تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدراسات الإسلامية

> رايي في المدهب الوهابي ...مع احترامي للجميع

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
mreda
زائر
  • المشاركات : n/a
mreda
زائر
رد: رايي في المدهب الوهابي ...مع احترامي للجميع
03-02-2010, 11:45 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة normal-dz مشاهدة المشاركة
على رأيك فعلي بن أبي طالب في النار لانه قاتل معاوية و الحسين في النار لأنه حمل السلاح ضد خليفة المسلمين؟

انا مندهش من تساؤلك
ومندهش اكتر من تسميتك لمعاوية بخليفة المسلمين

انا اعرف انك قليل العلم و المعرفة وهدا ليس عيب .

لدلك اقول لك لا تدخل نفسك في متاهات كبيرة .

الدي قتل عمار هو ابو الغادية و هو صحابي .ورسولنا الكريم بشر قاتل عمار بالناروهدا حديت صحيح انتم صححتموه في كتبكم.

هل تعترف ان قاتل عمار في النار . نعم ام لا.

ان مسالة الصحبة لا تعفي الصحابي من التزاماته الدينية و الدنيوية . ان الله و رسوله لا يقدمون صكوك الغفران لاي احد حتى ولو كان صحابيا .

معاوية هو ادنى ان نقيس به الامام علي عليه السلام . فمن هو حتى نقيس به سيد ال البيت عليهم السلام .
  • ملف العضو
  • معلومات
دمعة حزينة
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 01-10-2009
  • الدولة : بلدي الغالي الجزائر
  • العمر : 34
  • المشاركات : 567
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • دمعة حزينة is on a distinguished road
دمعة حزينة
عضو متميز
رد: رايي في المدهب الوهابي ...مع احترامي للجميع
03-02-2010, 03:04 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mreda مشاهدة المشاركة
لسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد و على ال محمد و بارك على محمد و على ال محمد انك حميد مجيد
المذهب الوهابي
- الوهابية و مؤسسها

تنسب الفرقة الوهابية الى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان النجدى، المولود سنة 1111ه، والمتوفى سنة 1206ه.
وكان هذا قد اخذ شيئا من العلوم الدينية، كما كان مولعا بمطالعة اخبار مدعى النبوة كمسيلمة الكذاب وسجاح والاسود العنسى وطليحة الاسدى، فظهر منه ايام دراسته زيغ وانحراف كبير، مما دعا والده وسائر مشايخه الى تحذير الناس منه، فقالوا فيه: سيضل هذا، ويضل اللّه به من ابعده واشقاه!
وفى سنة 1143 ه اظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة الى مذهبه الجديد، ولكن وقف بوجهه والده ومشايخه، فابطلوا اقواله، فلم تلق رواجا حتى توفى والده سنة 1153 ه فجدد دعوته بين البسطاء والعوام فتابعه حثالة من الناس، فثار عليه اهل بلده وهموا بقتله، ففر الى (العيينة) وهناك تقرب الى امير العيينة وتزوج اخت الامير، ومكث عنده يدعو الى نفسه والى بدعته، فضاق اهل العيينة منه ذرعا فطردوه من بلدتهم، فخرج الى (الدرعية) شرقى نجد، وهذه البلاد كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التى انطلقت منها احزاب الردة. فراجت افكار محمد بن عبد الوهاب فى هذه البلاد و اتبعه اميرها محمد بن سعود، وعامة اهلها.
وكان فى ذلك كله يتصرف وكانه صاحب الاجتهاد المطلق، فهو لا يعبا بقول احد من ائمة الاجتهاد لا من السلف ولا من المعاصرين له، هذا ولم يكن هو على الحقيقة ممن يمت الى الاجتهاد بصلة!!
هكذا وصفه اخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، وهو اعرف الناس به، وقد الف كتابا فى ابطال دعوة اخيه واثبات زيفها، ومما جاء فيه عبارة موجزة وجامعة فى التعريف بالوهابية وموسسها، قال فيها: (اليوم ابتلى الناس بمن ينتسب الى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالى من خالفه، ومن خالفه فهو عنده كافر، هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال اهل الاجتهاد، ولا واللّه ولا عشر واحدة، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال، فانا للّه وانا اليه راجعون).
_______________________________________________
_______________________________________________
2- اصول الفكر الوهابى
للفرقه الوهابية اصل معلن واصل خفى..
اما الاصل المعلن، فهو: اخلاص التوحيد للّه، ومحاربة الشرك والاوثان. ولكن ليس لهذا الاصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى.
واما الاصل الخفى، فهو: تمزيق المسلمين واثارة الفتن والحروب فيما بينهم خدمة للمستعمر الغربى. وهذا هو المحور الذى دارت حوله جهود الوهابية منذ نشاتها وحتى اليوم.. فهو الاصل الحقيقى الذى سخر له الاصل المعلن من اجل اغواء البسطاء وعوام الناس.
فلا شك ان شعار (اخلاص التوحيد ومحاربة الشرك) شعار جذاب سيندفع تحته اتباعهم بكل حماس، وهم لا يشعرون انه ذريعة لتحقيق الاصل الخفى.
ولقد اثبت المحققون فى تاريخ الوهابية ان هذه الدعوة قد انشئت فى الاصل بامر مباشر من وزاره المستعمرات البريطانية.
انظر مثلا: (اعمدة الاستعمار) لخيرى حماد، و(تاريخ نجد) لسنت جون فيلبى او عبداللّه فيلبى، و(مذكرات حاييم وايزمن) اول رئيس وزراء للكيان الصهيونى، و(مذكرات مستر همفر)، و(الوهابية نقد وتحليل) للدكتور همايون همتى.


لا اله الا الله أنت تأخذين مصادرك من أعداء الله والاسلام فلا عجب اذن أن تنشري مثل هذه السموم بدون علم
_______________________________________________
_______________________________________________


3- مصادر الفكر الوهابى
قسمت الوهابية العقائد الى قسمين:
الاول: ما ورد فيه نص فى الكتاب او السنة..
فزعموا ان هذا ياخذونه من الكتاب والسنة مباشرة، دون الرجوع الى اجتهاد المجتهدين فى معناه، سواء كانوا من الصحابة او التابعين او غيرهم من ائمة الاجتهاد.
والقسم الثانى: ما لم يرد فيه نص.. وزعموا انهم يرجعون فيه الى فقه الامام احمد بن حنبل وابن تيمية.
لكنهم اخفقوا فى الامرين معا، ووقعوا فى التناقض وارتكبوا المحذور، فمن ذلك:
ا - انهم جمدوا على معان فهمومها من ظواهر بعض النصوص، فخالفوا الاصول والاجماع. ومن هنا وصفهم الشيخ محمد عبده بانهم: (اضيق عطنا واحرج صدرا من المقلدين، فهم يرون وجوب الاخذ بما يفهم من اللفظ الوارد والتقيد به بدون التفات الى ما تقتضيه الاصول التى قام عليها الدين).
ب - خالفوا الامام احمد صراحة فى تكفيرهم من خالفهم من المسلمين، فى حين لم يجدوا فى فتاوى الامام احمد ما يشهد لعقيدتهم هذه، بل على العكس، كانت سيرته وفتاواه كلها بخلاف ذلك، فهو لا يكفر احدا من اهل القبله بذنب كبيرا كان او صغيرا، الا بترك الصلاة.
وايضا: لم يجدوا عند ابن تيمية ما يشهد لعقيدتهم هذه، بل الذى ورد عن ابن تيمية هو العكس من ذلك تماما..
قال ابن تيمية: ان من والى موافقيه وعادى مخالفيه، وفرق جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفيه فى مسائل الاراء والاجتهادات، واستحل قتالهم، فهو من اهل التفرق والاختلاف.
فالوهابية اذن وفقا لعقيدة ابن تيمية هم من اهل التفرق والاختلاف!!
ج - ان عقيدة الوهابية فى زيارة المشاهد تقضى بان الامام احمد نفسه ومن وافقه من السلف هم من المشركين الذين تجب البراءة منهم ويجب هدر دمائهم واموالهم..
فقد نقل ابن تيمية ان الامام احمد قد كتب جزءا فى زيارة مشهد الامام الحسين(ع) فى كربلاء، وما ينبغى ان يفعله الزائر هناك، وقال ابن تيمية: ان الناس فى زمن الامام احمد كانوا ينتابونه، اى يقصدون زيارته.
اما فى عقيدة الوهابية فان شد الرحال الى المشاهد وقصد زيارتها من الشرك الذى تهدر معه الدماء والاموال..
وبهذا فقد حكموا بالشرك وهدر الدماء والاموال على الامام احمد ومن عاصره ومن كان قبلهم من السلف الذين كانوا يفعلون ذلك ويستحبونه.
بل لازم قولهم: ان الامة منذ ذلك العصر كلهم مشركون وكفار!! وهذا يتعدى حتى الى الصحابة ايضا.
فباى شىء اذن ينسبون انفسهم الى الامام احمد والى السلف؟!
د - مثل ذلك يقال ايضا عن عقيدتهم بالاستشفاع بالنبى(ص)، فعندهم ان من طلب الشفاعة من النبى(ص) بعد موته فقد اشرك الشرك الاكبر، وقد جعل النبى عندئذ وثنا يعبده من دون اللّه، وعلى هذا اوجبوا هدر دمه وماله.
بينما ثبت فى الصحيح ان كثيرا من اجلاء الصحابة والتابعين كانوا يفعلون ذلك ويستجاب لهم عاجلا، وقد صحح ذلك ابن تيمية ايضا فى كتابه (الزيارة 7: 101 - 106) من طرق عديدة نقلها بطولها عن البيهقى والطبرانى وابن ابى الدنيا واحمد بن حنبل وابن السنى، رغم انه اصر على خلافها اصرارا على الراى رغم اعترافه بوجود البرهان على خلافه، الا ان ابن تيمية لا يرى ذلك من الشرك الاكبر كما فعلت الوهابية.
فيكون اولئك الصحابة والتابعون - وفقا لعقيدة الوهابية - من المشركين الذين يجب قتلهم!!
وليس هولاء وحدهم مشركين فى عقيدة الوهابية، بل الاخرون ممن كان يبلغه فعلهم هذا فى استشفاعهم بالنبى(ص) ولا ينكر عليهم ولا يكفرهم، هولاء ايضا محكوم عليهم بهدر الدماء والاموال..
فمن ابقوا يا ترى من هذه الامة على الاسلام؟! ومن هو اذن سلفهم الذى يقتدون به؟!

4-عقيدتهم فى الصحابة
ا - ثبت فى ما تقدم ان عقيدة الوهابية تقضى على جل الصحابة بالكفر والشرك..
هذا حكمهم على جل الصحابة الذين عاشوا بعد النبى(ص) واجازوا الاستشفاع به (ص)، او اجازوا السفر لزيارة قبره الشريف، او راوا من يجيز ذلك او سمعوا به فلم يحكموا عليه بالكفر والشرك ولا هدروا دمه ولا استباحوا امواله!!

لا اله الا الله أباطيل والله اتق الله في نفسك
هذا هو لازم عقيدتهم، وهذا هو حكمهم بالفعل. اما حين يروغون عنه بالقول فى ما يزعمونه من تعظيم الصحابة، فانما يريدون منه اغواء البسطاء وتضليل الناس، كما يخشون ايضا عواقب تصريحهم بذلك.
ب - لم تقف الوهابية عند هذا الحد، بل تناولوا الصحابة الذين كانوا حول الرسول(ص) فى حياته ايضا.. فقال محمد بن عبد الوهاب موسس الوهابية ما نصه: ان جماعة من الصحابة كانوا يجاهدون مع الرسول ويصلون معه ويزكون ويصومون ويحجون، ومع ذلك فقد
كانوا كفارا بعيدين عن الاسلام!!
ج - مما يوكد عقيدتهم هذه فى الصحابة مبالغة كتابهم وعلمائهم فى الدفاع عن يزيد بن معاوية والثناء عليه، فى حين لم يعرف التاريخ عدوا للصحابة كيزيد، ولا عرف التاريخ احدا اباح دماء الصحابة واعراضهم كما فعل يزيد فى وقعة الحرة بالمدينة المنورة حيث اباحها لجنده ثلاثة ايام يقتلون رجالها وكلهم من الصحابة وابناء الصحابة، ويهتكون الاعراض وهى اعراض الصحابة فافتضوا العذارى من بنات الصحابة حتى انجبت منهن نحو الف عذراء لا يدرى من اولدهن!!
وقبل ذلك كان فعله فى كربلاء فى قتل ثمانية عشر رجلا من اهل بيت الرسول(ص)، فيهم سبطه وريحانته الحسين، واولاده واولاد اخيه الحسن، ومن معه من اخوته وابناءهم وحتى الرضع منهم.
وبعد ذلك فعله فى مكة المكرمة واحراق الكعبة.. ذلك هو يزيد الذى يثنون عليه.. ومن يدرى لعلهم يثنون عليه لاجل اعماله تلك وفعله ذلك فى الصحابة ونسائهم وذرياتهم؟!
واغرب من ذلك ان يزيد كان لا يقيم الصلاة، وكان يشرب الخمرة.. فهم بحكم انتسابهم الى فقه الامام احمد ينبغى ان يفتوا بكفره لاجل هذا وحده.. ولكنهم اثنوا عليه واعتذروا له..
فلاى شىء اثنوا على يزيد مع علمهم بكل ما تقدم من فعله وخصاله، بينما كفروا من استشفع بالرسول او قصد زيارته وان كان من كبار الصحابة والتابعين ومجتهديهم؟ هل لان يزيد افنى صحابة رسول اللّه (ص) وهتك اعراضهم واستباح اموالهم وذراريهم؟!
_______________________________________________
_______________________________________________


5 - عقيدتهم فى الصفات
عقيدة الوهابية فى الصفات هى من صنف عقائد المجسمة..
فهم ينسبون الى اللّه تعالى الاعضاء على الحقيقة: كاليد، والرجل، والعين، والوجه.. ثم يصفونه تعالى شانه بالجلوس والحركة والانتقال والنزول والصعود، على الحقيقة كما يفهم من ظاهر اللفظ.. تعالى اللّه عما يصفون.
وهذه العقيدة قلدوا فيها ابن تيمية.. وهى فى الاصل عقيدة الحشوية من اصحاب الحديث الذين لا معرفة لهم بالفقه والثابت من اصول الدين، فيجرون وراء ما يفهمون من ظاهر اللفظ، وقد اخذوا ذلك عن مجسمة اليهود.
فجاءوا بكلام لم يستطيعوا ان ينقلوا منه حرفا واحدا عن واحد من الصحابة ولا واحد من الطبقة الاولى من التابعين، ثم زعموا ان هذا هو اجماع السلف، وزوروا ذلك بكلام طويل كله لف ودوران خال من اى برهان صادق.
بل لم يجدوا الا كلمة واحدة اطلقها ابن تيمية جزافا، وهى محض افتراء لا ينطلى الا على البسطاء الذين لا يتثبتون مما يسمعون، وعلى المقلدين المتعصبين..
يقول ابن تيمية فى حجته الكبرى على مصدر هذه العقيدة ما نصه: ان جميع ما فى القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف فى تاويلها، وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث، ووقفت على ما شاء اللّه من الكتب الكبار والصغار، اكثر من مئة تفسير، فلم اجد الى ساعتى هذه عن احد من الصحابة انه تاول شيئا من آيات الصفات او احاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف.
وقال فى نفس الموضع انه كان يكرر هذا الكلام فى مجالسه كثيرا..
لكنه كلام باطل يشهد على بطلانه كل ما ورد فى تفسير آيات الصفات، وخاصة فى الكتب التى نقلت تفاسير الصحابة، والكتب التى كان يوكد عليها ابن تيمية ويقول: انها تروى تفاسير الصحابة والسلف بالاسانيد الصحيحة وليس فيها شىء من الموضوعات والاكاذيب، واهمها: تفسير الطبرى، وتفسير ابن عطية، وتفسير البغوى.
فهذه التفاسير جميعا نقلت عن الصحابة تاويل آيات الصفات بخلاف ظاهرها، وهذا جار فى جميع آيات الصفات.
انظر مثلا تفسير آية الكرسى عند الطبرى وابن عطية والبغوى، فهم جميعا يبداون بقول ابن عباس: كرسيه علمه.
واكتفى ابن عطية بهذا ووصف ما ورد عن غير ابن عباس بانه من الاسرائيليات واخبار الحشوية التى يجب ان لا تحكى.
وهكذا مع جميع الايات التى جاء فيها ذكر الوجه: (وجه ربك) او(وجهه) او (وجه اللّه)، فاول ما ينقلونه عن الصحابة هو التاويل بالقصد او الثواب او نحوها كما يقتضى المقام.
اذن فبرهانهم الوحيد على عقيدتهم فى التجسيم هو افتراء على الصحابة، وتزوير فى الحقائق الدينية، ونسبة الباطل حتى الى كتب التفسير المتداولة بين الناس رغم سهولة التحقق من ذلك.
فهل سيحاول القارىء ان ينظر فى هذه التفاسير ليقف على الحقيقة بعينه؟ خذ مثلا تفسير البغوى الذى عظمه ابن تيمية كثيرا وقال انه لم يرو الموضوعات، وقف على تفسير هذه النبذة من آيات الصفات: البقرة آية 115 و255 (آية الكرسى) و272، الرعد آية 22، القصص آية 88، الروم آية 38و 39، الدهر آية 9، الليل آية 20 .
لترى بعدئذ عظمة ما ارتكبه هولاء من افتراء وزيف وبهتان نسبوه الى هذا الدين العظيم والى السلف.
_______________________________________________
_______________________________________________
6-الوهابية والمسلمون
(البدعة الوهابية الكبرى)
يعتقد الوهابية انهم وحدهم اهل التوحيد الخالص، واما سائر المسلمين فهم مشركون لا حرمة لدمائهم وذراريهم واموالهم، ودارهم دار حرب وشرك!!
ويعتقدون ان المسلم لا تنفعه شهادة ان (لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه) ما دام يعتقد بالتبرك بمسجد الرسول - مثلا - ويقصد زيارته ويطلب الشفاعة منه!
ويقولون ان المسلم الذى يعتقد بهذه الامور فهو مشرك وشركه اشد من شرك اهل الجاهلية من عبدة الاوثان والكواكب!
ففى رسالة (كشف الشبهات) اطلق محمد بن عبد الوهاب لفظ الشرك والمشركين على عامة المسلمين عدا اتباعه فى نحو 24 موضعا، واطلق عليهم لفظ: الكفار، وعباد الاصنام، والمرتدين، وجاحدى التوحيد، واعداء التوحيد، واعداء اللّه، ومدعى الاسلام فى نحو 20 موضعا. وعلى هذا النحو سار اتباعه فى سائر كتبهم.
فهل جاءوا بعقيدتهم هذه من اجماع السلف، ام هى بدعة منكرة؟
لقد نقل ابن حزم الاصل القائل: (انه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله فى اعتقاد او فتيا) ثم عد ائمة السلف القائلين به، الى ان قال: (وهذا هو قول كل من عرفنا له قولا فى هذه المسالة من الصحابة، ولا نعلم فيه خلافا).
ام ابن تيمية فقد صرح بانه لم يكفر المسلمين بالذنوب والاجتهادات الا الخوارج.
اذن ليس للوهابية سلف يقتدون به فى بدعتهم هذه سوى الخوارج!!

