تلاميذ المستشرقين!!؟
10-04-2016, 02:02 PM
تلاميذ المستشرقين!!؟
د. إسماعيل علي محمد
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعد:



من أخطر الوسائل وأخبثها في:"نشر وإذاعة الفكر الاستشراقي المعادي للإسلام": استخدام بعض أبناء العرب والمسلمين من تلاميذ المستشرقين والمنصرين؛ ليقوموا بهذه الوظيفة!!؟، وأعني:" نشر الفكر الاستشراقي نيابة عن أساتذتهم، والترويج لآراء المستشرقين والمنصرين من غير نسبتها إليهم!!؟، بل على أنها: من نتاج قرائح أولئك التلاميذ، وثمرة اجتهادهم وتفكيرهم، بينما هي في واقع الأمر: لا تعدو أن تكون صدى لآراء وسموم خصوم الإسلام!!؟".
لقد حرص أعداء الإسلام على:" صناعة المفكر المستغرب من أبناء البلاد الإسلامية والعربيةفأعداء الإسلام - بشكل عام - يحرصون دائمًا على إيجاد صنائع لهم من أبناء البلاد الإسلامية والعربية، يدربونهم ويعدونهم ويصنعونهم على أعينهم؛ لينوبوا عنهم في الكيد للإسلام، ومحاربته عبر مجالات شتى، فكان لهم نواب يكيدون للإسلام في مجالات مختلفة.
وهذا الأمر: لا يأتي عشوائيًّا أو عرضًا!!؟، وإنما هو:" ثمرة تآمر حقود، وتخطيط دؤوب، ومكر بالليل والنهار"، كما أنه يظل محل عنايتهم ورعايتهم، ومتابعة متواصلة من جانبهم، وهذا ما أفصح عنه:( المستشرق المنصر: صمويل زويمر) بقوله:
" تنصير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم، ومن بين صفوفهم؛ لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها"[1].
وهذه شهادة - بل وثيقة - صدرت عن:( أحد دعاة التخريب والإفساد في العالم، وهو: الوجودي الانحلالي: جان بول سارتر): تكشف عن اهتمامهم بصناعة:"المفكر المستغرب": الذي يقوم بترديد آراء الغربيين، وتسويقها بين قومه الشرقيين، وهي في ذات الوقت:" شهادة واحد من أهلها"، فيقول - مشيرًا إلى:" بعض طرق صناعة المفكر الشرقي في الغرب، ومجال استخدامه -:
" كنا نحضر رؤساء القبائل وأولاد الأشراف، والأثرياء والسادة من إفريقيا وآسيا، ونطوف بهم بضعة أيام في أمستردام ولندن والنرويج وبلجيكا وباريس، فتتغير ملابسهم، ويلتقطون منا بعض أنماط العلاقات الاجتماعية الجديدة، ويتعلمون منا طريقة جديدة في الرواح والغدو، ويتعلمون لغتنا، وأساليب رقصنا وركوب عرباتنا، وكنا ندبر لبعضهم أحيانًا زيجات أوروبية، ثم نلقنهم أسلوب الحياة الغربية...
كنا نضع في أعماق قلوبهم الرغبة في أوروبا، ثم نرسلهم إلى بلادهم، وأي بلاد!!؟، بلاد كانت أبوابها مغلقة في وجوهنا، ولم نكن نجد منفذًا إليها، كنا بالنسبة إليها رجسًا ونجسًا، لكن منذ أن أرسلنا المفكرين الذين صنعناهم إلى بلادهم؛ كنا نصيح من أمستردام أو برلين أو باريس: " الإخاء البشري"، فيرتد رجع أصواتنا من أقاصي إفريقيا والشرق الأوسط أو شمالي إفريقيا..
كنا نقول: " ليحل المذهب الإنساني أو دين الإنسانية محل الأديان المختلفة"، وكانوا يرددون .. هذه أصواتنا من أفواههم، وحين نصمت يصمتون!!؟، إلا أننا كنا واثقين من أن هؤلاء المفكرين: لا يقولون كلمة واحدة غير ما وضعنا في أفواههم!!؟" [2].
ويقول:( المستشرق: ماسينيون): " إن هؤلاء الطلاب المسلمين الذين يصلون إلى فرنسا، يجب أن يصاغوا صياغة غربية خالصة؛ حتى يكونوا أعوانًا لنا في بلادهم" [3].
بل إن:( سدنة الاستشراق والتنصير في الغرب): لا مانع لديهم من منح بعض أبناء العرب والمسلمين الدرجات أو الشهادات العلمية من إحدى جامعات الغرب - مثل درجات الماجستير والدكتوراه - بسهولة ويسر في مقابل:" أن يكونوا جنود فكرتهم المخلصين!!؟.
وهذه شهادة على ذلك لأحد المنظرين الغربيين، يقول فيها:
" لا شك أن المنصرين فيما يتعلق بتخريب وتشويه عقيدة المسلمين قد فشِلوا تمامًا، ولكن هذه الغاية يمكن الوصول إليها من خلال الجامعات الغربية، فيجب أن تختار طلبة من ذوي الطبائع الضعيفة والشخصية الممزقة، والسلوك المنحل من الشرق، ولا سيما من البلاد الإسلامية، وتمنحهم المنح الدراسية؛ حتى تبيع لهم الشهادات بأي سعر؛ ليكونوا المنصرين المجهولين لنا: لتأسيس السلوك الاجتماعي والسياسي الذي نصبوا إليه في البلاد الإسلامية.
إن اعتقادي لقوي بأن الجامعات الغربية يجب أن تستغل استغلالاً تامًّا جنون الشرقيين للحصول على الدرجات العلمية والشهادات، واستعمال أمثال هؤلاء الطلبة كمنصرين ووعاظ ومدرسين لأهدافنا ومآربنا باسم تهذيب الإسلام والمسلمين!!؟" [4].
إن هؤلاء المستغربين الذين هم:" عملاء الاستشراق والتنصير": أخطر على الأمة من أعدائها السافرين؛ حيث إنهم يستترون خلف أقنعة مموهة، ويندسون في صفوف الأمة، ينخرون في عظامها كما ينخر السوس، ولا يلتفت إلى خطرهم، أو يتفطن إليهم إلا بعد حين، شأنهم في ذلك: شأن أسلافهم من المنافقين.
ولقد عرفت البلاد الإسلامية في العصر الحديث:" طائفة من المفكرين المستغربين: كانوا أبواقًا يرددون إفك المستشرقين والمنصرين وضلالهم، وينفثون سمومهم الفكرية على أنها آراؤهم - هم أنفسهم-، وقد زعموا أنهم توصلوا إليها بعد دراسة وبحث!!؟، ثم لم تلبث الأمور طويلاً، فإذا الحقيقة والواقع: يثبتان بأنهم:" يجترون أباطيل ومفتريات أساتذتهم من المستشرقين والمنصرين!!؟".

الفكر الاستشراقي في كتابات طه حسين:
ومن هؤلاء:( المستغربين: طه حسين):الذي كشف الباحثون والعلماء عن حقيقة آرائه التي نال بها من:" الإسلام وقرآنه وعظمائه وتاريخه"، وأثبتوا أنها:{ ترديد لأفكار أساتذته المستشرقين الماكرين، من أمثال "مرجليوث"، و"دور كايم"، و"جب"، وغيرهم}.
ومن كتبه التي امتلأت بالباطل والزيف: كتاب:(الشعر الجاهلي)، فقد أثبت الباحثون بأنه: منقول عن كتاب حول الشعر الجاهلي للمستشرق "مرجليوث".
وممن ذكر هذا وأكَّده العلامةُ الأستاذ:"محمود محمد شاكر"، لدرجة أنه أطلق على كتاب "طه حسين" المذكور: "حاشية طه حسين على بحث مرجيلوث[5]".
كما أن الدكتور:" محمد البهيّ ": عقد مقارنة وموازنة بين ما كتبه:"طه حسين" في كتابه المذكور، وبين ما كتبه:" المستشرق:جب" في كتابه: (المذهب المحمديّ)، وانتهى من تلك المقارنة العلمية الموضوعية إلى أن:" الأهداف والنتائج واحدة لدى كليهما!!؟"[6].
ومن الآراء الخطيرة التي ذهب إليها:"طه حسين" في هذا الكتاب:
أن العرب:" لم يكونوا على دين، ولم يكونوا جُهالاً ولا غِلاظًا، ولم يكونوا في عزلة سياسية أو اقتصادية بالقياس إلى الأمم الأخرى .. كذلك يُمثِّلهم القرآن، وإذا كانوا أصحابَ علم ودين وأصحابَ ثروة وقوة وبأس، وأصحابَ سياسة متصلة بالسياسة العامة - متأثرين بها مؤثرين فيها - فما أخلقَهم أن يكونوا أمة متحضرة راقية لا أمة جاهلة همجية!!؟، وكيف يستطيع رجل عاقل: أن يصدِّق أن القرآن ظهر في أمة جاهلة همجية!!؟"[7].
وهو:" يريد أن يُفهِم قارئَه: أن القرآن انطباع للحياة القائمة في وقت صاحبه، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يمثل لذلك بيئة خاصة: في عقيدتها ولغتها، وعاداتها في الحياة .. وهي: البيئة العربية في الجزيرة العربية ".[8].
" ومنهج دراسة الحياة الجاهلية للعرب قبل الإسلام دراسة علمية، كان يدور عند صاحب كتاب:(الشعر الجاهلي) بين أمرين لا ثالث لهما: بين ما يسمَّى بالشعر الجاهلي وبين والقرآن .. كلاهما للإنسان!!؟، وكلاهما يتحدث عن الحياة العربية الجاهلية!!؟، ولكنه استبعد الشعرَ الجاهليَّ، واختار القرآن لهذه الدراسة؛ لأنه صادق في كونه:(انطباعًا) دقيقًا لهذه الحياة!!؟. القرآن: إذن مصنوع ومؤلَّف!!؟.
" هو مرآة لأفق خاص من الحياة في شبة الجزيرة العربية، وهي: مكة بوجه خاص" [9].
ومما قاله "طه حسين" في كتابه المذكور:" للتوراة أن تحدِّثَنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدِّثَنا أيضًا، ولكن وُرود هذين الاسمين في التوراة والقرآن: لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي!!؟".[10].
ويقول أيضًا:" أمر هذه القصةِ (قصة إسماعيل) إذن واضح ... فهي حديثة العهد، ظهرت قبيل الإسلام، واستغلها الإسلامُ لسبب ديني، وقَبلتها مكةُ لسبب دينيِّ وسياسي!!؟".[11].
وقد كلَّف:"الأزهر " لجنة من كبار علمائه - في ذلك الوقت - لدراسة كتاب: (الشعر الجاهلي)، فقامت بذلك، ورفعت تقريرًا لشيخ الأزهر قالت فيه:
" إن الكتاب مملوءٌ بروح الإلحاد والزندقة، وهو: دعامة من دعائم الكفر، ومِعول لهدم الأديان، وفَنَّدت اللجنة شبهات وأوهام المؤلف، ووضعت النقاط على الحروف بأسلوب علميَّ رزين، وكتب الشيخ:"عبد ربه مفتاح"- أحدُ أعضاء اللجنة- مقالًا نشرته صحيفة الكواكب، يقول فيه لطه حسين:
" إن العلماء أجمعين - وعلى بكرة أبيهم - يَحكُمون عليك بالكفر، وبالكفر الصريح الذي لا تأويل فيه ولا تجوُّز، وأتحداك أن تدلني على عالم واحد يحكم عليك بالفسوق والعصيان دون الكفر، وعليك تبرئةُ نفسك من هذا الاتهام الشائن[12]..".
هذا، ولم يثبت أن:"طه حسين" قد رجع عن تلك الآراء، أو أمثالها مما في كتبه الأخرى[13].
ملاحظة: الجميع يعلم بأن:" منهج علماء الأزهر": أبعد ما يكون عن منهج يلقبون ب:" الوهابية!!؟" في هذا الباب، وأكثر المستغربين يصفون منهج الأزهر بأنه: وسطي ومعتدل، فلا مبرر لاعتراضهم على تقرير تلك اللجنة.

