امنعوا هذا الزواج!!؟
01-08-2018, 03:08 PM
امنعوا هذا الزواج!!؟
سمية سعادة


يكشف الارتفاع المذهل لحالات الطلاق في الجزائر الذي وصل سنة 2017 إلى 68 ألف حالة على أن هناك خللا كبيرا في الأسرة الجزائرية التي باتت عاجزة عن تربية أبنائها التربية السليمة التي تجعلهم مستقرين نفسيا واجتماعيا عندما ينفصلون عنها بعد الزواج.
ومن المؤكد: أن الأسباب والمبررات التي تقف وراء الطلاق لا ترفع الحرج عن الأسرة، بل تورطها حتى أذنيها في هذه المشكلة طالما أنها صنعت جيلا يتعمد أن يحول المواقف العادية في الحياة إلى مشكلة حقيقية يجر لها الطلاق جرا، لينهيها ويستريح منها!!؟، وهذا دليل على عدم وصوله إلى مرحلة الوعي والنضوج التي تجعله ينظر إلى الأمور بمنظار واقعي بعيدا عن المبالغة والتهويل.
ويكفي أن ننظر في محاضر الطلاق، لنكتشف أن معظم الذين تزوجوا وأقيمت لهم الأفراح، وأنفقت من أجلهم مئات الملايين ما هم إلا” ذراري” أو أطفال غير جديرين بتكوين أسر والإشراف على تربية” الذراري”، لأن فكرتهم عن الزواج قاصرة جدا، وأهدافه منه غير واضحة، لذلك يقومون بإنهائه عند أول مشكلة بسيطة وتافهة!!؟.
وقد لا نستغرب حدوث حالات كثيرة من الطلاق خلال الأشهر الأولى من الزواج، لأن هؤلاء المتزوجين لم يجدوا أثرا للحياة الرومانسية التي شاهدوها في الأفلام التركية التي تصور كيف يهيم الزوج بزوجته، وكيف تذوب الزوجة في هوى زوجها، والتي هي مجرد سيناريوهات لا وجود لها حتى في الحياة الخاصة للممثلين الذين أدوا هذه الأدوار التي”هفوا” بها هؤلاء المراهقين الذين مازالت عقولهم في طور النمو، ولم تصل بعد إلى مرحلة الاقتناع: أن الحياة بتقلباتها ومصاعبها وتحدياتها: لا يمكن أن تكون بهذه المثالية التي تصورها الأفلام!!؟.
إحدى المتزوجات حديثا، والتي تقضي فترة “الصدة” في بيتهم منذ أشهر، تفاجأت بالحياة الرتيبة التي تعيشها في بيت زوجها بعيدا عن أي رومانسية جارفة أو حب مجنون أو سهرات خارج البيت!!؟، وهذا ما كانت تتخيله قبل الزواج، فعلى العكس من ذلك: وجدت زوجا عاديا يذهب إلى عمله في الصباح، وهو يرسم “تكشيرة” على وجهه، وفي المساء يعود منهكا وغير مستعد للخروج في نزهة، أو لتناول وجبة العشاء معها في مطعم راق، وهذا ما جعلها تصر على عدم العودة إلى بيته والتفكير في بدء إجراءات الطلاق.
بينما قرر أحد الأزواج الذي لم يمر على زواجه أكثر من شهرين: أن ينهي حياته الزوجية مع المرأة التي اختارها بنفسه، لأنه صدم من شكلها الحقيقي بعد أن تخلت عن المكياج، وأهملت شعرها، وبدت على طبيعتها.
كثيرون هم الأزواج الذين يطوون ملف الزواج لأسباب تافهة، ويستأنفون حياتهم بدون الطرف الأخر الذي من المؤكد أنه تضرر من هذا التصرف المتهور، ومثل هؤلاء الأزواج هم: عبء على مؤسسة الزواج وعلى المجتمع نفسه، خاصة عندما ينجبون أطفالا هنا وهناك، ويتناسون أمرهم، ومثل هؤلاء يجب منعهم من الزواج بقوة القانون.

ملاحظة:
مقال متميز جدا، جزى الله خيرا كاتبته، غير أن مع ختمته به: لا يمكن تطبيقه واقعا: شرعا وقانونا، إذا بلغ هؤلاء سن الزواج وكانوا راشدين، وسوء التصرف أمر لا يمكن ضبطه، فقد يقع من الراشد العاقل الذكي، وتلك صفة بشرية، فكل بني آدم خطاء، وهنا: تظهر أهمية التربية الشرعية السليمة منذ الصغر إلى بلوغ مرحلة النضج.
والأفضل في مثل واقعنا اليوم هو: إجراء دورات تكوينية للمقبلين على الزواج بشرط أن تكون مجانية، وبطرق إبداعية مبتكرة، ولا بأس من الاستفادة من تجارب بعض الدول، وقد أشرنا إلى إحداها سابقة، وأظنها:( تجربة ماليزيا في الحد من نسب الطلاق)، ومن المطلوب أن ينتقى لتلك الدورات: أفضل الموجهين مع عدم إهمال إدراج هذه المسألة الهامة في المناهج الدراسية:( الثانوية والجامعة)، كما يجب على الأئمة والمرشدين والجمعيات والصحافة: أن تحمل هذه القضية محمل الجد: لعظم خطرها على النسيج الاجتماعي.
وفق الله كل زوجين لحسن العشرة، سواء كانوا من القدماء أو الجدد.