7 - بين الوهابية والخوارج
مما يثير الدهشة كثرة اوجه الشبه بين الوهابية والخوارج فى ما شذوا به عن جماعة المسلمين، حتى انه ليخيل للدارس ان هولاء من اولئك وان تباعد بينهم الزمن!
ومن اوجه الشبه والتوافق بين الطائفتين:
ا - شذ الخوارج عن جميع المسلمين فقالوا:
ان مرتكب الكبيرة كافر.
وشذ الوهابية فكفروا المسلمين على ما عدوه من الذنوب.
ب - حكم الخوارج على دار الاسلام اذا ظهرت فيها الكبائر انها دار حرب، وحل منها ما كان يحل لرسول اللّه (ص) من دار الحرب، اى تهدر دماوهم واموالهم.
وهكذا حكم الوهابية على دار الاسلام وان كان اهلها من اعبد الناس للّه تعالى واكثرهم صلاحا، اذا كانوا يعتقدون جواز السفر لزيارة قبر النبى ومشاهد الصالحين ويطلبون منهم الشفاعة.
ويلاحظ فى النقطتين معا ان الوهابية شر من الخوارج فالخوارج نظروا الى امور اجمع المسلمون على انها كبائر بينما ركز الوهابية على اعمال ليست هى من الذنوب اصلا بل هى من المستحبات التى عمل بها السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بلا خلاف، كما تقدم بيانه.

ج - تشابه الوهابية والخوارج فى التشدد فى الدين والجمود فى فهمه.
فالخوارج لما قراوا قوله تعالى (ان الحكم الا للّه) قالوا من اجاز التحكيم فقد اشرك باللّه تعالى، واتخذوا شعارهم (لا حكم الا للّه) كلمة حق يراد بها باطل، فقولهم هذا جمود وجهل كبير، فالتحكيم فى الخصومات ثابت فى القرآن الكريم وفى بداهة العقول وفى السنة النبوية وسيرة الرسول والصحابة والتابعين.
وكذلك الوهابية لما قراوا قوله تعالى: (اياك نعبد واياك نستعين) وقوله تعالى: (من ذا الذى يشفع عنده الا باذنه) و(لا يشفعون الا لمن ارتضى)، قالوا: ان من قال بجواز طلب الشفاعة من النبى والصالحين فقد اشرك باللّه، ومن قصد زيارة النبى وساله الشفاعة فقد عبده واتخذه الها من دون اللّه، فكان شعارهم (لا معبود الا اللّه) و(لا شفاعة الا للّه)، وهى كلمة حق يراد بها باطل، وهى جمود ايضا وجهل كبير، وجواز هذه الامور ثابت فى سيرة الصحابة والتابعين كما تقدم.
د - قال ابن تيمية: (الخوارج اول بدعة ظهرت فى الاسلام فكفر اهلها المسلمين واستحلوا دماءهم) وهكذا كانت بدعة الوهابية وهى آخر بدعة ظهرت فى الاسلام.
ه - الاحاديث الشريفة التى صحت فى الخوارج ومروقهم من الدين، انطبق بعضها على الوهابية ايضا.. ففى الصحيح عنه (ص) قال: (يخرج اناس من قبل المشرق يقراون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، سيماهم التحليق).
قال القسطلانى فى شرح هذا الحديث: (من قبل المشرق: اى من جهة شرق المدينة كنجد وما بعدها).
ونجد هى مهد الوهابية وموطنها الاول الذى منه ظهرت وانتشرت.. وايضا فان حلق الرووس كان شعارا للوهابية يامرون به من اتبعهم وحتى النساء. ولم يكن هذا الشعار لاحد من اهل البدع قبلهم، لذا كان بعض العلماء المعاصرين لظهور الوهابية يقولون: (لا حاجة الى التاليف فى الرد على الوهابية، بل يكفى فى الرد عليهم قوله (ص): (سيماهم التحليق) فانه لم يفعله احد من المبتدعة غيرهم)..
و - جاء فى الحديث النبوى الشريف فى وصف الخوارج: (يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان). وهذا هو حال الوهابية تماما، فلم يشننوا حربا الا على اهل القبلة، ولم يعرف فى تاريخهم انهم قصدوا اهل الاوثان بحرب او عزموا على ذلك، بل لم يدخل ذلك فى مبادئهم وكتبهم التى امتلات بوجوب قتال اهل القبلة!!
ز- روى البخارى عن ابن عمر انه قال فى وصف الخوارج: (انهم انطلقوا الى آيات نزلت فى الكفار، فجعلوها على المومنين).
وورد عن ابن عباس انه قال: (لا تكونوا كالخوارج، تاولوا آيات القرآن فى اهل القبلة، وانما انزلت فى اهل الكتاب والمشركين، فجهلوا علمها فسفكوا الدماء وانتهبوا الاموال).
وهذا هو شان الوهابية، انطلقوا الى الايات النازلة فى عبدة الاوثان فجعلوها على المومنين، بهذا امتلات كتبهم، وعليه قام مذهبهم.
ح - حوار بين سنى ووهابى.
قال الوهابى: ان كتب الحنابلة هى كتب الوهابية، فما تنكر منها؟ وليس لك ان تواخذهم الا بما تجده صريحا فى كتبهم، ولا عبرة بنقل الخصم.
قال السنى: ما تقول فى القرامطة؟
قال الوهابى: كفار ملاحدة.
قال السنى: انهم يزعمون ان مذهبهم مذهب اهل البيت، وان كتب اهل البيت هى كتبهم، فهل تجد فى كتب اهل البيت الا الحق والنور؟
قال الوهابى: ان القرامطة كذبوا، وهولاء نقلة التاريخ يثبتون كفر القرامطة وزورهم.قال السنى: هل ترى قيام الحجة بنقل اهل التاريخ؟
قال الوهابى: نعم، فان الشافعى صرح بان نقلهم جماعة عن جماعة احب اليه من نقل اهل الحديث واحدا عن واحد.
قال السنى: اذن يجب ان تقبل منى من نقل المورخين المشاهدين للوهابية ما هو صريح فى كفرهم!
واضاف: ان فعل المرء حجة ودليل عليه وان كذبه لسانه، فالقرامطة لما استحلوا دماء المسلمين واموالهم لم تبق شبهة فى كفرهم، وكذلك سادتك.
فغضب الوهابى ولم يدر ما يقول..
قال السنى: ما تقول فى ما ورد فى الخوارج ومروقهم وانهم كلاب النار، وشر قتلى تحت اديم السماء؟
قال الوهابى: ان المجموع يفيد العلم القطعى بمروق الخوارج واستحقاقهم غضب اللّه، ولكنهم هم الذين قتلهم على بالنهروان، وليس الوهابية منهم.
قال السنى: بم استحق اولئك غضب اللّه، ابكونهم يحقر الصحابة صلاتهم فى جنب صلاتهم، وصيامهم فى جنب صيامهم؟ قال الوهابى: لا.
قال السنى: ابسبب زهدهم وتقشفهم وقراءتهم القرآن يقومونه كالقدح، وقولهم من قول خير البرية؟
قال الوهابى: لا.
قال السنى: فبماذا اذن؟.. فتلعثم الوهابى..
فقال السنى: ما ذاك الا باستحلالهم دماء المسلمين واموالهم، وتكفيرهم لهم، مع ادعائهم انهم هم المسلمون وحدهم، ولا شك ان من اتصف بما اتصفوا به يستحق ما استحقوا بتلك الصفة.

