الجرح لم يندمل بعد...
11-09-2016, 11:20 PM
الجرح لم يندمل بعد...
الله المستعان
حسبك صبا الزيت على النار...؟ التزم الصمت فقد طلع النهار...؟ من القادم ذاك؟ أليس هو الفارس المغوار..؟ كلا إنه المغبون المنهار....
لكل داء دواء ’ فما لي لا أسمع إلا عواء’ ذئاب تجوس بين الديار ’ وكلاب تخنس قرب الجوار’ هيهات هيهات يا مقبل أن تجد في الحي من يستقبلك ببيت من الأشعار... رحل الكرم وغارت مياه الأنهار ’ لا من دخان لنار توقد ولا من سخي يعيد لك الإعتبار ... لا تترجل من على صهوة فرسك وأرخ لجامه’ خفف الوطأ على أديم أرض كان يسكنها الأخيار... جفت الأبار ’ نضب ماء الوجوه الذي كان يزينها فكانت تشع على بُعد مئات الأمتار..
الجرح لم يندمل بعد ’ مضى الأمس وكذا يمضي اليوم ’ وما يأتي به الغد علمه عند الواحد القهار...
للمقابر حرمة ولأمواتها احترام ’ فما جنيت عليكم يا قومي حتى أرجم من قِبل سفهائكم ’ ألآ يكفي الذي حدث ’ ألآ تبصرون ما بي’ ألا تعتبرون ’ ألآ تشفقون’ ألآ تحنون’ أم أنكم أصنام لا تشعرون ’ لا تعقلون’ هيا أنطقوا إن كنتم سادة وبين القبائل رجالا أحرارا....؟
ارفعي ستار خيتمك أمي ’ قد قدمت بعد طول سفر ’ قد عدت إليك بعد أن أنكرتني أمواج البحر’ تحطم مركبي ’ تكسرت مجاديفي ’ أنهك جسدي بعد طول انتظار....
سواء قبلت أو أبيت أنا ولدك ’ وها هي علامات الأمومة بادية على صدرك فلا تستصغري تضرعي ولا تستهيني بدموعي’ لا زلت بحاجة إليك إن أطال الله وأمد الأعمار’ سيرى من حبسوني عنك يوما مغبة فعلتهم ويندمون ندما ليس له من توبة فقد مر الركب من ها هنا وما تبقت إلا الأثار.
ما لك واجمة ’ متجهمة’ ما لك صامتة صائمة, ما لك وجلة هكذا مستعجلة ؟ إلى أين أنت ذاهبة والليل هذا وقد غابت عنه الأقمار ....؟
مكانك أمي ’ عذرا إن أنا استبحت حرمة خيمتك ’ أنا عائد إلى مكان ألفته و ألفني
إلى وكر سكنته وهو يعرفني’ إلى حجر دخلته فما أشد ضيقي وما أقسى لسعة حياته....؟
هل من حاجة أقضيها لك قبل رحيلي؟ هل لك من كلمة تودين قولها قبل منيتي؟...
استودعك الله ..استودعك الله...استودعك الله....