إذا كان التخيل استرجاع للصور الماضية، فما مدى علاقته بالذاكرة ؟
19-04-2015, 07:08 PM
نص المقال : إذا كان التخيل استرجاع للصور الماضية، فما مدى علاقته بالذاكرة ؟
الطريقة : مقارنة

مقدمة : في الحقيقة أن الإنسان يسعى دوما للتكيف مع بيئته طبيعية كانت أو اجتماعية، ولا يكون ذلك إلا باستخدامه للعقل الذي يقوم بوظائف معينة ، من بين هذه الوظائف عملية الإدراك والتي هي عملية معقدة من خلالها نصل إلى معرفة العالم المحيط بنا عن طريف المنبهات الحسية، لكن إدراكنا للأشياء الخارجية من حيث هي حقيقة مستقلة عن الذات لا يستند إلى الإحساسات فقط بل يستند إلى وظائف عقلية أخرى كالتخيل والذاكرة، فالتخيل له دور يؤديه في عملية الإدراك ويزداد دوره عندما تعجز الذاكرة عن إتمام صورة الشيء المدرك. فإذا كان التخيل قدرة الفكر على استحضار الصور، بعد غياب الأشياء التي أحدثتها، وتركيب الصور تركيبا حرا، والذاكرة هي الوظيفة التي تعمل على حفظ الخبرات الماضية، والقدرة على إعادة إحيائها واسترجاعها، قصد التكيف مع الوضع الراهن. فإن الإشكال المطروح: ما الفرق بين التخيل والذاكرة ؟

التحليل :
أوجه الاختلاف:
ـ يتميز التخيل بالحرية حيث أن الأفكار والمواضيع التي نتخيلها لن نكون مقيدون بأي شيء، على عكس الذاكرة
التي تتقيد بما تم حفظه في الماضي بطريقة مرتبة.
ـ مواضيع الذاكرة واقعية حيث ترتبط بحقيقة ما عشناه، على عكس التخيل الذي يبدأ بشق طريقه حيث يتنهي
الواقع ، فأين ما ينتهي الواقع يبدأ الخيال.
ـ كل الناس يملكون ملكة الذاكرة، أما ملكة التخيل فهي خاصة بخواص الناس من العلماء والفلاسفة والأدباء
والمفكرون.
ـ قد يتدخل الوعي في عملية التذكر ولكن كثيرا ما يكون اللاوعي وراء التخيل.
ـ مواضيع الذاكرة معلومة أما الخيال فكثيرا ما يكون مجهول المغزى.
ـ تقوم الذاكرة بإعادة ما هو قديم، أما التخيل فهو يبني الجديد.
ـ الذاكرة محدودة أما إطار الخيال فغير محدود.
أوجه التشابه:
ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتبران من العمليات النفسية.
ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتمدان على العقل، باعتبارهما وظائف عقلية.
ـ كلاهما الذاكرة والتخيل يستعمل الماضي للتعامل مع الحاضر.
ـ كلاهما التذكر والتخيل يساعد على تكيف الإنسان مع بيئته.
أوجه التداخل: : في الحقيقة أن التخيل والتذكر وظيفتان مترابطتان ومتداخلتان، ولا يمكن أن نستغني عن بعض من التخيل ونحن نمارس فعل التذكر، ولا أن نستغني عن بعض من التذكر ونحن بصدد التخيل. فالتخيل يضيف إلى الذاكرة ويعيد إحياءها ويبعث فيها الحيوية، كما أن الذاكرة قد تساعد التخيل فهي كثيرا من الأحيان ما تكون مرجعا مهما له.

الخاتمة: في الأخير يمكن أن نؤكد أن العلاقة بين التخيل والذاكرة هي علاقة تأثر وتأثير وتعاون على فهم الواقع المحيط بالإنسان، وهما يتعاونان مع بقية الوظائف والقدرات النفسية عند الإنسان لمواجهة مختلف مواقف الحياة المعرفية والعملية مع السعي للتكيف مع شروطها المتغيرة.