8- الوهابية والغلاة
(نافذة على الحقيقة)
الغلاة هم الذين بالغوا فى تعظيم بعض الرجال فرفعوهم فوق منازل البشر.
وفى الوقت الذى كان فيه محمد بن عبد الوهاب يبشر بدعوته الجديدة فى نجد، كان رجل آخر يبشر بدعوة اخرى جدد فيها كثيرا مما كان قد اندرس من عقائد الغلاة الاوائل الذين غلوا فى الامام على واهل البيت عليهم السلام، وقد شابهت دعوته دعوة محمد بن عبد الوهاب فى تكفير من خالفه من المسلمين وفى الطعن على الصحابة، وزادت هذه الاخيرة على الوهابية فصرحت بتكفير اغلب الصحابة..
ذلك الرجل هو (الشيخ احمد الاحسائى المتوفى سنة 1241ه)، وسمى اتباعه (الشيخية). ولما مات احمد الاحسائى كان خليفته كاظم الرشتى ومقره مدينة كربلاء.
فما هو موقف الوهابية من هذه الدعوة المعاصرة لها؟
لقد غزت الوهابية مدينة كربلاء فى الوقت الذى كان يتمركز فيها الشيخية وزعيمهم كاظم الرشتى، وعلى عادتهم فى سائر حروبهم قتلوا آلاف الرجال والاطفال والنساء ونهبوا الاموال وخربوا البيوت، ولكن فى اثناء ذلك منحوا كاظم الرشتى الامان، وجعلوا بيته آمنا، ومن لجا اليه فهو آمن!!
انه موقف يكشف عن حقيقة الوهابية، ويفضح زيف ادعائهم فى اخلاص التوحيد ومحاربة الشرك!
وهنا التفاتة الى الوراء.. مع ابن تيمية الذى يزعم الوهابية انه قدوتهم وامامهم، وموقفه من احدى الفرق الغالية.. وهى الفرقة اليزيدية التى غلت بيزيد بن معاوية، ومنهم (العدوية) نسبة الى عدى بن مسافر الذى كان قدوتهم اولا ثم غلوا فيه وفى يزيد، وقد عاصر ابن تيمية فترة نمو هذه الفرقة وكان له معهم موقف يثير الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام.
فابن تيمية مشهور بحدته وهجومه على سائر الفرق الاسلامية ووصفها بالضلال والزيغ والانحراف، فكيف خاطب هولاء الغلاة المشركين؟
لقد كتب اليهم كتابا استهله بكلام عجيب يصفهم فيه بالاسلام والايمان، ويسدى لهم النصح باسلوب اخوى هادى لا تجد منه حرفا واحدا فى كلامه عن الفرق الاسلامية الاخرى كالاشعرية والشيعة الامامية والزيدية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم. فقال:
(من احمد بن تيمية الى من يصل اليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين الى السنة والجماعة، المنتمين الى جماعة الشيخ العارف القدوة ابى البركات عدى ابن مسافر الاموى رحمه اللّه، ومن نحى نحوهم، وفقهم اللّه لسلوك سبيله واعانهم على طاعته وطاعة رسوله... سلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، وبعد...).
هكذا جعلهم من المسلمين المنتسبين الى السنة والجماعة مع انهم من الغلاة بلا خلاف، والغلاة مشركون خارجون عن الاسلام باجماع الفرق الاسلامية، وبمقتضى الكتاب والسنة، لانهم اخلوا بالتوحيد فخرجوا منه الى الشرك!
فهل سيكون فى هذه المواقف عبرة؟
9-الوهابية فى خدمة من؟
هل فكر الوهابية يوما ما بمصالح المسلمين الكبرى؟
هل فكروا يوما فى التصدى للمطامع الاستعمارية فى بلادنا الاسلامية؟ هل شغلهم الغزو الغربى لبلاد المسلمين؟ ماذا قدموا فى مواجهة النفوذ الصليبى والصهيونى فى بلاد الاسلام؟
ما هو موقفهم من الولاء للغرب وفتح الابواب امامه ليبسط يديه على ثروات المسلمين وعلى سيادتهم وكرامتهم؟
لم يعد شىء من ذلك خفيا على احد، فما ان يفتح المسلم عينيه الا ويدرك ان الوهابية هم اول خدام الاستعمار الغربى فى بلاد المسلمين..
وليس هذا فقط، بل انك لو تتبعت تراث محمد بن عبد الوهاب وقادة الوهابية الاوائل من بعده فلا تجد فيه اثرا لعمارة الارض، واقامة العدل، وانصاف المظلوم، ومكافحة الفقر والجهل..
ولا تجد فيه اثرا لتحسين وجه الحياة، وتحقيق التقدم العلمى والاقتصادى والاجتماعى..ولا اثرا للسلم والرخاء..
بل لا تجد فيه سوى تكفير المسلمين ورميهم بالشرك، وايجاب قتالهم واستباحة دمائهم واموالهم!!
ان كل الذى يشغلهم هو وجود قبر هنا، ومسجد هناك، ورجل يقول: يا نبى الرحمة اشفع لى عند اللّه!!
هذا هو شغلهم لا غير، وهذا هو همهم الوحيد الذى انطلقوا تحت غطائه يسفكون دماء المسلمين ويستبيحون المحرمات ويثيرون الفتن واحدة بعد الاخرى، ولا يهمهم بعد ذلك ان تكون بلاد المسلمين غرضا للاعداء من مشركين وكفار وصليبيين وصهاينة.
هل هز مشاعر شيوخ الوهابية وامرائهم ما جرى لبيت المقدس، ولمسلمى البوسنة والهرسك ولبنان، كما هزهم قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب الذى كان الصحابة يزورونه ويصلون عنده؟
ام اثارهم التسلط الامريكى على منابع النفط فى بلادنا الاسلامية، كما اثارهم قبر ريحانة الرسول الحسين بن على الذى كان الصحابة والتابعون يشدون الرحال لزيارته وحتى فى زمن الامام احمد بن حنبل كما تقدم نقله عن ابن تيمية؟
وهل سيثيرهم الحصار المفروض على الشعب الليبى المسلم بلا حجة وبلا ادنى ذريعة يمكن قبولها، كما اثارهم ما وجدوه من هدايا علقت عند قبر الرسول الاكرم؟ ليتنا نجد منهم ذلك او بعضا من ذلك..
انها لمن دواعى الاسى ان تنفق كل هذه الاوقات والجهود والاموال والطاقات الفكرية فى الخوض فى سفاسف الامور وتوافه الكلام التى لا ينشد لها الا الجهلة والغوغاء والعاطلون من الناس.
ان الذى جعل الوهابية يجدون شغلهم الشاغل فى هذه المواضع عدة امور كلها تصدق عليهم:
منها: الضحالة الفكرية وضيق الافق.. فهم لا يحسنون شيئا الا هذا النوع من الكلام، ولا تستوعب اذهانهم سوى هذا المدى من التفكير.
ومنها: العجز عن فهم الحياة وعن مواكبة العصر.. فهم عاجزون تماما عن التقدم فى البحوث الدينية والعلمية والاجتماعية تقدما مقبولا فى هذا العصر الحديث، فينكبون على الكلام البالى والمتهرى فيبالغون فى تعظيمه وتقديسه لكى يجدوا لانفسهم منفذا يطلون منه على هذا العالم المتقدم.
ومنها: ضيق صدورهم وامتلا قلوبهم بالحقد وكراهية الخير وحب الشر لهذه الامة.. فمن تتبع لهجاتهم ونبراتهم المتشنجة والمتوترة وانشدادهم انشدادا فى غير محله وتهورهم فى الخطاب، لمس فيهم الضحالة وضيق الافق والحقد والبغض والهمجية والتخلف بكل معانيها.
ومنها: موالاتهم الصريحة والعلنية لاعداء الاسلام.. وهذا موضوع لا يحتاج الى بيان وليس هو بخاف على احد، فليس بين فئات المسلمين من يدين بالولاء للغرب كما يدين له الوهابية، يخضعون له ويتقربون اليه ويدافعون عن عملائه الخونة، وما يزال هذا هو دينهم الذى لا يرتضون له بدلا.
ان وجودهم فى بلاد الاسلام فتح ولا يزال يفتح الابواب امام الصهيونية والصليبية المعتدية لتنفذ كيف تشاء فى الكيان الاسلامى، فتمزق وتنهب وتدمر وتحاصر وتبسط نفوذها، وهولاء يمهدون لها كل شىء ويساندون اخوانهم الخونة فى كل مكان..
انهم الجرثومة الخبيثة التى مهدت للغرب سابقا ان يزرع اسرائيل اللقيطة فى قلب هذه الامة.. وهم الذين ساندوا على الدوام جميع الانظمة العميلة للغرب ووقفوا معها بوجه حركات التحرر الابية..
وهم الجرثومة الخبيثة التى تمهد اليوم لتثبيت اقدام المعسكر الغربى فى قلب العالم الاسلامى.. ولتثبيت اسرائيل اللقيطة حتى لا يفكر احد فى ازالتها..
وهم الايادى اللعينة التى يحركها الغرب لمواجهة الصحوة الاسلامية المتصاعدة اليوم ومساندة الانظمة العميلة والمنافقة التى تتولى قمع الصحوة الاسلامية بالنار والحديد.هذه هى حقيقة ما انجزه الوهابية وما ينجزونه اليوم وما يدينون به لمستقبلهم!!
انهم يخشون الصحوة الاسلامية كما تخشاها اسرائيل، لان مصيرهم اصبح رهينا بمصير اسرائيل.
_______________________________________________
_______________________________________________

10- نبذة مما صح فى الزيارة والتوسل الزيارة
1 - قال(ص): (من زارنى بعد مماتى فكانما زارنى فى حياتى).
2 - قال(ص): (من زارنى الى المدينة كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة).
3 - قال(ص): (من زارنى محتسبا الى المدينة كان فى جوارى يوم القيامة).
4 - قال(ص): (من زار قبرى وجبت له شفاعتى).
5 - قال الامام مالك: اذا اراد الرجل ان ياتى قبر النبى(ص) فليستدبر القبلة ويستقبل النبى(ص) ويصلى عليه ويدعو.
6 - عن اصحاب الشافعى: يقف الزائر وظهره الى القبلة ووجهه الى الحظيرة المشرفة، وهو قول احمد بن حنبل.
7 - فى كتاب (العلل والسوالات) لعبداللّه بن احمد ابن حنبل، قال: سالت ابى عن الرجل يمس منبر الرسول(ص) ويتبرك بمسه ويقبله، ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب اللّه تعالى..
فقال: لا باس به.
8 - قال المحب الطبرى: يجوز تقبيل القبر ومسه، وعليه عمل العلماء والصالحين.
9 - من حديث الامام جعفر الصادق عن آبائه عليهم السلام: ان فاطمة عليها السلام كانت تاتى قبر حمزة كل جمعة.
التوسل
1 - فى دعائه (ص): (اللهم بحق السائلين عليك...).
2 - قال الساوى الحنبلى فى (المستوعب) - باب زيارة قبر النبى(ص): ثم ياتى - الزائر- حائط القبر فيقف ناحيته ويجعل القبر تلقاء وجهه والقبلة خلف ظهره والمنبر عن يساره.
ثم ذكر كيفية السلام والدعاء وفيه: اللهم انك قلت فى كتابك لنبيك(ص): (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاووك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول) وانى قد اتيت نبيك مستغفرا، فاسالك ان توجب لى المغفرة كما اوجبتها لمن اتاه فى حياته. اللهم انى اتوجه اليك بنبيك(ص)...
3 - فى الصحيفة السجادية الماثورة عن الامام السجاد على بن الحسين عليه السلام: (وخلصنى يا رب بحق محمد وآل محمد من كل غم).
4 - قال ابو على الخلال شيخ الحنابلة: ما همنى امر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به الا سهل اللّه تعالى لى ما احب.
5 - قال الامام الشافعى: انى لاتبرك بابى حنيفة واجىء الى قبره كل يوم، فاذا عرضت لى حاجة صليت ركعتين وجئت الى قبره وسالت اللّه تعالى الحاجة عنده، فما تبعد ان تقضى.
6 - قال ابو بكر محمد بن المومل: خرجنا مع امام اهل الحديث ابى بكر بن خزيمة وعديله ابى على الثقفى مع جماعة من مشايخنا، وهم اذ ذاك متوافرون الى على بن موسى الرضا بطوس - يعنى الى قبره - قال: فرايت من تعظيمه - يعنى ابن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا.
7 - قال ابن تيمية: نقل عن احمد بن حنبل فى (منسك المروذى) التوسل بالنبى(ص) والدعاء عنده. ونقل ابن تيمية ذلك ايضا عن ابن ابى الدنيا والبيهقى والطبرانى بطرق عديدة شهد لها بالصحة.
هذه نبذة موجزة، وفى سير السلف واحاديثهم فى هذا الباب ما يصعب حصره.
_______________________________________________
_______________________________________________

11-كتب فى الرد على الوهابية
لقد تصدى الكثير من علماء المذاهب الاسلامية المختلفة للبدعة الوهابية، فصنفوا كتبا ورسائل عديدة فى الرد عليهم وتفنيد حججهم وبيان بطلان عقائدهم ومخالفتها للكتاب والسنة والمعروف من عقائد السلف وائمة الاجتهاد، نذكر هنا طائفة من هذه الكتب هدآية وتيسيرا للقارى:
1 - الاصول الاربعة فى ترديد الوهابية:
الخواجة السرهندى.
2 - اظهار العقوق ممن منع التوسل بالنبى والولى الصدوق: الشيخ المشرفى المالكى الجزائرى.
3 - الاقوال المرضية فى الرد على الوهابية:
محمد عطااللّه.
4 - الانتصار للاولياء الابرار: الشيخ طاهر سنبل الحنفى.
5 - الاوراق البغدادية فى الحوادث النجدية:
الشيخ ابراهيم الراوى.
6 - البراهين الساطعة: الشيخ سلامة العزامى.
7 - البصائر لمنكرى التوسل: الشيخ حمد اللّه الداجوى.
8 - تاريخ آل سعود: ناصر السعيد.
9 - تجريد سيف الجهاد لمدعى الاجتهاد:
الشيخ عبداللّه بن عبد اللطيف الشافعى.
10 - تحريض الاغبياء على الاستغاثة بالانبياء والاولياء: الشيخ عبداللّه بن ابراهيم ميرغينى.
11 - تهكم المقلدين بمن ادعى تجديد الدين:
الشيخ المحقق محمد بن عبد الرحمن الحنبلى.
12 - التوسل بالنبى وبالصالحين: ابو حامد بن مرزوق.
13 - جلال الحق فى كشف احوال شرار الخلق: الشيخ ابراهيم حلمى.
14 - الحقائق الاسلامية فى الرد على المزاعم الوهابية بادلة الكتاب والسنة النبوية:
مالك داود.
15 - خلاصة الكلام فى امراء البلد الحرام:
السيد احمد بن زينى دحلان مفتى مكة.
16 - الدرر السنية فى الرد على الوهابية:
السيد احمد بن زينى دحلان.
17 - رد على محمد بن عبد الوهاب: الشيخ اسماعيل التميمى المالكى التونسى.
18 - الرد على الوهابية: الفقيه الحنبلى عبد المحسن الاشيقرى.
19 -رد على الوهابية: الشيخ ابراهيم بن عبد القادر الرياحى التونسى المالكى.
20 - رسائل فى الرد على الوهابية: وهى رسائل كثيرة يصعب احصاوها، وفى طليعتها رسائل المعاصرين لمحمد بن عبد الوهاب وبالخصوص ما كتبه فقهاء الحنابلة فى الرد عليه. وقد ورد الكثير من هذه الرسائل فى كتاب: (التوسل بالنبى وبالصالحين) لابى حامد مرزوق، وكتاب (الدرر السنية فى الرد على الوهابية) لاحمد بن زينى دحلان، وكتاب (علماء المسلمين والوهابيون) للاستاذ حسين حلمى ايشيق.
21 - سعادة الدارين فى الرد على الفرقتين الوهابية ومقلدة الظاهرية: الشيخ ابراهيم بن عثمان السمنودى المصرى.
22 - السيف الباتر لعنق المنكر على الاكابر:
ابو حامد مرزوق.
23 - سيف الجبار المسلول على اعداء الابرار: شاه فضل رسول القادرى.
24 - صلح الاخوان فى الرد على من قال بالشرك والكفران: الشيخ داود بن سليمان البغدادى.
25 - الصواعق الالهية فى الرد على الوهابية: الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب.
26 - فتنة الوهابية: احمد بن زينى دحلان.
27 - الفجر الصادق: الشيخ جميل صدقى الزهاوى.
28 - فصل الخطاب فى الرد على محمد بن عبد الوهاب: الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب.
29 - كشف الارتياب فى اتباع محمد بن عبد الوهاب: السيد محسن الامين.
30 - هذى هى الوهابية: الشيخ محمد جواد مغنية.
وكتب اخرى كثيرة ورد بعضها فى اثناء هذا الكتاب الصغير، وانما اكتفينا بذكر هذا القدر اختصارا.

و يكفي فقط ان نعرف ما فعله التكفيريين السلفيين المتمسلفة اتباع ابن تيمية و محمد عبد الوهاب في الجزائر من شق البطون و اغتصاب النساء و رمي الاطفال في التنور احياء ....و اشياء كتيرة لا اريد ان ادكركم بها و حسبي الله و نعم الوكيل في هؤلاء الاشرار

و اللهم صل على محمد و على ال محمد
اتق الله فيما تذكرينه فما المنهج السلفي ولا الشيخ محمد ابن عبد الوهاب ممن أجازوا التوسل فالمعلوم أنك لا تعلمين شيئا ولم تدرسي أبدا حقائق المنهج السلفي وهل ستثبتي على أقوالك هذه يوم القيامة أمام الله عز وجل فاتق الله ولا تتكلمي عن العلماء فمن أنت حتى تتكلمي بهذا الشكل عن الشيخ العلامة مجدد العصر محمد ابن عبد الوهاب والذين يجوزون التوسل والتبرك بقبور الموتى بالطبع وبلا شك ليس السلفيون فأنصحك أن تراجعي أفارك هذه فكل ما تكتبيه تحاسبين عليه وما السلفيون الذين يشقون البطون ويحلون ما حرم الله تعالى وأتمنى أن تذكري لي من أين لك بهذه الأكاذيب حول المنهج السلفي المبارك
ثم من أنت حتى تتكلمي عن شيخ الاسلام ابن تيمية
أما أنا فأرد عليك حسبي الله ونعم الوكيل في كل من ينشر أباطيله حول المنج السلفي ومن ينتسبون اليه قولا وعملا لا ادعاءا فقط بدون علم ولا هدى وما علاقة السلفية بالخواج لا اله الا الله
ثم من أين لك أن تتهمي السلفي بالتكفيري ما علاقته بالتكفيرين وهم من يتصدون لهذا المنهج الخبيث
أخيتي اعلمي جيدا أن كل ما خطته يداك في هذا اليوم ستحاسبين عليه غدا بين يدي الواحد الأحد
وباذن الله سأسعى ما استطعت لتبيين المنهج السلفي الحق ورد كل الشبه التي ينسبوها اليه أهل الباطل وحسبي الله ونعم الوكيل

قل ان كان تابع أحمد متوهبا فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الاله عن الشريك فليس لي رب سوى المتفرد الوهاب
وحسبي الله ونعم الوكيل في كل ما كتبتيه من أكاذيبك الظالة عن ديني ومنهجنا الذي ارتضاه لنا الله ورسوله

- وأنشَدَ الطيِّب العُقبي ـ وهو أحد كبار علماء الجمعية ـ رحمه الله:
... أيُّها السَّائِلُ عن مُعتقَدي يبتغي منِّي ما يَحوي الفؤادْ
... مذهبِي شرعُ النبيِّ المُصطفى واعتقادي سَلَفِيٌّ ذو سدادْ
التعديل الأخير تم بواسطة دمعة حزينة ; 03-02-2010 الساعة 03:19 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
دمعة حزينة
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 01-10-2009
  • الدولة : بلدي الغالي الجزائر
  • العمر : 34
  • المشاركات : 567
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • دمعة حزينة is on a distinguished road
دمعة حزينة
عضو متميز
رد: رايي في المدهب الوهابي ...مع احترامي للجميع
03-02-2010, 03:09 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة radoan_barika مشاهدة المشاركة
[/right]

''هـــذه دعوتنـــا''


لشيخنا الفقيه الأصولي أبي عيد الرحمن عبد المجيد جمعة - حفظه الله -



إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، وبعد:

فإنَّ الدعوة إلى دين الإسلام وظيفة الرسل وأتباعهم، وإنَّ الرسل لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، وإنَّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قاموا بتبليغ ما أمروا به لأممهم وبينوا الشرائع أتم البيان، واقتفى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم سبيلهم في ذلك فأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، وترك أمته على محجة بيضاء ليلها ونهارها سواء، واتبعه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فبلغ الشاهد الغائب، حتى وصلنا هذا الدين غضًّا طريًّا.

فلزم حماة الدين وأتباع الرسل الدعوة إليه والعمل على نشره وتبليغه؛ إذ هو الميراث الذي ورثوه، ودعوتهم إلى الدين مبنية على أصول نطق بها الكتاب وجاءت بها السنة وعمل بها الصحابة الكرام ومَن جاء بعدهم من أئمة الهدى، وقد بُنيت على قواعد وأصول كفيلة بتحقيق الوصول إلى غاية المأمول، وهي:
أوَّلاً: الاِعتِصَامُ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالىَ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلَّم:

لأنَّهما سبيل الهدى، والعُروة الوثقى؛ من استمسك بها فقد اهتدى، ومن أعرض عنها فقد ضلَّ وغوى، وخاب وهوى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنَازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُم تُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيرٌ وَأَحسَنُ تَأوِيلاً﴾ [النساء: 59]، قال عطاء في قوله تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم﴾ قال: "أولي الفِقه وأولي العِلم، وطاعةُ الرَّسول اتِّباعُ الكتاب والسُّنَّة". وقال مجاهد: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم﴾ قال: أهل العِلم وأهل الفِقه، ﴿فَإِن تَنَازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ﴾ قال: كتابُ الله وسنَّة نبيِّه، ولا تردُّوا إلى أولي الأمر شيئًا"([1]).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَركتُ فِيكُم شَيئَينِ، لَن تَضِلُّوا بَعدَهُمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي، وَلَن يَتَفَرَّقَا حَتىَّ يَرِدَا عَلَيَّ الحَوضَ"([2]).

ثانيًا: التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ، وَالاِقتِدَاءُ بِهِم وَاتِّبَاعُ سَبِيلِهِم.

وذلك لما خصَّهم اللهُ جلَّ وعلا به من فصاحة اللِّسان، وصفاء الأذهان، وقوَّة البيان، ومُعايَشة القرآن، ومُصاحبَة سيِّد ولَد عدنان صلى الله عليه وسلم، وحماية شرائِع الإيمان. فمنهجهم أَقوم، ورأيُهم أسلَم، وفهمُهم أَحكم، وهم بِمُراد اللهِ ورسولِه أَعلم.

قال عزَّ وجلَّ: ﴿اِهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم﴾، قال عبد الرَّحمن بن زَيد: "النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ومن معه"([3]).

وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَت مَصِيرًا﴾ [النساء: 115]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنَّاتٍ تَجرِي تَحتَهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].

وروى ابنُ مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ..."([4])، وقال ابنُ مسعود رضي الله عنه: "مَن كان منكم مُستَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بمن قد مات؛ فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَن عليه الفِتنةُ، أولئك أصحاب محمَّد غ كانوا أفضلَ هذه الأمَّة، وأبرَّها قلوبًا، وأعمَقَها عِلمًا، وأقلَّها تَكلُّفًا، قَومٌ اختارهم الله لصُحبة نبيِّه وإقامة دينِه، فاعرِفُوا لهم فضلَهم، واتَّبِعوهم في آثارهم، وتمسَّكوا بما استطعتم من أخلاقِهم ودينِهم، فإنَّهم كانوا على الهدى المستقِيم".

وقال أيضًا: "إنَّ الله نظَر إلى قلوب العباد فوجَد قلب محمَّد صلى الله عليه وسلم خيرَ قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتَعثَهُ برسالة، ثمَّ نظر إلى قلوب العباد بعد محمَّد فوجد قلوب أصحابه خيرَ قلوب العباد، فجعلهم وُزَرَاء نبيِّه؛ يقاتِلون على دينِه، فما رَأَى المسلمون حسنًا فهو عند الله حسنٌ، وما رَأَوه سيِّئًا فهو عند الله سيِّءٌ"([5]).

ثالثًا: العَمَلُ عَلَى جمَعِ كَلِمَةِ المُسلِمِينِ وَتَوحِيدِ أَفكَارِهِم عَلَى هَذَا الهَديِ المُستَقِيمِ وَالمَنهَجِ القَوِيمِ.

قال الله ﻷ: ﴿وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103].

وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ إِنَّ مَن قَبلَكُم مِن أَهلِ الكِتَابِ افتَرَقُوا عَلَى ثِنتَينِ وَسَبعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ المِلَّةَ سَتَفتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبعِينَ؛ ثِنتَانِ وَسَبعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ، وَهِيَ الجَمَاعَةُُ"([6]).

رابعًا: تَبنِّي مَنهَجِ الإِصلاَحِ فِي الدَّعوَةِ إِلىَ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ بَعِيدًا عَنِ المُستَهتَرَاتِ السِّياسيَّة ومَضايِقِ الحِزبِيَّةِ.

ـ إصلاح الدِّين وتصفيته ممَّا لابسه من البِدع والضَّلالات.

ـ إصلاح التَّوحيد وتنقيته ممَّا شابه من الشِّرك والخرافات.

ـ إصلاح النُّفوس وتزكيتها ممَّا شانها من الانحرافات والمهلِكات.

ـ إصلاح العِلم وتطهيره ممَّا لبسه من الأوهام والخيالات، قال عزَّ وجلَّ: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا استَطَعتُ) [هود: 88].

خامسًا: العِنَايَةُ بِالعِلمِ وَنَشرُهُ وَبَثُّهُ وَتَعظِيمُ حَمَلَتِهِ وَرِجَالِهِ، وَالحَثُّ عَلَى طَلَبِهِ وَتَحصِيلِهِ، وَتَيسِيرُ طُرُقِهِ، وَمُحَارَبَةُ الجَهلِ المُخَيِّمِ بِكَلاَكِلِهِ عَلَى البِلاَدِ، المُعَشِّشِ بخُيُوطِهِ عَلَى عُقُولِ العِبَادِ.

قال ابنُ القيِّم : في "إعلام الموقعين" (2/ 238): "... ولم يُوجِب الله سبحانه من ذلك على الأمَّة إلاَّ بما فيه حِفظ دينها ودُنياها وصلاحها في مَعاشها ومَعادها، وبإهمالها ذلك تَضِيع مصالحُها وتفسُد أمورُها، فما خَراب العالَـم إلاَّ بالجهل، ولا عمارته إلاَّ بالعلم، وإذا ظهر العلم في بَلد أو مَحَلَّة، قلَّ الشَّرُّ في أهلها، وإذا خَفي العلم هناك ظَهر الشَّرُّ والفساد، ومن لم يعرف هذا فهو ممَّن لم يجعل الله له نورًا، قال الإمام أحمد: "ولولا العلم كان النَّاس كالبهائم"، وقال: "النَّاس أَحوج إلى العلم منهم إلى الطَّعام والشَّراب، لأنَّ الطَّعام والشَّراب يُحتاج إليه في اليوم مرَّتين أو ثَلاثًا، والعِلم يُحتاج إليه في كلِّ وقت".اهـ

سادسًا: الدَّعوَةُ إِلَى إِبقَاءِ بَابِ الاِجتِهَادِ مَفتُوحًا([7])فيِ مَسَائِلِ النَّوَازِلِ، بِشُرُوطِهِ وَضَوَابِطِهِ، وَنَبذِ التَّعَصُّبِ المذهَبِيِّ، وَالتَّقلِيدِ الأَعمَى لِلأئِمَّةِ، فِي ظِلِّ احتِرَامِهِم وَتَقدِيرِهِم وَمَعرِفَةِ فَضلِهِم وَحُقُوقِهِم وَمَرَاتِبِهم.

