جزائريات خالدات : بنت الخَصّ العامرية الجزائرية
22-08-2015, 11:30 PM
بنت الخص العامرية الجزائرية


لم تغب المرأة العربية عن مسرح الأحداث المختلفة في منطقتها العربية ، سواء بالمشرق أو بالمغرب العربيين ، و لمعـت اسماء نساء عربيات ليست ككل النساء ، إنهن نساء عظيمات تركت آثارهن الطيبة و البينة في تاريخ الأمة العربية الاسلامية قاطبة ،عبر التاريخ ، و منهن المرأة الحصيفة الأميرة الشجاعة بنت الخص الهلالية ،في بلدية بريزينة بمنطقة الأبيض سيدي الشيخ بالجنوب الغربي الجزائري ، نقدمها للقارئ العربي في المغرب و المشرق العربيين في مختصر مفيد إن شاء الله :

بريزينة، بلدية تابعة إقليميا إلى
البيض في الغرب الجزائري ، تبعد عن مقر الولاية بحوالي 85 كم و عن الجزائر العاصمة بـ 710 كلم ، يحدها جنوبا غرداية و أدرار ، و شرقا الأغواط و شمالا البيض .
أصل التسمية: هناك مقولتان لسبب تسمية بريزينة بهذه التسمية :
  • الأولى :
  • يقال بأن إمرأة كانت تعيش في هذه المنطقة تسمى زينة و كان لها بئر ، يستعمله جميع الناس و خاصة الرحل و المسافرين ،و كان يسمونه ( بئر زينة ) و مع مرور الزمن تحولت هذه الكلمة إلى بريزينة .
  • الثانية :
  • كانت يطلق على هذه المنطقة اسم البَر الزين ( المنطقة الجميلة ) وبمرور الزمن تحولت هذه الكلمة إلى كلمة ( بريزينة)
- يحد بلدية بريزينة جنوبا غرداية و أدرار ، و يحدها شرقا الأغواط و شمالا البيض .


بنت الخص العامرية الهلالية
يردد الناس في شمال إفريقيا ، وعلى وجه التحديد في منطقة الجنوب الغربي الجزائري ، إلى منطقة الزيبان أن الرواية الشعبية لم تحتفظ إلا باسم (بنت الخص) ، واسمها ـ مباركة ـ وهي أميرة هلالية من بني عامر ، كان أبوها أميراً شهماً ، مطاعاً ، ذا شأن عظيم في قبيلته ، وقد كانت ابنته ملازمة له في حياته منذ نعومة أظافرها ، حيث تعلمت منه الكثير من أمور الحياة ، وعند بلوغه الكبر ، سلمها مقاليد أموره ، وبالرغم من طبيعة القبائل العربية البدوية التي تقوم على سيادة الرجل ، فإن حالة الإستثناء ، هاته ، توحي بما كانت الأميرة تحظى به من احترام واهتمام كبير من طرف أفراد قبيلتها ، لذكائها الخارق ، وعلمها بأمور الحياة ، حيث تركت تراثا عظيما ، لا يزال يتذاكره الأحفاد ، و ترويه الأجيال على مر الزمن ، جيلاً بعد جيل.
تحديد الزمان والمكان :
تروي الحكايات الشعبية في غالبيتها ، أن مباركة بنت الخص ، تكون قد عاشت مابين القرنين الرابع عشر والخامس عشر للميلاد ، نظرا لأن محاصرة حصنها الشهير الموجود بمنطقة بريزينة ، وبالتحديد في منطقة (القور) ، من قبل السلطان لكحل (أبو الحسن المريني كانت في 1331-1351م) من قبل السلطان الأكحل (أبو الحسن المريني) ، حاكم منطقة أربوات ، حيث قُتل هناك على أيدي أحد أبناء الولي الصالح سيدي معمر بلعالية ، جد البوبكرية ).
تمتد حدود إمارة بنت الخص من منطقة أربوات شمالا إلى مدينة المنيعة جنوبا ، وشرقا ألى منطقة العمور وغربا إلى حدود الواد الغربي مع حدود إقليم توات.، و لكن إمارة بنت الخص لم تكن ذات نمط عمراني ، بل اجتماعي بدوي و مع ذلك نصادف وجود آثار ، هي في حقيقة الأمر عبارة عن حصونها الدفاعية ، وهي :
  • - بقايا لآثار حصن بمنطقة القور ، وهو حصن منيع ، لا يمكن الوصول إليه إلا من ممر واحد.
  • - قصر شامخ فوق أعلى تلة بمدينة المنيعة.
  • - بعض الآثار بمنطقة جبل بونقطة.
  • - آثار ساقية تنتسب لبنت الخص ، كانت توجد بها أراضي فلاحية يشتغل فيها عمالها.
  • - بقايا لآثار حصن بمنطقة القور ، وهو حصن منيع ، لا يمكن الوصول إليه إلا من ممر واحد
قصر بنت الخص:
في منطقة عين العمارةالبعيد بحوالي 5 كم غرب بريزينة ، بُنِيَ في القرن 12 ميلادي في أعلاه قارة " بنت الخص "نسبة إلى صاحبة القصر و هي أميرة هلالية ، يوجد بالقصر مخازن للسلاح و المؤن و دار مقر للإدارة ،به مداخل تؤدي إلى البساتين ، عـدة مقصورات ، قلعة. ، يحيط به خندق للدفاع وبه واحة من النخيل ومنبع ماء ومقبرة قديمة.


قصــر بريــــزيــــنة وهو قصر قديم لايختلف من حيث تصميمه ومواد بنائه عن بقية قصور المنطقة وهو الأخر مشيد على مرتفع يشرف على واحة النخيل ووادي صقر، به المسجد الذي شيد منذ تسعة قـرون ، أزقته ضيقة و أبوابه متراصة ، بطابق واحد .


زاوية سيدي الحاج الدين: تقع بقرية سيدي الحاج الدين ببلدية في بريزينة ، نسبة للوالي الصالح الحاج الدين ، مشهورة منذ القدم بجودها و كرمها ، إذ كانت تعتبر كمحطة للقوافل مابين الشرق و الغرب مرورا بالصحراء


برج سيدي حمزة: بني البرج من قبل الخليفة سي حمزة سنة 1857م و جلب إليه البنائين من أوربا و المغرب الأقصى ، كان يعرف قديما بقصر أولاد سيدي قدور ، حسب الدراسة التي قام بها الفرنسيون سنة 1886م . أُعيدَ ترميمه سنة 1896م. و أن سيدي حمزة الذي ينسب إليه هذا القصر العتيق قتل مسموماً من قبل الاحتلال الفرنسي يوم 21/08/1861م ، و دفن جثمانه بمقبرة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة . قال قولته المشهورة حين ألقى عليه الاحتلال القبض :
{يا قصر بنيناك و عليناك - و مشينا و خليناك}
و سيدي حمزة هو الذي خلف زعماء ثورة أولاد سيدي الشيخ ، سي سليمان و أخاه أحمد و محمد و قدور ، الذين خاضوا معركة " عوينت بوبكر " سنة 1864م و في هذه المعركة قتل الضابط الفرنسي بويريط و استشهد زعيم المعركة سليمان بن حمزة في نفس المعركة.


سيدي الحاج الدين :
-اسمه الدين بن أبي حفص بن عبدا لقادر بن محمد –حفظ القرءان على يد أبيه أبي حفص ثم تتلمذ مع إخوته على شيخهم سيدي إبراهيم الواجدي بنواحي توات وكان منذ صغره متفوقا في طلب العلم والمعرفة حتى أن شيخه أشار إلى أبيه بأن يأخذه إلى مدارس علم أخرى كبرى وكان مكلفا بجلب المئونة إلى الزاوية وذهب رفقة القافلة في عدة رحلات وكان برفقته ابن أبوحفص الحاج كان أعز رفاقه وفي إحدى رحلاته مع أبيه إلى الحج تخلف عن أبيه في مدينة تونس حيث تزوج من امرأة تونسية تدعى لالة فاطمة بنت البكري ثم رجع بها مارا بالجنوب الشرقي بالجزائر وفي مقامه بتوقرت رافقه المدعو- فتاتي- الذي أصبح هو وذريته مقاديم الزاوية. -أولاده -سي التومي -سيدي بن الدين -سيدي العربي -سيدي عطاء الله -سيدي الطاهر كان من بين الصالحين والمتعبدين الزاهدين حيث كرس جل حياته للعبادة والتمسك متبعا في ذلك طريقة أبيه وجده- الطريقة الشيخية- كانت حياته غامضة وله مقام يزار حتي يومنا هذا يدعي باسمه-سيدي الحاج الدين- -كناياته -أبوفبرين -أبوقبارة -لقرع -برما رم -وفاته -توفى عن عمر يناهز 78 سنة كان معروفا بالجود والكرم والشجاعة والفروسية وتربية الخيل وكان يملك قطعا من الإبل والغنم لدرجة عدم إحصائها جال بعدة بلدان ، من بينها بيت الله الحرام والعراق والشام ومصر وتونس والمغرب الأقصى كما كانت له عدة رحلات إلى الجنوب الجزائري وبالأخص مدينة المنيعة ثم متليلي ، تهدى له الأموال من القبائل التي يحل بها ، على الأخص : -الشعانبة -الأرباع -أولاد نايل -بريزينة وكان له عهد على قدم أبيه مع قبيلة الشعانبة وهو مكتوب إلى حد الآن على جلد رق غزال كما حدثت له عدة كرامات مع قبيلة الشعانبة منها بعد وفاة سيدي الحاج بحوص تمردت القبيلة على العهد حيث قاموا بطرد القائمين على الزاوية هناك فذهب إليهم بنفسه ونصحهم بالعودة إلى العهد الذي كان بينهم فرفضوا بل قاتلوه وكا ن برفقته مجموعة من الخدم ، و تحكي الرواية الشعبية أنه سل عليهم سيفه وقاتلهم ، وكانوا أربعين فارسا فسقطوا كلهم بسيفه ، وسميت منطقة العراك بالبطحة وهي موجودة بمدينة متليلي وقال قولته المشهورة –أنا ولد أمه ولي قربني تخرج كبدته من فمه-

ع/ بن رزق الله
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 22-08-2015 الساعة 11:41 PM