"مصباح" لـ"غوركوف": اتركني وشأني، ما دمت تتجاهلني !
06-04-2015, 08:50 PM

خاطب الدولي الجزائري "جمال الدين مصباح" مدربه "كريستيان غوكوف:"اتركني وشأني .. ما دمت تتجاهلني !"، وهمّ "مصباح" بمغادرة الأراضي القطرية لولا تدخل صديقه المقرّب "سفيان فغولي"، قبل أن يهرع "محمد روراوة" رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، لإطفاء خامس فتنة في بيت محاربي الصحراء منذ تولي "غوركوف" زمام الخضر في 19 جويلية 2014.

سرّب مصدر عليم لـ"الشروق الرياضي"، الاثنين، فحوى واقعة الظهير الأيسر لـ"سامبدوريا" الايطالي مساء 28 مارس المنقضي، فمباشرة بعدما علم "مصباح" (29 سنة) بعدم تواجده بين الأساسيين ضدّ سلطنة عمان، ذهب إلى "غوركوف" وقال له بصريح العبارة: اتركني وشأني .. ما دمت تتجاهلني !، ولأنك لا تعتمد علي فالنادي أولى بي".

كلام "مصباح" أثار ذهول "غوركوف" الذي تحاشى تصعيد الموقف مع مدافعه الذي كان في غاية الاستياء، وافترق الرجلان بعد مسارعة "سفيان فغولي" إلى أخذ صديقه الحميم "جمال الدين" إلى الغرفة، لكن "مصباح" الذي استشاط غضبا حاول حزم حقيبته في تلك الليلة لولا تهدئته من طرف متوسط ميدان "فالنسيا" الاسباني.

تلك الحادثة تفاعلت ساعات من بعد، بعد نشر الصحافة الجزائرية للخبر، وهو ما كانت له تداعياته داخل محيط الخضر، حيث خرج "محمد روراوة" عن طوره وعقد اجتماعا استعجاليا لكافة الطاقم الفني بحضور "مصباح" لرأب الصدع، وانتهى بمطالبة "الحاج" لـ"مصباح" بعقد لقاء صحفي على السريع ينفي فيه الحادثة جملة وتفصيلا بداعي "الحفاظ على تماسك وتوازن المجموعة"، وهو ما رضخ له "مصباح" على مضض وبعد تدخل متجدد من "فغولي"، في وقت عكف الثنائي "محمد عادل حاجي" و"عبد القادر برجة" على (تلقين) "مصباح" ما "يجب قوله"، وما "ينبغي تفاديه" (..)، قبل أن يتم إخراج المسألة بالكيفية التي يعرفها الجميع.

تكريس الهروب إلى الأمام!!!!!

المثير أنّ ما حدث في "النزهة القطرية" جرى التعتيم عليه كالعادة، دون أن يجري تشخيص حقيقة المرض الذي جعل خامس "خروج عن السطر" يتكرر بعد الذي وقع تباعا لكل من: سوداني – غيلاس – جابو وبونجاح، وطبعا سيكون "الإبعاد" جزاء "مصباح" عن الذي بدر منه، تماما مثلما جرت العادة مع "المغضوب عليهم".

وإذا كان الأمر يفرض ضرورة عدم التساهل مع الانضباط، فإنّ الواضح أنّ "غوركوف" لن يزعج نفسه كثيرا وسيرتضي تكريس نظرية الحلول السهلة التي ظلت مهيمنة لدى مدربي المنتخب المتعاقبين، منذ حادثة "مهداوي - عمروش" (فيفري 1998)، "سعدان – واضح" (جانفي 2004) ثمّ "سعدان – لموشية" (جانفي 2010) و"خاليلوزيتش – بودبوز" (جانفي 2013)، وأخيرا "غوركوف - غيلاس"(نوفمبر 2014) و"غوركوف – جابو" (فيفري 2015) وهي أشهر الوقائع وليست جميعها.

وفي وقت يجنح كبار المدربين على المستوى العالمي، إلى معالجة حالات "التمرّد" في نواديهم أو منتخباتهم بترسيخ لغة الحوار، على غرار ما فعله الايطالي "فابيو كابيلو" مع "واين روني" الانجليزي، وكذا البرتغالي "جوزيه مورينهو" مع الايطالي "ماريو بالوتيلي"، على سبيل المثال لا الحصر، يفضّل المدربون في ديارنا أسلوب "أول الدواء هو الكيّ" !، مع أنّ حالة "مصباح" كان يمكن علاجها على نحو مغاير، إذ شعر المدافع المخضرم بـ"التهميش"، بعدما انتظر الاستفادة من وقت لعب في مقابلة شكلية، بيد أنّ "غوركوف" رأى غير ذلك، والأخطر أنّه لم يتحاور مع مدافعه !

أكثر من ذلك، يصرّ غوركوف مثل سابقيه، على الهروب إلى الأمام، وكما جرت العادة سيستهلك "غوركوف" بضعة أشهر، حتى يكشف عن السبب الحقيقي لحكاية "جمال الدين مصباح"، والضحية في كل هذا هو المنتخب الجزائري الذي سيفقد جهودا تحت غطاء "الحسابات" !.