قال العلاَّمة البَشير الإبراهيميُّ رحمه الله: "...وقد استَحدث العِمران أنواعًا جديدة من المعاملات الدُّنيويَّة لا عَهدَ للإسلام الفِطريِّ بها، وصُوَرًا شتَّى من المعايِش ووُجوه الكَسب، لم تَكن معروفةً، فمِن سماحة التَّشريع الإسلاميِّ ومُرونَته أن تُتَناولَ هذه المستَحدَثات الجدِيدة بأنظار جدِيدةٍ، وتُستَنبَط مِن أُصولِه أحكامٌ لفُروعِها، وكلُّ هذِه لا حَرج فيه، وليس داخلاً فيما نَشكوه، بل نحن أوَّلُ من يَقدِرُ قَدرَ تِلك الأنظار الصَّائِبة والمدارِك الرَّقيَّة، ويُقيمها دليلاً على اتِّساع التَّشريع الإسلاميِّ لمصالح النَّاس، وصلاحيَّته لجميع الأزمنة، ويُنكر على من سَدَّ هذا الباب على الأُمَّة، فزَهَّدَها في استِجماع وسائِله، ونحن أوَّل من يَقدِرُ قَدرَ أُولِئك الأَئِمَّة العِظام الَّذين هم مفاخِر الإسلام. والمذاهِب الفِقهيَّة في حدِّ ذاتها ليست الَّتي فرَّقت المسلِمين، وليس أصحابُها هم الَّذين أَلزَموا النَّاس بها أو فَرَضوا على الأُمَّة تقلِيدَهم، فحَاشَاهُم من هذا، بل نَصحُوا وبَلَغُوا الجهد في الإبلاغ، وحَكَّمُوا الدَّليل ما وجدوا إلى ذلِك السَّبيلَ، وأَتَوا بِالغَرائِب في باب الاستِنباط والتَّعليل، والتَّفرِيع والتَّأصِيل، ولهم في باب استِخراج عِلَل الأَحكَام، وبناء الفُرُوع على الأصول، وجَمع الأَشباهِ بالأَشبَاهِ، والاِحتِياط ومُراعاة المصَالح ما فَاقُوا به المتَشَرِّعِين في جميع الأُمَم. وإنَّما الَّذي نَعُدُّه في أسباب تَفرُّق المسلِمين هُوَ هذِه العصبيَّة العَميَاء الَّتي حَدثَت بعدَهم لِلمذاهِب والَّتي نَعتقِد أنَّهم لو بُعِثوا من جديد إلى هذا العالمَ لأنكروها على أتباعهم ومُقَلِّدِيهم، وتبرَّأوا إلى الله منهم ومنها، لأنَّها ليست من الدِّين الَّذي ائتُمِنوا عليه، ولا من العِلم الَّذي وَسَّعوا دائِرَتَه. وكيف يَرضَون هذِه العصبيَّة الرَّعناء ويُقِرُّون عليها مُقلِّدِيهم، ومن آثارها فيهم جَعلُ كلام غيرِ المعصُوم أَصلاً وكلامِ اللهِ ورسولِهِ فَرعًا يُذكَر للتَّقوِية والتَّأيِيد إن وَافَق، فإِن خالَف أُرغِم بالتَّأويل حتَّى يُوافِق، وهذا شرُّ ما بَلَغته العصبيَّةُ بأهلِها. ومن آثارها فِيهم معرفَة الحقِّ بالرِّجال، ومن آثارها فيهم اعتِبَار المخالِف في المذهَب كالمخالِف في الدِّين يختلف في إمامَتِه ومُصاهرَتِه وذَكاتِه وشَهادتِه إلى غير ذلك ممَّا نَعُدُّ منه ولا نُعَدِّدُه. وقد طَغَت شُرور العصبيَّة للمذاهِب الفِقهيَّة في جميع الأقطار الإسلاميَّة، وكان لها أَسوأُ الأَثَر في تَفرِيق كلِمة المسلِمين، وأنَّ في وجه التَّاريخ منها. أمَّا آثارها في العلوم الإسلاميَّة فإنَّها لا تمدُّها إلاَّ بنَوع سخِيف من الجدل المكابِر، لا يُسمِن ولا يُغنِي مِن جُوع، ولا عَاصِم مِن شُرور هذه العصبيَّة إلاَّ صَرفُ النَّاشِئَة إلى تعلِيمٍ فِقهيٍّ بِسَنَدٍ على الاستِقلال في الاستِدلال، وإِعدادِها لبُلُوغ مراتِبِ الكَمال، وعَدم التَّحجِير علَيها في استِخدام مَواهِبِها إلى أَقصى حَدٍّ).اهـ([8])

سابعًا: البَدَاءَةُ بِالأَهَمِّ فَالأَهَمِّ وَمُرَاعَاةُ أُُصُولِ الشَّرعِ وَقَوَاعِدِهِ، وَمَصَالِحِهِ وَمَقَاصِدِهِ، عملاً بالقاعِدة العَظِيمة مِن قواعِد الإِسلام في بِناء الأَحكام وتحقِيق مصالح الأنام، وتَميِيز الحلال عن الحرام: (دَرءُ المفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلبِ المَصَالِحِ) و(تَحصِيلُ أَعلَى المصلَحَتَينِ وَإِن فَاتَت أَدنَاهُمَا، وَدَفعُ أَعلَى المفسَدَتَينِ وَإِن وَقَعَ أَدنَاهُمَا).

قال العَلاَّمة ابنُ القيم : في "مفتاح دار السَّعادة" (2/ 362 ـ 363 علي): "فإذا تأمَّلت شرائِع دينِه الَّتي وضعها بين عباده، وجدتها لا تخرج عن تحصيل المصالح الخالِصَة أو الرَّاجِحة بحسَب الإمكان، وإن تزاحمت قُدِّم أهمُّها وأجلُّها وإن فاتَت أدناهما، وتَعطِيل المفاسِد الخالِصَة أو الرَّاجِحة بحسَب الإِمكان، وإن تزاحمت عُطِّل أعظمُهُما فسادًا، باحتِمال أدناهما، وعلى هذا وَضَعَ أَحكَمُ الحاكِمِين شرائِعَ دِينِه دالَّةً علَيه، شاهِدَة له بكمال عِلمِه وحِكمَتِه، ولُطفِه لعباده، وإِحسانِه إِليهم، وهذِه الجُملة لا يستَرِيب فيها مَن له ذَوقٌ من الشَّريعَة، وارتَضَع من ثَديِها، ووَرَد من صَفوِ حَوضِها، وكلَّما كان تَضَلُّعه منها أعظمَ كان شُهُوده لمحاسنِها ومصالحِها أكملَ، ولا يُمَكِّن أحدًا من الفُقَهاء أن يتكلَّم في مأخذ الأحكام وعِلَلها والأوصاف المؤثِّرَة فيها حقًّا وفَرقًا إلاَّ على هذِه الطَّريقة" اهـ.

عن ابن عباس رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم لما بَعث مُعاذًا إلى اليَمن قال له: "إنَّكَ تَأتِي قَومًا مِن أَهلِ الكِتَابِ، فَليَكُن أَوَّلَ مَا تَدعُوهُم إِلَيه شَهَادَة أَن لاََّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِن هُم أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فََأَعلِمهُم أَنَّ اللهَ افتَرَضَ عَلَيهِم خَمسَ صَلَوَاتٍ فيِ كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ، فَإِن هُم أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعلِمهُم أَنَّ اللهَ افتَرَضَ عَلَيهِم صَدَقَةً تُؤخَذُ مِن أَغنِيائِهِم فَتُرَدُّ إِلَى فُقَرَائِهِم، فَإِن هُم أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَموَالِهِم، وَاتَّقِ دَعوَةَ المَظلُومِ فَإِنَّهُ لَيسَ بَينَها وَبَينَ اللهِ حِجَابٌ"([9])

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا عَائِشَةُ لَولاَ قَومُكِ حَدِيثٌ عَهدُهُم بِكُفرٍ لَنَقَضتُ الكَعبَةَ فَجَعَلتُ لَهَا بَابَينِ، بَابٌ يَدخُلُ النَّاسُ مِنهُ، وَبَابٌ يَخرُجُونَ"([10])

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في بيان ما يستفاد من هذا الحديث: "ومنه تركُ إنكار المنكر خَشيةَ الوُقُوع في أنكرَ مِنهُ)([11])

وقال العلاَّمة ابنُ القيِّم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (3/ 15 ـ 16): "إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم شرع لأمَّته إيجابَ إنكار المنكر، ليحصُل بإنكاره مِن المعروف ما يحبُّه اللهُ ورسولُه، فإذا كان إنكار المنكر يستلزِم ما هو أنكرَ منه وأبغضَ إلى الله ورسوله، فإنَّه لا يَسُوغ إنكاره، وكان الله يُبغِضُه ويَمقُتُ أهلَه، وهذا كالإنكار على الملوك والوُلاة بالخروج عليهم؛ فإنَّه أساسُ كلِّ شرٍّ وفِتنة إلى آخر الدَّهر، وقد استأذن الصَّحابةُ رسولَ الله غ في قِتال الأُمَراء الَّذين يؤخِّرون الصَّلاة عن وقتها، وقالُوا: أفلا نُقاتِلهم؟ فقال: "لاَ مَا أَقَامُوا الصَّلاَةَ"، وقال: "مَن رَأَى مِن أَمِيرِهِ مَا يَكرَهُ فَلْيَصبِرْ وَلاَ يَنزِعَنَّ يَدًا مِن طَاعَتِهِ".

ومن تأمَّل ما جرى على الإسلام في الفِتن الكِبار والصِّغار رآها مِن إِضاعة هذا الأَصل وعَدم الصَّبر على المنكر؛ فطلب إزالته فتولَّد منه ما هو أكبرُ منه، فقد كان رسول الله غ يرى بمكَّة أكبرَ المنكرَاتِ ولا يَستطِيع تغيِيرَها، بل لمَّا فتح اللهُ مكَّة وصارت دار إسلام عَزَم على تغيِير البَيت وردِّهُ على قواعِدِ إبراهيم، ومَنَعه من ذلك مَعَ قُدرته عليه خَشيَةُ وقوعِ ما هو أعظمُ منه من عدم احتِمال قُرَيش لذلك لِقُرب عَهدِهم بالإسلام وكونهم حَدِيثي عَهدٍ بكُفر، ولهذا لم يأذَن في الإنكار على الأُمَراء باليَد؛ لما يترتَّب عليه من وُقوع ما هو أعظمُ مِنه كما وُجد سواء". اهـ
ثامنًا: النُّهُوضُ بِالأُمَّةِ لاِستِردَادِ سِيَادَتِهَا وَاستِئنَافِ الحَيَاةِ الإِسلاَمِيَّةِ الرَّاشِدَةِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّةِ.

عن حُذَيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُم مَا شَاءَ اللهُ أَن تَكُونَ، ثُمَّ يَرفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَن يَرفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّةِ فََتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَن تَكُونَ، ثُمَّ يَرفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَن يَرفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَن تَكُونَ، ثُمَّ يَرفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَن يَرفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيًّا فََتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَن تَكُونَ، ثُمَّ يَرفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَن يَرفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ رَاشِدَةٌ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّةِ"، ثُمَّ سَكَتَ.([12])

هذه دعوتُنا الَّتي نَدعُو النَّاسَ إِلَيها، وهذَا مَنهجُنا الَّذِي نَسِير علَيه، والهدَف الَّذي نَرمي إِليه، مُتوسِّطين، لا غالِين ولا مُقصِّرين، ولا مُفْرِطِين ولا مُفَرِّطِين. فَهِي دعوةٌ نبويَّةٌ نقيَّةٌ، وطريقَةٌ سلَفِيَّةٌ سويَّةٌ، لا كلاميَّةٌ ولا صوفيَّةٌ، ولا حزبيَّةٌ ولا عصبيَّةٌ، زيتونةٌ لا شرقيَّةٌ ولا غربيَّةٌ.