علي عبدالرازق - على خطا - طه حسين:
ومن الذين كانوا وسيلة لنشر سموم المستشرقين على شاكلة طه حسين: "علي عبد الرازق صاحب كتاب: الإسلام وأصول الحكم": الذي زعم فيه أن:" الشريعة الإسلامية شريعة روحية محضة، ولا علاقة لها بشؤون السياسة والحكم!!؟".
" لم يكن علي عبد الرزاق إمامًا مجتهدًا، وإنما كان قاضيًا شرعيًّا: تلقفته قوى التغريب، فاصطنعته تحت اسم:(التجديد)، فدعته إلى لندن لحضور حلقات الاستشراق التي تروِّج للأفكار المعارضة لحقيقة الإسلام، وهدم مقوماته، وأُهدِي هذا الكتابَ الذي وضع عليه اسمه مترجمًا إلى اللغة العربية، وطُلِب إليه أن يضيف إلى مادته بعضَ النصوص العربية التي يستطيع اقتباسها من كتب الأدب.
أما الكتاب نفسه، فكان من تأليف:" قرم[14] من أقرام الاستشراق: اليهودي:مرجيلوث":الذي كان أيضا: صاحبَ الأصل الذي نقل عنه طه حسين بحثه عن :(الشعر الجاهلي)، والذي أطلق عليه:" محمود محمد شاكر": (حاشية طه حسين على بحث مرجيلوث)، ويمكن أن نطلق الآن اسم: (حاشية علي عبدالرازق على بحث مرجيلوث)، وقد كشف عن هذه الحقيقة الدكتور:"ضياء الدين الريِّس" في بحثه القيم: (الإسلام والخلافة في العصر الحديث)[15].
وقد قدم الدكتور:"الريس" أدلة قوية ترجح وتثبت أن أصل كتاب:"علي عبد الرازق" هو: بحث لمرجليوث[16].
وكان أول من كشف حقيقة الكتاب هو الشيخ:" محمد بخيت": الذي ردَّ على الشيخ "علي عبد الرازق " في كتابه: (حقيقة الإسلام وأصول الحكم)، وهو واحد من الكتب التي صدرت في الرد عليه، حيث قال:
" لأنه علِمنا من كثيرين ممن يترددون على المؤلف: أن الكتاب ليس له منه إلا وضع اسمه عليه فقط، فهو منسوب إليه فقط؛ ليجعله واضعوه من غير المسلمين ضحية هذا العار، وألبسوه ثوب الخزي إلى يوم القيامة".[17].
وقد انعقدت هيئة كبار العلماء برئاسة المرحوم الشيخ: محمد أبي الفضل الجيزاوي: شيخ الأزهر في ذلك الوقت": صباح الأربعاء 22 المحرم 1344هـ- (12 أغسطس سنة 1925 م)، وكان عدد أعضائها أربعةً وعشرين عالمًا، وبعد مناقشة طويلة: أصدرت الهيئة حكمها بإدانة الشيخ علي عبد الرازق، وإخراجه من زمرة العلماء [18].

اعتراف خطير من أحمد أمين:
وهناك:" اعتراف خطير من: أحمد أمين": يُقِرُّ فيه بأنه أحدُ المروِّجين لآراء المستشرقين في كتبه بدون أن ينسبها إليهم، بل يقدِّمها للناس على أنها من خالص أفكاره!!؟، وهو - لا شك - اعتراف له خطورته، حيث يجيب عن كثير من علامات الاستفهام حول آراء بعض الكاتبين المحدَثين!؟؟- ومنهم: "أحمد أمين" - حول كثير من القضايا الإسلامية، كما يؤكِّد أن:" مدرسة تلاميذ المستشرقين الذين يُسخَّرون في نشر آراء أساتذتهم: موجودة في حياتنا، وتشكِّل رافدًا من روافد الغزو الفكريِّ الهدَّام في المجتمعات الإسلامية!!؟".
وهذا الاعتراف يرويه الدكتور:" مصطفى السباعي" رحمه الله، فيقول:
" ولما ثار نقاشٌ في الأزهر حول الإمام الزهريِّ عام 1360هـ، قال الأستاذ "أحمد أمين" للدكتور "علي حسن عبد القادر"، وهو الذي أثيرت الضجة حوله:
إن الأزهر لا يَقْبل الآراء العلميةَ الحرة!!؟، فخير طريقة لِبثِّ ما تراه مناسبًا من أقوال المستشرقين، ألا تنسبها إليهم بصراحة!!؟، ولكن ادفعها إلى الأزهريين على أنها: بحث منك، وأَلبِسها ثوبًا رقيقًا: لا يُزعجهم مسها، كما فعلت أنا في:(فجر الإسلام، وضحى الإسلام!!؟).
هذا ما سمعته من الدكتور:" علي حسن " يومئذٍ نقلاً عن الأستاذ:"أحمد أمين"[19].

خطورة هذه الوسيلة:
إن إذاعة سمومِ المستشرقين وآرائِهم على يد أسماء وطنية، وخاصة إذا كانت مسلمة عربية: أمرٌ في غاية الخطورة والضرر؛ حيث إن ورود الشبهات والأفكار الاستشراقية في غير كتب المستشرقين، وترديدها على ألسنة آخرين من بعض المسلمين!!؟: لا يثير الانزعاج أو القلق والحساسية لدى القارئ المسلم، مثل ما يثيرها لو كان يقرأ أو يعلم أن هذا الكلام لمستشرقٍ حاقدٍ كاره للإسلام، ويجعل الشبهاتِ والأباطيلَ تنتشر وتروج في تدليس وخداع، يُلبِس الباطلَ ثوبَ الحق، ويجعله يتسلل إلى نفوس الناس دونما انزعاج، ويسري بينهم في نعومة وصمت، من غير أن ينتبهوا لحقيقته وأضراره.
ولا شك: أن هذه الوسيلةَ أشدُّ مكرًا، وأكثرُ خداعًا وتمويها، وأخبثُ أثرًا وأسوأ نتيجةً، وأقوى سلاحًا، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل[20].
ولأن المستشرقين والمبشرين والمستعمرين وغيرَهم من أعداء الإسلام: يُدرِكون خطورة هذه الوسيلةِ جيدًا، فإنهم قد استغلوها شرَّ استغلال، ورُزِئْنا بكثير من الصنائع الغربية في بلادنا الذين صاروا كما جاء في الحديث النبويِّ الشريف:" دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها".[21].
ولأهمية الأمر وخطورته: يجب كشفُ هؤلاء، وإظهارُ حقيقةِ أفكارِهم، وهتك أستارِ خداعِهم؛ كي تبرأ الأمة من بلائهم، والله المعافي.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

هوامش:
[1]الغارة على العالم الإسلامي، ص 30.
[2] شبابنا في وجه الإعصار الغربي، عبدالقادر عبار، مقال في مجلة الأمة، ص 21، صدر عن رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية في قطر، العدد الخمسون، السنة الخامسة، صفر 1405ه- نوفمبر 1984م.
[3] من التبعية إلى الأصالة في مجال التعليم واللغة والقانون، وأنور الجندي، ص 16، دار الاعتصام، القاهرة.
[4] غزو في الصميم، عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني، ص 70 - 71، دار القلم، دمشق، ط الثانية 1405ه- 1985، نقلاً عن كتاب: [المشكلة الشرقية، طبع لندن، سنة 1957م صفحة 146]، أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها: التبشير - الاستشراق - الاستعمار، عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني، ص 262، دار القلم، دمشق، ط الثالثة 1402ه- 1982م.
[5] مؤلفات في الميزان، أنور الجندي، ص37، هدية مجلة منار الإسلام (تصدرها وزارة الشؤون الإسلامية بالإمارات العربية المتحدة)، العدد الخامس، السنة الحادية عشرة.
[6] تُراجَع خلاصة هذه الموازنة في: الفكر الإسلامي الحديث، ص 190 - 191.
[7] الفكر الإسلامي الحديث، ص ١٨٤ نقلًا عن: الشعر الجاهلي، لطه حسين، ص ١٥.
هذا؛ وكلام " طه حسين " المشار إليه مناقض لكلام رب العالمين؛ حيث يقول سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ، فالآية تفيد أن العرب كانوا أميين جاهلين في تيه وضلال، وهم لذلك كانوا في أمس الحاجة إلى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.
[8] الفكر الإسلامي الحديث، ص 186.
[9] السابق، ص ١٨.
[10] العالم الإسلامي والمكائد الدولية خلال القرنِ الرابع عشر الهجريِّ، فتحي يكن، ص ١١٩، مؤسسة الرسالة بيروت، ط الثالثة ١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م، نقلًا عن كتاب: الشعر الجاهلي، ص ٢٦.
[11] الفكر الإسلامي الحديث، ص ١٨٩ نقلًا عن: الشعر الجاهلي، ص 29.
[12] الزور والبهتان فيما كتبه طه حسين في ( الشيخان )، إعداد: د/ جمال عبدالهادي، د/ وفاء محمد رفعت، أستاذ/ علي لبن، ص ٨٢، دار الوفاء، المنصورة.
[13] ذكر الأستاذ الدكتور " محمد عمارة " غير مرة في محاضراته وكتاباته - أن "طه حسين" قد رجع عن تلك الآراء، وتاب منها، وإنا لنتمنى هذا ونحبُّه؛ ولكن الواقع أنه لم يُؤثَر عن طه حسين أنه كتب كتابًا، أو أعلن في مؤتمر على الناس أنه بريء من هذا الرأي أو ذاك، أو تراجَع عما قاله في كتاب كذا أو كذا، مما أُخِذ عليه وانتُقِد فيه، وأُدين بسببه علميًّا وقانونيًّا، والظاهر أن الرجل بقِي على آرائه حتى رحل عن الدنيا، بل إنه عندما تعرَّض للتحقيق والمساءلة في القضاء بشأن بعض آرائه التي تقدح في صدق أخبار القرآن الكريم وربَّانية مصدره، مثل ما قاله في شأن ثبوت قصة إبراهيم وإسماعيل، وأن وُرودَهما في التوراة والقرآن: لا يكفي لإثبات وجودِهما التاريخيّ: لم يجزم بأنه يصدق بما ورد في القرآن بشأن القصة صراحة، وعمد إلى المراوغة .. فأين هذا الرجوع والتوبة المزعومة!!؟.
[14] القَرْم من الرجال: السيد المعظَّم، المعجم الوسيط 2/ 758.
[15] إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام، أنور الجندي، ص ٥٥ ٥٦، دار الاعتصام، القاهرة.
[16] يُراجَع: السابق، ص ٥٩ ٦٠
[17] إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام، أنور الجندي، ص ٥.
[18] العالم الإسلامي والمكائد الدولية خلال القرنِ الرابع عشر الهجريِّ، ص ١٠١ باختصار.
[19] السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، ص ٢٣٨، وجدير بالذكر أن الدكتور مصطفى السباعيّ قد ردّ على شبهات " أحمد أمين " التي أثارها في كتابه (فجر الإسلام) حول السنة النبوية، وأفرد لذلك فصلاً خاصًّا، وفنَّدها بأسلوب علميٍّ موضوعيٍّ، يُراجَع: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، ص ٢٣٦ وما بعدها.
[20] السابق، ص ٢٣٦.
[21] عن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رضي الله عنه قال: كَانَ النَّاسُ يَسْألُونَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ: مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهَّ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهَّ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ»، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: ((قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ))، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: ((نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهَّ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَال: ((هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا))، قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ:" تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ"، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟، قَالَ:" فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ"؛ أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام 4/ 178، وفي كتاب الفتن، باب كيف يكون الأمر إذا لم تكن جماعة ٨/ 93، ومسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، مسلم بشرح النووي 12/ 236 - 237، رقم 1847.
ويراجع - في هذا الموضوع أيضًا -: الغزو الفكري والتحدي والمواجهة، للمؤلف، ص161-169.