ميزانيتا "تيمقاد" و"جميلة" لم تتعد 14 مليارا .. وأغلب المغنين الجزائريين "مهرجون"
26-10-2017, 02:01 AM
بعد إسدال الستار على أكبر حدثين ثقافيين وفنيين في الجزائر، وهما مهرجاني تيمقاد الدولي وجميلة العربي، واجه رئيس الديوان الوطني للثقافة والإعلام، السيد لخضر بن تركي، حملة شرسة، استهدفته شخصيا، وحاولت تشويه سمعته، بإقحام عائلته وأولاده في حرب المصالح والمال والابتزاز.. كما واجه عدة انتقادات إلى المهرجانين، لكنه يرد في هذا اللقاء بأنها حملة كاذبة وتهريج إعلامي بعيد عن الحقيقة الكاملة،كاشفا، في هذا الحوار مع "الشروق العربي"، عن دهاليز الفن وأصحابه وحقيقة الصراعات التي شنت ضده، واعدا بالكشف عن أسماء من يقفون خلفها واحدا واحدا، في الأيام القليلة القادمة.
*في البداية، كيف تقيّمون مهرجاني تيمقاد وجميلة هذا العام وسط جملة من الانتقادات ضدهما؟
- أولا، لست من يقيّم المهرجان، بل الجمهور، لكن على العموم هما حدثان أخذا حقهما من النجاح، رغم الظروف الصعبة. ولا ننفي وجود نقائص، كما يحدث في كل مهرجانات العالم.
*لكن، هل اعترفت بفشل مهرجان تيمقاد كما نقلت الصحافة؟
لم أصرح ولم أقل ذلك.. من أقر بفشله هو الإعلام الذي لا ينقل الحقائق كما هي، ومن نقل هذه التصريحات على لساني لم يكن حاضرا في الندوة الصحفية.
*ما المشاكل التي تطارد مهرجان تيمقاد سنويا ولم تجدوا لها حلولا؟
- منذ عشر سنوات، ونحن نقول بغياب الهياكل وانعدام مراكز الإيواء التي تعتبر منعدمة في ولاية باتنة. هناك الكثير من الأطراف لا تهتم لأمر الثقافة نهائيا، بل تنزعج من الحركة غير الطبيعية مع المهرجان الذي يسبب لها الإحراج.
*من تقصد؟ السلطات المحلية؟
-لا أقصد السلطات المحلية بالتحديد، لكن، لا نجد توافقا بين جميع الأطراف. فأحيانا، نجد دعما من الوالي ولا نجد دعما من جهات أخرى.
*مثل رجال المال والإعلام مثلا؟
-طبعا.. فالنشاط الثقافي مثل الطبخ فوق النار، إذا لم تتابعه يحترق. لقد طلبنا في عدة مرات وسنويا من رجال المال أن يدعموا المهرجان، لكن لا أحد يجيب.وكذلك المؤسسات الإعلامية، ترفض دعم المهرجان ماديا. فإذا أخذنا مثالا عن مهرجان "كان"، فوسائل الإعلام قبل أن تضع كاميرات التصوير تدفع والصحافيون يدفعون ثمن الاعتماد ويحجزون غرفهم ونقلهم ويتكفلون بمصاريفهم إذا تم قبولهم طبعا من طرف إدارة المهرجان.. أما نحن، فنمنح الصحافيين الاعتماد بالمجان ونتكفل بمصاريفهم من إقامة ونقل ثم يشتموننا...
*على ذكر الاعتماد، لقد استبعدتم الصحافة المكتوبة واكتفيتم بالسمعي البصري فقط. لماذا؟
- نظرا إلى ظروف معينة وإمكانيات.
تعرض مهرجان تيمقاد لعدة انتقادات عبر وسائل الإعلام، وحديث عن أغلفة مالية باهظة وجهت إلى الفنانين العرب. هل هذه حقيقة؟
الإشكال الموجود عندنا هو التهريج في الإعلام، أشخاص يتكلمون عن جهل،يكذبون ويلفقون التهم بأننا ندفع الملاييرإلى الفنانين العرب.وهذا الإشكال موجود فقط لدى الصحف والقنوات بالعربية. وأقول إن هناك خلفية ضد الوجهة العربية، بدليل أننا أحضرنا ثلاثة فنانين عربا في تيمقاد وخمسة فنانين أجانب.. لماذا لم يتحدث أحد عن سعرهم وكم دفعنا إليهم؟ أتعتقدون أن الفنانين الأجانب يحضرون معهم أكياس المال إلى الجزائر والعرب يأخذونها؟
الناس تتكلم عن جهل، نحن البلد الوحيد الذي لم تدفع فيه القنوات التلفزيونية سنتيما واحدا. في بلد آخر تضع الكاميرا تدفع المال، لكن نجوى كرم قالت إن للجزائر فضلا عليها لا تنساه،وما زالت تتعامل معنا بنفس أسعار 2005. وهؤلاء الفنانون غنوا في الجزائر وغادروا ترابها دون أن يأخذوا مستحقاتهم إلى حد اليوم، نظرا إلى الثقة والعلاقات والتسهيلات الممنوحة لنا من طرف هؤلاء الفنانين،في حين، لا يصعد الفنان على خشبة المسرح قبل أن يقبض مستحقاته، وحصلت القنوات الخاصة على تصوير حصص وحوارات وندوات صحفيةمعهم بالمجان.
*ماذا عن الأسماء الثقيلة أمثال محمد عبده، أحلام، شيرين عبد الوهاب.. هل تفاوضتم لإحضارهم في مهرجان جميلة العربي؟
- ماذا نقصد بالفنان الثقيل؟هل نجوى كرم وعاصي الحلاني وصابر الرباعي ليسوا أسماء ثقيلة؟ إنها ثقيلة ومن الصف الأول، لكن محمد عبدو ليس من السهل إحضاره إلى الجزائر، ولن يأتي. نحن نتفاوض دائما مع مطربي الخليج، لكن أجورهم مرتفعة جدا، تصل إلى 300 ألف دولار. وتبقى الأسماء الثقيلة قضية إمكانيات، لأن أبسط فنان لا يتقاضى أقل من 150 ألف دولار.
*غاب كاظم الساهر عن مهرجان تيمقاد وجميلة، رغم أنه كان من الأسماء المبرمجة؟
- فعلا، لكن هذه السنة لم نستطع إحضار كاظم الساهر، نظرا إلى ارتفاع أجره،على الرغم من خفضه لنا بـ50 بالمائة مما يتقاضاه في دول الخليج.
*في ظل تخفيض ميزانية المهرجانين، هل تبحثون عن حلول بديلة؟
- مهرجانان اثنان مدتهما15 يوما في السنة، لم تتعد ميزانية تيمقاد هذه السنة 80 مليون دينار جزائري، وجميلة إلى حد الآن 60 مليون دينار. وهي ميزانية منخفضة جدا. وقد اتفقنا مع الوزارة على أن هذا المبلغ غير كاف، وعلينا إيجاد حلول. طلبنا مساهمات من ديوان حقوق المؤلف. وكذلك يفترض أن تسهم القنوات الخاصة.
*هل طلبتم من القنوات الخاصة إسهامات مالية؟
طلبنا من عدة قنوات إعلامية وسمعية بصرية إسهامات مالية. وكما كنا مستعدين لإمضاء اتفاق مع قناة نبيع إليهم المهرجان ككل لكن لم يقبلوا.
* عودة إلى الأسماء المبرمجة في المهرجان، من يحدد قائمتها؟ وهل هناك غلق على بعض الفنانين الجزائريين وتهميشهم؟
-لدينا هيئة، ومديرية البرامج هي التي تحدد الأسماء، وفق رزنامة كل فنان. لو أحضرنا نجوم الصف الثاني لانتقدونا بإحضار الهواة إلى المهرجان. ومع احتراماتي للفنانين الجزائريين لا يوجد فنان غنى أغنيته، فلم نشاهد سوىتهريج. الفن ليس تهريجا،الفن ثقافة، ومن وراء كل فنان أديب كتب وملحن لحن. هذه المشاكل الحقيقية التي نعاني منها. وأعيب على الصحافة أنها لا تنتقد هذا الجانب، فأغلب الفنانين الجزائريين لهم نفس الأغاني يرددونها منذ ثماني سنوات.
*لا توجد وجوه جزائريةتشرف؟
-"تشرف"، كلمة كبيرة جدا. أقول: توجد أسماء لا بأس بها، لكن قليلة جدا، أما الباقي فهو تهريج.
*بالحديث عن أسعار الفنانين العرب، ماذا عن أجور الفنانين الجزائريين؟
- الجزائريون لا يغنون بالمجان.. كل واحد قبض ماله. أبسط فنان جزائري محلي يطلب 100 مليون سنتيم، أما الشاب خالد والشاب مامي، فأسعارهما تنافس أسعار نجوى كرم وعاصي الحلاني وصابر الرباعي.
وأستغرب لماذ لا تتكلمون على القوافل الفنية التي تجوب 48 ولاية و200 دائرة..فالأموال التي منحت للفنانين الجزائريين أكبر من قيمة المهرجانين. فمنذ شهر رمضان إلى منتصف شهر أوت برمجنا 1500 فنان.
*هل علاقتك بالوزير ميهوبي جيدة؟
- هل سمعتم بأننا على خلاف؟
* صرح وزير الثقافة، على هامش الطبعة الثالثة عشرة لمهرجان جميلة العربي، بضرورة رفع مستوى المهرجان، وتوجيه دعوات إلى فنانين كبار.. هل هو انتقاد إلى الديوان والأسماء التي تبرمج سنويا؟
- أولا،ميهوبي أعرفه قبل أن يكون وزيرا، وقدم معنا الكثير من الأعمال الفنية كملحمة الجزائر وحيزية وغيرها، لكن ما قاله ليس انتقادا إلى الديوان، بل رسالة ورد على الفنانين الذين يتصلون به ويشتكون إليه من عدم برمجتهم في المهرجان، ويقصد برفع المستوى أنه ليس كل من يغني يصلح لأن يبرمج في مهرجان عربي. ولو رفعنا المستوى قليلا، فإن 80 بالمائة من فنانينا لن يصعدوا إلى الخشبة، وقال لهم إن البرمجة تعود إلى الديوان، ويقصد بهم الجميع.
*هناك فنانون اشتكوا من التهميش والحقرة أمثال فلة عبابسة. ما رأيك؟
- هل فلة فنانة؟ لقد أساءت إلى المرأة الجزائرية بالدرجة الأولى. وهي بلا أخلاق، إذا كانت فنانة فلا أحد يستطيع أن يغلق عليها. الفنان يصنعه الجمهور، حتى الأنظمة السياسية والحكومات لا تستطيع أن تضيق على الفنان. هل اتصل بكم آيتمنقلات أو درياسة، واشتكوا من التهميش؟ الفنان الحقيقي لا يطلب برمجته في المهرجانات بل يفرضه الجمهور.
*واجهتم حملة شرسة استهدفت سمعتكم وسمعة عائلتكم واتهام أبنائكم باستغلال أموال ديوان الثقافة والإعلام وإشاعة إنهاء مهامكم؟
- هناك شخصان أو ثلاثة أعرفهم جيدا، وسأكشفهم للرأي العام قريبا. إنهم يساومونني..من يملك دليلا ضدي فليقدمه إلى العدالة. أما خبر إنهاء مهام بن تركي، الذي بقي 20 سنة على رأس ديوان الثقافة والإعلام، فهذه سنة الحياة. أحيانا نموت ونذهب أو نستقيل أو نقال.. هذا ليس مشكلا بالنسبة إلي، لكن من يقف خلف هذه الإشاعات والأخبار هم أصحاب مصالح مالية، من بينهم شخص يتصل بعميل أجنبي ينقل إليهم أخبارا كاذبة عن المسؤولين، كتب أن أولادي جمعوا المال من الديوان، وأؤكد لكم أن أولادي الأربعة لا علاقة لهم بالفن ولا بقطاع الثقافة، وطلبت منهم الابتعاد نهائيا عن هذا المجال.. حتى ابنتي، التي درست وحصلت على عدة شهادات، تزوجت برجل منعها من العمل.
*هل تحس بأنك مستهدف في منصبك؟
ليس لدي منصب وليس لدي مفتاح المكتب ومن يبحث عنه فليتفضل.
الديوان خلقه بن تركي مع مجموعة من الرجال والنساء عندما كان جمعية، وحولناه إلى هيئة لها سمعة دولية في سنة 2000، لكن من دون غلاف مالي. كان ذلك في عهد أويحيى، وكانت الظروف صعبة.تحصلنا على أول دعم سنة 2003 بـ3 ملايين دينار جزائري، وإلى اليوم، ميزانية هذه المؤسسة وإسهام الدولة فيها لا يمثل إلا جزءا بسيطا من حجم ميزانية إحدى القنوات الخاصة..لكن، نحن من فككنا الحصار عن الجزائر عندما عملنا قوافل الجزائر سنة 1993 وملحمة الجزائر سنة 1994 وقمنا بحفل دون توقف في ملعب 5 جويليةبـ130 ألف متفرج وأحضرنا وردة الجزائرية سنة 1995 ثم جورج وسوف وماجدة الرومي...