ونحن نَدعو المسلِمين إلى الرُّجوع إلى هذا المنهج المتِين، لأنَّنا نعتَقِد جازِمِين، ونقول مؤكِّدِين، إنَّه ما أصاب الأمَّةَ الإسلاميَّةَ من ذُلٍّ وهَوَانٍ، وحلَّ بها مِن ضَعَةٍ وخُذلانٍ، وتَقَهقُرٍ في كلِّ مَيدَان، حتَّى لَعِب بها الزَّمان، وصارَت لُقمَةً سائِغَة لأعدائِها في كلِّ مكان، إلاَّ بإعراضِها عن منهج السُّنَّة والقرآن، وهَديِ سلَفِها عليهم الرِّضوانُ، فلا سبيلَ لها لاستِرجاع سِيادَتها، واستِرداد قِيادتها إلاَّ بالرُّجوع إلى دينها الصَّحيح.

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَبَايَعتُم بِالعِينَةِ وَأَخَذتُم أَذنَابَ البَقَرِ وَرَضِيتُم بِالزَّرعِ وَتَرَكتُم الجِهَادَ، سَلَّطَ اللهُ عَلَيكُم ذُلاًّ لاَ يَنزِعُهُ حَتَّى تَرجِعُوا إِلَى دِينِكُم"([13])

وهذه شَهادَةٌ مُهمَّة من مُصلِح الأمَّة، الَّذي عايَشَ البَلاءَ، وشَخَّص الدَّاء، ووصَف الدَّواء، مَفخَرَة الجزائِر، العَلاَّمة محمَّد البَشِير الإبراهِيميّ : حيث يقول: "إنَّ علَّة العِلَل في سُقُوط المسلِمين وتأخُّرِهم وَرَاء الأُمَم، وانحِطاطِهم عن تِلك المكانَة الَّتي كانت لهم في سالِف الزَّمن، هي بُعدُهم عن ذلك الهديِ الرُّوحانيِّ الأَعلَى، وأنَّه لا يُرجَى لهم فَلاحٌ في الدُّنيا ولا في الآخِرَة، ولا صلاحٌ حتَّى يستَتبع صلاح المآل، ولا عزَّةُ جانِب، تَرُدُّ عنهم عادِيَةَ الغاصِبِين مِن الأجانِب، إلاَّ إذا راجعوا بصائِرَهم، واستَرجَعوا ذلك الهديَ الَّذي لم يَغصِبه مِنهم غاصِبٌ، وإنَّما هَجَروه عن طَوعٍ أَشبَه بالكُره، واختِيارٍ أَشبَه بالاِضطِرار، فبَاءُوا بالمَهَانَة والصَّغَار، والضَّعَة والخَسَار"([14])

ويقول في موضِع آخَر: "وما أخَّر المسلِمين إلاَّ هذا الشِّركُ الَّذي أَبعَدَ المسلِمين عن عِبادَة الله، لأنَّ الإنسان إذا تَلَفَّت إلى جِهاتٍ مُتعدِّدة فإنَّه يُصبِح بلا إرادة وما الإنسان إلاَّ إِرادةٌ وعزيمةٌ فإذا صَلَحت إِرادتُه صَلحَت عزيمتُه، وإذا أراد الإنسان إرادةً وسَعَى لها سَعيَها فإنَّ إِرادَتَه تُؤدِّي به إلى نَيل سَعادَة الآخِرَة، ومَن أَصبح بلا إِرادَة أَصبَح مُسَيَّرًا، ونحن الآن مُسَيَّرُون في كلِّ شَيءٍ، فانظُرُوا ذاتَ اليَمِين وذاتَ الشِّمال تَجِدُوا المسلِمِين مُسَيَّرِين مُتأخِّرِين في كلِّ شَيءٍ. فإن أَرادُوا أن يَكُونُوا كغَيرِهم مِن الأُمَم فعَلَيهم أن يكُونُوا كَمَا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَعَبِّرُوا بما شِئتُم مِن تَعَابِير، فَسَمُّوها بحرَكَةِ أُخُوَّة أَو حَرَكَةِ إِحيَاءٍ، لا إِحيَاء الإِسلام؛ لأنَّ الإسلام حَيٌّ، بَل إِحياء الإسلام في نُفُوسنا، وإنَّ الإسلام لا يَقُوم بالكَمِّ، بل بالكَيفِ، وتَدَبَّروا آياتِ سُورَة الأَنفَال، ولم يُرِدِ الله إِرهَاقَنَا بل أَرَاد أن يُثَبِّتَنا على القُوَّة الحَقَّة الَّتي هي قُوَّة النُّفوس الَّتي تَسكُنُ في الإِرادَات"([15])

وقال أيضًا: "أمَّا الباحِثُون في أحوال المسلِمين مِن المسلِمين فَهُم ينقسِمون فرِيقَين بَعد اتِّفاقِهم على أنَّ الجِسمَ الإسلاميَّ مَريضٌ، وأنَّ مَرَضَه عُضالٌ: فَريقٌ مِنهم هُدِيَ إلى الحقِّ فَعرف أنَّ الجِسمَ الإسلاميَّ لا مَطمَعَ في شِفائِه إلاَّ إذا عُولِج بالأَشفِيَة القَديمَة الَّتي صحَّ بها جِسمُ سَلَفِه، وغُذِي بالأَغذِيَة الصَّالحة الَّتي قَوِيَ بها سَلَفُه، وذلِك أنَّه أقام الدِّين فاستَقَامَت له الدُّنيا، وانقَادَ إلى الله فانقَادَ له عِبادُ الله، وأَخذَ كتابَ الله بقُوَّةٍ، فمَشَى على نُورِهِ إلى السَّعادَة في الدَّارَين، وأَرشَده إلى أنَّ سَعادَة الدُّنيا عِزٌّ وسُلطانٌ، وعَدلٌ وإِحسانٌ، وأنَّ سعادَة الآخِرَة حَياةٌ لا نَصَبَ فِيها ولا نِهايَةَ، واطمِئنانٌ لا خَوفَ مَعَه ولا كَدَرَ في أَثنائِه، ورِضوانٌ مِن الله أَكبَرُ..."([16])

ويقول أيضًا: "إنَّ شُيُوع ضَلالاَتِ العَقائِد وبِدَعِ العِباداتِ والخِلافِ في الدِّين هو الَّذي جرَّ علَى المسلِمين هذا التَّحَلُّل مِن الدِّين، وهذا البُعد عن أَصلِيَّة الأَصلَين، وهو الَّذي جرَّدهم مِن مزايَاه وأخلاقِه حتَّى وَصلُوا إِلى ما نَرَاه. وتِلك الخِلال مِن إِقرَار البِدَع والضَّلالاتِ هِي الَّتي مَهَّدَت السَّبِيلَ لدُخُول الإلحَادِ علَى النُّفُوس، وهَيَّأَت النُّفُوس لقَبُول الإِلحادِ، ومُحَال أَن يَنفُذَ الإلحَادُ إِلى النُّفُوس المؤمِنَة؛ فإنَّ الإيمانَ حِصنٌ حَصِين للنُّفوس الَّتي تحمِلُه، ولَكنَّ الضَّلالاَتِ والبِدَعَ تَرمِي الجِدَّ بالهُوَينَا، وتَرمِي الحَصَانَة بالوَهن، وتَرمِي الحقِيقَة بالوَهم، فإِذَا هذِه النُّفوس كالثُّغور المفتُوحَة لكُلِّ مُهاجِمٍ"([17])




-------------------------------------------------------------------------------- ([1]) رواهما اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1/72، 73). ([2]) رواه الحاكم وسنده صحيح، "صحيح الجامع" (رقم 2934). ([3]) رواه ابن جرير في تفسيره (1/76). ([4]) متفق عليه. ([5]) رواه أحمد 1/379) بسند حسن، وقد روي مرفوعا ولا يصح، انظر "الأحاديث الضعيفة" (رقم 533) للشيخ الألباني رحمه الله. ([6]) رواه أبو داود وغيره، وهو حديث صحيح مشهور، انظر "الصحيحة" (رقم 204). ([7]) عبرت هكذا لأنه اشتهر على ألسنة المتأخرين قول (فتح باب الاجتهاد) وباب الاجتهاد لم يغلق – ولن يغلق، لأن ما فتحه الله تعالى لا تغلقه أيدي المتعصبة – حتى يفتح من جديد، وإنما المقصود منه الرد على الدعاوى العارية التي تدعو إلى غلق باب الاجتهاد. ([8]) "آثار البشير" (1/95، 96). ([9]) متفق عليه. ([10]) متفق عليه. ([11]) "فتح الباري" (1/271). ([12]) رواه أبو داود بإسناد حسن، انظر "الصحيحة" (رقم 5). ([13]) رواه أبو داود وأحمد وهو حديث صحيح، انظر "الصحيحة" (رقم 11). ([14]) "الآثار" (1/110). ([15]) "الآثار" (4/168، 169). ([16]) "الآثار" (4/222). ([17]) "الآثار" (4/410).
بارك الله فيك أخي وجزيت الفردوس على هذا الرد المفحم لكل من ينسب الى المنهج السلفي أباطيله

- وأنشَدَ الطيِّب العُقبي ـ وهو أحد كبار علماء الجمعية ـ رحمه الله:
... أيُّها السَّائِلُ عن مُعتقَدي يبتغي منِّي ما يَحوي الفؤادْ
... مذهبِي شرعُ النبيِّ المُصطفى واعتقادي سَلَفِيٌّ ذو سدادْ
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:00 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى