السّلام عليكم
فعلا أخي نِعم من جبَرَ وجبَّر الخاطِر
ومرحى بك وبما جادت به مُداخلتُك وإن كان ردّي في عُجالةٍ قد يُسقِط بعض الأخطاء فأنتظِر تكرّما منكم تبيانها.
أوّلا أيها الفاضل يُمارسُ الدّعْكُ إلانةً للشّيء..
والدّعْك بهذا المقام يعني الدّلْكُ إلانةً
فيا من (تدلكون) المنابِر (بسواعد تمتدُُّ إرضاءً وتقرُّبا لأصحبِها)
[والمنبر يوحي بمكانٍ مرتفعٍ يُرى منه ويُسمعُ من اعتلاه خاطبا أو حاكِما ..]
وكُثرٌ هم معتلو المنابر لا لشيءٍ إلاّ لإلقاء شعاراتهم الزّائفة عكسَ خُبثهم المُضمَر
طبعا وحلّ المنبر مكان أصحابه فكانت الفكرة غير مباشرة تعمّدا من صاحب النصّ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صياغةٍ أخرى لفكرتي هذه:
تمهّلوا فلن تُبينَ التّقتيرََ مرايا المآثِر!
تمهّلوا فمرايا المآثِر لن تُظهِرَ تَضْييقَكم ومحاصرتكم...
والتّقتير من البُخْلِ والتّضييق..هذا المعنى الأخير الذي قصدتُ توظيفه
ولا غرض لي من توظيفه تسويغا للقافية..
وإنّما أدرتُه صورةً مُضادّةً لِما ألحقتُه من معنىً يتعلّق بلفظة (المآثر)
والتّضييق يتعلّق بأولئك الذين خاطبهم الكاتب ممّن يدْعكونَ المنابِرَ تقرُّبا.. فزادَ في تحذيرِهِم مُبصِّرا إيّاهم
(أنَّه لا يُمكن لمرايا المآثِر..أي المكارم من الأفعال الحميدة أن تعْكِسَ صُورَ تجبُّرٍ يعتمدونه ويمثّل حقيقتهم)
أي أنّ أفعالهم أوهنَ وأحقَر من أن تبلُغ مكانة الظّهور بصورة المكارِم
(بصياغةٍ أخرى: طيبوا نفْسا ..لن تخدعونا ..فلن تظهر أفعالكم الحقيرة بصُور المكارم..)
وقد أوردتُ تباعا ما يوحي بمعنى الزّيف الذي يرتديه هؤلاءِ ثوبا ويتعلّق مثلما سبق القول أعلاه بشعاراتهم وحتّى ما يصدر عنهم عامة من أفعال
(سواء كانوا أصحاب المنابِر أو من يدْعكونَها) الشّيتة بالمعنى العامي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
اكتمان الشّيء اختفاؤُه
يكتمِن مثلما ورد بالنصّ فعل مضارع بمعنى يختفي أو يتوارى
اكتمن (فعل ماضٍ) بمعنى اختفي وتوارى
وجذره أو أصله: (كمَنَ: فعل ثلاثي لازم)
معناه اختفى وتوارى
والمشتقّ:
*مصدرُه (مكْمون) و(كُمْنة)
*واسم فاعله (كامِن)
*والمفعول مكْمونٌ فيه
*اسم المفعول مُكْمَن من الفعل أَكمنَ
*واسم المكان: مكْمَن (موضع اختفاء)
ونقول: كمَنتُ الشّيءَ (أخفيتُه، واريْتُه في..)،
أكمُنُ الشّيء (أخفيه، أُواريه..)ومعنى كمن اختفى وتوارى.
هذا ومنه بعض ما طالعته بمعاجم اللّغة يوم صُغتُ كلماتي..والله أعلم
ثمّ منكم نستفيد..