
.........

التحدي الثالث : العداء الغوغائي

يبقى العوام ... أصحاب العداء الغوغائي المسير بغير عقيدة .. وهم في شبه من إخوانهم أصحاب العداء الجزئي .. مسيرون بغيرهم .. كمثل الحمار الذي يلوح له راكبه بالبرسيم ليستمر في المشي إلى حيث يريد له أن يسير .. ولكن الفرق بينهما أن راكبهما يستبدل البرسيم للأول .. بالتبن للثاني .

ومع أن عامة الناس لا يعلمون عن عقائد مسيريهم شيئا .. ولو علموها لاستمجوها وبصقوها .. ولأنفتها عقولهم وقلوبهم ..
ومع أن عداء العامة عداء سطحي .. يقوم على دغدغة شهوات منحطة في النفس البشرية ... وتهييج رغبات سافلة منتنة فيها ..
إلا أنه خطورته في أنه أعمى .. وأنه يتخذ له مراكز في القواعد الشعبية التي تتميز بالزخم العددي دون النوعي

وبما أنهم صنف واحد .. غوغاء العامة .. فسوف نتعرض إلى الوسائل التي استخدمها أعداء الأمة العقائديين لتسييرهم .. ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ..

1- العصبيات العنصرية :
سواء العصبيات ضد العرب عند غيرهم من المسلمين .. أو العصبيات ضد أهل نجد عند غيرهم من العرب ..
والعصبية من الأمراض القديمة من لدن إبليس ... ولذلك فلا يحتاج مستعملوها في توجيه الشعوب جهدا كبيرا ..
ولكن أقذر أسلوب استخدم في تأجيج العصبية .. ومن ثم العداء ضد السنة.. هو أسلوب ضرب الدين بمبادئ الدين ..
فقد استغل هؤلاء فهما مغلوطا لبعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في نجد .. في تأجيج الأحقاد العنصرية المنتنة ضد دعوة التوحيد والسنة ..
وأنا هنا لن أتعرض لهذه الأحاديث بشرح أو تعليق .. ولن أسهب الكلام عن تبيان المقصود من "نجد" التي وردت في الأحاديث .. وسأفرض جدلا أن " نجد" المقصودة هي نجد الحالية .. ولكن يكفي ردا على هؤلاء دين محمد صلى الله عليه وسلم نفسه .. الذي جاء لهدم أوثان العصبية .. ونسف الشريعة الشيطانية ( أنا خلقتني من نار وخلقته من طين ) .. والتي يستحيل معها اتخاذ الإسلام هذه العصبية التي جاء لهدمها مقياسا للحق والصواب !

2- العصبيات المذهبية :
وانتماء العامة إلى المذهب ليس فيه تفكير وعقائدية .. وإنما أشبه ما يكون بالانتماء العرقي الذي لا دخل للمرء فيه !!
فأخذ بذلك معظم خصائص العصبيات العنصرية الجاهلية .. حتى أن أقواما يستنكرون على أحدهم إذا اختار مذهبا آخر غير مذهب غيرهم .. مع أن قوانين اللعبة المذهبية المتداولة تتيح للمرء بأن يقلد ما شاء من المذاهب شرط أن يلتزم به !

3- تقديس الموروثات من عادات وتقاليد ولو كانت مخالفة للإسلام :
وهذه متأصلة في العامة ... وكان هذا من أهم أسباب الكفار في العناد ومقاومة دعوة الأنبياء .. ويكفينا في ذلك استعراض شهادة القرآن في هذه الصفة الذميمة التي طالما وقفت ومازالت تقف عقبة كؤودا في وجه الحق ..
يقول الله تبارك وتعالى في هذا : "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ " البقرة /170
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ" المائدة / 104
" وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" لقمان /21
" وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ" الزخرف/23

4- الميل إلى التفلت من الأحكام والواجبات الشرعية :
فالناس تميل إلى من يقدم لها دينا يطمئن فيها غريزة التدين ولكن دون أن "يثقلهم!" بالتزامات كثيرة في حياتهم ... فاستغل أعداء الإسلام هذه النقطة لينفروا الناس عن السنة وعن أهلها.. ويوهموهم ان السلف لهم عصرهم ولنا عصرنا ... وأن السلفية مجرد "مرحلة زمنية ..... مباركة!!" .. انتهت بانتهاء زمانها ..الــ"مبارك!!" .. وهي بهذا ليست منهجا إسلاميا دائما ... وأن الحياة حلوة ... والذي يريد أن يتقرب إلى الله .. فما عليه إلا أن يصبح "ملا " .. أو "شيخ" .. ويتدروش ... أما باقي الناس ... فافعلوا ما شئتم .. مادمتم تؤدون شعائر الطاعة للــ"مشايخ " !! و"تحترمون" الأولياء .. الأموات منهم والأحياء !!

5- الحـسـد
استغل أعداء الإسلام والسنة ومطاياهم من الفريق الثاني .. ارتباط دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أذهان الناس بآل سعود ودولتهم .. فبدؤوا يثيرون في أنفسهم مشاعر الحسد على مــا أنعم الله عليهم من ثروة بترولية في عصرنا الحالي .. وصاروا يسلطون الضوء على سياسات الدولة السعودية المخالفة للإسلام .. ويربطونها بالدعوة السلفية ..
ولم يكتفوا بذلك .. وإنما صاروا "يستدلون!" بممارسات أفراد الشعب السعودي المنافية للإسلام .. !! !!!

وهذا كله من كيد الشياطين الذين لا عقل لهم ولا دين ..

فكل الدول التي تتبنى مذاهب هؤلاء رسميا .. ويتصدر الفتوى فيها علماؤهم ( رافضة كانوا أم اشعرية أم إباضية ..إلخ) .. فيها من الظلم والعمالة واحتكار الثروات العامة والبطش بالمسلمين ما لا يوجد في السعودية ولا غيرها !
بل إن بعض هذه الدول محكومة بمذاهب يكفرها حتى الرافضة .. ولكن هؤلاء يوالونها ويدافعون عنها بلا حياء !

ولإن كانت المسألة مسألة ممارسات شعبية .. فالشعب السعودي ككل الشعوب فيه الصالح وفيه الطالح .. وفيه السني كما فيه الرافضي والأشعري والصوفي بل والاسماعيلي .. ومن أهل السنة فساق لا ينكر ذلك أحد .. ولكن مع هذا كله .. ماذا يوجد في غيرها من البلاد ؟!!!
وعلى أي أخلاق عامة أهلها ؟!

فلماذا تكون سياسات الدولة السعودية و ممارسات الشعب السعودي حجة ملزمة لمنهج رباني من لدن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!! .. ولا تكون سياسات حكوماتهم وشعوبهم حجة ملزمة لمناهجهم الوضعية المنحطة !!

6- الـعـنـف و التـشدد :
والعنف والتشدد كلمتان فضفاضتان .. قد يراد بهما حق وقد يراد بهما باطل .. والعلماء الربانيون يفصلون الكلام فيهما ولا يذكرونهما مجملتين دون قرينة لبيان المراد منهما .. أما غيرهم فيستعملهما استعمالا مجملاً مبهماً .. يلبس على المسلمين دينهم .. ويدغدغ فيهم العواطف ليصرفهم عن الحق

وسنحاول في هذه السطور تبين الملامح الرئيسية التي تحملهما هاتان الكلمتان .. لنعرف من أين يكاد للمسلمين .. وكيف يلبس عليهم بالباطل ليعادوا الحق .

ولتلازمهما .. واقارب الفروق بينهما .. وتشابههما في أكثر الصفات الرئيسية .. فسوف نتعرض بالتفصيل للعنف .. وننوه على ما يخص التشدد عندما يلزم ذلك بإذن الله :

1- العنف الشرعي :

* مع الكفار وهو : الجهاد .. وهذا الذي يرمي أهل الباطل إلى إجهاضه من خلال التهويش بكلمة العنف

* مع المسلمين :
وقد يكون هذا في شدة الأخذ على يد المخطئ .. و هذه لا تعيب صاحب حق .. فقد كان عمر الفاروق شديدا في الحق .. ويقسو أحيانا كثيرة على من يرى منه الخطأ خصوصا قبل خلافته .. وما كان هذا ليعيبه رضي الله عنه .
وقد يكون في قتال من أمر الشرع بقتالهم من ألمنتسبين لأهل القبلة ( مثل الخوارج ، وقتال الفئة الباغية ، وقتال الفئة الممتنعة عن شعيرة من شعائر الدين )

كما أن التشدد الشرعي .. هو التزام مبادئ الدين .. ومحاب الله ومراضيه .. ولو استهجنه الناس و خالف ما اعتادوا عليه ..
وهذا هو أخذ الدين بقوة الذي أمر به الأنبياء والمصلحون :

قال الله تعالى : " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ " مريم /12

وقال تعالى مخاطبا موسى عليه السلام : " وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ " الأعراف /145

وقال تعالى : " وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ " الأعراف/ 170

وهو أيضا مصداق خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن زمان غربة دين الله وبشراه لأهلها .. ففي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ‏طوبى ‏ ‏للغرباء ‏ ، ‏طوبى ‏ ‏للغرباء ‏، ‏طوبى ‏ ‏للغرباء ، فقيل : من الغرباء يا رسول الله ؟ قال :" ناس صالحون في ناس سوء كثير من ‏ ‏يعصيهم أكثر ممن يطيعهم "

فالغربة هي الحرص على تطبيق الدين بغض النظر عن درجة تطبيق المحيط له .. وهذا بعينه ما يطلق عليه أهل الباطل الآن "التشدد" ! وينعق من خلفهم بهذا المصطلح الغوغاء الذين يبحثون عن طريقة لتبرئة ذواتهم مما يتلبسهم من بعد عن شرع الله .. بدلا من التواضع لله والاعتراف بقصورهم في تطبيق شريعة الرحمن .

