حديث الصباح.. القومية و العولمة
13-11-2017, 07:21 AM
هل القومية في الجزائر عربية أم أمازيغية؟

السؤال الذي طرحه إدورد مورتيمر حول ما يحتاجه الناس من ثقافة عامة أو قيم مشتركة في دولة ديمقراطية، جعلته يدعو مختصا بالشؤون الإسلامية و هو الفرنسي أوليفر روي لمناقشة هذه الإشكالية مع عالم الاجتماع بيخو باريخ parekh بريطاني مختص في العلاقات الاجتماعية، و برايخ كما يقول إدورد مورتيمر، لا هو متطرفا و لا هو متعدد ثقافات، فهو لا يجحد الحاجة إلى بعض القيم المشتركة للعيش في إطار قومي، لتعزيز ممارسة الديمقراطية، لأن القومية منذ قرن من الزمان، من أشد القوى في العالم، و أن الدولة القومية كانت و ما زالت تقوم مقام حجر الزاوية للسياسة العالمية، و تعطي الشرعية الأساسية للدول في العالم أجمع، لكنه يرى أنه يجب الفصل بين الثقافة السياسية العامة، اللازمة لاستقرار أي دولة ديمقراطية و تماسكها، و لذا يرى أن الخطر الأكبر هو أن تعتقد دولة لها الأغلبية لها حق التسلط على الثقافة السياسية لدولة أخرى، و هذا يهدد الحرية الشخصية للمجتمعات..، و هو يتحدث عن الأمة بين الحقيقة و الخيال، يعرف انطوني سميث بأنها جماعة سكانية بشرية تجمعهم منطقة تاريخية، و لهم ذكريات مشتركة، و ثقافة عامة واسعة ، و يعرف القومية على أنها حركة إيديولوجية تمكن جماعة من السكان يؤمن بعض أفرادها بأنهم يمكن أن يكونوا أمّة.
انطلاقا من هذه الفلسفات يمكن القول أن الجزائر - كأنموذج - دولة مستقلة لكنها غير مستقرة، و لم تصل بعد مستوى الممارسة الديمقراطية، و لعل هناك من يشاطرنا في طرح هذا السؤال، ما الفرق بين حرب دامت دامت سبع ( 07 ) سنوات بين الجزائر وفرنسا، و حرب الجزائر الأهلية في بداية التسعينيات التي استمرت عشر ( 10) سنوات؟، الإجابة قد تكون كالتالي: و إن قلنا أن الإرهاب دولة ، له نظم و قوانين ، فالسبب الرئيسي طبعا هو أن النظام الجزائري يرفض أن يتعايش مع الشعب، و يريد أن يطبق عليه حق "الولاء" و "التبعية" ، ولم يسمح للآخرين بإبداء رأيهم، فقرر البعض العمل بمبدأ "الانسلاخ"، فحدث ما حدث، و السؤال يطرح نفسه: هل النظام داخل دولة ما، يشكل الأغلبية لا لشيئ، إلا لأن المؤسسة العسكرية تعتبر رأس النظام، أما الشعب الأعزل فهو يمثل "الأقلية"؟ ، ما جعل الجيش يتدخل في كل القرارات السياسية، حتى في اختيار الرئيس، دون الأخذ برأي الشعب.
و تجدنا هنا نعود إلى مسألة الأغلبية و الأقلية و من له حق اتخاذ القرار؟، أو الحديث عن نظرية "السيادة المطلقة" و من له الحق في امتلاكها، النظام أم الشعب؟، و من جهة أخرى تطرح بعض الكتابات مسألة "القوميات" في مجتمع متعدد الثقافات، و قد خلقت هذه الإشكالية جدلا كبيرا بين الفلاسفة و رجال القانون، و كانت إسهاماتهم حول إن كانت القومية تشكل العلاقات الاجتماعية اليومية بين الأفراد و القومية التي تركز على الرايات ( العَلَمْ )، و انطلاقا من هذه الفكرة نقول أنه في الجزائر مثلا لو تم الاعتماد على الفكرة الأولى نقول أن القومية جزائرية، و قد سبق و أن تحدث مولود قاسم نايت بلقاسم عن القومية الأمازيغية، و أحدثت هذه النظرية جدلا عقيما ، بعدما اتهمه البعض بالجهوية و العنصرية.
أما إذا تم الاعتماد على الفكرة الثانية فهذا فيه نظر، لأن المراحل التي مرت بها الجزائر منذ التواجد العثماني عرفت تغيرات كثيرة، كانت الراية ( العلم) تختلف عن الراية التي نحملها اليوم، والحقيقة أن العلاقة بين هذه المسائل ما تزال تبعث المناقشة من الثقافات المتعددة لتحديد المفاهيم بين العرقية و القومية و سياسة الدولة، و هو الأمر الذي جعل الجزائر دائما تعيش الثورات ، ابتداءً من الربيع الأمازيغي و رفع مطلب الحكم الذاتي في البلاد، يقول المحللون السياسيون أن العولمة أنعشت الاستقرار السياسي، و سيأتي يوم تقضي فيه على كل القوميات، عندما يتوحد العالم في قالب واحد، و بذلك تثبت الرأي القائل أن "الأمة لا توجد إلا في الخيال" ، و يمكن فهمها بأكثر من طريقة.

عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 13-11-2017 الساعة 08:16 AM