تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > المنتدى العام الإسلامي > قسم الحوار الديني

> أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أبوصلاح الدين
زائر
  • المشاركات : n/a
أبوصلاح الدين
زائر
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
14-02-2013, 08:31 PM
إذا كان الأمر كذالك فلماذا نجد البون شاسعا بينكم وبين علماء جمعيتنا المباركة المعاصرين كالشيخ الهادي الحسيني وعبد الرزاق قسوم ومجوري التهامي والكحل الشرفاء وغيرهم من العشرات.
والله هم أقرب منكم روحا ونصا لمنهج ابن باديس رحمه الله.
محاولة المتمسلفة الالتصاق ابن باديس رحمه الله هو افتراء وتحامل على المفاهيم بغير حق وفهم النصوص في إطارها الضيق.
تقولون ان ابن باديس سلفي وأمامكم كتابي المجالس في تفسير بعض آي القرآن وبعض الأحاديث وانظروا إلى طريقته في فهم النصوص وطريقة مشايخكم.
الشيخ ابن باديس رحمه الله أسس عشرات الصحف وكتب مئات المقالات انظروا إلى آثاره كيف فهم الحياة والسياسة والفكر والمجتمع.
هذه كليات ضرورية نفهم النصوص في ضوءها ونحاول إنزالها على الواقع.
بينما يأخذ هذا الأستاذ كتاب العقائد ويستل منه جملا يشرحها حسب فكره وأصول مذهبه
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
15-02-2013, 02:21 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوصلاح الدين مشاهدة المشاركة
إذا كان الأمر كذالك فلماذا نجد البون شاسعا بينكم وبين علماء جمعيتنا المباركة المعاصرين كالشيخ الهادي الحسيني وعبد الرزاق قسوم ومجوري التهامي والكحل الشرفاء وغيرهم من العشرات.
والله هم أقرب منكم روحا ونصا لمنهج ابن باديس رحمه الله.
محاولة المتمسلفة الالتصاق ابن باديس رحمه الله هو افتراء وتحامل على المفاهيم بغير حق وفهم النصوص في إطارها الضيق.
تقولون ان ابن باديس سلفي وأمامكم كتابي المجالس في تفسير بعض آي القرآن وبعض الأحاديث وانظروا إلى طريقته في فهم النصوص وطريقة مشايخكم.
الشيخ ابن باديس رحمه الله أسس عشرات الصحف وكتب مئات المقالات انظروا إلى آثاره كيف فهم الحياة والسياسة والفكر والمجتمع.
هذه كليات ضرورية نفهم النصوص في ضوءها ونحاول إنزالها على الواقع.
بينما يأخذ هذا الأستاذ كتاب العقائد ويستل منه جملا يشرحها حسب فكره وأصول مذهبه
المبحث التاسع : التصريح بالبراءة من مظاهر الشرك







ومن لوازم الدعوة إلى الإسلام الصحيح المصفى أو الحنيفية السمحة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إعلان البراءة من مظاهر الشرك الأكبر والأصغر التي طغت على البشرية عامة والتي وقع فيها أهل القبلة خاصة ، ثم البراءة من كل من قامت عليه الحجة من الناس وأصر على اتباع ملة الشرك ، وهذا من أصول الإسلام، وأهل السنة هم المتمسكون به في كل زمان ومكان، وإنما يختلفون في درجة التركيز على هذا الشطر الأخير والمجاهرة به بحسب الحال قوة وضعفا وبحسب ما يقتضيه ميزان المصلحة والمفسدة، والذي نجده في كلام الشيخ ابن باديس رحمه الله في كل موضع الإعلان بعقيدة التوحيد وبالبراءة من مظاهر الشرك الجلي والخفي، وهو يجهر بذلك في كل مناسبة وكل مكان كما هو معلوم من سيرته وكما هو واضح في كتاباته، ومن المواضع التي تؤكد ما ذكرناه قوله في موضع :« فأصل عقيدة الشرك عند عرب الجاهلية أنهم يعلمون أن الله تعالى هو خالقهم وهو يرزقهم وهو المالك لجميع مخلوقاته ولكنهم يجعلون توجههم وتقربهم وتضرعهم لآلهتهم على اعتقاد أنها تقربهم إلى الله، وفي الناس اليوم طوائف كثيرة تتوجه لبعض الأموات وتتضرع وتناديهم على اعتقاد أنها تقربهم إلى الله ويتوسطون بها إليه، ويزيدون أنهم ينصرفون لها بقضاء الحوائج وجلب الرغائب ودفع المصائب.

ومن أعمال المشركين في الجاهلية أنهم يسوقون الأنعام لطواغيتهم فينحرونها عندها طالبين رضاها ومعونتها، وفي الناس اليوم طوائف كثيرة تسوق الأنعام إلى الأضرحة والمقامات تنحرها عندها إرضاء لها وطلبا لمعونتها أو جزاء على تصرفها وما جلبت من نفع أو دفعت من ضر. ومن أقوال المشركين في الجاهلية حلفهم بطواغيتهم وتعظيمهم لها، وفي الناس اليوم طوائف كثيرة يحلفون بالله فيكذبون ويحلفون بمن يعظمون من الأحياء أو الأموات فلا يكذبون. فهذه الطوائف الكثيرة قد لحقت بالمشركين وصدق رسول الله r في قوله ( لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ) ([64]) « ([65]).



وقال رحمه الله في موضع آخر مؤكدا على أن هذا الأمر من أصول الإسلام التي لا يجوز السكوت عنها بحال من الأحوال :( والسكوت عن هذا أو نحوه أدى بالعامة إلى الغلو في الأولياء رضي الله تعالى عنهم غلوا أنطقهم بألفاظ الشرك ، وصدع منهم عقيدة التوحيد التي هي أساس الإيمان ، فإذا دعوا قالوا يا رب يا فلان ، وإذا أصابتهم نعمة من الله قالوا هذا من الله ومن فلان ، وإذا حلف أحدهم فإنه يحلف بالله وبفلان ، بل بلغوا إلى ما هو أشنع وأبشع ، يأبون من الحلف كذبا بشيوخهم ويكذبون في الحلف بالله والنهي عن الحلف بغير الله تعالى معلوم مشهور)([66]).



ولما كان أظهر الأعمال الشركية التي فشت في الأمة هي دعاء غير الله تعالى من أهل القبور وغيرهم فقد كان الشيخ رحمه الله لا يضيع أي فرصة تتاح لتبيين هذا الأمر وتعليم الناس أن الدعاء من العبادات التي ينبغي أن يفرد بها المولى عز وجل وننقل من كلامه هذا المقطع الذي يناقش فيه من التبس عليه وظن أن عدم اعتقاده بأن الدعاء عبادة يشفع له أو يغير من الحقيقة الشرعية شيئا فقال رحمه الله :(فتطابق الأثر والنظر على أن الدعاء عبادة فمن دعا غير الله فقد عبده وإذا كان هو لا يسمي دعاءه لغير الله عبادة فالحقيقة لا ترتفع بعد تسميته لها بغير اسمها والعبرة بتسمية الشرع التي عرفناها من الحديثين المتقدمين لا بتسميته) ، ثم قال في السياق نفسه :( من دعا غير الله فقد عبده لما ثبت أن الدعاء عبادة فالداعي عابد والمدعو معبود والمعبود إله فمن عبد شيئا فقد اتخذه إلهه لأنه فعل له ما لا يفعل إلا للإله ، فهو وإن لم يسمه إلها بقوله فقد سماه بفعله ) ([67])


رحمه الله رحمة واسعة وكل دعاة التوحيد بحق في كل زمان ومكان.



وقال رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن قضية بناء المساجد على القبور بعد أن بين تحريم ذلك :(هذه هي حالتنا اليوم -معشر مسلمي الجزائر- وأحسب غيرنا مثلنا ، تجد أكثر أو كثيرا من مساجدنا مبنية على القبور المنسوب أصحابها إلى الصلاح ، ومنهم من كانوا معروفين بذلك ومنهم المجهولون ، فإن قيل : إنما بنيت المساجد على تلك القبور للتبرك بأصحابها لا لعبادتهم ، قلنا : إن النهي جاء عاما لبناء المسجد على القبر ، بقطع النظر عن قصد صاحبه ، ولو كانت صورة البناء للتبرك غير مرادة بالنهي على العموم ، ذلك لأنها وإن لم تؤد إلى عبادة المخلوق في الحال فإنها مظنة أن تؤدي إلى ذلك في المآل وذرائع الفساد تسد لا سيما ذريعة الشرك ودعاء غير الله التي تهدم صروح التوحيد ، وانظر إلى ما جاء في حديث ابن عباس في أصنام قوم نوح وكيف كان أصل وضعها ، وكيف كان مآلها ، وتعال إلى الواقع المشاهد نتحاكم إليه ، فإننا نشاهد جماهير العوام يتوجهون لأصحاب القبور ويسألونهم وينذرون لهم ، ويتمسحون بتوابيتهم ، وقد يطوفون بها ، ويحصل لهم من الخشوع والابتهال والتضرع ما لا يشاهد منهم إذا كانوا في بيوت الله التي لا مقابر فيها ، فهذا هو الذي حذر منه الشرع قد أدت إليه كله ، وهبها لم تؤد إلى شيء منه أصلا ، فكفانا عموم النهي وصراحته)([68]).



ثم دعا الناس إلى تبليغ الأحاديث التي تنص على تحريم هذا العمل وتحذر منه وكتب رحمه الله في هذه القضية وحدها في ستة أعداد من الشهاب.




المبحث العاشر : الحكم والتشريع من معاني الربوبية





بمعنى( الاعتقاد بأن انفراد الله تعالى بالحكم والتشريع من معاني الربوبية، وليس قسما على حياله فضلا عن أن يكون هو التوحيد أو أهم أقسامه). وهذا الأصل في الحقيقة أصل فرعي، إنما أفردته مع أن بعض معانيه متضمنة فيما ذكر في المبحث السابع لظهور طوائف في العصر الحاضر لم يتضح لها جيدا مفهوم التوحيد الذي بعث الله به أنبياءه، كما تأثرت بواقع الأمة المرير الذي عرف التعطيل الشامل للشريعة الإسلامية وإلغاء المحاكم الشرعية في أغلب البلاد الإسلامية ، فجعلوا همهم الدعوة إلى تحكيم الشريعة، وحصروا اهتمامهم في جانب العقيدة على بيان أن التشريع حق لله تعالى حتى إن منهم من غلا في هذا الباب، وجعل دعوة الرسول محصورة في تحقيق الحاكمية دون الألوهية والربوبية، ومنهم من فسر لا إله إلا الله بلا حاكم إلا الله ، ومنهم من قال لابد من جعل الحاكمية قسما على حياله إلى جانب الأقسام المعروفة للتوحيد ، وعلماء أهل السنة إذ بينوا وجه خطأ هؤلاء وقالوا لهم إن الباطل لا يدفع بباطل مثله، حرصوا على أن لا يقعوا فيما يعيبون به غيرهم فأكدوا لهؤلاء أن إلغاء الشريعة الإسلامية كفر صريح والرضا بذلك ردة عن الإسلام، وأن اعتقاد انفراد الله تعالى بالحكم والتشريع من معاني الربوبية، وإنما الذي يدخل في الألوهية والعبادة هو الطاعة والانقياد والاستسلام لشرعه وأحكامه، وأننا لسنا في حاجة إلى ابتداع في مجال التوحيد بحجة طبيعة المواجهة العصرية مع من عطل الشريعة وحارب أنصارها.

والشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى الذي عايش عصر تعطيل الشريعة وإلغاء الخلافة قد نظر إلى موضع تحكيم الشريعة ولقد كانت نظرته شاملة ومتكاملة، حيث إنه كان يربط هذا الموضوع بقضية التقليد المذهبي الأعمى، وكذا بقضية استحلال الحرام وتحريم الحلال التي فتح بابها أرباب الطرق قبل الحكام الذين صرحوا برفض شريعة الإسلام، وكانت نظرته أيضا محكومة بمقتضى الأدلة الشرعية، فهو حيث ذكر قضية الحكم أدرجها ضمن معاني الربوبية، ومن ذلك قوله في موضع :» التفكير في عظمة الله وجلاله وجبروته وملكوته وآياته في أرضه وسماواته وجميع مخلوقاته ، والتفكير –أيضا- في أنواع آلائه وعظيم إنعامه على خلقه عامة وعلى الإنسان خاصة بما سخر له منها وما يسر له من أسباب الانتفاع بها ، وبما يوجب له الإيمان بوحدانيته في ربوبيته فلا خالق ولا مدبر ولا مصرف ولا آمر ولا حاكم ولا منعم على الحقيقة سواه ، وبوحدانيته في ألوهيته فلا يستحق العبادة سواه)([69]).
وقال في موضع آخر :( وقد ضلوا بالفعل في ربوبية الله وفي ألوهيته ، ضلوا في الربوبية باتخاذ المشرعين ليشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ويصدوهم بذلك عما شرع الله ، وضلوا في الألوهية بعبادة غير الله بما لا يعبد به أحد غيره كالدعاء)([70]).












[64]/ أحمد (5/284) أبو داود (4252) والترمذي (2219) وصححه .
[65]/ الآثار (2/96-97) .
[66]/ الآثار (5/34-35).
[67]/ الآثار (1/299).
[68]/ الآثار (2/151).
[69]/ الآثار (1/29-30).
[70]/ الآثار(1/417) وانظر العقائد (69).






يتبع إن شاء الله...............
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
17-02-2013, 06:25 PM
المبحث الحادي عشر : القول بأن الإيمان قول وعمل يزيد وينق




من الأصول الاعتقادية القطعية عند أهل السنة والجماعة القول بأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص يزيد بالعلم والطاعة وينقص بالجهل والمعصية، خلافا للجهمية القائلين أنه يكمل بالتصديق وللمرجئة القائلين بأنه التصديق والقول بلا عمل، والقول بأن الكفر كفران كفر اعتقادي مخرج من الملة وكفر عملي لا يخرج صاحبة من الملة، وأن أهل الوعيد في المشيئة إن شاء الله تعالى عذبهم وإن شاء غفر لهم، خلافا لمن يكفر أهل المعاصي أو الكبائر ويحكم بخلودهم في جهنم.
والشيخ ابن باديس رحمه الله قد بين عقيدته السلفية في هذا الباب بعبارات صريحة واضحة ، فبين في "العقائد الإسلامية" أن الإيمان في الشرع يجيء بمعنى التصديق القلبي الذي هو أصل الإيمان الذي ينفي الخلود في جهنم، ويجيء أيضا بمعنى الإيمان الكامل الذي تدخل فيه الأعمال وهو الإيمان الواجب الموجب للوعد بالجنة، فقال رحمه الله :« ويجيء لفظ الإيمان في لسان الشرع مرادا به التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره حلوه ومره …ويجيء الإيمان في لسان الشرع أيضا مرادا به الأعمال الظاهرة من الأقوال والأفعال المبنية على التصديق واليقين»([71]). وقال أيضا :« الإيمان في الوضع الشرعي هو قول باللسان وعمل بالقلب وعمل بالجوارح ، فمن استكمل ذلك استكمل الإيمان ومن لم يستكمله لم يستكمل الإيمان »([72]).

كما قرر زيادة الإيمان سواء الجزء الأصلي منه أو الإيمان الكامل ، فقال عن القسم الأول:« التصديق الذي هو الجزء الأصلي يقوى ويضعف يقوى بالنظر في الآيات الكونية والآيات السمعية والتقرب بالعبادات الشرعية ويضعف بضد ذلك …»([73]).
على أن في عبارة التصديق تجوزا ، لأن في القلب قولا وعملا ، ومن العمل القلبي المحبة والتعظيم والإخلاص ومن أهل العلم السلفيين من يطلق هذه العبارة ويريد بها قول القلب وعمله معا ([74]).
وقال في الإيمان الكامل الذي تدخل فيه أعمال الجوارح:« الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بزيادة الأعمال، وينقص بنقصانها»([75]).
وقال أيضا كما سبق نقله :(فمن استكمل ذلك استكمل الإيمان ومن لم يستكمله لم يستكمل الإيمان )([76])

وهذا الكلام في غاية الصراحة والوضوح ولا يحتاج إلى مزيد شرح.

وفي باب الكفر لابن باديس رحمه الله تعالى نصوص كثيرة تبين استقامة منهجه وسلامة معتقده من مذهب الخوارج الغلاة ومن مذهب المرجئة والأشعرية الجفاة، فقال في موضع : « وكذلك الكفر والنفاق وكذلك الشرك، وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة لا بما كان من الأعمال إلا عملا دل دلالة ظاهرة على فساد في العقيدة وانحلالها »([77]).
وقسَّم في كتابه «العقائد» أسباب الكفر إلى ما يرجع إلى التصديق بالقلب واللسان وإلى ما يرجع إلى العمل القلبي الذي هو ركن فيه فقال :« ومن عدم من إيمانه اليقين خرج عن دائرة المؤمنين وكان من جملة الكافرين ولو نطق بالشهادتين وعمل أعمال المؤمنين »([78]).
وقال في موضع عن الناس أنهم يكفرون كفر جحود وعناد أو كفر عصيان وطغيان ([79])، وأما قوله رحمه الله تعالى :« والكفر قسمان اعتقادي وهو الذي يضاد الإيمان، وكفر عملي وهو لا يضاد الإيمان، ومنه كفر تارك الصلاة غير المستحل للترك وكفر من لم يحكم بما أنزل الله»([80]).

فلا يعني أنه لا يكفر بشيء من الأعمال كيف وقد قال كما سبق نقله:(إلا عملا دل دلالة ظاهرة على فساد في العقيدة وانحلالها)([81]).

وهو قد نص على أن من تجنس بالجنسية الفرنسية كفر كفرا أكبر فكان مما قاله: «التجنس بجنسية غير إسلامية يقتضي رفض أحكام الشريعة، ومن رفض حكما واحدا من أحكام الإسلام عُدَّ مرتدا عن الإسلام بالإجماع فالمتجنس مرتد بالإجماع»([82]).

وينبغي أن يعلم أنه اعتبر رفض أحكام الشريعة علة للحكم وليس شرطا فيه، فإن بين القولين فرقا مؤثرا قد يخفى على بعض الناس فيخرجون من مسمى الكفر أكثر أفعاله الصريحة فيه كسبِّ الله تعالى والسجود للصنم ونحو ذلك.




[71]/ العقائد الإسلامية (44) وانظر الآثار (1/228) و(6/292).
[72]/ العقائد الإسلامية (48) ويلاحظ هنا إثبات الشيخ ابن باديس الوضع الشرعي خلافا للباقلاني وكثير من الأشاعرة (البرهان للجويني (1/134) والتبصرة (195)) وقد خالف ابن باديس أيضا بقية الأشاعرة القائلين بالاشتراك وذلك بترجيحه للحقائق الشرعية على الحقائق اللغوية –انظر الفتح المأمول (86-87) والبحر المحيط للزركشي (3/474)ومجموع الفتاوى لابن تيمية (7/298).
[73]/ العقائد الإسلامية (50).
[74]/ انظر مثلا فتح الباري لابن رجب (1/88) ويفضل شيخ الإسلام ابن تيمية أن يطلق بدلا من عبارة التصديق عبارة الإقرار المتضمنة لمعنى التصديق والانقياد، قال في الصارم المسلول :« الإيمان وإن كان يتضمن التصديق فليس هو مجرد التصديق ، وإنما هو الإقرار والطمأنينة ، وذلك لأن التصديق إنما يعرض للخبر فقط ، فأما الأمر فليس فيه تصديق من حيث هو أمر ، وكلام الله تعالى خبر وأمر ، الخبر يستوجب تصديق المخبر ، والأمر يستوجب الانقياد له والاستسلام ، وهو عمل في القلب جماعه الخضوع والانقياد للأمر ، وإن لم يفعل المأمور به ، فإذا قوبل الخبر بالتصديق ، والأمر بالانقياد فقد حصل أصل الإيمان في القلب وهو الطمأنينة والإقرار » الصارم المسلول (519) .
[75]/ العقائد الإسلامية (49).
[76]/ العقائد (48).
[77]/ الآثار (1/212-213).
[78]/ العقائد الإسلامية (53).
[79]/ الآثار (1/34) وانظر (1/355).
[80]/ الآثار (1/176).
[81]/ الآثار (1/212-213).
[82]/ آثار ابن باديس (3/308).




يتبع إن شاء الله......
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جزائرية ونص.
جزائرية ونص.
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 15-02-2013
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 29
  • المشاركات : 1,336
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • جزائرية ونص. is on a distinguished road
الصورة الرمزية جزائرية ونص.
جزائرية ونص.
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
19-02-2013, 08:13 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جزائرية ونص. مشاهدة المشاركة
وفيك بارك الله
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
21-02-2013, 07:17 PM
المبحث الثاني عشر : الإيمان بالقدر مع إثبات الاختيار




ومن الأصول الاعتقادية القطعية عند أهل السنة والجماعة الإيمان بالقضاء والقدر بإثبات علم الله السابق ومشيئته المطلقة وخلقه سبحانه لأعمال العباد ، مع إثبات الاختيار للإنسان وقدرته على الفعل والترك معا. وذلك خلافا للقدرية والمعتزلة الذين غلوا في إثبات الاختيار حتى نفوا خلق أفعال العباد، ونفوا القدر جملة وتفصيلا ، وخلافا للجهمية والأشعرية الذين غلوا في إثبات القدر حتى جردوا العبد من الاختيار، وجعلوه مجبرا لا قدرة له إلا على ما قدر له، ونفوا تبعا لذلك الحكمة عن فعل الله وأمره ونهيه.
وابن باديس رحمه الله قد شرح الركن السادس من أركان الإيمان في كتابه العقائد على الطريقة الصحيحة ويلاحظ أنه جعله بعد الإيمان بالله تعالى مباشرة ذلك أن بين الإيمان بالقدر وبين الإيمان بصفات الله وربوبيته ارتباطا وثيقا ، فقال : (وقدر الله تعالى هو تعلق علمه وإرادته أزلا بالكائنات كلها قبل وجودها فلا حادث إلا وقد قدره الله تعالى ، أي سبق به علمه وتقدمت به إرادته ، فكل حادث فهو حادث على وفق ما سبق به علم الله ومضت به إرادته « ثم قال بعد ذلك:» وكما سبق قدر الله للأشياء قبل أن يخلقها ، كذلك كتبها في اللوح المحفوظ قبل خلقها )([83])

وتحدث عن العنصرين الآخرين من عناصر إثبات القدر (الخلق والمشيئة ) في باب التوحيد حيث قال :( ومن توحيده في ربوبيته اعتقاد أن العبد لا يخلق أفعال نفسه )، وقال :( ومن توحيده تعالى في ربوبيته اعتقاد أن العبد لا يخرج في جميع تصرفاته عن مشيئة الله ، غير أن له اختيارا يجده بالضرورة من نفسه ، ومشيئة يجدها كذلك فيما يمكنه من أفعال كان بها مكلفا ، ثم هو لا يخرج بها عن مشيئة الله ) ([84])

إثبات الشيخ للمراتب الأربعة من مراتب الإثبات قد فارق بها مذهب النفاة، وفيما يأتي توضيح القضايا الأخرى التي يفارق بها أهل السنة مذهب الجبرية والأشعرية كإثبات الكسب مع الاختيار الحقيقي للإنسان، وقد صرح بذلك في النص السابق، كما عدَّ عقيدة الجبر من الخطأ الضار الموجود في كتاب الإحياء([85])



وقال في التفسير:( لا حجة لمن مات على كفره بما سبق في علم الله فيه: قامت حجة الله على خلقه بما ركب فيهم من عقل وما مكنهم من اختيار، وما نصب لهم من آيات ومشاهدات، وما أرسل إليهم من رسل بآيات بينات، وهذه كلها أمور معلومة لديهم ضرورة لا يستطيعون أن ينكروا شيئا منها)([86]).


ومن فروع إثبات الاختيار عند أهل السنة والجماعة إثباتهم للعبد قدرتين، قدرة الأهلية تكون قبل الفعل وهي مناط التكليف والاختيار (وهي قدرة ينكرها الجبرية)، وقدرة التنفيذ وهي التي تكون مع الفعل.
والشيخ رحمه الله قد صرح بإثبات قدرة الإنسان على الفعل وإن لم يعمل به -وهي قدرة الأهلية -، فقال: «لا يحتج بالقدر على الذنوب لأن حجة الله قائمة على الخلق بالتمكُّن والاختيار والدلالة الفطرية والدلالة الشرعية»([87]).


والشاهد هو قوله:"بالتمكن"، وقال رحمه الله:« إن الله تعالى إنما يحاسب عباده على ما عملوه وكسبوه واكتسبوه بما عندهم من التمكن من الفعل والترك وما عندهم من الاختيار، لا على علمه منهم قبل أن يفعلوه، فلهذا يمتحنون لتظهر حقائقهم ويقع جزاؤهم على ما كسبت أيديهم باختيارهم، ولا حجة لهم في تقدم علمه تعالى بما يكون منهم ، لأن تقدم العلم لم يكن ملجئا لهم على أعمالهم»([88]).
وصرح في هذا السياق بأن الله لا يكلف العباد إلا بما هو في مقدورهم :« المحكوم فيه هو فعل المكلَّف الظاهر والباطن ولم يكلف الله العباد إلا بما في مقدورهم ولا حرج عليهم فيه فلا تكليف بغير المقدور»([89]).

وأثبت العلل وأثبت الحكمة في أفعال الله تعالى وأحكامه ومن نصوصه في ذلك قوله:( القدر كله عدل وحكمة فما يصيب العباد فهو جزاء أعمالهم ، وقد تدرك حكمة القدر ولو بعد حين ، وقد تخفى لأن من أسمائه تعالى الحكيم ) ([90]).
ومنها قوله : « حكمة النسخ مراعاة المصلحة وتدريب الأمة على تلقي الأحكام، والتنبيه على اعتبار المصالح في التشريع»([91]).


وقال أيضا: «الله حكم عدل حكيم خبير ، فما من حكم من أحكامه الشرعية إلا وله حكمته، وما من حكم من أحكامه القدرية إلا وله سببه وعلته، لا لوجوب أو إيجاب عليه ، ولكن بمحض مشيئته ومقتضى عدله وحكمته»([92]).

ومما يميز أهل السنة أيضا في هذا الباب التفريق بين الإرادة الكونية والشرعية (وهي عند الجبرية إرادة واحدة) وقد نص الشيخ على ذلك في مواضع منها قوله: « القضاء يكون بمعنى الإرادة ، وهذا هو القضاء الكوني القدري الذي لا يتخلف متعلقه فما قضاه الله لابد من كونه ، ويكون القضاء بمعنى الأمر والحكم ، وهذا هو القضاء الشرعي الذي يمتثله الموفقون ويخالفه المخذولون »([93]).

ومن فروع هذا التفريق عند أهل السنة أنه ليس كل ما أراده كونا يكون قد أراده شرعا أو أحبه ، وفي هذا المعنى يقول رحمه الله تعالى عن الشر: «وتصح نسبة هذا القسم إلى الله تعالى من حيث الخلق والحكمة، ونسبة أعماله إليه من حيث التقدير والتكوين لا من حيث الرضى والتكليف ، فالله لا يرضى بالشر ولا يكلف به»([94]).
ومما يتميزون به أيضا التفريق بين الهداية العامة هداية البيان، والهداية الخاصة هداية التوفيق (وهي عند الجبرية كلها هداية توفيق ) وقد صرح الشيخ رحمه الله بالفرق فقال:« الهداية ونوعها، قد دل الله الخلق برسوله وبكتابه على ما فيه كمالهم وسعادتهم ومرضاة خالقهم، وهذه هي هداية الدلالة، وهي من فضل الله العام للناس أجمعين، وبها وبما يجده كل عاقل في نفسه من التمكن والاختيار قامت الحجة على العباد، ثم يسر من شاء – وهو الحكيم العدل –إلى العمل بما دل عليه من أسباب السعادة والكمال، وهذه هي دلالة التوفيق وهي من فضل الله الخاص بمن قبلوا دلالته وأقبلوا على ما آتاهم من عنده فآمنوا برسوله والنور الذي أنزل معه، كما قال تعالى :( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ )(محمد 17) وأما الذين أعرضوا عن ذكره وزاغوا عما دلَّهم عليه فأولئك يخذلهم ويحرمهم من ذلك التيسير كما قال تعالى: ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (الصف5) فالمقبلون على الله القابلون لما آتاهم من عنده هدوا دلالة وتوفيقا والذين أعرضوا قامت عليهم الحجة بالدلالة وحرموا من التوفيق جزاء إعراضهم »([95]).







[83]/ العقائد الإسلامية (73-74).
[84]/ العقائد الإسلامية (70).
[85]/ الآثار (3/85).
[86]/ الآثار (1/376).
[87]/ العقائد الإسلامية (76).
[88]/ الآثار (1/242) وانظر (1/376) ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية (1/369،373).
[89]/ مبادئ الأصول (23).
[90]/ العقائد (77).
[91]/ مبادئ الأصول (45) وانظر مبادئ الأصول (24) والآثار (1/122).
[92]/ الآثار (1/164) وانظر (1/140).
[93]/ الآثار (1/96) وانظر المعنى نفسه (1/164).
[94]/ الآثار (1/406).
[95]/ الآثار (1/55)


يتبع إن شاء الله......
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
24-02-2013, 07:16 PM
المبحث الثالث عشر : عقيدة العذر بالجهل



ومن القضايا الاعتقادية التي تميز بها أهل السنة والجماعة عن كثير من الطوائف الإسلامية، قولهم بأن التكليف والمؤاخذة إنما يثبتان بالشرع لا بالعقل ، وبعد قيام الحجة الرسالية لا قبلها ، والمخالفون في هذا إما المعتزلة الذين قالوا بالتكليف بحكم العقل قبل ثبوت العلم وقيام الحجة الرسالية في العقائد وغيرها، أو الماتريدية الذين قالوا بالتكليف في العقائد دون غيرها، بينما وافق الأشعرية أهل السنة في هذه القضية، وهذه المسألة في العصر الحاضر أضحت مبدأ من مبادئ الدعوة الضرورية التي لابد للدعاة إلى الخير من هضمها بعد فهمها، لأن من مظاهر عدم الحكمة الواقعة والمنتشرة ظاهرة التسرع في الحكم على الناس بالكفر وبالبدعة وغيرها مع العلم بأن الحال الغالبة في الناس اليوم هي الجهل بالإسلام بحقائقه وأصوله، وقد تقرر في العقيدة أن من رحمة الله تعالى بعباده أنه لا يعذب من وقع في الكفر إلا بعد أن تقوم عليه الحجة الرسالية التي تزيل عنه كل شبهة، على أن الأعذار لا تختص بالجهل بل منها التأويل والإكراه والخطأ، وهي أحوال تدل على عدم قصد الفاعل للمنكَر مناقضةَ الشريعة، وقد يختلف العلماء هنا في بعض الصور هل يتصور فيها الجهل مع الانتساب للإسلام كمظاهر الشرك الظاهرة من الطواف بالقبور والذبح لها ودعائها والاستغاثة بها ، والصحيح أنه يتصور من جهة جهل هؤلاء لمعنى العبادة فهم يعملون هذه الأعمال على أنها عوائد ومن غير اعتقاد كونها عبادة، وزيادة على كونه متصورا فهو موجود وجاء به الأثر، لذلك كان واجبا على الدعاة التريث في الحكم على هؤلاء وغيرهم وأن يكون اشتغالهم الأكبر ببيان حقائق الدين وإزالة مظاهر الجهل والجاهلية في الأمة لا بالحكم على الناس الذي لا تغيير فيه لشيء من حالهم، وتقرر لدينا أن العذر مثبت حتى في أصل الدين وهو التوحيد، فما هو دونه مما هو أخفى منه من باب أولى فليتنبه إلى هذا فإنه مما يغفل عنه ، وفيما يأتي نص للشيخ ابن باديس رحمه الله يستفاد منه تبنيه لهذه العقيدة وأنه ليس ممن يسلك مسلك التكفير بالعموم للناس، قال رحمه الله :( ألا ترى لو أن شخصا قام للصلاة بدون وضوء مستحلا لذلك فلما أنكرنا عليه قال إنني لا أعتبر هذه الأفعال والأقوال عبادة ولا أسميها صلاة ، أترى ذلك يجيز فعله ويدفع عنه تبعته؟ كلا ولا خلاف بين المسلمين ، بل قد حكموا بردته إن كان يفعل ذلك ويراه حلالا ، لأنه يكون قد أنكر معلوما من الدين بالضرورة فالداعي لغير الله تعالى يطلب منه قضاء حوائجه قد عبد من دعاه وإن لم يعتبر دعاءه عبادة لأن الله قد سماه عبادة ، وإذا استمر على فعله مستحلا له بعد تعليمه وإرشاده يكون قد أنكر معلوما من الدين بالضرورة وهو أن العبادة والدعاء منها لا تكون إلا لله فيحكم بردته نظير مستحل الصلاة بلا وضوء بلا فارق)([96]).

وقرر هذا الأصل أيضا في تفسير قوله تعالى: ( لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ) (يـس6)([97]).

ومن المخالفين في باب العذر بالجهل بإطلاق من يسلك منهج التكفير بالعموم، وقد ضم هؤلاء إلى هذا الاعتقاد شيئا من عقائد الخوارج، وهو التكفير ببعض الكبائر والمعاصي ولو من غير استحلال بعد العلم ، ومع أنَّ بُعد الشيخ عن هذه العقيدة من أوضح الأمور ، إلا أننا لما كنا في سياق بيان الأصول العامة للدعوة السلفية من كلام ابن باديس ننقل هذه العبارة التي ينكرها الخوارج والإباضية ومن سار على دربهم، قال رحمه الله: ( الخيانة خيانتان خيانة عقيدة وخيانة أعمال وكذلك الكفر وكذلك النفاق وكذلك الشرك وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة لا بما كان من الأعمال إلا عملا يدل دلالة ظاهرة على فساد العقيدة وانحلالها ، وعلى هذا عقد البخاري رحمه الله في الجامع الصحيح أبوابا في ظلم دون ظلم وكفر دون كفر )([98]).






المبحث الرابع عشر : الترضي على جميع الصحابة وإثبات الخلافة





من الأصول المميزة لأهل السنة عن كثير من الفرق الضالة : إثبات الخلافة للأئمة الأربعة ، أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم على هذا الترتيب ، مع الترضي على جميع الصحابة دون تفريق أو تمييز ، بهذا الأصل يتميزون عن الرافضة وعن الخوراج والمعتزلة، الرافضة الذين لا يقرون إلا بخلافة علي رضي الله عنه ، ويكفرون جمعا غفيرا من الصحابة أو جمهورهم ، والخوارج الذين يقدحون في خلافة عثمان t ولا يقرون بخلافة علي رضي الله عنه، وهذا الأصل من أوضح الأصول التي كان يعتقدها ابن باديس رحمه الله تعالى ، فقد كان معظما للسلف وللصحابة خصوصا، داعيا للاقتداء بهم ، كما سبق أن أوضحناه في المبحث الرابع، وقال في موضع: ( والصحابة كلهم عدول ) ([99])
وهو إذا ذكر الصحابة يترضى عنهم دون تفريق أو تمييز ([100])

يترضى على الشيخين أبي بكر الصديق رضي الله عنه ([101])
وعمر الفاروق رضي الله عنه ([102])

كما يترضى على عثمان رضي الله عنه ([103])

وعلى علي رضي الله عنه ([104])

رضي الله عنهم أجمعين وكان مثبتا لخلافتهم ومقرا بأن خلافتهم صحيحة كما هو معتقد أهل السنة، وإذا ذكرهم أو عصرهم يقول الخلفاء الراشدون أو عصر الخلفاء الراشدين([105])
وكان أيضا يترضى على معاوية رضي الله عنه([106]).











[96]/ الآثار (1/158).
[97]/ الآثار (1/372-373و376).
[98]/ الآثار (1/212-213).
[99]/ الآثار (2/133).
[100]/ انظر (2/228) (3/27) (4/170،175،179) وقد رجح أن الآل في الصلاة على النبي e هم الأتباع انظر (2/237).
[101]/ الآثار (3/44،45) (5/373،377).
[102]/ الآثار (2/294) (3/28،46،164،200) (4/75) (5/422).
[103]/ الآثار (2/133) (3/38،40) وقال (3/43):» فعلى الناظر في تاريخ عثمان رضي الله عنه أن يتثبت ويتحرى حتى لا يقع في ظلم وباطل في حق هذا الإمام الشهيد العظيم «.
[104]/ الآثار (2/292) (3/33،180).
[105]/ الآثار (3/164) (4/75).
[106]/ الآثار (2/133) (3/34).

يتبع إن شاء الله.....
  • ملف العضو
  • معلومات
Abd El Kader
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-04-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,763
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • Abd El Kader will become famous soon enough
Abd El Kader
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
محمد تلمساني
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • المشاركات : 2,226
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد تلمساني will become famous soon enough
محمد تلمساني
شروقي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:52 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى