بين ماني ومحرز .. ضاع سحر صلاح
16-07-2019, 10:03 AM



تأهلت الجزائر على حساب نيجيريا والسنغال على حساب تونس إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية، في نزال تاريخي لكل من المنتخبين، ولقاء يجر إلى المقارنة بين نجم مانشستر سيتي رياض محرز وليفربول ساديو ماني.

وكان من المنطقي أن ينحصر نهائي أمم إفريقيا 2019 في نسختها الـ32 المقامة في مصر، بين المنتخبات التي بها أسماء نُجوم رشحت لعام 2018 لنيل لقب أفضل لاعب إفريقي.

وهؤلاء هم المصري محمد صلاح وزميله في ليفربول السنغالي ساديو ماني، ثم لاعب مانشستر سيتي رياض محرز.

واستقر لقب "الأفضل" في القارة عند محمد صلاح، لكنه وعلى عكس كل التوقعات خرج من السباق بخروج منتخب بلاده من البطولة على أرضه، بينما صعد مانيه ومحرز إلى النهائي.

وبعد أن أنهت السنغال الحلم التونسي وأقصت "نسور قرطاج" من المسابقة القارية، استطاع لاعب مانشستر سيتي رياض محرز تحقيق الإنجاز التاريخي، على حد وصف الصحافة الجزائرية، فقاد "الخضر" إلى النهائي، في خطوة لم تحققها الجزائر منذ لقبها الوحيد على أرضها عام 1990.

وبالنسبة لمحرز فإن هدف الفوز أمام نيجيريا (2-1) عندما كانت مباراة نصف النهائي تلفظ أنفاسها الأخيرة، هو "الأكثر أهمية"، منذ انضمامه إلى صفوف منتخب بلاده في عام 2014، مع العلم أن رصيده من الأهداف 13 هدفاً.

ويعد محرز الهداف التاريخي للجزائر بنهائيات كأس أمم أفريقيا.

ولهذا تحول محرز إلى بطل قومي، بل إلى فخر العرب، كما أراد بعض رواد تويتر تسميته نكاية بوسم سابق أطلقه عشاق المصري محمد صلاح على مهاجم "الريدز".

وللمفارقة فإن رصيد محرز من الأهداف في هذه البطولة بمجموع ثلاثة أهداف هو ذات رصيد منافسه ونجم المنتخب السنغالي ساديو ماني.

الأخير كاد أن يعزز رصيده إلى خمسة لولا ركلتي الجزاء اللتين اهدرهما في مباراتي كينيا وأوغندا، وهو ما دفعه إلى الانسحاب من تسديد ركلات الجزاء (بما في ذلك ركلة الجزاء في مباراة تونس).

ومن الوارد جدا أن تكون ركلات الترجيح الكلمة الفصل في تحديد الفائز في مباراة النهائي، بين "محاربي الصحراء" و "أسود التيرانغا"، التي لم تفز يوماً باللقب القاري منذ بلوغها النهائي للمرة الأولى في مالي عام 2002، عندما حلت وصيفة للكاميرون بركلات الترجيح.

ولا يشكل رصيد الأهداف أوجه الشبه الوحيد بين الاثنين، فكلاهما تعلق عليه آمال شعبية كبيرة، وكلاهما يريد إدخال الفرحة على جمهوره.

بيب غوارديولا أصرّ في موسم 2016 على التعاقد مع لاعب ليستر سيتي، في صفقة جعلت من رياض محرز الأغلى عربيا بقيمة 65 مليون يورو.

ومنذ وصوله إلى الفريق توج محرز بجميع البطولات الممكنة بما في ذلك الثلاثية التاريخية المحلية في موسم واحد، بعد حصد الدوري الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية وكأس الاتحاد الإنجليزي.

في المقابل يجب التنويه أيضاً إلى أن محرز غاب عن المشاركة كأساسي في معظم مباريات الموسم مع الفريق الانجليزي، وبلغ مجموع مشاركاته 44 مباراة، تمكن فيها من تسجيل 12 هدفا، وصناعة مثلها.

وعلى درب محرز، ترك ماني بدوره بصمة تاريخية في سوق انتقالات اللاعبين الأفارقة، إذ انتقل إلى ليفربول مقابل 34 مليون جنيه إسترليني ليتجاوز بهذا الرقم القياسي السابق الذي كان من نصيب الإيفواري ويلفريد بوني، الذي انتقل من سوانزي سيتي إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في يناير (كانون الثاني) 2015 مقابل 28 مليون إسترليني.

وماني حاز مع ليفربول، وقبله أيضاً عدداً من الألقاب الفردية، قبل أن يتوج مسيرته في الموسم المنصرم بلقب دوري أبطال أوروبا إضافة لاحتلال ليفربول المركز الثاني في الدوري الإنجليزي بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي.