تابع مغالطات كتاب (أيام محمد الأخيرة)
02-12-2018, 08:27 PM
تابع مغالطات كتاب (أيام محمد الأخيرة) 02-12-2018, 09:27 pm

و تقول الباحثة بأنّ بوادر انهيار سلطة أبي القاسم،( بدأت مع هزيمة جيشه في غزوة مؤتة 629م؛ فقد تكبّد المسلمون هزيمة نكراء على يد البيزنطيين؛ إذ مات ثلاثة أمراء في هذه الحرب، ولو لم يتدخّل خالد بن الوليد بدهائه العسكري، لأبيد الجيش الإسلاميّ: )

إن الرسول صلى الله عليه و سلم كان لا يرسل جيشا و لا يقدم على غزوة إلا دفاعا عن النفس ، و سبب إقدامه على غزو الروم هنا كان بسبب قتل عاملهم العربي لرسول رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و السكوت عليه يمس مباشرة بهيبة الدولة الاسلامية و يعرضها لخطر اعدائها .
و لو قرأت الكاتبة شيئا عن هذه الغزوة لعلمت أنها كانت فتحا كبيرا للمسلمين كما وصفه النبي صلى الله عليه و سلم ، إذ من هذا التاريخ اصبح البيزنطيون يتجنبوون الاصطدام بالمسلمين ، و لم تعد أي قبيلة عربية تفكر في الاعتداء على أي مسلم في الصحراء الواسعة ، و قد علموا أن الروم تكبدوا خسائر فادحة في الآرواح و العتاد ،فقد غنم المسلمون كثيرا من الخيرات منهم .


في كل انتقال من فصل لآخر يتجلى جهل الكاتبة بحقيقة التاريخ الاسلامي ، و هي بالرغم من تخصصها في الحضارة إلا أنها لافراطها في الاعتماد على غير المراجع الاسلامية تكبدت خسائر علمية فظيعة . كقولها هنا برفض المسلمين المشاركة في مؤتة ، فنحن نتساءل :من اين للكاتبة بهذه المغالطات ؟



هل قرأت الكاتبة حقيقة شيئا عن غزوة مؤتة؟ لا أظن لأنها لو قرأت لعلمت أن تعداد الجيش فيها كان بثلاثة ألاف مجاهد ، و ما تخلف عنها (باستثناء بعض المتقاعسين) سوى المنافقين ، و لا أظنها كاستاذة جامعية أكاديمية ترضى لنفسها بتجاوز الحقائق و أغفالها ، فكيف تصف الجيش الاسلامي بالهزيمة و هو الذي كبد جيش الروم (بتعداد مائتي ألف) ثلاثة آلاف قتيل بينما لم يستشهد من المسلمين سوى ثلاثة عشر، و أن هذه المعركة غير المتكافئة جعلت الروم يتجنبون قتال المسلمين بعدها لما رأوا من بسالتهم و تفانيهم في التضحية، و رفعت هيبة الدولة الاسلامية الناشئة كما سنرى ، و هذه بعض العبر و الدروس من غزوة العسرة كما عرفت من ظروفها الصعبة ، فنحن لا نقول إن تبليغ رسالة الاسلام كان سهلا هينا ، بل نقر بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم عانى كثيرا في نشر هذا الدين الحنيف الذي ينعم حوالي مليارين من المسلمين اليوم بهداه و رحمته :


1) النبي صلى الله عليه وسلم أرسل جيشا من ثلاثة آï»»ف مسلمٍ ليقاتل ( 200) مائتي ألفٍ من الروم، بسبب قتل مسلمٍ واحدٍ .




2) النبي صلى الله عليه وسلم أرسل الجيش ومعه خطط القيادة البديلة، ولم ينتظر مفاجأة ليعقد انتخابات فى ظل حرب ومحنة، إنما قال: الراية لزيد ثم جعفر ثم بن رواحة وهنا تظهر الرؤية البعيدة النظر للرسول صلى الله عليه و سلم من تقييمه المسبق لشدة المعركة.




3)عندما استشهد الثلاث قياداتٍ لم يضطرب المسلمون وينهاروا، بل اجتهدوا فى أرض المعركة اجتهادٌ له دï»»لته لكل قيادةٍ في كل زمانٍ ومكانٍ، فقد استلم الراية صحابي ثم أعطاها لخالد بن الوليد وكان لم يمض على إسلامه 3 أشهر فرفض وقال للصحابي: أنت أقدم منى إسلاماً، فقال الصحابي: أنت أعلم منا بالقتال،فليعتبر المعتبرون ... أن الكفاءة هي المعيار الأول والأهم، خاصةً في الصراع والمعارك




4)كان قرار خالد باﻹنسحاب التكتيكي بعد أن كسر 9 سيوف من يده من شدة القتال! وليس بعد قتل القادة، ثم بعد الليل أيقن بحسابات رجل الخبرة العسكرىي أن الأمر يحتاج وقفة وهدنة، رغم النصر فلم يكن المسلمون منهزمين عندما فكر في ذلك بل منتصرين، وغنائم المسلمين في هذه الغزوة، تدل على ذلك ولكن التفكير الاستراتيجي لرجل الخبرة جعله يعيد الحساب فانسحب انسحاب المنتصر، بدون أن يُشعِر عدوه، بل أوقع فى نفسية عدوه الخوف ولرجوعه تعجب عرب الجزيرة كلها من بسالة جيشه وخافوا منه، لذلك قال لهم النبي:
الكرارون.

5)هل يتخيل أحدٌ أن عدد من استشهد من المسلمين هم 13 مسلما فقط وعدد من قُتل من الروم ï»»يحصى(3000جندي)، ذلك أن القلة المؤمنة بثباتها على الدين ينصرها الله فنحن أمة ï»»تنصر بكثرة العدد والعتاد، إنما بنصر الدين وبذل الجهد و الاخلاص . إنه إن تَنْصُروا الله ينصرْكم ويثبت أقدامكم.

و من معجزات النبي صلى الله عليه و سلم أنه: نعى زيدا و جعفر و ابن رواحة للناس في المدينة قبل أن يأتيه خبر استشهادهم فقال: (أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب ( و عيناه تذرفان) حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ،حتى فتح الله عليهم .
و إذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (حتى فتحَ اللهُ عليهم) فهو البشارة بالنصر ، و هو لا ينطق عن الهوى صلوات الله و سلامه عليه .

و في هذه الغزوة قتل قائد جيوش العرب الموالين للرومان، وهو مَالِكُ بْنُ زَافِلَةَ، وكَانَ قُطْبَةُ بْنُ قَتَادَةَ الْعُذْرِيّ ـ رضي الله عنه ـ الّذِي كَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ الجيش الإسلامي قَدْ حَمَلَ عَلَى مَالِكِ بْنِ زَافِلَةَ هذا فَقَتَلَهُ.

ـ بزوغ نجمِ قائدٍ عسكري عالمي كبير ـ هو خالد بن الوليد ـ الذي زلزل، عروش الرومان، وقد كان مصدر رعب مريع لطواغيت أوربا ، حتى أنهم ألفوا فيه الأساطير بقولهم أنه" يقاتل بسيف أُنزل عليه من السماء ".

لَمّا اقترب الجيش الإسلامي من المدينة، تلقاهم رَسُولُ اللّهِ ـ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ـ وَالْمُسْلِمُونَ . وَلَقِيَهُمْ الصّبْيَانُ، يَشْتَدّونَ، وَرَسُولُ اللّهِ ـ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ـ مُقْبِلٌ مَعَ الْقَوْمِ عَلَى دَابّةٍ فَقَالَ :
" خُذُوا الصّبْيَانَ فَاحْمِلُوهُمْ ، وَأَعْطُونِي ابْنَ جَعْفَرٍ.
فَأَتَى بِعَبْدِ اللّهِ فَأَخَذَهُ فَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ .
وَجَعَلَ النّاسُ يَحْثُونَ عَلَى الْجَيْشِ التّرَابَ، وَيَقُولُونَ : يَا فُرّارُ ! فَرَرْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ! فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِ ـ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ـ :
" لَيْسُوا بِالْفُرّارِ، وَلَكِنّهُمْ الْكُرّارُ إنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 02-12-2018 الساعة 08:35 PM