........

- العنف الغير شرعي المرتبط بالغلو المنفر عن الحق :

ونستطيع أن نميز أصحاب هذا العنف إلى فريقين رئيسين :

*** فريق يمارسه على غير قصد سيء في التنفير من الدين .. ويكون بفعل إحدى العوامل التالية :
1- جلافة الطبع .. بدون أن يقصد منها شرا .
2- حداثة العهد بالتدين .. والجهل بأساليب الدعوة .. وأدب الخلاف .
3- الحرص الشديد على هداية الناس .. وحملهم على الحق حملا دون سلطان ( مثل سلطان الأبوة .. أو سلطان ولاية أمر المسلمين )
4- اجتهاد خاطئ قد يحدث في ممارسة العنف المشروع .. وأخطاء بشرية تصيب حركة الإنسان .. بدون سوء نية
5- قصور في فهم السنة ومنهج السلف فهما شاملا .. والتسرع في حرفية تطبيق بعض جوانبها .. مع إهمال جوانب لا تقل أهمية عن الجوانب المطبقة .
6- التقليد لمن يظن فيهم الخير والغيرة على الدين .. وهم على غير ذلك من أصحاب الفريق الثاني الذي سوف نتعرض لذكره .

أخطاء هؤلاء .. استغلته الماكينة الإعلامية لأهل الباطل عموما - والتي يتزعمها أعدى أعداء السنة ..اليهود - لتسويغ حربهم على السلفية عند العامة .. وتبرير ضربهم مع ضمان سكوت الناس عن ذلك ..
فضخمت حوادث فردية .. وركزت على فئات معينة – أرادت لها هي – أن تمثل السلفية والسنة ...
وابتلع الطعم بلؤم وغباء المنتسبون للإسلام من أعداء السلفية .. فبدؤوا يلوكون هذه الأخبار كلما بصق لهم سادتهم شيئا منها .. وينشرونها .. ويبصقوها بدورهم للغوغاء لكي يصدوا الناس عن دين الله .

*** فريق يمارس العنف بقصد التنفير عن الدين والسنة :
وهذا هو الفريق الأخطر .. وهؤلاء أصحاب نوايا خبيثة مبرمجة على حرب الإسلام والسنة .. يمتهنون التلبس في زي المسلمين لضرب الإسلام والسنة من الداخل .. وتسهيل انتشار صورة قاتمة عنه لدى العامة .. وإحداث تصدعات في الصف السني واصطناع حروب في داخله.. وهذا الطابور الخانس (بإذن الله) فئة موجودة لا خيالية .

وهؤلاء على ضربين من اللؤم والخيانة :

الضرب الأول : هم الخونة العقائديون :
وهؤلاء أظهرت كثير من التحقيقات .. ونوعية جرائمهم .. ارتباطهم المباشر بدوائر المخابرات المعادية للإسلام .
مهمة هؤلاء الرئيسية هي القيام بأعمال منافية للدين .. باسم الدين والسنة .. لتوفير مادة للإعلام المضاد للسنة وأهلها .. الذي يقوم بإبرازها تحت مسميات سنية لتشويه السنة وإفقاد الناس الثقة في أهلها.

من الأمثلة الواقعية لهؤلاء .. الجماعات التي تقوم بمذابح المدنيين في الجزائر ..
وكذلك – وإن كان على نحو أضيق - جماعات قامت بأعمال لا تقل وحشية وعنفا على أرض القوقاز .. وأثبتت تحقيقات المجاهدين مع بعض من قدروا عليهم .. أنهم من أصول غير إسلامية .. وكثير ممن ينتسب منهم للإسلام لا يصلي !!

الضرب الثاني : هم الخونة من أصحاب المطامع المادية :
تعطش الناس - الذين أتعبتهم فلسفة الكلاميين .. ورهبنة الصوفية وخرافاتهم – إلى منهج سلف هذه الأمة الصافي الذي لا كدر فيه ولا دخن .. ولامست دعوة السنة أرواحا ظامئة إلى هدى ربها .. بعد عهود طويلة من الظلام والتخبط في صحاري الفلسفة المقفرة و سراديب البدعة والخرافة المظلمة ..
فبارك الله في هذه الدعوة .. وكتب لها من الانتشار ما قرت به عيون الموحدين .. وأغاظت به قلوب الحاقدين ..
ولكن .... في نفس الوقت .. أسالت له لعاب أصحاب المطامع الدنيوية الدنيئة من المتنفعين ..!!

هؤلاء عمدوا إلى التدثر بعباءتها .. ورفعوا شعاراتها .. ولبسوا جلود التقوى والسنة على قلوب خربة أكلتها الدنيا ..
ولم يكن لهم من هم إلا اهتبال هذه الفرصة ... وحصد الأموال والمراكز .. وامتصاص دمــاء أهل الخير الذين كانوا يبذلون أموالهم في سبيل الدعوة إلى السنة ... واستغلال حب الناس وإقبالهم عليها .. غير مبالين بما توقعه تصرفاتهم الدنيئة وأخلاقهم الهابطة وعقائدهم الحقيقية الخربة من ضرر على الدين والسنة ..

ولم يكتفوا بذلك ..!!
ولكن عقلياتهم التجارية الدنيوية الدنيئة .. أفضت بهم إلى احتكار المنهج السلفي .. وصارت المسألة مسألة : وكالة حصرية للسلف .. !!!!!!

وفعلوا كما فعل أصحابهم من أصحاب المناهج الوضعية الذين لم يكتفوا بالاستيلاء على اسم السنة .. ولكنهم احتكروه ..!!
واحتكروا أي عالم سني قال بشيء يشبه - ولو من بعيد - شيئا من كلامهم !!

وقد ابتليت كثير من بلاد المسلمين بأمثال هؤلاء .. مثل الأردن وتركيا وبعض دول الخليج .. وكان لهم دور بشع في الصد عن سبيل الله وإعاقة انتشار الدعوة .. وتشويه نقاء المنهج السلفي السني في عيون الناس .

ولكن الله غالب على أمره ،،،
التعديل الأخير تم بواسطة SOUILAH Mohamed ; 18-07-2009 الساعة 05:35 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • المشاركات : 2,994
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • SOUILAH Mohamed is on a distinguished road
SOUILAH Mohamed
شروقي
لموقف من دعوة الإمام المجدد
18-07-2009, 03:47 PM
الموقف من دعوة الإمام المجدد

العداء لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولمزها بـ(الوهابية) قديم، بدأ أول ما بدأت، وحمل رايته المبتدعة، وتبعهم من المسلمين من جهل حقيقتها، أو حالت بينه وبين الرياسة الدينية والدنيوية، وهي في هذا ليست ببدع، فهذا ما قوبلت به دعوات المصلحين قبلها، إلا أن الذي يسترعي الانتباه مؤخراً انتقال موجة معاداتها من الإقليمية إلى العالمية، فأصبح يعاديها أئمة الكفر ودولهم، بشتى مللهم.

والموقف من الدعوة وما تواجهه من الحرب العالمية المعلنة وما يتعلق بذلك متشعب، غير أني أكتفي بإيجاز أهم محاوره فيما يأتي:
1- إن لكل صنف من المعادين للدعوة أسبابه التي تحمله على العداوة، وإذا قمنا بتصنيف هذه الأسباب فسنجدها –أو يجدها الكاتب على الأقل- ترجع إلى سببين اثنين هما: الأول: كراهيتها الشديدة للشرك والبدعة، وبسبب هذه الكراهية لمزت بـ (بغض الأولياء والصالحين). والثاني: تقريرها الجلي لعقيدة الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين، وبخاصة شطر هذه العقيدة الثاني، باعتبارها ثمرة الإيمان بالله واليوم الآخر، ونجد شانئيها يعبرون عنه بـ (إقصاء الآخر، أو نفيه، أو رفضه..).

2- إن الحرب موجهة في الحقيقة إلى المنهج الذي دعت إليه (الوهاية) عقيدة وشريعة، والباحث المنصف من أعدائها لن يلبث طويلاً حتى يعلم أن موقفها المذكور في السببين السابقين هو من أجل ثوابت دين الإسلام، ومن أهم مفردات المنهج الذي سار عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بلا مواربة ولا مجاملة، وحينئذ فيجب إذا عاداها لهذين السببين أو أحدهما أن يكون شجاعاً صريحاً فيقر بأنه يعادي أهم ثوابت الإسلام، ويرفضها، وأن عليه نبذ مسلك التلبيس الذي يدعو إلى احتقار سالكه؛ إذ لا يمكن للمطلع على القرآن وصحيح السنة أن يعمى أو يصم عن قراءة وسماع النصوص الكثيرة التي يبرأ فيها الله ورسوله من الشرك والكفر وأهلهما على اختلاف أصنافهم، وتلك النصوص التي تحرم التشريع في دين الله ما لم يأذن به الله، وهو ما نسميه البدعة. ومن هنا فإن الامتحان الحق المتعلق بهذه الدعوة لكل مسلم هو في قبول موقفها من الشرك والبدعة وأهلهما، والثبات عليه، أو رفضه والنكوص عنه، ومن ثم رفض أهم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأما أنها حق فأمر مفروغ منه في ديننا.

3- إن هذه الدعوة أبعد ما تكون عن التعصب للأشخاص أو البلدان، لأن جذورها في المدينة ومكة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم عمرت البلدان: مصر حيث كان مثل الشافعي، والعراق حيث كان مثل ابن حنبل، والشام حيث كان مثل الأوزاعي، ثم ابن تيمية، ثم حمل رايتها أهل نجد حيث محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه إلى وقتنا هذا، ثم أصبحت عالمية، يحملها كل من سار على منهج السلف في العالم كله. ولذا فإن أتباع هذه الدعوة لا يعنيهم -بحال- اسمها، بل إنهم يرفضونه، ولا يقبلون أن يلمزوا به، كما أنه لا يعنيهم الأشخاص الذين حملوا رايتها، إلا بقدر ما لهم من حق الذب عن أعراضهم، الثابت لهم بالإسلام، وبالسابقة في الفضل والدعوة.

4- إن منهج أي مصلح -عدا الأنبياء- يحتمل الاشتمال على الخطأ، ومنهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب غير مستثنى من هذه القاعدة، ولكن لدعوته جانبان : الأول: تقرير العقائد والأحكام، التي منها ما يلزم الأخذ بها، ولا يُقبل التشكيك فيها؛ لأن عليها إجماع السلف، وهذه في العقيدة أغلب، ومنها ما لا يلزم الأخذ بها وهي ما كان من مسائل الاجتهاد التي لا يضلل فيها المخالف إذا كان مجتهداً أو مقلده، وهذه في الأحكام أغلب. والجانب الثاني: تطبيق مقتضيات تلك العقائد والأحكام على الأشخاص والمذاهب والأفكار المخالفة، واحتمال الخطأ في هذا الجانب أكثر منه في الجانب الأول، ولذا كان قبول الانتقاد فيه أكثر، كما تختلف فيه درجة الخطأ من حيث الكم والنوع بحسب العالم المجتهد، إلا أن احتمال الخطأ لا يجوز أن يتخذ ذريعة لتعيير الدعوة ورفضها ورميها بالتهم الجزاف؛ لأن هذا النهج في الانتقاد –وهو التذرع بالخطأ في التطبيق للحكم بخطأ التنظير- لن يسلم من وضره كل حق ولو كان الإسلام نفسه المنزل من عند الله، ولن يسلم منه كل داعية ولو كان محمداً صلى الله عليه وسلم الذي يوحى إليه؛ لأنا وجدنا من أصحابه المجتهدين من أخطأ في التطبيق، بل ومنهم من خالف مخالفة صريحة، كالذي زنى منهم، أو شرب الخمر، أو قتل النفس المعصومة.


5- إن كل امرىء عرف أن أعظم ما يكتسب العلم والدين، وأخطرَ ما يتقي الشرك والخرافة والبدعة، ونظر إلى حال البشر -ومنهم كثير من المسلمين- وما هم فيه من الرضا بالجهل واتباع الهوى يدرك ما لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من عظيم المنة وكبير الفضل على أهل البلدان التي امتدت إليها، فقل من رجل أو امرأة في الجزيرة العربية ليس لدعوة الشيخ عليه منة كبرت أو صغرت، ولذا فإن من انعدام الوفاء وعظم الجحود التنكر لهذه الدعوة الذي يبديه هذه الأيام بعض من يحسب عليها؛ مداهنة وضعفاً أمام حملات التشويه، باسم الانفتاح على الآخر وقبول النقد، الذي ينقلب إلى سيئة إذا نتج عنه ترك الحق، أو التنكر له. فليتق الله هؤلاء وليستحيوا منه حق الحياء، وإذا لم يحملهم الوفاء على الذب عن هذه الدعوة وحملتها، فلا يحملنهم الجحود على قالة السوء فيها، ظلماً، وعدواناً.

6- إنه لا يستحق شرف الانضواء تحت راية هذه الدعوة إلا من استقام على منهجها، وأما من نكص، أو حاول تفسيرها بما يرضي أعداءها فهو بعيد عنها وإن كان قريب النسب من أئمتها، أو ساكناً دارها، كما أن أحداً لا يختص بحق تفسيرها، فهي إرث مشاع للقريب والبعيد ممن هو أهل لتبليغها.

7- إن من فضل الله على هذه الدعوة وأهلها أن عداوة الكفار لها بما استتبعت من الحرب الشديدة الواسعة، والتي يتولى كبرها صهاينة الإدارة الأمريكية، تأخرت إلا أن رسخ منهج الدعوة في القلوب، وامتد رواقه ليلف الأرض كلها، ولذا فلا خوف عليها، بل إن قبولها عند الناس يتناسب طردياً مع تزايد معاداة أمريكا لها، لتعاظم موجة الكراهية لكل ما هو أمريكي. وإن كان شيء من أثر هذه العداوة يخشى على الدعوة منه فإنما هو التنكر لها من بعض المنتسبين إليها
8- إنه بقدر شدة هذه العداوة بقدر ما تنبيء عن النصر الذي حققته الدعوة حتى أصبحت (يخافها بنو الأصفر والأحمر)، كما خاف أسلافهم محمداً صلى الله عليه وسلم ودعوته، ثم نصره الله عليهم. ولا يحسبن الناكصون عنها –من خاصة أو عامة، جماعة أو أفراد، دول أو شعوب- أنهم بانقلابهم عليها ستعدم من يحمل رايتها، وينصر منهجها، كلا، بل الذي سيحدث أن الله سيستبدل بهم قوماً يحملونها، هم أصدق وأصبر، كما وعد وتوعد بقوله سبحانه: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)،.وهذا؛ لأنها حق، والحق لا بد له من ناصر منصور، كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم..).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
التعديل الأخير تم بواسطة SOUILAH Mohamed ; 18-07-2009 الساعة 05:37 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • المشاركات : 2,994
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • SOUILAH Mohamed is on a distinguished road
SOUILAH Mohamed
شروقي
الإفتراءات المكذوبة
18-07-2009, 03:48 PM
الإفتراءات المكذوبة


من المعروف أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ لم تسلم من المناوئين الذين شنعوا عليها، وبثوا عنها الكثير من الأباطيل ،ولا تعدم كل دعوة سليمة وصحيحة في كل زمان ومكان وجود أعداء وخصوم ، إما عن جهل ، أو لتعصب شخصي ، أو لمآرب خاصة ، ومصالح ذاتية ، وليس الغريب أن تصدر تلك الافتراءات من مستشرق أو صهيوني ، بل العجيب أن يرددها بعض المسلمين ؛ فالله المستعان .
وسنعرض ـ إن شاء الله ـ في هذا المقال الموجز لبعض تلك الشبه مع الإجابة عنها فنقول قبل البدء بذكر الشبه: لا ريب أن الله تعالى ميز الناس في ملكاتهم وخصائصهم تمييزاً كبيراً ،وفضل بعضهم على بعض في الدين والدنيا ، وقد فطر الله البشر على أنهم يخطئون ويصيبون ،كما لا ينكر أحد أثر الأفراد في الريادة والإصلاح ،ولكن المنكر هو تقديس الأشخاص ، وتهيب الناس لنقدهم أو مراجعتهم في شيء مما فعلوه ؛ لذلك ننبه في البداية على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ لا يدعي العصمة لنفسه ، ولا يدعيها له أحد من محبيه ، وأقواله كأقوال غيره من أهل العلم ، تعرض على الكتاب والسنة ، فما وافقهما قبل ، وما خالفهما رد ؛فإننا لا نزعم العصمة لغير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( وإنما يخالف في ذلك الغالية من الرافضة وأشباه الرافضة من الغالية في بعض المشايخ ، ومن يعتقدون أنه من الأولياء ، فالرافضة تزعم أن الاثني عشر معصومون من الخطأ والذنب ، ويرون هذا من أصول دينهم ، والغالية في المشايخ يقولون : إن الولي محفوظ والنبي معصوم ، وكثير منهم إن لم يقل ذلك بلسانه ، فحاله حال من يرى أن الشيخ والولي لا يخطئ ولا يذنب ؟ وقد بلغ الغلو بالطائفتين إلى أن يجعلوا بعض من غلوا فيه بمنزلة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأفضل ، وإن زاد الأمر جعلوا له نوعاً من الإلهية وكل هذا من الجاهلية المضاهية للضلالات النصرانية ) .

الشبهة الأولى ـ مما يرددونه : أنه يكفر المسلمين عموماً ويقاتلهم ، ويرى أن أنكحتهم غير صحيحة ، وأنه يوجب الهجرة إليه على من فدر يقول المستشرق الألماني بيوركمان : ( يرى الوهابيون في أنفسهم أنهم وحدهم هم الموحدون ، وأن سائر المسلمين مشركون ) ، والعجيب أن العلامة ابن عابدين ـ رحمه الله ـ وقع في هذا على جلالة قدره وعلمه ، ولم يتوثق ـ رحمه الله ـ في نسبة التكفير إلى الشيخ محمد وأتباعه ، ولعل عذره في ذلك شيوع هذه الفرية في عصره ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يكفرون عموم المسلمين ، قال ـ رحمه الله ـ ( فإن قال قائلهم : إنهم يكفرون بالعموم ، فنقول : سبحانك هذا بهتان عظيم ، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله ، وأن دعوة غير الله باطلة ، ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد ، ويسميهم الخوارج ) ، وقال : ( يا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل وهل يقول هذا مسلم ، إني أبرأ إلى الله من هذا القول الذي ما يصدر إلا من مختل العقل فاقد الإدراك ، فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة ) وقال (كل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله ، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله ولم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل سبحانك هذا بهتان عظيم )
ومن الإشكالات التي تورد في هذه الأيام :أن أتباع الدعوة يكفرون ، وهذا اللفظ فيه إجمال لا يطلق فيه النفي أو الإثبات فإن أهل الزيغ يطلقون مثل هذه العبارات فيسلم لهم الشخص ظناً منه أنهم أرادوا المعنى الصحيح ، فيلزمونه بأمور باطلة لازمة له ، وإنما أتي من تسليم هذا اللفظ المجمل ، وإلا فلو استفسر واستفصل لما استطاعوا إلزامه بتلك اللوازم ، فيقال لمن أورد هذا الإشكال : إن أتباع الدعوة يكفرون من يكفره الكتاب والسنة ، ولا يكفرون من ليس كذلك .

فصول في التفكير الموضوعي ( 235-241)
مجموع الفتاوى (11/67)
الشبهة الثانية :
مما يلمز به الشيخ ـ رحمه الله ـ : القول بالتشبيه في صفات الله ـ تعالى ـ يقول المستشرق الأمريكي ماكدونالد ) ولما كان جميع المسلمين اليوم ما عدا المتطرفين من أهل الحديث والمشبهة كالوهابية وأصحاب ابن تيمية يأخذون بما يقوله الغزالي في أمر العقائد الإسلامية ، ويقدرونه تقديراً كبيراً فيحسن بنا أن نرجع إلى الرسالة القدسية التي كتبها في بيت المقدس )
وهذا المستشرق معروف بتعصبه، وكان منصراً ، وحرر في الطبعة الأولى من دائرة المعارف الإسلامية ،وكتب في الصفات والقرآن ، وطعن في رسالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا يستغرب منه هذا القول
وقد رد الشيخ محمد ـ رحمه الله ـ في رسالته إلى أهل القصيم هذه الفرية حيث قال : ( أعتقد أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ، ولا أحرف الكلم عن مواضعه ، ولا ألحد في أسمائه وآياته ، ولا أكيف ، ولا أمثل صفاته ـ تعالى ـ بصفات خلقه ؛ لأنه ـ تعالى ـ لا سمي له ، ولا كفء له ، ولا ند له ، ولا يقاس بخلقه )
الشبهة الثالثة :
مما يتهم به الشيخ ـ رحمه الله ـ إنكار الإجماع والقياس، وإبطال كتب المذاهب الأربعة ، وأن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء ، وأنه يدعي الاجتهاد وأنه خارج عن التقليد ، وأنه يقول : اختلاف العلماء نقمة يقول المستشرق الهولندي فنسنك : ( ومهما يكن من شيء فإن المذاهب الأربعة قد تخلت عن هذا الاكتفاء بالقرآن والسنة وحدهما وأخذ الإجماع والقياس مكانهما بين أصول الفقه . وهذه الأصول الأربعة لم يعترف بها قط الخوارج والوهابية فضلاً عن الشيعة )
ولا يستغرب هذا منه ؛ فقد شكك في الوحي ، وزعم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ استفاد من اليهود والنصارى الكثير ، وأنه التبس عليه بعض ما نقله فأخطأ فيه .
وزعمه باطل فقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن( هذا بهتان عظيم ، وقبله من بهت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور قال تعالى :" إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله " بهتوه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه يقول : إن النلائكة وعيسى وعزيراً في النار فأنزل الله في ذلك " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون "
وقال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب :
( مذهبنا في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة ، وطريقتنا طريقة السلف وهي أننا نقر آيات لصفات وأحاديثها على ظاهرها . ونحن أيضاً في الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، ولا ننكر على من قلد أحد الأئمة الأربعة . ولا نستحق مرتبة الاجتهاد المطلق ، ولا أحد لدينا يدعيها إلا أننا في بعض المسائل إذا صح لنا نص من كتاب أو سنة غير منسوخ ولا مخصص ولا معارض بأقوى منه وقال به أحد الأئمة الأربعة أخذنا به وتركنا المذهب كإرث الجد والإخوة فإنا نقدم الجد بالإرث وإن خالف مذهب الحنابلة . ولا مانع من الاجتهاد في بعض المسائل دون بعض ، فلا مناقضة لعدم دعوى الاجتهاد ، وقد سبق جمع من أئمة الذاهب الأربعة إلى اختيارات لهم في بعض المسائل مخالفين للمذهب الملتزمين تقليد صاحبه . ثم إنا نستعين على فهم كتاب الله بالتفاسير المتداولة المعتبرة ، ومن أجلها لدينا تفسير ابن جرير ومختصره لا بن كثير الشافعي وكذا البغوي والبيضاوي والخازن والحداد والجلالين وغيرهم . وعلى فهم الحديث بشروح الأئمة المبرزين كالعسقلاني والقسطلاني على البخاري والنووي على مسلم والمناوي على الجامع الصغير ، ونحرص على كتب الحديث خصوصاً الأمهات الست وشروحها ونعتني بسائر الكتب في سائر الفنون أصولاً وفروعاً وقواعد وسيراً ونحواً وصرفاً وجميع علوم الأمة . هذا وعندنا أن الإمام ابن القيم وشيخه إماما حق ٍ من أهل السنة وكتبهم عندنا من أعز الكتب إلا أنا غير مقلدين لهما في كل مسألة ، فإن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا نبينا محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعلوم مخالفتنا لهما في عدة مسائل منها طلاق الثلاث بالفظ واحد في مجلس ، فإنا نقول به تبعاً للأئمة الأربعة ) الدرر السنية (1/30-31)

الشبهة الرابعة ـ تسمية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بـ( الوهابية ) نسبة إلى الوهابية الرستمية ، التي لم يبق منها إلا اسمها في سجلات التاريخ ، فنبشوا في فتاوى العلماء حولها فوجدوا دعوة إباضية، في شمال أفريقيا نشأت في القرن الثاني الهجري ، باسم ( الوهابية ) نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي ، ووجدوا من فتاوى علماء المغرب والأندلس المعاصرين لها ما يحقق غرضهم ، ومن المفارقات العجبية أنهم ينزلون تلك الفتاوى على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ومنها فتوى مفتي الأندلس علي بن محمد اللخمي المتوفى سنة 478هـ وأما عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم فإنه توفي سنة 190هـ على ما ذكره الزركلي وقيل : 197هـ وقيل : 205هـ بمدينة ( تاهرت ) بالشمال الأفريقي .
ولعل القارئ الكريم يلاحظ ما يلي:
1. أن دعوة ابن رستم لم تتجاوز الشمال الأفريقي ، وأما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ففي الجزيرة العربية ، ومن المعلوم بعد ما بين البلدين ، مع أن دعوة ابن رستم لم يرد لها ذكر في تاريخ جزيرة العرب ، بل لم يذكرها المصنفون في الفرق كالشهرستاني وابن حزم ؛ لانقراضها وضياعها
2. أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ لا يوافق الخوارج الإباضية في مذهبهم ، بل كانت دعوته تجديدية على منهج السلف الصالح
3. أن تشويه صورة هذه الدعوة مرتبط بالاستعمار ، ومما يبين ذلك أن الضابط البريطاني ( سادلير ) مبعوث الحكومة البريطانية في الهند قام برحلة من الهند إلى الرياض ، ووقف على أطلال الدرعية في 13 أغسطس 1819م الموافق سنة 1233هـ ، ولحق بإبراهيم باشا ، وأدركه في (أبيار علي ) ، وهنأه على النصر وقال له : ( مع سقوط الدرعية، وخروج عبد الله عنها يبدو أن جذور الوهابيين قد انطفأت ، فقد عرفت من كل البدو الذين قابلتهم في نجد أنهم سنيون وأنهم يداومون على الصلاة المفروضة حتى في السفر الطويل وتحت أقسى الظروف )
4. يظن بعض الناس خطأً أن تسمية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ بالوهابية إنما هو نسبة إلى والده ـ عبد الوهاب ـ ولا يصح ذلك لأمرين :
أ ـ أن الذين سموها بذلك ذكروا فتاوى علماء المغرب في الوهابية الرستمية مما يدل على أنهم نسبوها إليها .
ب ـ أن والده لم يقم بهذه الدعوة ، ولا شارك فيها ، بل إن الشيخ لم يظهر دعوته إلا بعد وفاة والده

الدرر السنية (1/127-133)

الشبهة الخامسة : أن أخاه سليمان بن عبد الوهاب عارضه في دعوته ،ورد عليه بكتاب سماه (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية ) وقيل : سماه ( فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب ) و لا يصح ذلك، وإنما الذي يثبت في هذه القضية أن سليمان بن عبد الوهاب توقف عن الاستجابة لدعوة أخيه حتى يتحقق مما يدعو إليه ، وقد تم ذلك فقد ذكر ابن بشر في كتابه ( عنوان المجد في تاريخ نجد ) في حوادث سنة 1165هـ أن سليمان بن عبد الوهاب كان قاضي حريملاء ، وأنه ألقى بعض الشبه على العامة ؛ فكتب إليه الشيخ ونصحه ، فرد سليمان بالاعتذار ، وأنه لم يقع منه مكروه ، كما ذكر في حوادث سنة 1167هـ مثل هذه الحادثة أيضاً ، فهذا هو الذي ثبت من خلال المراجع العلمية ، وما سواه باطل لا يثبت وبيان ذلك فيما يلي :
1.أن توقف سليمان بن عبد الوهاب في دعوة أخيه لا يعني عداوته ،بل فعل ما يجب أن يفعله ؛إذ لم يدخل فيما لا يعرف حقيقته ، وعندما استبان له الأمر رجع
2. أن الكتاب الأول مشكوك في نسبته إليه ؛ لأن ما فيه نفس شبه ابن جرجيس والحداد بالنص مما يدل على أنه موضوع عليه ، وأما الكتاب الثاني فمؤلفه أحمد القباني من أهل العراق ، وإنما أقحم فيه اسم سليمان لمآرب لا تخفى
3. لم يرد في ردود الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا رسائله اسم أخيه سليمان ، فلو كان له كتاب لرد عليه ، وبين خطأه ، كما هو معروف من منهج الشيخ ـ رحمه الله ـ فإنه لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا يحابي أحداً لقرابة أو غيرها
4. لو سلمنا أن سليمان بن عبد الوهاب كان مناوئاً ومعادياً لأخيه لما صح أن يسمي دعوة أخيه بـ ( الوهابية ) لأن هذه التسمية لم تظهر إلا بعدما دخل الإمام سعود بن عبد العزيز مكة سنة 1218هـ ، وسميت هذه الدعوة بهذا الاسم من قبل الاستعمار تمهيداً للحملات العثمانية المصرية ضدها مع أن سليمان بن عبد الوهاب توفي في 17 رجب سنة 1208هـ .

الشبهة السادسة : أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ينكر زيارة القبور ، يقول المستشرق الفرنسي ببلا ( وزار بوركهارت هذا المكان ـ بقيع الغرقد ـ بعد غزو الوهابيين فوجد أنه أصبح أتعس المقابر حالاً في المشرق ) يقصد هدم القباب وقال : فنسنك ( ولا يعتبر موحداً من زار قبور الأولياء ) وهذه الشبهة واضحة البطلان ؛ فإن الشيخ لم ينه عن الزيارة الشرعية المتضمنة تذكر الآخرة ، والدعاء للأموات ، من غير شد الرحال إلى القبور ، وإنما نهى عن دعاء المقبور ، وإيقاد السرج على القبور ، وبناء الأضرحة على القبور ، وانخاذها مساجد ، ورفع القبور ، وتشييدها ،و تجصيصها ، وكل هذه الأمور صح النهي عنها ، فأما دعاء المقبور فهو عين الشرك الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة ،ومن مات عليه فهو مخلد في النار قال تعالى " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين "وقال " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "، وعن أبي مرثد الغنوي قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها " رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال " نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم ، وعن ثمامة بن شفي قال : كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا ، فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوي ثم قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمر بتسويتها رواه مسلم
فالشيخ ـ رحمه الله ـ لم ينه إلا عما نهى عنه الكتاب والسنة، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن اتخاذ القبور مساجد والقبوريون يعكفون عليها ، ويصلون عليها وإليها وبل يصلون لها من دون الله ، ونهى أن تجصص القبور أو يبنى عليها ، وهؤلاء قد ضربوا عليها القباب وزخرفوها ، وحبسوا عليها العقارات وغيرها وأوقفوها ، وجعلوا لها النذور والقربات ، ونهى عن بناء المساجد عليها ولعن من فعل ذلك ودعا عليه بغضب الله ، وهؤلاء قد بنوا عليها ورأوا ذلك من أعظم حسناتهم ، ونهى عن إبقاد السرج عليها ، وهؤلاء يوقفون الأوقاف على على تسريجها ، ويجعلون عليها من الشموع والقناديل مالم يجعلوه في المساجد ، ونهى عن شد الرحال إليها ، وهؤلاء يسافرون إلى قبور الصالحين مسافة الأيام والأسابيع والشهور ، ويرون ذلك أعظم القربات ، ونهى عن اتخاذها أعياداً ، وهؤلاء اتخذوها أعياداً ووقتوا لها المواقيت الزمانية والمكانية ، وصنفوا فيها مناسك حج المشاهد ، ويخشعون عندها أكثر مما يخشعون عند شعائر الله كالكعبة والمشعر الحرام ، والسؤال الذي يفرض نفسه :هل نهي الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ عن هذه الأمور ومحاربته لها يعد من مناقبه وفضائله أم هو شبهة صحيحة وخطأ يبحث له عن عذر ومبرر ؟ أترك الجواب لك أيها القارئ لتحكم في ذلك بنفسك ، ولكن عليك أن تحكم الكتاب والسنة ، والعقل الصحيح الذي لا يشوبه هوى أو تعصب
الشبهة السابعة : وصف الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه بأنهم قراصنة فقد ورد في دائرة المعارف ( وكان هدف البريطانيين من تدخلهم في سياسة بحر فارس هو القضاء على تجارة الرقيق والقرصنة اللتين كانتا قد نظمتا تنظيماً أفضل مع اتساع نفوذ الوهابيين ) وكان ( فيليب حتى ) يسمي شاطئ الإمارات بشاطئ القراصنة ولإيضاح كذب هذه الفرية يقال :
1. سبب وصفهم شاطئ الخليج بذلك أن القواسم في ساحل رأس الخيمة كانوا يغيرون على سفن المستعمرين البريطانيين وعملائهم في مسقط وينهبونها ، وكان ذلك بمساعدة إخوانهم في نجد فيا ترى من هو الأحق بوصف القرصنة ؟ هل هو الغاصب المعتدي أم المدافع عن دينه أرضه ؟ ولا أدري هل يتوقع الإنجليز وهم بهذه المثابة أن تبحر سفنهم بأمان ؟
2. أن الإنجليز أنفسهم كانوا يقومون بالقرصنة في بحر العرب ، ويفتكون بسفن الحجاج ، وكان ذلك سابقاً لظهور المقاومة ضدهم بزمن طويل ، ففي عام 1696م ظهرت سفن بريطانية، ونهبت السفن في البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي
3. أن سبب التعرض لهم تدخلهم في الشؤون الخاصة لغيرهم ، فقد كانوا يحرضون حلفاءهم في عمان على مهاجمة حلفاء الدولة السعودية ، ولأن الدعوة الإصلاحية في نجد تصطدم بمصالحهم ، إذ لم يكونوا يرضون بالرضوخ للكفار
وبذلك تتضح حقيقة الأمر ، ومن أراد بسط هذه القضية فليراجع كتاب ( إمارات الساحل وعمان والدولة السعودية الأولى ) للدكتور : محمد مرسي عبد الله .
الشبهة الثامنة : اتهامهم بتجارة الرقيق كما سبق في النقل عن دائرة المعارف ، وهذه الشبهة واضحة لا تحتاج إلى كبير نظر للجواب عنها فنقول :
1. إثارة موضوع الرق يثير التساؤل عن الأغراض الكامنة وراء هذه التساؤلات ؛ لأن الرق في اليهودية والنصرانية مقرر وموجود ، بل وعلى صورة ظالمة ، فكيف يثيرون أمراً هم غارقون فيه إلى الآذان ؟ ، وللقارئ الكريم أن يسأل وهو في عصور النهضة و التقدم ماذا صنع الغرب بالرقيق ؟فعندما اتصلت الدول الغربية بأفريقيا السوداء كان ذلك الاتصال مأساة إنسانية تعرض فيها الزنوج لبلاء عظيم ،فقد كانوا يختطفونهم ، ويستعبدونهم ظلماً وعدواناً ، ويتجرون بهم ، ويحرمونهم من التعليم ومن الحياة الكريمة، بل ظهر نوع جديد هو استرقاق الشعوب تحت مسمى الاستعمار
أما الإسلام فقد ضمن للرقيق غذاءه وكساءه ، وحفظ كرامته ، ولا أدل على ذلك من أن الكثير من العلماء الأعلام في تاريخ الإسلام كانوا موالي
2. أن الرق في الإسلام مختلف عنه في اليهودية والنصرانية ، فالإسلام يقرر أن الله خلق الإنسان حراً ، لا يملك أحد من البشر تقييد إرادته أو سلب اختياره ،ومن فعل ذلك فهو ظالم ، ففي صحيح البخاري في الحديث القدسي " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه خصمته ، رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل ولم يعطه أجره "
3. أن الإسلام وقف من الرقيق موقفاً مخالفاً لغيره من الملل والنحل ، فإن الإسلام سد مسالك الاسترقاق ، ووسع مصارف الحرية والتحرر ، فليس للرق في الإسلام سبب إلا الكفر، وما سواه كالبيع والهبة والإرث ناشئ عنه ؛ لذلك يعرف الرق بأنه ( عجز حكمي يقوم بالإنسان سببه الكفر بالله ) ، وأما مصارف الحرية فكثيرة منها :الكفارات ككفارة اليمين ، وكفارة قتل الخطأ ، وكفارة الجماع في نهار رمضان ، وكفارة الظهار ، ورغب في مكاتبة الرقيق ، ورغب في العتق لوجه الله
4. أما ما ذكرته دائرة المعارف فهو تلبيس ، فلا يخفى أن الرق كان موجوداً ، ولكن كان الأرقاء يعاملون معاملة حسنة ، كما ذكر ذلك غير واحد من الغربيين منهم : المؤرخ أرنولد ويلسون في كتابه ( الخليج العربي ) وقد اشتهرت كلمة ( الليدي آن بلنت ) حين قالت : حقاً إنه لشيء مشهور أن العبيد عند العرب كالأطفال المدللين أكثر من كونهم خدماً

الشبهة التاسعة ـ اتهام الشيخ وأتباعه بالتطرف والتشدد والتزمت يقول المستشرق الإنجليزي روبصون : ( المخترعات الحديثة تستخدم بلا حرج بين الوهابيين ، وهم أكثر فرق الإسلام الحديث تزمتاً ) ويقول المستشرق الألماني كرن : ( وقد عاد من الحجاز في أوائل القرن التاسع عشر ثلاثة من أهل منغكاباو بعد أن أدوا فريضة الحج ، ورأوا الحكم الوهابي في مكة بعد سنة 1806م فامتلأت نفوسهم بالحماسة لتزمت الوهابيين وتشددهم ) ومثل ذلك رمي دعوته في هذا الزمان بتفريخ الإرهاب ، وزرع العنف ، وعدم التسامح مع المخالف ، ولا أدري هل المقصود بذلك الجهاد في سبيل الله،و الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ؟ولا غرابة أن يتبنى هذا بعض المسلمين فإن من منهج أهل الأهواء لمز أهل السنة والجماعة ، وتعييرهم بالألقاب المشينة ، وإظهار ما يدل على بغضهم ،فكل طائفة من أهل البدع تلقب أهل السنة بباطل .
فإن كان المراد أن كتب أئمة الدعوة فيها ما يدعو إلى التشدد والتطرف فهو باطل وبيان ذلك كما يلي :
1- أن الجهاد في سبيل الله من أعظم شعائر الدين ، وأرسخ دعائمه، وكان تشريع القتال متصفاً بالعدل والحق ، فلا اعتداء فيه على أحد ، ولا يتجاوز ما تقتضيه الضرورة الحربية ، وليس الهدف منه التدمير والتخريب ، ولا الإرهاب المجرد ، فلا يقتل غير الجنود المقاتلين ، ولا تقتل النساء والصبيان والرهبان والعجزة والمرضى والشيوخ ، ولا تقطع الزروع والثمار ، ولا تذبح الحيوانات إلا لمأكلة .
2- أن المقصود من الجهاد في سبيل الله أن تكون كلمة الله هي العليا ، ودينه هو الظاهر ، لا الغنائم ولذلك ذم الله من ترك الجهاد ، واشتغل باكتساب الأموال ، وفي ذلك نزل قوله تعالى :" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " لما عزم الأنصار على ترك الجهاد والاشتغال بإصلاح أموالهم وأراضيهم قال عمر بن عبد العزيز : إن الله ـ تعالى ـ بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً
3- أن المقصد من الجهاد في سبيل الله حماية الدعوة الإسلامية ،وإزالة العقبات أمامها، لأن كل مذهب ودين ونحلة لابد له من قوة تحميه ، وتحافظ على نفوذه ، ولا أدري ما العيب في ذلك ؟فإن هذا سنة إلهية من السنن التي تبنى عليها الحياة ، فلا خير في حق لا نفاذ له ، ولا يقوم الحق ما لم تسانده قوة تحفظه وتحيط به ، وما فتئت أمم الدنيا تعد لنفسها القوة بمختلف الأساليب والأنواع حسب ظروف الزمان والمكان ، والسؤال المطروح لماذا لم تنس الدول التي تنبز الجهاد بالإرهاب ،وتزعم أنها تدعو إلى السلام أن تضع ضمن وزاراتها وزارة للدفاع ، وتضع لها الميزانيات الكثيرة ؟ أم هل يحرم على المسلمين ما يحل لهم ؟

لعلك أخي القارئ الكريم بعد استعراض ما مضى تبين لك مايلي :
1. أن الشبه السابقة مجرد دعوى لم يقم عليها أي دليل صحيح ، ورسائل الشيخ وكتبه ومصنفات تلاميذه موجودة متاحة ، والواجب الرجوع إليها والتأكد من تلك المزاعم ، وكتب أئمة الدعوة طافحة بخلاف المذكور ، مستدلة في ذلك بالكتاب والسنة وإجماع أهل العلم .
2.أن الشبه المذكورة مأخوذة من كلام أعداء الدين من المستشرقين ، ولو فكرت أخي الكريم وتأملت لهداك عقلك وفكرك إلى عدم جواز أن نحتكم إلى أعداء الدين في شأن دعوة إسلامية سلفية إصلاحية فماذا عسى أن يقولوا ؟ وكيف تتوقع أن يكون حكمهم ؟ بل شك سيكون التشويه ، وإلصاق التهم الباطلة .
3.هذه الدعوة شهد لها العلماء الأعلام بأنها دعوة تجديدية صحيحة ومن هؤلاء العلماء الصنعاني والشوكاني والألوسي وجمال الدين القاسمي ومحمد رشيد رضا وغيرهم كثير
ومن الغربيين : المؤرخ الأمريكي لوثروب ستوارد والمستشرق الألماني كارل بروكلمان والعالم الفرنسي برنادر لويس والمستشرق الألماني جولد زيهر والفرنسي سيديو وغيرهم

وختاماً أخي الكريم ، بعد العرض الموجز السابق أترك لك الحكم النهائي في القضية واثقاً أن إنصافك ونزاهتك سيحملانك على الوصول إلى الحق دون غلو أو جفاء ؛ لأن الحق ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها .
أسأل الله الكريم أن يرينا الحق حقاً ، ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ، ويرزقنا اجتنابه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعديل الأخير تم بواسطة SOUILAH Mohamed ; 18-07-2009 الساعة 05:38 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • المشاركات : 2,994
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • SOUILAH Mohamed is on a distinguished road
SOUILAH Mohamed
شروقي
ختاما ما هي الوهــابيـــة
18-07-2009, 03:49 PM
ما هي الوهــابيـــة؟

الوهابيــة نسبة إلى مـــاذا؟!
أليســت نسبة إلى اسم الله الوهــاب؟!
الوهاب؟!
الوهابية؟!

فإذاً ما يقولونه عن النسبة إلى محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بأنها وهابية:
أولاً: نسبـة خاطئة ؛ فإن الوهابيــة نسبة إلى اسم الله الوهــاب ، الذي وهب هذه الأمة مثل هذا الرجل في ذلك الوقت العصيب الذي ظهر فيه .

وقد أرسل الله الرسل لعبادته وحده لا شريك له ، وعرفهم أن التوحيد أساس العمل ، وأن الشرك مُحبط لسائر الأعمال.

وقد كان عند الناس في ذلك الوقت من أنواع الشرك ما كان ؛ بدعٌ منتشرة ، عبادة الأضرحة والقباب ، توسلٌ بالأموات.

كان قبر محجوب وقبة أبي طالب يأتون إلى الاستغاثة بها ، ولو دخل سارق أو غاصب أو ظالم قبر أحدهما لم يتعرضوا لهُ ؛ لما يرون من وجوب التعظيم والاحترام لهذا الضريح.
وكان عندهم رجل من الأولياء –بزعمهم- يسمى تاج ، سلكوا فيه سبيل الطواغيت ، وصرفوا إليه النذور ، واعتقدوا فيه النفع والضر ، وكان يأتي إليهم لتحصيل ما لديهم من النذور والخراج ، وينسبون إليه حكايات عجيبة ، منها: أنه أعمى ، وأنه يخرج من بلدة الخرج بدون قائدٍ يقوده.
وشجرة تدعى الذئب ، يأُمها النســاء اللاتي يُردن المواليد الذكور ، ويعلقن عليها الخرق البالية ، لعل أولادهنّ يسلمون من الموت والحسد.
ومغارة في جبل يسمونها بنت الأمير ، وأن بعض الفسقة أراد أن يظلم بنت الأمير ، فصاحت ودعت الله فأنفلق لها الغار ، فأجارها من السوء ؛ فكان العامة من هؤلاء الجهلة المشركين يسعون إلى ذلك الغار يقدمون اللحم وصنوف الهدايا.
وكان بعض النســاء والرجال يأتون إلى ذكر النخل المعروف بالفحال في بلدة معينة ، يفعلون عنده أقبح الفعال ، وكانت المرأة إذا تأخر زواجها تضمُهُ بيدها ، ترجوا أن تفرج كربتها ، وتقول: يا فحل الفحول ، أُريد زوج قبل الحول.
كانت شجرة أبي دجانة في العيينة ، وقبة رجب ، وقبة ضرار بن الأزور ، وشجرة الطرفيين مثل ذات أنواط ، وكانت هذه القباب والقبور تُعبــد من دون الله.
وأفرادٌ من المتصوفة على مذهب الملاحدة من الحلولية الذين يعتقدون أن الله حل في كل مكان ، وأنه حل في المخلوقات ، وأن كل ما ترى بعينك فهو الله ، لا يميزون بين مخلوقٍ وخالق ، كان لهم انتشار في بلاد نجد وغيرها.
وكانت الموالد التي فيها الشرك تُقرأ على الناس ، وكانت الحجب تكتب بالطلاسم وتعلق.
وكانت الكتب مثل:دلائل الخيرات وروض الرياحين التي فيها استغاثة وتوسل بغير الله مشهورة لها قرأه في الموالد بين الناس.
وخلت كثير من المساجد من المصلين ، وانتشرت عبادة النجوم ، واعتقاد تأثيرها في الحوادث الأرضية.
تبركٌ بالأشجـارٍ والأحجارِ والجمادات ، وأمرٌ عظيم قد ران الجزيرة في نجـد وغيرهــا.

فقدر الله تعالى أن يولد ذلك المصلح المجدد محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن راشد التميمي ، وقد قال أبو هريرة رضي الله عنه : "مازلت أحب تميماً منذ ثلاث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك أنه قال فيهم: ((هم أشد أمتي على الدجال)) –رواه البخاري-. وجاء في الحديث أيضاً: ((أن أطول رماح هذه الأمة على الدجال رماح بني تميم)) .
فبنو تميم كان في أولهم استعصى في الدعوة النبوية ؛ لكنهم بعد ذلك جاءوا مسلمين ، وسيكون لهم شأنٌ في محاربة الدجال شأن عظيم.

وكان هذا المصلح التميمي محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من أشد الناس على الدجالين ، محارب للدجل والشرك والشعوذة.

قيضه الله عز وجل فولد عام ألف ومائة وخمسة عشر للهجرة ، وحفظ القرآن مبكراً ، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل في أول أمره ، وكذلك تعلم على أبيه ، وحج البيت الحرام ، ورزق سرعة في الحفظ والكتابة ، وفصاحة في الكلام ، وكان يتعجب من شأنه ، طاف البلاد ، وأخذ العلوم ، ودرس على المشايخ ، وكذلك فإنه تأثر بشيخه محمد حياة السندي ، وأصله من السند ، وكان مقيماً في المدينة ، مُحدث الحرمين ، محمد حياة السندي رحمه الله الذي كان موحداً غير راضي بكل هذه الشركيات ، وكانت الاستغاثات تسمع عند قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فقال الشيخ محمد حياة السندي يوماً لتلميذه: ما تقول في هؤلاء؟ فأجابه: إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعلمون.
لم يكن منغلقاً الأفق ضيقاً ، وإنما كانت رحلاته إلى أماكن مختلفة حتى خارج الجزيرة إلى العراق إلى البصرة وغيرها من أسباب تفتحه وأخذه للعلم عند المشايخ في الأماكن المختلفة.

وبدأ رحمه الله بعد عودته من رحلاته العلمية ، ومعرفته بأوجب الواجبات ، دعوة الناس إلى التوحيد ، وأنه لابد من محاربة هذا الشرك ، لابد من تغيير الواقع ، أحس بالمسئولية العظيمة تجاه دين الله عز وجل ، الكفر والشرك منتشر.

وهكذا بدأت الدعوة ، وبدأ الإصلاح في العيينة والدرعية ، وهكذا تحالف الشيخ مع محمد بن سعود وغيره لأجل إقامة دين الله عز وجل.

واتجه إلى هدم القبة التي كانت مبنية على قبر زيد بن الخطاب ومعه ستمائة من المقاتلين فهدمها ؛ ثم قبة ضرار بن الأزور فهدمت ، وأشجار كانت تعبد من دون الله وتصرف لها أنواع من العبادات فقطعها الشيخ رحمه الله.

بدأت الدعوة إلى التوحيد ، ورأى الناس بأم أعينهم أن هذه الأشياء التي كانوا يعظمونها من دون الله لا تدفع عن نفسها ضراً ، ولا تملك نفعاً ، وأنها أُزيلت وقطعت فلم يحدث شيء.

بدأ الأثر العملي في القلوب ، بدأ الشيخ رحمه الله الدعوة بالنصيحة والحسنى ، بالتذكير ، بوعظ الناس ، بالتبيان ، بالتأليف ، وكان أول ما ألفه كتاب التوحيد ، الذي يدرس اليوم في كثير من الأماكن ، التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.

وإذا كان هناك استعصاء من قبل سدنة الأضرحة وعباد القبور ، فإن الشيخ رحمه الله بدأ يُجرد المفارز من أهل التوحيد لإزالة هذه الأشياء بالقوة ، إذا لم يستجيبوا لإزالتها بالنصح واللين ، فثارت ثائرة بعض هؤلاء الجهلة من المشركين والذين لهم مصالح في القبور والأضرحة ، والذين كانت تأتي إليهم الأموال من الناس ، أصحاب المصالح الشخصية ، أعداء الدعوات في القديم والحديث ، فثاروا على الشيخ ، ناوئوه ، عادوه ، أرادوا تشويه سمعته ، وكتبوا إلى أماكن مختلفة في التحذير منه ؛ بل إنهم جردوا الجيوش لحربه.

وهكذا ؛ مكن الله للشيخ تمكيناً عجيباً ، ووفقه بمن أعانه على إقامة الدين والتوحيد.

كان عفيفاً ؛ لم يأخذ الأموال كغيره ؛ وإنما يعطي العلم الذي عنده ، وكان له طلاب وأنصار وأعوان يبثهم لنشر الدين والدعوة ، يعلمهم توحيد الله عز وجل ، يقرءون عليه الكتب ، ولازالت تنتشر من مكان إلى مكان ، ومن بلدة إلى بلدة ، في نجد وغيرها ، حتى وصل الأمر إلى خصوم اجتمعوا وأرادوا القضاء على هذه الدعوة المباركة ، ولما كان الله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه العزيز عن المشركين: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} أي شرك وكفر {ويكون الدين كله لله] أي مسيطرا حاكماً {فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير}.
ولما قال الله في كتابه: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ، إن الله قوي عزيز} إذاً أنزل الله الكتاب ليحكم ، وأنزل الحديد لكي يجاهد به المناوئين للكتاب.

فلما قام الشيخ بالدعوة فانتشرت ؛ ثم صار لها أعداء أرادوا أن يرفعوا السلاح في وجهها ويمنعوا انتشارها ، عرف الشيخ أنه لابد من الأخذ بالحديد لقتال من ناوئ الكتاب ، وهكذا قام الجهــاد في سبيل الله ضد المشركين ، ونصر الله الشيخ.

وعاش عمراً مباركاً إلى عام ألف ومائتين وستة للهجرة.

رسائل وكتب في داخل الجزيرة وخارجها ، دعوة وتبيان للأمور وجلاء ورد على الشبهات ودفاع .

وهكذا يبتلي الله المصلحين باستمرار بمن يشوه سمعتهم ، ويسبهم ويشتمهم ، وهذا طريق الأنبياء ؛ ألم يقولوا عن نبينا صلى الله عليه وسلم ساحر ، كذاب ، مجنون ، به جِنة!!

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداءٌ له وخصوم
كضرائر الحسنـاء قُلنَّ لوجهها حســــداً وزوراً إنه لذميم

واتهم الشيخ بتهم كثيرة ، منها: استحلال الدماء ، وتكفير المسلمين ، فكان يبين باستمرار أنه لا يستحل دماء المسلمين ، وإنما يقاتل المشركين ، ومتى كان قتال المسلمين في دينه ومنهجه؟!! وهو يعلم أنه لا يحل دم امرأ مسلم إلا بإحدى ثلاث ، بما جاءت به الشريعة من إحلال الدم.
وكان يخاطب الناس بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (( أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله )) شهادة حقيقية ؛ ليس لفظاً يُقال ، وإنما شهادة تطبق بشروطها ، حتى يعبد الله ويكفر بالطاغوت ، هذه دعوة الرسل {أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } إنما يقول بلسانه أشهد أن لا إله إلا الله ؛ ثم يعبد الطاغوت من دون الله ؛ فليست هذه شهادة {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها }.
وكل ما جاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع طاغوت يقاتل. وكل من أراد حمايته والدفاع عنه فإنه يقاتل أيضاً.

وبيّن الشيخ رحمه الله موانع التكفير ، وأنه لا يتسرع بتكفير كل أحد ، لابد من إقامة الحجة أولاً ، لابد من البيان ، لابد من إزالة الشبهات ، قد يكون الشخص جاهلاً فيعلم ، أو لديه شبهات فيناقش ، أو مكره فلا يكفر وهو مكره.

واتهم الشيخ بالظلم والتعدي ، فكان يبيّن ويكتب عن فلان (استدعيته أولاً بالملاطفة) ، ولفلان يقول: ( ولست والحمد لله ممن ادعوا إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة ، إنما ادعوا إلى الله وحده لا شريك له ، وادعوا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم) .

استعمل الحكمة في دعوته ، وكان يتلطف في مخاطبة مخالفيه ، يبدأ أولاً باللين ، ويقول لفلان: (لعلك تكون مثل الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل) أي تكون على طريقته.

وكذلك فإنه قال: ( فإننا نرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله ) فبيّن أنه ليس بخارج على خليفة للمسلمين ، ولا إمام لهم موحد يقودهم إلى عبادة الله ، ولم تكن دولة الخلافة في ذلك الوقت قد بسطت سلطانها على نجد ، وكان فيها تقصير من جهة دعوة التوحيد ، فجاء الشيخ لتكميله رحمه الله.

وممن تآمر عليه بعض الصليبيين الذين أيدوا بعض الباشوات في قتال اتباع تلك الدعوة ، وهذا واضح في مكاتباتهم ومخاطباتهم وشهادة أهل التاريخ.

لقد انتشرت دعوة الشيخ رحمه الله ، ووصلت إلى أصقاع مختلفة ، ووصل معها أيضاً تشويهات من أطراف أخرى ، مما كان يملأ به أذهان بعض الحجاج عن دعوة الشيخ تشويهاً وتعسفاً.
فممن وصلت إليه دعوة التوحيد في بلاد الهند عدة ، وفي بلاد اليمن ، وغيرها ، حتى قال القائل:

سلام على نجد ومن حل في نـجد ...............وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
قفي واسألي عن عالمٍ حل سوحها ................به يهتدي من ضل عن منهج الرشدِ
محمد الهـادي لسنّـة أحمدٍ.......... فيا حبذا الهادي ويا حبـذا المهدي
لقد سرنـي ما جائني من طريقه ................وكنت أرى هذه الطريقــة لي وحدي
ويُـعزى إليـه كل مـا لا يقوله............... لتنقيصه عند التهامي والنجدي
فيرميه أهل الرفض بالنصب فرية ............ويرميه أهل النصب بالرفض والجحد
وليس له ذنـبٌ سوى أنه أتى .................بتحكيم قول الله في الحل والعقدِ
ويتبع أقوال النبي محمد وهل غيره................. بالله في الشـرع من يهدي
لئن عدّه الجُهّال ذنباً فحبذا ...................به حبذا يوم انفرادي في لحدي

وهكذا كتب عدد من علماء الهند واليمن ، يؤيدونه في دعوته.

وكذلك صار لهُ أعداء بفعل ما شوهت به السمعة بين الحجاج الذين كانوا يعودون إلى أمصارهم ، فاتهموا الشيخ بالكفر والإلحاد والزندقة والتكفير واستحلال الدماء ؛ ولكنه رحمه الله استمر على منهجه حتى دان للدعوة عند وفاته قريباً من مليونين ونصف من الناس.

وكتب أهل العلم في تأييده على ذلك من العراق واليمن والشام ومصر.

وفي ذات الوقت كان لهُ أعداء قد كتبوا ضد دعوته ، والله سبحانه وتعالى يبتلي: {ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }

وكانت قريش تجتهد في أن تملأ أذهان الحجاج الذين يأتون مكة بالباطل حول النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته ، حتى أن بعض من قدم مكة سد أُذنيه بالقطن حتى لا يسمع دعوته النبي صلى الله عليه وسلم.

وهكذا فعل هؤلاء ، ونسبوا إلى الشيخ أباطيل كثيرة ؛ ولكن يشـاء الله سبحانه وتعالى أن تستمر القضية والمسلسل في الاتهامات في القديم والحديث.
حتى ذكروا أن تاجراً مسلماً قد اختصم مع تاجر هندوسي في الهند حول سلعة عند الهندوسي ؛ فخرج المسلم غاضباً وعزم على إفســاد تجارة الهندوسي ، فأشاع في المسجد أن الهندوسي وهابي ، فهجر الناس دكان الهندوسي ، واستاءوا منه ، وحاصروه ، ولم يجد الهندوسي طريقةً لإعادة تجارته إلا ليعلن على الملأ أنه قد تاب من الوهابيـة وعـاد إلى الهندوسية ، فتأملوا كيف بلغ التشويه إلى هذا الحد!!

ولما سافر بعض أهل العلم من نجد إلى الهند ليطلب الحديث على أحد مشايخها الذين تأثروا بالدعايات ضد دعوة الشيخ ، أخذ هذا الرجل كتاباً للشيخ رحمه الله ونزع غلافه الذي عليه اسم المؤلف ووضعه على طاولة المحدث العالم الهندي.
فلما جاء الشيخ أخذ الكتاب فقرأه ، فأعجب به ، وقال: ليتني أعرف من هذا الذي ألف هذا الكتاب؟
فقال له التلميذ ، طالب العلم ، الراحل للعلم: أتريد أن تعرف المؤلف إنه الذي تقع فيه في دروسك ، وتتكلم عليه بما وصلك من الإشاعات ، إنه محمد بن عبدالوهاب.
فانقلب المحدث إلى أكبر داعية في الهند لدعوة الشيخ رحمه الله.

ويقوم أعداء الدين في هذه الأيام بالطعنِ في دعوة الشيخ رحمه الله ، وإعادة الثارات والنعرات ورفع راية محاربة الوهابية!!

لماذا إذاً؟!!

لأن تلك الدعوة المباركة ، وهي إحيــاء السنة المحمدية ، والدعوة إلى الكتاب والسنة أشد ما يقظ مضاجع هؤلاء.

ويريدون أيضاً أن يستفيدوا من التشويهات الحاصلة عند بعض الناس ضد الوهابية ليكسبوهم إلى صفهم.

ويُريدُ الصليبيون اليوم أن يرفعوها دعوة ضد الوهابية ، ليكسبوا بزعمهم طوائــف من الناس المنتسبين للإسلام الذين يعادون الدعوة ، وفي ذات الوقت يشوهون الذين يقفون أمامهم وفي طريقهم من أبناء الإسلام.

فإذا عُرفت حقيقة هذه الدعوة المباركة ، فات الهدف على هؤلاء ؛ ولن يستطيعوا إن شاء الله أن يصلوا إلى دعوة الحق بسوء.

اللهم ألهمنا رشدنا ، وقنا شر أنفسنا ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم.
التعديل الأخير تم بواسطة SOUILAH Mohamed ; 18-07-2009 الساعة 05:39 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • المشاركات : 2,994
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • SOUILAH Mohamed is on a distinguished road
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية moussa16
moussa16
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 30-08-2008
  • المشاركات : 4,241
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • moussa16 will become famous soon enough
الصورة الرمزية moussa16
moussa16
شروقي
رد: بحث شامل حول الوهابية أرجو التثبيت للأهمية
19-07-2009, 05:45 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة souilah mohamed مشاهدة المشاركة
من فضلكم أين إثراء الموضوع بالرّدود
قلت ووفيت
بارك الله فيك
حين تموت الأسود ترقص الكلاب على أجسادها
لكن تبقى الأسود أسوداً و تبقى الكلاب كلاباً


أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ

فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
  • ملف العضو
  • معلومات
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • المشاركات : 2,994
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • SOUILAH Mohamed is on a distinguished road
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
فارس العاصمي
تقني سابق
  • تاريخ التسجيل : 13-11-2007
  • الدولة : الجزائر العاصمة
  • المشاركات : 8,647
  • معدل تقييم المستوى :

    26

  • فارس العاصمي will become famous soon enoughفارس العاصمي will become famous soon enough
فارس العاصمي
تقني سابق
  • ملف العضو
  • معلومات
SOUILAH Mohamed
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • المشاركات : 2,994
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • SOUILAH Mohamed is on a distinguished road
SOUILAH Mohamed
شروقي
رد: بحث شامل حول الوهابية أرجو التثبيت للأهمية
06-11-2009, 10:38 PM
لم أفهم بعد كل الذي كتبته لماذا يصر المعادون على ضلال الوهّابية وابن عبد الوهّاب فمن استطاع أن يجد لسؤالي جوابا سيكون مشكورا مني
كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و انت يا هذا مطلوب ، و لك ذنوب و ما تتوب ، و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:52 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى