6 ملايين جزائري بالخارج وراء مجزرة الدينار.. وليس البنوك!
11-11-2017, 04:00 AM



إيمان كيموش

صحافية في القسم الإقتصادي بجريدة االشروق

طالب وزير المالية السابق، عبد الرحمن بن خالفة، الحكومة بالتزام الحذر تجاه الارتفاع الذي شهدته أسعار البترول، والتي فاقت عتبة الـ60 دولارا وقاربت الـ65 دولارا خلال الأسبوع الماضي، وهو أعلى سعر لها منذ تذبذب بورصة الذهب الأسود وبداية الأزمة، مشددا على أن قانون المالية لسنة 2018 المتواجد حاليا على طاولة البرلمان متوازن، ولا يتضمن ضرائب ترهق كاهل المواطن، ولكن يجب توقع بلوغ البترول سعر 40 دولارا، "فكل شيء ممكن، ولا يجب التفاؤل بقوة" يقول بن خالفة.
وأضاف الوزير السابق في تصريح لـ"الشروق" أن ما تشهده أسعار البترول من ارتفاعات خلال الفترة الأخيرة، يعتبر بشرى سارة، ومن شأنها أن تنعش خزينة الحكومة، إلا أنه بالمقابل لا يجب الاتكال على البترول بقوة لبناء ميزانية سنتي 2018 و2019، بل بالعكس يجب التحرر منه، بحكم أن أسعار الذهب الأسود قد تنهار في أي لحظة لتبلغ 40 دولارا، فالجزائريون يجب أن يكونوا جاهزين لكل شيء ويتوقعوا أسوأ السيناريوهات حتى لا يعيشوا أي صدمة.
ووصف بن خالفة قانون المالية المتواجد حاليا على طاولة البرلمان بـ"غير المتزمت ولا المتشدق"، فهذا الأخير حسبه متوازن، ورغم أنه يبحث عن مصادر تمويل جديدة للميزانية، إلا أنه لم يتضمن ضرائب جديدة حادة، من شأنها أن تقصم القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، غير أنه قانون تمهيدي للقوانين المقبلة التي ستكون أكثر صرامة، مشيرا إلى أن الأمل الوحيد لعودة سنوات البحبوحة بالنسبة للجزائريين خلال المرحلة المقبلة، ليس ارتفاع سعر الذهب الأسود، وإنما تنويع الاقتصاد والبحث عن مداخيل جديدة بعيدا عن المحروقات، وبقطاعات جديدة ومختلفة كالسياحة والصناعة والفلاحة، فهي الأمل الوحيد للجزائر ـ يقول بن خالفة ـ للخروج من الضائقة النفطية.
وبشأن الانخفاض الذي تشهده قيمة العملة الوطنية الدينار، على مستوى السوقين الرسمية وغير الرسمية، قال بن خالفة إن العملة الجزائرية ليست بمنأى عن العملات الأخرى في العالم التي شهدت هي الأخرى تأرجحا على غرار الدولار والأورو والجنيه الاسترليني بفعل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها بلدانها، وكذا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتحدث عن تأثير ذهاب الجزائريين سنويا للخارج، وتحويلهم كميات ضخمة من العملة الأجنبية من الجزائر، وأثر ذلك على الدينار الجزائري.
وشدد بن خالفة: "6 ملايين جزائري يتوجهون سنويا لقضاء العطلة في الخارج ويخرجون محملين بكميات كبيرة من الدولار والأورو"، مضيفا "كل ذلك ساهم في خفض قيمة العملة الوطنية، رغم أن قضاء العطلة في الخارج يندرج ضمن حقوقهم"، مشددا "الحل هو دخول عدد كبير من السياح الأجانب أرض الوطن، وقدومهم محملين بالدوفيز لتحقيق التوازن بين المبالغ التي تخرج وتدخل السوق الوطنية".
وأضاف رئيس مفوضية البنوك سابقا "إذا سجلنا دخول 3 ملايين سائح أجنبي الجزائر سنويا محملا بالعملة الصعبة، سينتعش الدينار الجزائري ويحافظ على استقراره وقوته، فكل شيء مرتبط بحجم العملة الصعبة التي تدخل الجزائر".
للإشارة بلغ سعر صرف الأورو في السوق الرسمية 135 دينار وبسوق العملة لصعبة "السكوار" 204 دينار خلال الـ48 ساعة الأخيرة، في حين وصل سعر الدولار 115 دينار ببنك الجزائر و165 دينار بالسوق السوداء.