الرحـلة فـي العيـــون !!
22-10-2018, 07:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم






( حــروف مــن ذهــب )
الرحـلة فـي العيـــون !!
في الخيال رحلت مسافراً عبر العيون لأكتشف أسرار الزرقة والبهاء ..
أمتطي بهدوء متن جندول من الصمت خشية الإزعاج والضوضاء ..
أبحر في عباب الأسرار بحذر وهـدوء حتى أهتدي بالاسترخاء ..
فوجدت نفسي في بحر صفـــاء ونقاء يماثل زرقة السماء ..
رأيت الأسرار هنالك نعمة وهي ترتاح عفيفة تحت الغطـــاء ..
عوالم سحر وجمال وكمال ورحمة تملأ بساط الأرجـــاء ..
عيون تخلو ضفافها من شغب المواجع والشقاء والجفاء ..
والمعاني هنالك أليفة بريئة رقيقة مستقيمة كأثير الأضواء ..
لقد تعمقت في ملكوت العين فإذا هي ترغمني بالانحناء على استحياء ..
ثم نظرت في العمق بعيداَ فلم أجد إلا مسافات تنادي بالإخاء ..
وعندها وقفت إجلالاَ وتقديساَ لبحر يخلو من العواصف الهوجاء ..
حاولت أن أبلغ شواطئ العين يميناً وشمالاً ثم تأكدت بأني بذاك الغبـاء ..
فالعين بحـر من النعم يفقد السواحل وليس لها بـر من الميناء ..
امتداد لأسرار تلو أسرار وآفاقها تناطح الشهب في الفضاء ..
هالني ركون الصمت في عوالم العين فتراجعت تقديساً للـوراء ..
لقد تعديت حـدود اللباقة حيث أصبحت في زمرة الدخلاء ..
وكـانت زيارتي لأسرار العين دون تأشيرة من الرقبـاء ..
ولكن باحة العين تدفقت فيضـاَ ورحمة حين تجلى أهلها الكرماء ..
فلم ينالوني لوما وعتاباً وأذى فهم كالغيـث يمطـرون بالعطـاء ..
وتلك جنـة العيون أنهر من يجتازها يوماَ لا يشتكي أبداَ من الرمضاء ..
إنما لحظـات سعد وفرح تلازم الأعمار حتى مشارف الفنـاء .
ــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد