الصهيونية الشريرة
20-08-2018, 09:35 AM









في 10 نوفمبر 1975, صوتت الامم المتحدة على قرار يعتبر الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية. قرار اجمع عليه المجتمع الدولي بعد ان ايقن ان الدولة القائمة على الايديولوجية الصهيونية , دولة شرعت قوانينها على اساس التمييز العنصري بين ماهو يهودي وغير يهودي
الصهيونية ودولتها اعتبرت نفسها منذ قيامها في حالة تصادم مع الشعب الفلسطيني لماتحمله من مشاريع استيطانية للسيطرة على الارض , واعتمدت التهويد اسلوبا ومنهجا لفرض ايديولوجيتها.
واذا كان الجهد العربي والفاعلية الفلسطينية والمناخ الدولي استطاعوا معا توليد هذا القرار , فان التحولات الدولية والعالم العربي التابع , قامت بالغاء هذا القرار عام 1991. الواضح ان بين هذين القرارين عناصر ثلاثة متحولة , وخارجها عنصر ثابت لايتحول ولايتغير , والعناصر المتحولة هي المناخ الدولي ,ذلك ان القرار الاول جاء بعد هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام وصعود الحركات التحررية في العالم ابتداء من الهند الصينية وصولا الى انجولا في افريقيا وتشيلي في امريكا اللاتينية , والعنصر الاخر هو ازدياد وتيرة الكفاح المسلح الفلسطيني , وتعرف العالم من جديد على المأساة الفلسطينية , والعنصر الثالث هو الوضع العربي ,فلم يكن العرب انذاك قد بلغوا قرار العجز والهوان والتمزق الذي بلغوه الان .اما العنصر الرابع والثابت والذي لايغادر موقعه ابدا فهو عدوانية اسرائيل وعنصرية وعدوانية الصهيونية فقبل عقد من الزمن من الغاء الامم المتحدة لقرارها بعنصرية الصهيونية كانت اسرائيل قد حاصرت بيروت ودخلتها عام 1982 واسهمت في مجازر صبرا وشاتيلا واغارت على المفاعل النووي العراقي , واحتلت جنوب لبنان , واغتالت ابو جهاد وابو اياد في تونس , وكسرت اصابع الاطفال الفلسطينيين الذين دخلوا ملحمة رمي الحجارة ابتداء من العام 1987 .
قبل ان يصدر قرار الامم المتحدة في العام 1975 كانت الصهيونية عنصرية ونموذجية في عنصريتها , منذ ان احتلت فلسطين واعملت فيها المذابح الجماعية واشهرها مجزرة دير ياسين عام 1948 ومجزرة قرية الطنطورة في العام ذاته , وصولا الى مجزرة كفر قاسم عام 1956 , والاعتداء على مصر في ذات العام , ولم تكن الصهيونية على غير طبيعتها حين احتلت هضبة الجولان , ولم تكن الصهيونية خارج طبيعتها بعد هذا القرار حين اعلنت القدس عاصمة لاسرائيل الى الابد , ولم تكن كذلك بعد الغاء القرار الخاص بعنصريتها فاستمرت في قتل الشعب الفلسطيني , وقدمت للبشرية درسا قاسيا في الاجرام بارتكابها مجزرة قانا
وبداهة فان العرب الذين يحترمون مبادىء العقل لم يروا في الصهيونية جديدا , فقد كانت هذه العقيدة ولاتزال تؤمن بثلاث كلمات , شعب الله المختار , ولايحتاج العرب الى اكتشاف واعادة اكتشاف الصهيونية , لانها تشرح لهم ذاتها باساليب مختلفة كل يوم , بدء بتهديم القرى ونسف البيوت واقتلاع الاشجار , وصولا الى سياسة الاغتيالات الفردية والجماعية , مرورا بهواية الجندي الاسرائيلي في اطلاق النار على رؤوس الاطفال الفلسطينيين.
ان ما يحتاجه العرب , هو معرفة سبب العجز العربي في مواجهة الصهيونية , والسؤال المعلق في الهواء هو : اذا كانت الصهيونية شريرة الخلق والوجه والروح فلماذا بقيت منتصرة حتى اليوم ؟ واذا كانت الطبيعة العربية خيرة وفاضلة فلماذا لاتنازل طبيعة اخرى عنوانها الشر والعدوان .
من مواضيعي 0 الصهيونية الشريرة
التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 20-08-2018 الساعة 10:22 AM