المخزن يُطلق قمره الصناعي ويُخفي تجسسه على الجزائر!
11-11-2017, 04:09 AM



عبد السلام سكية

صحافي ورئيس قسم القسم الدولي بجريدة الشروق اليومي

قال المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، إنّ إطلاق بلاده قمرا صناعيا هو "تصرف في إطار سيادي مشروع، لتلبية حاجياته الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والبيئية"(..)، وأورد "هذا الإنجاز الكبير لبلادنا، والمتعلق بإطلاق قمر صناعي، عليه ألا يكون

مدعاة لتخوّف أيّ كان"!
وذكر الوزير المغربي، ردا على سؤال عن "تخوفات كل من الجزائر وإسبانيا من أن يتحوّل استعمال القمر الصناعي الذي أطلقه المغرب من الاستعمال العلمي إلى أشياء أخرى"، أن "هذا الإنجاز مفخرة للمغرب"!
وأطلق المغرب يوم الأربعاء، أول قمر صناعي للمراقبة يحمل اسم "محمد السادس أ"، انطلاقا من قاعدة "كورو" التابعة لمنطقة غويانا الفرنسية؛ بهدف تعزيز قدرات المملكة الأمنية والاستخباراتية، بحسب ما تناقلته مراجع إعلامية.
وأضاف الخلفي، في ندوة صحفية، الخميس، تلت انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، "أن نتقدم وأن نقطع خطوات أكبر على المستوى التكنولوجي من أجل تلبية الاحتياجات الاقتصادية والتنموية والفلاحية وغيرها، مسألة ليست بالسهلة بالنسبة لبلدنا"، وسجل المتحدث على أن "التقدّم أكثر، واكتساب إمكانات تكنولوجية أكبر ينبغي ألا يكون مدعاة لتخوف لأي كان".
واعتبر إطلاق بلاده هذا القمر الصناعي "خطوة مشروعة ومطلوبة، تعزز مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمغرب"، ولفت أن المملكة "تتصرف في إطار سيادي مشروع لتلبية حاجياتها".
وتأتي تصريحات متحدّث الحكومة المغربية على خلفية صدور تقارير إعلامية في كل من الجزائر وإسبانيا تحدّثت عن توظيف القمر الصناعي من قبل المملكة لمهام أخرى بينها "التجسس".
وبعيدا عن لغة التطمين التي ساقها المغرب عبر الوزير الخلفي، تأتي المعلومات المتوفرة عن هذا القمر الصناعي، لتؤكد أنه أداة جوسسة بامتياز، ففي أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة "البايس" الإسبانية، عن قلق بلادها من عزم المغرب إطلاق أول قمر صناعي "متخصص في التجسس"، ولفتت الصحيفة، في تقرير لها، أن "من شأن هذا القمر الصناعي الإخلال بالتوازن العسكري وتقوية ميزة التجسس لدى المغرب".
وأوضحت التقارير أن الأمر يتعلق بقمر "رصد الأرض بدقة عالية"، وقد صنع في فرنسا، و"أحيط بسرية تامة"، وأضاف أن الأمر لا يتعلق بقمر اصطناعي واحد، بل ببرنامج تبلغ قيمته المالية أكثر من 500 مليون يورو، يشمل قمرين اصطناعيين: الأول يحمل اسم "MN35-13"، الذي أطلق الأسبوع الماضي، فيما الثاني من المنتظر أن يتم إرساله إلى الفضاء في 2018، لكن لا توجد الكثير من المعلومات بخصوصه.
وأشارت التقارير، إلى أن السرية التي أحيطت بها الصفقة، تجعل من الصعب معرفة بعض صفات القمر الاصطناعي المغربي الجديد، لكنه "يفترض أن يكون نسخة من القمرين الاصطناعيين الفرنسيين "بلياد 1" و"بلياد2" (Pléiades)، اللذين أرسلتهما فرنسا إلى الفضاء سنة 2011 و2012، لهذا رشحت مصادر مطّلعة أن يكون القمران الاصطناعيان المغربيان نسختين من القمرين الفرنسيين تحت اسم MN35-13، خاصة أن القمرين "بلياد" تفصل بينهما 180 درجة. بصيغة أخرى، عندما يكون الأول في الشرق يكون الثاني في الغرب، ما يسمح بالحصول على صور عالية الدقة، ومراقبة الأرض على مدار الساعة، وتسجيل كل صغيرة وكبيرة.
وصمّم القمر الجديد كل من شركة "تاليس إيلينيا سبيس" الفرنسية، التي تكلفت بالجانب المتعلق بآليات التصوير، وشركة "إيرباص ديفانس آند سبيس"، التي اهتمت بتوفير المنصة والجزء الأرضي لتخطيط البعثات والمراقبة.
وسيكون القمر، الذي سيحلق على ارتفاع 695 كيلومترًا من الأرض، قادرا على التقاط 500 صورة يوميًا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية قرب مطار العاصمة الرباط.